دمُ الحُسَين.. «كنزٌ لا يفنى»
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
آخر تحديث: 5 شتنبر 2024 - 9:42 صبقلم:رشيد الخيّون رسخت الثّنائيَّة بين الحسين (قُتل: 61 هجريَّة) ويزيد (ت: 64 هجريَّة)، وكأن الدُّنيا، بحاضرها ومستقبلها، خندقان، علويّ وأمويّ، بينما للمقابلة زمنها، بدأت بصفين (37 هجرية)، فلابن تيمية(ت: 728هجرية)، رأيه: «الحُسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشَّهادة في هذا اليوم (العاشر مِن محرم)، وأهان بذلك مَن قتله، أو أعان على قتله، أو رضى بقتله، وله أسوةٌ حسنةٌ بمَن سبقه مِن الشَّهداء، فإنه وأخاه سيدا شباب أهل الجنة…»(فتاوى شيخ الإسلام)، وهذا رأي كلِّ مَن يُحسب تعسفاً على يزيد.
ليس محبة للحُسين استخدام دمه في نزاعات اليوم. القصد أن التمييز كان معروفاً، لكنَّ اعتبار الحدث حيّاً في كل آنٍ، حتّى نُحت القول: «كلّ يومٍ عاشوراء وكلّ أرض كربلاء»، ما لا يمكن تمييز المصلحة فيه، والإشارة به إلى الأجيال المتعاقبة، لذا يُفهم أنَّ دمَ الحُسين «كنز لا يفنى»، تُحرك به السِّياسة، أما تفسير ذلك فإنه إشارة إلى الخير والشّر، فمِن متى احتاج تقابلهما إلى كنايةٍ تزكي الكراهيَّة؟! أمَّا عمَّا بين الأمويين والهاشميين، فهاشم وعبد شمس شقيقان، وعبد المطلب وأميَّة أولاد عمّ خلصاء، وكان الخلاف على الزَّعامة بمكة، ولنقل الإمامة، موجوداً قبل الإسلام (المقريزيّ، النِّزاع والتَّخاصم فيما بين بني أميَّة وبني هاشم)، ومع كلِّ ما بينهما، فالتَّداخل الأُسري ظل قائماً، قبل وبعد كربلاء(انظروا: القمي، الكُنى والألقاب، وابن عنبة، عمدة الطّالب). تزوج الحُسين ليلى ابنة ميمونة بنت أبي سفيان، أخت معاوية(ت: 60 هجريّة)، وهي أم ولده عليّ الأكبر، فقيل: «علي الأكبر هاشمي مِن جهة أبيه، ثقفي أمويّ مِن جهة أمِّه»(القميّ، منتهى الآمال)، وقس قرابة يزيد لعلي الأكبر، وفي المصدر الشّيعي نفسه نجد حظوةَ عليّ بن الحُسين السَّجاد، بعد كربلاء، عند الأمويين، ففي «الحَرة»(63 هجرية)، في عهد يزيد، كانت دار السّجاد حمى للمطلوبين، حتَّى ضم إلى «عياله أربعمئة امرأة كثيرات الأبناء مع عيالهنَّ وحشمهنَّ»(منتهى الآمال)، وقائد الجيش الذي استباح المدينة قال للسجاد: «سلنَّي حوائجك، فلم يسأله في أحدٍ ممَن قُدّمَ إلى السّيف إلا شفعه فيه»(منتهى الآمال). كلُّ قضية ومعركة لها ظرفها، والتّاريخ ميز فيها الحقّ عن الباطل، وأبناء الخندقين تصالحا وتصاهرا، نشأت منهما أُسرٌ متشابكة في هاشميتها وأمويتها، فما المطلوب اليوم، والثَّأر أخذه التَوابون مِن قتلة الحُسين فرداً فرداً، بعد ست سنوات، ثم زاد العباسيون بنبش القبور، وانقرض أحفاد يزيد، وتسنم أحفاد الحُسين السُّلطة، وتحت عناوين شتى، كإسماعليين وزيديين واثني عشريين، لكنهم لم يشيدوا العدل المتباكى عليه، لأنَّه مجرد خيالٍ، لا وجود له إلا في الشّعارات. فهذا أحد أحفاد الحُسين، زيد بن موسى الكاظم «خرج بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يسمى زيد النَّار»، فنهره أخوه، ولي عهد عبدالله المأمون(ت: 218هجرية)، عليّ الرّضا(ت: 203هجرية): «يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة»(المجلسيّ، بحار الأنوار)! يقصد الغلاة، الذين فكرهم يُثقف به من على المنابر، والرّضا الإمام الثّامن عند القائلين بالخندقين. ماذا لو استلم زيد السُّلطة، ألا يظلم ويبطش؟ وهو ابنُ إمام وأخو إمام وحفيد إمام، وهذه تجارب الإسلاميين، ماذا عرضوا قبل السُّلطة، وماذا فعلوا بعدها؟ ليس حقَّاً، يمسي دم الحُسين سلماً إلى السُّلطة، ويُتحنى به لحصانتها، ويُحسب خراب البلدان وعسكرتها فداءً له. حتَّى صار بيت أبي عطاء السّنديّ(ت: نحو 180 هجرية)، مثلاً سائراً: «يا ليتَ جَور بني مروان عاد لنَّا/ وأنْ عدلَ بني العبَّاس في النَّارِ»(ابن قُتيبة، الشّعر والشّعراء).عندما تستمر الدّنيا حرباً بين الحُسَين ويزيد، يسقط مِن الحساب «القناعة كنزٌ لا يَفني»(القشيريّ، الرّسالة القشيريَّة)، باعتبارها دعوة صوفيَّة كسلى، ليجري محلها «دم الحُسين.. كنزٌ لا يفنى»، فيه الغنائم السَّوائم!
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الح سین
إقرأ أيضاً:
محافظ الفيوم ومدير الأمن يشهدان القرعة العلنية للحج
شهد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، واللواء أحمد عزت مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، مراسم إجراء القرعة العلنية للحج لعام 1446 هجرية – 2025 ميلادية، والتى نظمتها مديرية أمن الفيوم، بنادي قارون الرياضي، تحت إشراف وزارة الداخلية.
جاء ذلك بحضور، الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، وأحمد شاكر سكرتير عام المحافظة المساعد، واللواء محمود مفتاح مساعد مدير أمن الفيوم للشئون المالية والإدارية، والعميد هاني زكي بالإدارة العامة للشئون الإدارية بوزارة الداخلية، والمستشار محمود عبدالتواب نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، رئيس مجلس إدارة نادي قارون الرياضي، والعقيد محمد إبراهيم رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات بمديرية أمن الفيوم، والرائد محمود التليتي بالإدارة العامة للتكنولوجيا والمعلومات بوزارة الداخلية، والدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف، والشيخ محمود حسانين رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الفيوم الأزهرية، و خالد فراج رئيس مركز ومدينة الفيوم، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية بالمحافظة، وحشد من المتقدمين لحج القرعة وذويهم.
بدأت الفعاليات بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم أجريت وقائع القرعة العلنية عن طريق الحاسب الآلي، لتحقيق مبدأ الشفافية والعدالة بين المتقدمين، وكانت الأولوية فيها للذين لم يؤدوا الفريضة من قبل، حيث بلغ إجمالي عدد المتقدمين للحج هذا العام عدد 1617 مواطنًا ومواطنةً على مستوى المحافظة، فاز من بينهم 385 شخصًا لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، يمثلون حصة المحافظة المقررة، منهم 4 حجاج "كبار سن"، وعدد 381 حاجاً وحاجةً "للأقسام والمراكز".
وجاءت حصص الأقسام والمراكز بمختلف أنحاء المحافظة، 82 لقسمي أول وثان الفيوم، و 52 لمركز الفيوم والفيوم الجديدة، و 67 فرصة لمركز إطسا، وعدد 45 لمركز طامية، و 72 لمركزي سنورس وسنهور القبلية، و 33 لمركز أبشواي، و 34 لمركزي يوسف الصديق والشواشنة، بالإضافة إلى اختيار 195 فرصة للاحتياطى، في حالة تخلف أي حاج أو حاجة من الأساسيين بالقرعة.
عقب إجراء القرعة العلنية للحج، قدم محافظ الفيوم، التهنئة لحجاج بيت الله الحرام، الذين تم اختيارهم لأداء مناسك الحج لعام 1446هجرية، 2025 ميلادية، مؤكداً أن الدولة المصرية تعمل على توفير سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام لآداء مناسكهم بمختلف مشاعر الحج في سهولة ويسر.