شارك اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس اليوم، فى الإجتماع الذى عقده الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، مع الدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية والمحافظين بجميع محافظات الجمهورية لمناقشة خطط العمل لتنفيذ المشروع القومي للتنمية البشرية « بداية جديدة»، والدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، والدكتور أحمد ضاهر نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، وعدد من قيادات وزارة التنمية المحلية.

وأكد الدكتور خالد عبد الغفار فى مستهل إجتماعه أهمية التضامن والتكاتف بين المحافظين والمجموعة الوزارية المعنية بملف التنمية البشرية، موضحاً بأن إدارة المشروع لا مركزياً ممثلة فى المحافظين، والعمل واتخاذ القرارات وفقًا لمستهدفات وطبيعة كل محافظة جغرافياً وإجتماعياً.

وأستعرض نائب رئيس مجلس الوزراء للمحافظين عدد من الأمثلة التطبيقية لمقومات التنمية البشرية لا سيما الأوضاع السكانية، والصحة، والتعليم، وكيفية تحديد المهام وتحقيق كافة المستهدفات بكل محافظة، معلناً أنه سيتم إطلاق منظومة إلكترونية للمحافظين خلال الأسابيع المقبلة، تتيح لهم المتابعة المستمرة لمؤشرات العمل بكل مجال ضمن المجالات التي يتضمنها المشروع، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن ملف الصحة والسكان وتنمية الأسرة يأتي على رأس أولويات العمل.

وأشار إلى أنه لا يمكن تطبيق نموذج موحد بجميع المحافظات نظرًا لاختلاف الخصائص السكانية بكل محافظة، وشدد فى هذا الصدد على ضرورة التنسيق الدائم بين المحافظين والمجالس الإقليمية للسكان بالمحافظات واللجان التنسيقية بالمحافظات، مؤكدًا اهتمام القيادة السياسية بمتابعة أداء الجهات المعنية بالعمل السكانى بإعتبارها قضية لا تخص وزارة بعينها بل قضية عمل مشترك بين جميع جهات الدولة المعنية، وأشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى السلبيات المترتبة على التسرب من التعليم على المجتمع، لافتاً إلى دور المؤسسات التعليمية على نجاح عملية التنمية البشرية حيث تؤثر التنمية البشرية على تعليم الإنسان وتزويده بالمعرفة.

وناقش مع المحافظين أهمية وضع حلول غير نمطية وإجراءات تتخذ لزيادة معدلات الإلتحاق بمرحلة رياض الأطفال، موضحاً أن متوسط الإلتحاق بالدراسة للحصول على التعليم الأساسي 14 سنة بداية من رياض الأطفال، بينما في مصر يصل لـ 11 عاماً فقط بسبب قلة عدد الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال، ولفت الدكتور خالد عبد الغفار إلى المؤشر الرئسيي للتنمية البشرية والذي يتضمن متوسط عمر الفرد وحالته الصحية، مستعرضا! في هذا الإطار معدلات متوسط عمر الفرد في مصر مقارنة بالمعدلات العالمية، حيث تستهدف التنمية البشرية الوصول بمتوسط عمر الفرد إلى 73 عاماً.

وإستمع نائب رئيس مجلس الوزراء إلى المحافظين للوقوف على إحتياجات المحافظات لتنفيذ خطط التنمية البشرية، مشيراً في هذا الصدد إلى التنسيق مع وزارة التخطيط والتنمية الإقتصادية على دراسة وضع موازنات إضافية للمحافظات لتنفيذ خطط التنمية البشرية ضمن موازنات العام القادم.

ومن جانبها أشارت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية إلي أن مبادرة السيد رئيس الجمهورية (بداية جديدة) تمثل خطوة مهمة كأول مشروع قومي متكامل لتعزيز التنمية البشرية، مشيرة إلى أن آلية تنفيذ هذه المبادرة تعكس توجهات الحكومة الحالية نحو تمكين الإدارة المحلية من خلال تنفيذ لامركزي لجميع أنشطة المبادرة لتعظيم الفوائد التي تعود على المواطن.

كما أوضحت الدكتورة منال عوض أن وزارة التنمية المحلية ستتعاون مع المحافظات في تنفيذ جميع البرامج والأنشطة والخدمات التي سوف تخدم المواطنين بشكل مباشر بالتعاون مع الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني خاصة مضيفة أن: تحقيق تحسين جودة حياة المواطن المصري وتعزيز رفاهيته يعد واحد من أهم المستهدفات الاستراتيجية لبرنامج عمل الحكومة الحالية.

وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلي أن الوزارة تعمل ضمن برامجها وخططها علي تحقيق عدد من المستهدفات المتعلقة بتوفير البنية التحتية اللائقة ودعم التمكين الاقتصادي علي المستوي المحلي بأعتبارهما أساس التنمية البشرية وبصفة خاصة توفير فرص العمل لتحسين مستوي الدخل للأسر، وكذا التعاون مع الجهات المعنية لتوفير قطع أراضي صغيرة لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، فضلاً عن تفعيل مرصد التنمية المحلية بهدف وضع أساس قوي على المستوى المحلي يمكن أن يساهم في تحسين تصنيف مصر في مؤشر التنمية البشرية العالمى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التنمية المحلية مجلس الوزراء محافظ أسوان اخبار أسوان الدکتور خالد عبد الغفار للتنمیة البشریة التنمیة البشریة التنمیة المحلیة

إقرأ أيضاً:

كتب التنمية البشرية: سوق السعادة بأدنى الأثمان

سعيد خطيبي*

أتجول في متجر كتب عربية، على الإنترنت، وأصادف الكم الهائل من كتب التنمية البشرية، التي يحتل بعضها المراتب الأولى في قائمة المبيعات. وهذا ليس غريباً، بحكم أن هذا النوع من الكتب صار مثل فيروس، احتل العالم بأسره، وفي كل مكان يحتل الصدارة في اهتمامات القراء. تلك الكتب بأغلفتها المزركشة مثل الكتب المدرسية، وعناوينها الجذابة، التي يسهل أن يقع في فخها القارئ المتعطش إلى الوصفات السحرية. عناوين على شاكلة: «مفتاح السعادة» «خمس خطوات كي تعيش سعيداً» «تحدى نفسك وعش سعيداً» من بوسعه أن ينجو من هذه العناوين؟ فالمشترك بينها أنها تجعل السعادة سلعة ملقاة على الأرصفة، ويظن القارئ أن مطالعة الكتاب تكفيه فتصيبه عدواها، أو هكذا يخيل للقارئ. إنها تبيع السعادة لمن يرغب فيها، لكن القراء لم يخبرونا هل عثروا عليها أم كانت مجرد وهم! مع أن تعريف السعادة ليس ثابتاً.

برامج الطبخ في التلفزيون كذلك تبشر الناس بالسعادة، فعلى رأيها أن السعادة تقيم في معدة الإنسان، وكذلك برامج التوك شو، تقسم بأغلظ الأيمان أن السعادة في الترفيه، وقد تكون السعادة في مجاورة شخص نحبه.

لكن مؤلفي كتب التنمية البشرية أدركوا أن الإنسان المعاصر يعيش في عزلة، أفرزتها التكنولوجيا الجديدة، وأن الحب ليس متاحاً مثلما كان في السابق، ويعلمون أن قارئهم يحيا حياة على الهامش، منعزل عن حياة الآخرين، قليل التواصل مع غيره، لذلك فإنهم يستثمرون في عزلته، يختصرون له الطريق ويتيحون له كتباً توسع من حقه في الحلم، لكنها لا تفيد على أرض الواقع بشيء. هذه الكتب من التنمية البشرية تشبه المهدئات، قد ينسى القارئ معاناته في لحظة من اللحظات، لكن بمجرد زوال المهدئ، يعود الألم إلى موضعه. وعندما نطالع الصفحات الأولى من هذه الكتب، نتخيل أنها تخيط السعادة على مقاس كل شخص، تعده بالجنة في حال صدّق كلامها، لكن شيئاً فشيئاً، مع توالي الصفحات ندرك أن ما جاء في الكتاب لا يعدو تجربة شخصية للمؤلف، ويريد إسقاط تجربته على الآخرين. في الغالب إن ما يعرض من كتب تنمية بشرية، في السوق العربية، إنما هي كتب مترجمة، من أمريكا أو أوروبا. وما ينطبق على شخص من ذلك المجتمع لا ينطبق بالضرورة على شخص من بيئة عربية. القارئ يفهم الفروقات بين المجتمعين، لكنه يريد أن يوهم نفسه عكس ذلك. وهذه قوة كتب التنمية البشرية، في قدرتها على إيهام القارئ عكس ما يفكر فيه. تجعله يشعر بأنه كائن قابل للتجدد، ومن شأنه أن يحيا حياة مثل نظير له في نيويورك أو لندن، وهي حقيقة لا يعثر عليها سوى بين دفتي الكتاب، وحالما يفرغ من كتاب التنمية البشرية، سوف يواجه واقعاً مخالفاً.

هذه الكتب التي تستفيد من علم النفس ومن تجارب ذاتية، لا تقول إنها كتب سيكولوجيا، بل تقدم نفسها على أنها كتب «سيكولوجيا السعادة». مع أن الكآبة كذلك من شأنها أن تجعل حياة الفرد مثمرة. إن مؤلفيها يقدمون أنفسهم مثل من يحمل المصباح السحري، يجيبون على الأسئلة كلها، ولا يوجد سؤال يتعذر عليهم الرد عليه، يلقون بالصنارة في شكل كتاب، يبتلعها القارئ ويؤمن بها، ثم يتحول هذا المؤلف إلى مدرب، ينشّط ورشات في التدرب على السعادة، تكلفة الانضمام إليها لا تقل عن ألف دولار. نعم، ألف دولار كي تتعلم كيف تصير سعيداً. هكذا هو سوق الكتب الأعلى مبيعاً، في العالم العربي، سوق يبشر الناس بالسعادة، والناس يصدقون من يملأ قلوبهم بالأوهام.

حديقة الأنانية

من غير اللائق أن نتهم المواطن العربي بمعاداة الكتاب، وأنه لا يقرأ. صحيح أن قراءة الشعر أو الرواية أو النقد ليست في أحسن حالاتها، لكن المواطن العربي يطالع كتباً في المجمل. وأرقام مبيعات كتب التنمية البشرية تؤكد هذا الكلام. فالإقبال عليها في تضاعف، سواء كانت كتباً محلية أو أجنبية. وهنا نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، ان حركة الترجمة لم تخفت، فهذا النوع من الكتب يترجم باستمرار، بل هناك دور نشر تتخصص حصراً في كتب التنمية البشرية، ونجدها تقريبا في كل الدول العربية. ما يعني أنها سوق مربحة، تعود بفوائد معتبرة على أصحابها. فهي ليست ترجمات مقرصنة، بل تتضمن معلومات عن حقوق الملكية وحقوق الترجمة. لكن الملاحظ في هذا النوع من الكتب أنها تعزز من عزلة الإنسان، تزيده مسافة في الابتعاد عن الآخرين. إنها كتب تركز كل جهدها على التجربة الشخصية للفرد. تعده بالسعادة إذا تتبع خطواتها بمفرده، وليس جماعة. هذه العزلة من شأنها أن تضاعف كذلك من أنانية القارئ ونرجسيته. لأنها تعامله ككائن متفرد، وأن تميزه لا يكتمل إلا إذا حافظ على مسافة إزاء الآخرين. في حقل كتب التنمية البشرية، تتسع أنانية الإنسان. ينفرد في صحراء تعصمه عن الآخرين. هذه الكتب تسقي شعوره بالنرجسية، وتغذيه بشعور أنه أفضل من غيره، ترفع من هرمونات أنانيته، ويظن أن خلاصه لا يتم إلا بالاتكال على النفس، بل إن هذه الكتب تعزله عن محيطه الاجتماعي والسياسي. لا يهمه ماذا يحصل في الشارع، بقدر ما تهمه حياته الشخصية. يصير غير مبالٍ بما يدور من تحولات، بل كل وعيه وجهده منصب في حالته الشخصية. يظن أن هذه الكتب تتيح له ملاذاً من العالم، وهي كذلك، لأنها توهمه بأن الشر يأتي من الآخرين. وأن القطيعة مع الناس هي الخلاص مما يعانيه من أزمات نفسية. هذه الكتب التي تدّعي حلولا ووصفات من أجل حياة أفضل، سوف تخرج قارئها من سياقه الاجتماعي، فلا ينظر سوى إلى ذاته في المرآة. واللافت أننا دخلنا عصراً جديداً في عالم التنمية البشرية، لم تعد تلك الكتب تتوجه إلى البالغين فحسب، بل منها من يتوجه إلى الأطفال أو اليافعين. من أجل الكسب المادي السريع، تريد كتب التنمية البشرية صناعة إنسان جديد. إنسان يؤمن بالوهم وبأن العزلة هي الخيار الأمثل في عالمه المعاصر.

 

كاتب جزائري

مقالات مشابهة

  • كتب التنمية البشرية: سوق السعادة بأدنى الأثمان
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ الشرقية تطورات حادث قطاري الزقازيق
  • وزيرة التنمية المحلية تنسق مع محافظ الشرقية لمتابعة حادث تصادم قطاري الزقازيق
  • رفع درجة الاستعداد القصوى.. أول تحرك من وزيرة التنمية المحلية بشأن حادث قطاري الزقازيق
  • محافظ أسوان يلتقي وفد بنك القاهرة للإستثمار الأمثل لمحلات مشروع «ممشى أهل مصر»
  • محافظ أسوان يبحث سبل الإستثمار الأمثل لمحلات مشروع ممشى أهل مصر
  • وزير الإسكان يعلن تسليم أراضي مشروع رأس الحكمة بداية أكتوبر المقبل
  • تيدروس أدهانوم مدير منظمة الصحة العالمية يوجه كلمة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة انطلاق المشروع القومي للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان»
  • توزيع حلوى المولد النبوي على أهالي مدينة نصر بحضور نائب محافظ القاهرة
  • فيديو.. المستشار عدنان فنجري يعلن مشاركة "العدل" بمبادرة "بداية" للتنمية البشرية