سودانايل:
2025-03-26@13:37:29 GMT

أي المصائب لم نواجه لؤمها

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

بلدي بلاد الحضارة العريقة التي يرجع تاريخها لسبع آلاف من السنين , حاضرة معالمها و آثارها التي تمددت علي ارضها الطيبة الواسعة , متعددة التضاريس متنوعة البيئات عاشت عبر العصور تروي عن مجد تليد و تأريخ حافل بالعزة و المهابة و السؤدد . بلدي جميل ذو طبيعة أخاذة متنوعه من سهول منبسطة و جبال متناثرة و أودية جاريه و سحب غائمة ماطره و جداول رقراقه و شمس متوهجه و قمر و زروع و اشجار وطيور و أنعام بلد تمازجت فيها الدماء و تعددت فيها السحنات واختلفت فيها الألسن و تلون فيها الخيال .

و شعب بلادي متحضر , كريم , عفيف , أمين , حفيظ , نبيه , مقدام , متصالح متعاون متكاتف سخي مضياف .

غير أنه مكلوم و مأزوم و عرضة للأحداث الجسام و مسرحا للكوارث الكبيرة . فقد شهد في تاريخه الطويل الممتد كافة صنوف المصائب و كل أنواعها اللئيمة . شهد المجاعات المرة القاسية و تجرع مرارات العدم والفقر و الجوع , و خاض وحل الفيضانات و السيول المدمرة التي أحدثت الغرق و التشرد الخراب , و طالت سهوله و غاباته الحرائق الكبيرة التي التهمت زرعه و هلكت ضرعه و مر بتجربة الأمراض المعدية التي فتكت بالبسطاء و أودت بحياة العجزة والصغار و هاهو الآن كما في كل مرحلة من تأريخه , يشهد حربا لعينة مجنونة تمددت مساحتها و توسعت رقعتها و تعاظم أثرها و تطاير شررها و كأني بها تقول أنني جديرة ايضا بأن أبقي ملمحا ضمن تأريخ هذا البلد المأزوم .

و ها نحن الآن نعيش مرحلة الحرب , أم الكوارث , و أقسي و أمر المصائب , فقد طغي صوت السلاح و أسكت صوت الحكمة وحجي العقل و استقبلت البلاد أزمة أخري تضاف الي أزماتها , فظلل الخوف سماها وانداح الرعب في أرجائها و انتثر البؤس علي أشجارها, فبعدت الشقة بين ابنائها ,فانتشر الموت يحصد الجميع بلا تمييز و كثر النزوح والتشرد و الهروب الي الملاجئ الحزينة فتشتت الأسر و تفرقت بهم السبل . أن أصعب مراحل حياة الانسان هي الحياة التي تفرض عليه بالقوة و القهر و يعيش فيها المرء كسير الخاطر مهيض الجناح , غير قادر علي امتلاك قراراه أو اختيار ما يناسبه من حياة .

لقد عاش الفرد السوداني جراء هذه الحرب مغلوبا علي أمره, يتجرع مرارات القهر ويحيا رعب الحرب و الموت الجماعي أو الانكسار و الخضوع و التعرض للزلة و المهانة . لقد تعرض عدد من ابناء هذه البلاد لكل صنوف العذاب و المذلة وحتي إن نجا من الموت بالرصاص مات جوعا أو مرضا أو طريدا تحت وهج الشمس الحارقة .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«خليفة التربوية» تختتم تقييم أعمال الجائزة 2025

أبوظبي: «الخليج»
أعلنت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية انتهاء مرحلة تقييم وتحكيم الأعمال المرشحة المقدمة للدورة الثامنة عشرة 2025، والتي اجتازت مرحلة الفرز، وعُرضت للتقييم والتحكيم من قبل لجان أكاديمية وتربويّة مختصة بالمجالات المطروحة للدورة الحالية، على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكد حميد الهوتي، الأمين العام للجائزة، تقدير الأمانة العامة للجائزة للمشاركة الواسعة من قبل الميدان التربوي والأكاديمي والجهات المجتمعية ذات العلاقة بالشأن التربوي.

مقالات مشابهة

  • مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة الدكتور زهير قراط خلال المؤتمر: في ‏لحظة فارقة وخاصة فيما يتعلق بواحدة من أهم وأصعب التحديات التي ‏نواجهها وهي نقص أدوية السرطان وتأثيره الكارثي على حياة آلاف ‏المرضى وعائلاتهم في مختلف أنحاء البلاد؛ لقد أصبح هذ
  • المليشيا تتجرع هزيمة نكراء في الخرطوم .. وهي حالياً في مرحلة هروب جماعي
  • «خليفة التربوية» تختتم تقييم أعمال الجائزة 2025
  • طريقة عمل الغريبة الدايبة بثلاث مكونات فقط في 15 دقيقة
  • فريق طبي بمستشفى أسيوط الجامعي ينجح في إنقاذ حياة طفل من الموت
  • صحافيو غزة في مواجهة القتل المتواصل... العمل على حافة الموت
  • مئات الضحايا.. قصة العتالين الكورد في طريق الموت بين العراق وإيران
  • “الإعلامي الحكومي” يُحذر: قطاع غزة دخل مرحلة خطيرة
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • نجم اليابان: نحتاج أن نواجه المنتخب السعودي لنعدل أخطائنا أمامهم