بوليتيكو: إيران دفعت ملايين الدولارات لإنهاء هجوم إلكتروني ضخم على بنوكها
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
نقل موقع “بوليتيكو” الأمريكية نقلا عن أشخاص وصفهم بـ”مطلعين على القضية” إن الهجوم الإلكتروني الضخم الذي ضرب إيران الشهر الماضي هدد استقرار نظامها المصرفي وأجبر السلطات على الموافقة على صفقة فدية بملايين الدولارات.
ودفعت شركة إيرانية فدية قدرها ثلاثة ملايين دولار على الأقل الشهر الماضي لمنع مجموعة مجهولة من القراصنة من إصدار بيانات حسابات فردية من ما يصل إلى 20 بنكًا محليًا فيما يبدو أنه أسوأ هجوم إلكتروني تشهده البلاد، وفقًا لمحللين صناعيين ومسؤولين غربيين مطلعين على الأمر.
وقال المسؤولون إن مجموعة تُعرف باسم IRLeaks، والتي لها تاريخ في اختراق الشركات الإيرانية، ربما كانت وراء الاختراق. ويقال إن المتسللين هددوا في البداية ببيع البيانات التي جمعوها، والتي تضمنت بيانات الحسابات الشخصية وبطاقات الائتمان لملايين الإيرانيين، على شبكة الإنترنت المظلمة ما لم يتلقوا 10 ملايين دولار من العملات المشفرة، لكنهم اقتنعوا لاحقًا على مبلغ أقل.
وقال المسؤولون إن النظام في إيران ضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، خوفا من أن يؤدي الحديث عن سرقة البيانات إلى زعزعة استقرار النظام المالي المتذبذب بالفعل في البلاد، والذي يعاني من ضغوط شديدة وسط العقوبات الدولية التي تواجهها البلاد.
ولم تعترف إيران قط بالاختراق الذي وقع في منتصف أغسطس/آب، والذي أجبر البنوك على إغلاق ماكينات صرف النقود في مختلف أنحاء البلاد.
وقال أشخاص مطلعون على عملية اختراق البنوك الإيرانية لصحيفة بوليتيكو إن موقع IRLeaks ليس تابعًا للولايات المتحدة ولا لإسرائيل، مما يشير إلى أن الهجوم ربما كان من عمل قراصنة مستقلين مدفوعين في المقام الأول بدوافع مالية.
وأصبحت مثل هذه الحالات شائعة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة حيث يقوم قراصنة متطورون بالاستيلاء على البيانات الخاصة من الحكومات والشركات ويطلبون فدية مقابل عدم الكشف عن المعلومات.
إن إيران ليست غريبة على مثل هذه الأنشطة. ففي ديسمبر/كانون الأول، زعمت مجموعة “IRleaks” أنها سرقت بيانات عملاء ما يقرب من عشرين شركة تأمين إيرانية، وأنها اخترقت خدمة توصيل الطعام “سناب فود”. ورغم أن الشركات وافقت على دفع فدية لمجموعة “آي آر ليكس”، إلا أنها كانت أقل بكثير من المبلغ الذي حصلت عليه المجموعة من عملية اختراق البنوك، حسبما قال المسؤولون.
وقال المسؤولون إن IRleaks دخل إلى خوادم البنوك عبر شركة تسمى Tosan، التي تقدم البيانات والخدمات الرقمية الأخرى للقطاع المالي الإيراني. وباستخدام Tosan كحصان طروادة، يبدو أن المتسللين نجحوا في سرقة البيانات من البنوك الخاصة والبنك المركزي الإيراني. وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم من أجل الكشف عن معلومات حساسة، إن ما يصل إلى 20 مؤسسة ائتمانية نشطة في إيران من أصل 29 مؤسسة، تعرضت للاختراق.
وفي نهاية المطاف، أجبر النظام توسان على دفع الفدية التي طلبتها إيران من موقع “IRLeaks”، بحسب ما قاله شخص مطلع على الأحداث.
ولكن ما لم يتضح بعد هو ما إذا كان القراصنة قد استخدموا شركة توسان لضرب أهداف أخرى في إيران. وتتمتع الشركة بقاعدة عملاء واسعة، بما في ذلك كيانات حكومية خارج البنك المركزي.
لقد كان القطاع المالي الإيراني لفترة طويلة بمثابة نقطة الضعف بالنسبة للبلاد.
وتعاني البنوك الإيرانية من نقص رأس المال وفقاً للمعايير الدولية، كما أنها مثقلة بالقروض التي تضطر إلى تقديمها للحكومة، التي تعد أكبر مقترض في القطاع.
وفي فبراير/شباط، قال رئيس البنك المركزي الإيراني إن ثمانية بنوك في البلاد تواجه صعوبات شديدة وسيتم دمجها أو حلها.
ورغم هذه المخاوف، يواصل الإيرانيون إيداع أموالهم في البنوك والاعتماد عليها في التعامل مع معاملاتهم اليومية. ومع ارتفاع معدل التضخم إلى نحو 40%، يتجنب الإيرانيون استخدام النقود لصالح سهولة الدفع الرقمي.
ورغم هذا فإن الهشاشة الشاملة للنظام المصرفي تجعل المقرضين الأفراد عُرضة لخطر هروب مفاجئ لأموالهم من البنوك. وربما يفسر هذا الخطر سبب رفض النظام الاعتراف علناً بالهجوم وممارسة الضغوط على توسان لدفع الأموال للمتسللين.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار وقال المسؤولون
إقرأ أيضاً:
إيران تعلن إطلاق صواريخ موجهة بالذكاء الاصطناعي بمناورات الرسول الأعظم (شاهد)
أعلنت إيران أنها أطلقت صواريخ موجهة بالذكاء الاصطناعي خلال مناورات عسكرية في مياه الخليج، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية الاثنين.
ويجري الحرس الثوري الإيراني منذ الجمعة تدريبات في جنوب غرب البلاد وفي مياه الخليج ومحافظتي بوشهر وخوزستان، بحسب التلفزيون الرسمي.
رزمایش پیامبر اعظم ۱۹ بهمدت ۲ روز در خلیج فارس برگزار شد. در این رزمایش شلیک موشک پدافندی نواب از ناو و موشکهای بالستیک ساحل به دریا و شلیک کروزهای دریایی عملیاتی شد. پهپادهای مهاجر ۶ و ابابیل ۵ هم به موشکهای دارای هوش مصنوعی قائم و الماس مجهز شدند. pic.twitter.com/JlGvGzaX9j — خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) January 26, 2025
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن القوة البحرية للحرس "أطلقت صواريخ قائم وألماس المزودة بالذكاء الاصطناعي من طائرات بدون طيار متطورة من طراز مهاجر 6 وأبابيل 5".
وأضافت الوكالة أن هذه الصواريخ "دمرت بنجاح أهدافا افتراضية للعدو" في جنوب غرب البلاد.
ونقل التلفزيون عن قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأميرال علي رضا تانغسيري قوله إن هذه التدريبات ساعدت في حماية "مواقع حساسة مثل مجمعي الغاز والبتروكيماويات في عسلوية ومحطة الطاقة النووية في بوشهر ومنصات النفط ومصافي التكرير".
وأكد تانغسيري على أن هذه المناورات تهدف إلى إيصال رسالة السلام واعتماد سياسة اليد الممدودة إلى دول الجوار بالإضافة إلى زيادة التنسيق والاستعداد لمشاة البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية لمواجهة أي مغامرة لأعداء الوطن، على حد تعبيره.
يأتي هذا الإعلان بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دعم سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران خلال ولايته السابقة (2017-2021).
وقال ترامب الخميس إنه يريد التوصل إلى "اتفاق" مع إيران لتجنب توجيه ضربات للمواقع النووية الإيرانية.
وبالإضافة إلى الولايات المتحدة والصين، يمتلك عدد قليل من بلدان العالم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وفي آب/أغسطس، دعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الحكومة إلى زيادة الاستثمار في هذا المجال.
وفي الأسابيع الأخيرة، أجرت إيران تدريبات عسكرية في جميع أنحاء البلاد، وخاصة بالقرب من المنشآت النووية في الغرب والوسط.
في سياق متصل، كشف القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني، الاثنين، علي شادماني، أن بلاده اشترت طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز سوخوي-35، وذلك في ظل مخاوف غربية من تنامي التعاون العسكري بين إيران وروسيا.
وهذه هي أول مرة يؤكد فيها مسؤول إيراني شراء طائرات سوخوي-35. غير أن شادماني، الذي نقلت تصريحاته شبكة أخبار الطلبة (إس.إن.إن)، لم يفصح عن عدد الطائرات وما إذا كانت إيران قد تسلمتها بالفعل.
وقال شادماني نائب منسق المقر المركزي لخاتم الأنبياء في الحرس الثوري: "نقوم بشراء عسكري لتعزيز قواتنا الجوية والبرية والبحرية كلما لزم الأمر... كما تسارع إنتاج العتاد العسكري".