يمر اليهود المتشددين في إسرائيل أو "الحريديم"، بمرحلة حرجة، وكذلك الأمر بالنسبة للجيش الإسرائيلي، الذي يسعى الآن بعد حكم أصدرته المحكمة العليا في يونيو (حزيران) الماضي، إلى تجنيد نحو 3 آلاف من الحريديم، المعفيين سابقاً.

وحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، انضم حوالي 300 رجل من الحريديم والخلفيات الدينية للخدمة العسكرية، الإثنين الماضي، لكن معظم الحريديم ما زالوا يقاومون التجنيد، حتى مع الموعد النهائي لتجنيدهم المتوقع بحلول نهاية العام الجاري.

Israel’s Ultra-Orthodox Jews Are at a Crossroads as Military-Draft Orders Arrive https://t.co/eGi3naZUA7

— John Finn / Seán Óg Fionn (@SeanFionn) September 5, 2024 أسوأ من الموت

كان "يحييل وايس" متحمساً للغاية للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، لدرجة أنه لم يستطع النوم في الليلة التي سبقت ذهابه إلى موقع التجنيد العسكري هذا الأسبوع. وكان الشاب البالغ من العمر 19 عاماً، وينتمي إلى عائلة متشددة يأمل في الانضمام إلى وحدة تابعة للقوات الجوية تقوم بتحميل الذخائر على الطائرات.

وفي مركز تجنيد عسكري على بعد أميال قليلة، قال شلومو روث، وهو أيضاً يبلغ من العمر 19 عاماً وهو من اليهود المتشددين، إنه أحرق آخر خطاب تجنيد تلقاه بينما كان يقف مع مجموعة تحتج على تجنيد الجيش للرجال، من هذه الزاوية المنعزلة من المجتمع الإسرائيلي. وقال: "بالنسبة لنا، فإن التواجد في الجيش أسوأ من الموت". 

وعلى الرغم من الاهتمام الذي أبداه شباب مثل وايس، فإن أغلب زعماء الحريديم يخشون أن يتحول الجيش إلى وعاء تنصهر فيه عناصر من الحريديم، وتجذب الرجال المتشددين إلى الثقافة الإسرائيلية السائدة.

وذكرت الصحيفة أنه ربما يضطر الجيش قريباً إلى اتخاذ قرار، بشأن كيفية التعامل مع التهرب من الخدمة العسكرية على نطاق واسع، في وقت يكافح فيه للحصول على المزيد من القوى العاملة، بسبب الحرب التي استمرت قرابة عام في غزة.

خطوة متطرفة

وفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، أعلنت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن 48 فقط من أول 900 شاب متشدد، من الشباب الذين تلقوا أوامر التجنيد الصادرة عن المحكمة، حضروا إلى مركز التجنيد لاستكمال تقييماتهم الأولية.

وفي الماضي، كان أغلب الرجال الحريديم يحضرون ويحصلون على إعفاء، كما يقول إسرائيل كوهين، المعلق السياسي في إحدى محطات الإذاعة الحريدية. ولكن المجتمع الحريدي بدأ الآن في تشديد موقفه. وقال في إشارة إلى الزعامة الحاخامية، التي تقود المجتمعات الحريدية المختلفة في إسرائيل: "اليوم يقول كل التيار الحريدي هذا، إنها خطوة متطرفة بحكم الأمر الواقع".

وفي الشهر الماضي، أعلن الجيش أنه يستدعي آلاف الجنود الاحتياطيين المسرحين للعودة إلى الخدمة، وتدفع وزارة الدفاع إلى سن تشريعات لزيادة الحد الأدنى للخدمة الإلزامية، والتزامات الخدمة الاحتياطية.

ضغوط مجتمعية

ويأتي الجدل حول تجنيد الحريديم، في الوقت الذي يكافح فيه الجيش لتعزيز صفوفه، التي تعاني من التوتر بسبب القتال في غزة، وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وفي جبهة متوسعة في الضفة الغربية. كما أن هذه الضغوط تعمل على إشعال التوترات، التي كانت قائمة منذ فترة طويلة بين المجتمع الأرثوذكسي المتطرف، والدولة الإسرائيلية العلمانية إلى حد كبير.

ولفتت الصحيفة إلى أن مشاركة الحريديم في المجتمع الإسرائيلي، الأوسع نطاقاً تشكل مسألة ملحة على نحو متزايد، فالمجموعة هي واحدة من أسرع المجموعات السكانية نمواً.

ومن بين 1.3 مليون يهودي متشدد يعيشون في إسرائيل اليوم، هناك نحو 80 ألف رجل في سن التجنيد. ويقول الخبراء إنه بحلول عام 2050، سيمثل الرجال الحريديم 41% من قاعدة التجنيد المحتملة في إسرائيل، الأمر الذي يزيد الضغوط على القضية من أجل التوصل إلى حل.

ولا يزال من غير الواضح، كيف سيتعامل الشباب الحريدي والجيش، مع التهرب من الخدمة العسكرية على نطاق واسع. فالعملية العامة التي يتبعها الجيش تتلخص في إرسال 3 أوامر حضور قبل بدء الإجراءات القانونية، وإذا تم إعلان شخص ما هارباً من الخدمة العسكرية، فيمكن منعه من مغادرة إسرائيل أو اعتقاله.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحريديم الإسرائيلي إسرائيل الحريديم فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تغلق معبر رفح أمام المرضى والمصابين

أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل أغلقت معبر رفح أمام حركة الأفراد، وذلك بعد ساعات على استئنافها الحرب على قطاع غزة.

وقالت الهيئة  إن إسرائيل أبلغت العاملين في الجانب الفلسطيني من المعبر هذا الصباح بأن المعبر قد أغلق على الفور.

وتابعت: "تم إخطار بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في المعبر بالقرار".

ولفتت إلى أن "افتتاح معبر رفح في إطار تفاهمات اتفاق المرحلة الأولى" من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وبموجب الاتفاق، سُمح باستخدام معبر  رفح لإخراج جرحى ومرضى من القطاع.

ومن جانبها،  قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن "إغلاق المعبر جاء بقرار من وزير الدفاع يسرائيل كاتس ولن يغادر مرضى قطاع غزة ابتداء من اليوم".

إسرائيل تغلق الجانب الفلسطيني من معبر رفح أمام خروج المرضى والجرحى من قطاع #غزة#الأردن #التلفزيون_الأردني #فلسطين pic.twitter.com/mkRSq3h1Ip

— Jordan TV-التلفزيون الأردني (@JrtvMedia) March 18, 2025

وجاء القرار الإسرائيلي بعد توجيهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باستئناف الحرب على قطاع غزة فجر اليوم، لينتهي بذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأفادت وزارة الصحة بغزة، بوصول 254 قتيلًا فلسطينياً وأكثر من 440 مصاباً بينهم حالات "خطيرة جداً" إلى مستشفيات القطاع، "نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات فجر اليوم على قطاع غزة".

وأوضحت الوزارة في بيان، أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وجاري العمل على انتشالهم.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، مقتل أكثر من 322 فلسطينياً وإصابة عشرات آخرين خلال 5 ساعات من العدوان الإسرائيلي، بينها عائلات كاملة، وصل جزء للمستشفيات.

بالأسماء.. ضربات إسرائيلية تقتل قيادات في حماس - موقع 24أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن عدداً من قيادات حماس في قطاع غزة، قتلوا في الغارات العنيفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، من بينهم مدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء محمود أبووطفة.

وفجر اليوم، استأنفت إسرائيل بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، واستهدف المدنيين وقت السحور.

عودة الحرب على غزة.. إسرائيل تتوعد "بالجحيم" وأول تعليق من واشنطن - موقع 24استأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، بسلسلة من الغارات العنيفة، أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين بينهم أطفال

ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير  (كانون الثاني) الماضي.

مقالات مشابهة

  • نحن الآن في أخطر مفترق طرق
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • إسرائيل تغلق معبر رفح أمام المرضى والمصابين
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء لسكان عدة أحياء في قطاع غزة
  • لقطات لبعض الذخائر والأسلحة والحبوب المخدرة التي عثرت عليها قوات الجيش داخل أوكار ميليشيا حزب الله بقرية حوش السيد علي بريف القصير غرب حمص
  • شاهد: الجيش الإسرائيلي يُدخل 3 طائرات حربية جديدة إلى الخدمة
  • حاكم دارفور يؤكد عدم وجود تجنيد مسلح في الإقليم
  • مناوي ينفي وجود تجنيد للحركات وينادي بمقاومة دعوات انفصال دارفور
  • بريطانيا تدعو إسرائيل إلى إنهاء منع وصول المساعدات والكهرباء لغزة