شبكة اخبار العراق:
2025-03-03@15:26:37 GMT

دمُ الحُسَين.. «كنزٌ لا يفنى»

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

دمُ الحُسَين.. «كنزٌ لا يفنى»

آخر تحديث: 5 شتنبر 2024 - 9:42 صبقلم:رشيد الخيّون رسخت الثّنائيَّة بين الحسين (قُتل: 61 هجريَّة) ويزيد (ت: 64 هجريَّة)، وكأن الدُّنيا، بحاضرها ومستقبلها، خندقان، علويّ وأمويّ، بينما للمقابلة زمنها، بدأت بصفين (37 هجرية)، فلابن تيمية(ت: 728هجرية)، رأيه: «الحُسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشَّهادة في هذا اليوم (العاشر مِن محرم)، وأهان بذلك مَن قتله، أو أعان على قتله، أو رضى بقتله، وله أسوةٌ حسنةٌ بمَن سبقه مِن الشَّهداء، فإنه وأخاه سيدا شباب أهل الجنة…»(فتاوى شيخ الإسلام)، وهذا رأي كلِّ مَن يُحسب تعسفاً على يزيد.

ليس محبة للحُسين استخدام دمه في نزاعات اليوم. القصد أن التمييز كان معروفاً، لكنَّ اعتبار الحدث حيّاً في كل آنٍ، حتّى نُحت القول: «كلّ يومٍ عاشوراء وكلّ أرض كربلاء»، ما لا يمكن تمييز المصلحة فيه، والإشارة به إلى الأجيال المتعاقبة، لذا يُفهم أنَّ دمَ الحُسين «كنز لا يفنى»، تُحرك به السِّياسة، أما تفسير ذلك فإنه إشارة إلى الخير والشّر، فمِن متى احتاج تقابلهما إلى كنايةٍ تزكي الكراهيَّة؟! أمَّا عمَّا بين الأمويين والهاشميين، فهاشم وعبد شمس شقيقان، وعبد المطلب وأميَّة أولاد عمّ خلصاء، وكان الخلاف على الزَّعامة بمكة، ولنقل الإمامة، موجوداً قبل الإسلام (المقريزيّ، النِّزاع والتَّخاصم فيما بين بني أميَّة وبني هاشم)، ومع كلِّ ما بينهما، فالتَّداخل الأُسري ظل قائماً، قبل وبعد كربلاء(انظروا: القمي، الكُنى والألقاب، وابن عنبة، عمدة الطّالب). تزوج الحُسين ليلى ابنة ميمونة بنت أبي سفيان، أخت معاوية(ت: 60 هجريّة)، وهي أم ولده عليّ الأكبر، فقيل: «علي الأكبر هاشمي مِن جهة أبيه، ثقفي أمويّ مِن جهة أمِّه»(القميّ، منتهى الآمال)، وقس قرابة يزيد لعلي الأكبر، وفي المصدر الشّيعي نفسه نجد حظوةَ عليّ بن الحُسين السَّجاد، بعد كربلاء، عند الأمويين، ففي «الحَرة»(63 هجرية)، في عهد يزيد، كانت دار السّجاد حمى للمطلوبين، حتَّى ضم إلى «عياله أربعمئة امرأة كثيرات الأبناء مع عيالهنَّ وحشمهنَّ»(منتهى الآمال)، وقائد الجيش الذي استباح المدينة قال للسجاد: «سلنَّي حوائجك، فلم يسأله في أحدٍ ممَن قُدّمَ إلى السّيف إلا شفعه فيه»(منتهى الآمال). كلُّ قضية ومعركة لها ظرفها، والتّاريخ ميز فيها الحقّ عن الباطل، وأبناء الخندقين تصالحا وتصاهرا، نشأت منهما أُسرٌ متشابكة في هاشميتها وأمويتها، فما المطلوب اليوم، والثَّأر أخذه التَوابون مِن قتلة الحُسين فرداً فرداً، بعد ست سنوات، ثم زاد العباسيون بنبش القبور، وانقرض أحفاد يزيد، وتسنم أحفاد الحُسين السُّلطة، وتحت عناوين شتى، كإسماعليين وزيديين واثني عشريين، لكنهم لم يشيدوا العدل المتباكى عليه، لأنَّه مجرد خيالٍ، لا وجود له إلا في الشّعارات. فهذا أحد أحفاد الحُسين، زيد بن موسى الكاظم «خرج بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يسمى زيد النَّار»، فنهره أخوه، ولي عهد عبدالله المأمون(ت: 218هجرية)، عليّ الرّضا(ت: 203هجرية): «يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة»(المجلسيّ، بحار الأنوار)! يقصد الغلاة، الذين فكرهم يُثقف به من على المنابر، والرّضا الإمام الثّامن عند القائلين بالخندقين. ماذا لو استلم زيد السُّلطة، ألا يظلم ويبطش؟ وهو ابنُ إمام وأخو إمام وحفيد إمام، وهذه تجارب الإسلاميين، ماذا عرضوا قبل السُّلطة، وماذا فعلوا بعدها؟ ليس حقَّاً، يمسي دم الحُسين سلماً إلى السُّلطة، ويُتحنى به لحصانتها، ويُحسب خراب البلدان وعسكرتها فداءً له. حتَّى صار بيت أبي عطاء السّنديّ(ت: نحو 180 هجرية)، مثلاً سائراً: «يا ليتَ جَور بني مروان عاد لنَّا/ وأنْ عدلَ بني العبَّاس في النَّارِ»(ابن قُتيبة، الشّعر والشّعراء).عندما تستمر الدّنيا حرباً بين الحُسَين ويزيد، يسقط مِن الحساب «القناعة كنزٌ لا يَفني»(القشيريّ، الرّسالة القشيريَّة)، باعتبارها دعوة صوفيَّة كسلى، ليجري محلها «دم الحُسين.. كنزٌ لا يفنى»، فيه الغنائم السَّوائم!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الح سین

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان يصدر أربعة مراسيم سامية بالتصديق على اتفاقيات

العُمانية: أصدر حضرةُ صاحبِ الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - اليوم أربعة مراسيم سلطانية سامية فيما يلي نصوصُها:

مرسوم سلطاني رقم (23 / 2025)بالتصديق على اتفاقية التعاون في مجال النقل البحري والموانئ بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة المملكة المغربية نحن هيثم بن طارق سلطان عُمان بعد الاطلاع على النظام الأساسي للدولة، وعلى اتفاقية التعاون في مجال النقل البحري والموانئ بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة المملكة المغربية، الموقعة في مدينة الرباط بتاريخ 4 من يوليو 2023م،وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، رسمنا بما هو آت

المادة الأولى: التصديق على الاتفاقية المشار إليها، وفقا للصيغة المرفقة.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية، ويعمل به من تاريخ صدوره.

صدر في: 3 من رمضان سنة 1446هـ

الموافق: 3 من مارس سنة 2025 م

مرسوم سلطاني رقم (24 / 2025) بالتصديق على اتفاقية بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهورية قبرص لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي بالنسبة للضرائب على الدخل نحن هيثم بن طارق سلطان عُمان بعد الاطلاع على النظام الأساسي للدولة، وعلى الاتفاقية بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهورية قبرص لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي بالنسبة للضرائب على الدخل، الموقّعة في مدينة مسقط بتاريخ 8 من ديسمبر 2024 م، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، رسمنا بما هو آت

المادة الأولى: التصديق على الاتفاقية المشار إليها، وفقا للصيغة المرفقة.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية، ويعمل به من تاريخ صدوره.

صدر في: 3 من رمضان سنة 1446هـالموافق: 3 من مارس سنة 2025 م

مرسوم سلطاني رقم (25 / 2025) بالتصديق على اتفاقية بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهورية تنزانيا المتحدة لإزالة الازدواج الضريبي بالنسبة للضرائب على الدخل ومنع التهرب من الضرائب وتجنبها نحن هيثم بن طارق سلطان عُمان بعد الاطلاع على النظام الأساسي للدولة، وعلى الاتفاقية بين حكومة سلطنة عمان وحكومة جمهورية تنزانيا المتحدة لإزالة الازدواج الضريبي بالنسبة للضرائب على الدخل ومنع التهرب من الضرائب وتجنبها، الموقعة في مدينة مسقط بتاريخ 15 من ديسمبر 2024 م،وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، رسمنا بما هو آت

المادة الأولى: التصديق على الاتفاقية المشار إليها، وفقا للصيغة المرفقة.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية، ويعمل به من تاريخ صدوره.

صدر في: 3 من رمضان سنة 1446هـ الموافق: 3 من مارس سنة 2025 م

مرسوم سلطاني رقم (26/ 2025) بالتصديق على اتفاقية النقل الجوي بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهورية جيبوتي نحن هيثم بن طارق سلطان عُمان بعد الاطلاع على النظام الأساسي للدولة، وعلى اتفاقية النقل الجوي بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهورية جيبوتي، الموقعة في مدينة مسقط بتاريخ 6 من يناير 2025م،وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، رسمنا بما هو آت

المادة الأولى: التصديق على الاتفاقية المشار إليها، وفقا للصيغة المرفقة.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية، ويعمل به من تاريخ صدوره.

صدر في: 3 من رمضان سنة 1446هـ الموافق: 3 من مارس سنة 2025 م

مقالات مشابهة