إبراهيم الخازن / الأناضول

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن زيارته إلى تركيا تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين، معتبرا أن الأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة تؤكد أهمية التنسيق والتعاون بينهما.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع السيسي خلال زيارة بدأها الرئيس المصري إلى أنقرة الأربعاء، وهي الأولى له منذ وصوله للسلطة صيف 2014.



وقال السيسي إنه يعرب عن سعادته البالغة بزيارته الأولى إلى تركيا ولقائه الرئيس ‎أردوغا‎ن.

واعتبر أن "زيارته تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين".

** "ازدهار مستمر" بالعلاقات

ونوه الرئيس المصري بـ"الازدهار المستمر" في العلاقات بين الشعبين المصري والتركي خلال السنوات الماضية، لاسيما الحركة السياحية المتنامية.

ولفت كذلك إلى العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين "التي تشهد نموا مضطردا"، فضلا عن زيادة الاستثمارات التركية في مصر، خاصة في مجال التصنيع.

وأكد على رغبة البلدين "الصادقة" في المزيد من تطوير العلاقات والتعاون، وللبناء على نتائج زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر في فبراير/ شباط الماضي.

** مجلس التعاون "نقلة نوعية"

وعن نتائج زيارته، قال السيسي إنه ترأس والرئيس أردوغان في أنقرة اليوم الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي يهدف لإحداث "نقلة نوعية" في كافة المجالات، وأبرزها التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والزراعة.

وأضاف: "كما شهدنا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم، التي تهدف إلى وضع إطار مؤسسي جديد للتعاون بين بلدينا".

ولفت السيسي إلى أنه تم خلال مباحثاته في أنقرة، اليوم، "التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين، ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك في ظل مناخ الاستثمار المتميز بمصر، والذي مكنهم من زيادة حجم أعمالهم وبيع منتجاتهم في مصر، والتصدير للخارج".

وأفاد كذلك بأنه تم "التأكيد كذلك على أهمية تيسير حركة التجارة البينية، وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين بهدف رفع الإجمالي السنوي للتبادل التجاري بينهما إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة".

وفي أغسطس/ آب 2023، أكد وزير التجارة التركي عمر بولاط، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري أحمد سمير صالح، بالقاهرة أن أنقرة تهدف لرفع حجم التجارة مع مصر إلى 15 مليار دولار خلال 5 أعوام، بعد بلوغه 10 مليارات في 2022.

** القضايا الإقليمية

وعن فحوى محادثاته في أنقرة بشأن القضايا الإقليمية، قال الرئيس المصري: "ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم من أزمات وتحديات بالغة توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا".

وأضاف: "من هذا المنطلق، ناقشت مع الرئيس أردوغان سبل التنسيق والعمل معا للمساهمة في التصدي للأزمات الإقليمية، وعلى رأسها معالجة المأساة الإنسانية التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون في غزة فـي كارثة غير مسبوقـة قاربت علـى العـام".

وتابع: "يهمني في هذا الصدد إبراز وحدة موقفي مصر وتركيا حيال المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، ورفض التصعيد الإسرائيلي الحالي في الضفة الغربية، والدعوة للبدء في مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة".

وأشار في هذا السياق إلى التعاون المتواصل بين مصر وتركيا منذ بداية الأزمة لـ"إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة على الرغم من المعوقات المستمرة التي تفرضها إسرائيل".

وبشأن الوضع في ليبيا، قال الرئيس المصري: "تبادلنا وجهات النظر واتفقنا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا".

وأضاف: "تم التأكيد على أهمية طي صفحة تلك الأزمة الممتدة من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن، وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، حتى يتسنى لليبيا الشقيقة إنهاء مظاهر الانقسام وتحقيق الأمن والاستقرار".

وحول الوضع في سوريا، قال السيسي: "أكدنا تطلعنا إلى التوصل لحل لتلك الأزمة (...) التي أثرت (سلبا) على الشعب السوري الشقيق بشكل غير مسبوق".

وأعرب الرئيس المصري عن "ترحيبه بمساعي التقارب بين تركيا وسوريا؛ حيث نهدف في النهاية إلى تحقيق الحل السياسي ورفع المعاناة عن الشعب السوري وفقا لقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها والقضاء على الإرهاب".

وبخصوص الحرب المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، قال الرئيس المصري: "تم (خلال المباحثات مع أردوغان) استعراض الأزمة في السودان، والجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي".

ولفت إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى الأوضاع في القرن الإفريقي وخاصة بالصومال؛ حيث "اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه".

** التهدئة بمنطقة شرق المتوسط

وأعرب السيسي عن تطلعه إلى "استمرار التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط والبناء عليها وصولا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة؛ ليتسنى لنا جميعا التعاون وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بها.. لتحقيق الرفاهة لشعوب المنطقة أجمع".

وفي ختام حديثه، أعرب الرئيس المصري كذلك عن "تطلعه لاستقبال الرئيس أردوغان مجددا في مصر لاستمرار البناء على تواصلنا المباشر بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين والمنطقة بأسرها".

وفي وقت سابق الأربعاء، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، نظيره المصري، بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قال الرئیس المصری الرئیس أردوغان بین البلدین مصر وترکیا فی مصر

إقرأ أيضاً:

هاريس تدين العنف السياسي بعد حادث إطلاق النار قرب مقر إقامة ترامب

علّقت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن على إعلان حملة المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب الأحد عن وقوع "إطلاق نار على مقربة منه".

ودانت هاريس الأحد العنف السياسي بعد إطلاق النار على مقربة من ترامب، منافسها الجمهوري في الانتخابات المقررة في نوفمبر.

وقالت المرشحة الديمقراطية "لقد تم إطلاعي على تقارير عن إطلاق أعيرة نارية بالقرب من الرئيس السابق ترامب وعقاراته في فلوريدا، وأنا سعيدة لأنه آمن"، وأضافت: "لا مكان للعنف في أميركا".

وقال البيت الأبيض الأحد إن الرئيس بايدن ونائبته هاريس "يشعران بالارتياح" بعد الإعلان أن المرشح الجمهوري ترامب في أمان عقب إطلاق نار على مقربة منه وفق فريق حملته.
وأوردت الرئاسة في بيان "تم إطلاع الرئيس ونائبة الرئيس على الحادثة الأمنية في ملعب ترامب الدولي للغولف، حيث كان الرئيس السابق ترامب يلعب الغولف. وقد شعرا بالارتياح لمعرفة أنه آمن".

وذكر المتحدث باسم حملة ترامب الانتخابية ستيفن تشيونغ في بيان "الرئيس ترامب آمن بعد إطلاق نار على مقربة منه. ولا توجد تفاصيل أخرى في هذا الوقت".

وكان ترامب يلعب الغولف في ملعبه في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، على مقربة من مقر إقامته في مارالاغو، خلال يوم ينقطع فيه عن الحملة الرئاسية، وفق تقارير إعلامية متعددة.

وكان برفقة فريق الحماية الخاص به عندما تم إطلاق الأعيرة النارية.

وذكرت تقارير إعلامية أنه تم العثور على سلاح، قيل إنه بندقية من طراز كلاشنيكوف.
 

مقالات مشابهة

  • هاريس تدين العنف السياسي بعد حادث إطلاق النار قرب مقر إقامة ترامب
  • إسماعيل: أزمة “المركزي” بلغت ذروتها والأوضاع الاقتصادية ستزداد قسوة
  • مستشار أوكراني ينفي وجود بند لوقف إطلاق النار ضمن خطة سيقدمها زيلينسكي لبايدن
  • واشنطن تدعو “الدعم السريع” لوقف هجومها على مدينة الفاشر السودانية
  • يا فخامة الرئيس أردوغان، إن الدكتور/عبد الحي يوسف ليس كالمرحوم الدكتور/الفاتح حسنين
  • واشنطن: حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • هاريس: حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة
  • أفريكا انتليجنس: “بن قدارة” ينأى بنفسه عن الأزمة التي تشهدها ليبيا حاليًا
  • جوتيريش يعرب عن تقديره لدور مصر وقطر والولايات المتحدة لجهودهم لوقف إطلاق النار في غزة
  • باحث: الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالقرار الأممي لوقف إطلاق النار في لبنان