لا حرب ضدّ لبنان.. 3 دلالات ظهرت أمس!
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
دلالات عديدة ظهرت يوم أمس وتوحي بأنّ إسرائيل تراجعت تماماً عن توسعة جبهتها ضدّ لبنان، في إشارة إلى انكسار خطتها لاجتياح الجنوب، وبالتالي عدم فرض شريطٍ أمنيّ على غرارِ الذي كان قائماً قبل التحرير عام 2000. الدلالة الأولى التي برزت هي أنّ إسرائيل اعتبرت جبهة غزة هي الأولى بالنسبة لها بينما الجبهة الثانية هي الضفة الغربية، فيما جبهة لبنان ما زالت "ثانوية".
إنطلاقاً من هذه الدلالة، يمكن الإنتقال إلى لبنان، فإسرائيل مخنوقة على الجبهة هنا، وبالتالي تقول المصادر إن "انتقالها إلى الضفة ووضع ثقلها هناك سيعني أن قوات النخبة سيكون لها دورٌ، وبالتالي فإن الجهود الاستخباراتية ستتركز أيضاً ضمن الداخل الفلسطيني أكثر من أي وقتٍ مضى، ما يعني إزاحة الأنظار قليلاً عن لبنان والتركيز على جبهة جديدة اندلعت في وقتٍ عصيب على صعيد مفاوضات غزة ووضع الصفقة المرتبطة بجبهة لبنان". ماذا عن الدلالة الثانية؟ هنا، تأتي هذه الدلالة في كلام رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو الذي قال إن "إسرائيل خرجت من لبنان قبل 24 عاماً، وقيل لها إنها ستعود في حال إطلاق صواريخ عليها لكن ذلك لم يحصل بسبب ضغط الدول".
الكلام الذي أطلقهُ نتنياهو يمثل أبعاداً غير عادية على الصعيد العسكريّ، فهو اعترافٌ واضح بأن إسرائيل لن تستطيع دخول لبنان برياً، وبالتالي فإن مسألة المناورة العسكرية التي كانت تُهدّد بها ساقطة تماماً بسبب الضغط الدولي الذي يمنع حصول ذلك ضدّ لبنان.
وعليه، فإنَّ الاستنتاج الأساس من هذه الرسالة هو أنَّ لبنان لن يشهد حرباً برية بالدرجة الأولى، ما يعني أن الهجوم ضدّ حزب الله على أرض لبنان لن يحصل، أي أنَّ سيناريو حرب العام 2006 لن يتكرّر بتاتاً وذلك حينما دخلت الدبابات الإسرائيليّة إلى مناطق في جنوب لبنان ومكثت فيها لأيام خلال الحرب.
هنا، تقولُ المصادر إن نتنياهو يعترفُ بالفشل في إدارة المعركة ضدّ لبنان، كما أنه يُقر بـ"عجز إسرائيل" عن صدّ صواريخ "حزب الله" التي تُطلق ضدّها، ما يعني انكسار الرّدع.
أيضاً، تعتبر المصادر أن ما يقوله نتنياهو قد يؤدي إلى تخفيض أسهمه أكثر لدى مستوطني الشمال المُهجّرين من منازلهم بفعل الحرب، فهؤلاء قد يرون في كلام رئيس وزرائهم إقراراً بعدم القدرة على دفع "حزب الله" برياً ومنع صواريخ الأخير باتجاههم، ما يعني تأخير عودتهم إلى المستوطنات القريبة من لبنان إلى حدّ انتفاء هذا السيناريو تماماً. ما هي الدلالة الثالثة؟ على صعيد هذه الدلالة، فإن الإشارة التي وردت عن حصول اجتماعٍ أميركي – إسرائيليّ لبحث كيفية تهدئة الوضع مع لبنان يوحي بأنّ الأمور ماضية نحو التسوية، لكن الأمر سيأخذ المزيد من الوقت.
ما يبدو هو أنّ إسرائيل باتت تُركز على الداخل الفلسطيني فيما تعتبرُ أن تطويق جبهة لبنان سيخدمها أكثر كونها لا تؤثر عليها أمنياً في الداخل، بينما الخطر الأكبر الذي يُهدد إسرائيل يأتي من المناطق ضمن الأراضي الفلسطينية.
صحيحٌ أن تهديدات "حزب الله" كبيرة، وصحيحٌ أن إيران تُهدّد إسرائيل باستمرار، وصحيحٌ أيضاً أن الحوثيين في اليمن هاجموا إسرائيل، لكن الضربة الأكبر تأتي من الداخل. بكل بساطة، فإن ما يظهر من إجتماع الأميركيين والإسرائيليين هو أنّ تل أبيب باتت تسعى لحفظ نفسها ولململة فشلها عبر الاتصالات والصفقات الديبلوماسية على جبهات يمكن أن تكون الحلول معها سياسية رغم استخدام الآلة العسكرية، بينما الموضوع الداخلي أخطر بكثير، وما تقوم به إسرائيل يُفسر أنها ماضية بالهجمات العسكرية لأن وجودها مُهدّد داخلياً وقد يجعل مستوطني الضفة ومحيطها يهاجرون أيضاً.
إنطلاقاً من كل ذلك، فإن ما تُثبته الدلائل الثلاث هو أن إسرائيل "خسرت الحرب" تماماً، ويبقى أمرٌ واحد فقط.. ما هي الصفقات التي ستُقبل عليها قريباً وهل ستهدأ التوترات حقاً مع لبنان؟ الإجابة ستنكشف خلال الأيام المُقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أن إسرائیل حزب الله ما یعنی
إقرأ أيضاً:
الســــــودان علـى حـافــة الهاويـــة
يشهد السودان زيادة كارثية فى عدد الجماعات المسلحة التى تتجاوز 100 حركة، ما ينذر بتحول الصراع الدائر إلى حرب أهلية شاملة. يأتى ذلك وسط تدهور الأوضاع الصحية مع تفشى الكوليرا وغياب الاستقرار الاقتصادى بسبب تعطّل النظام المصرفى وتحديات العملات الجديدة.
فبعد الإعلان عن تشكيل حركة «تحرير الجزيرة»، ارتفع عدد الميليشيات المسلحة التى ظهرت خلال العام 2024 إلى 13 ليتخطى عدد المجموعات المسلحة الكلى فى السودان الـ100 حركة موزعة بين غرب ووسط وشمال وشرق البلاد، ما أجج مخاوف من إغراق البلاد فى حرب أهلية.
وشهدت الساعات الماضية تصاعداً شديداً فى حدة التوتر بين المجموعات القبلية المسلحة فى شرق السودان والحركات الدارفورية التى تقاتل إلى جانب الجيش، ووصل التوتر إلى درجة التحذير من اشتباكات وشيكة فى المدينة.
وبعد إعلان مجموعة أطلقت على نفسها «تيار شباب البجة» عن إغلاق شرق السودان حتى إخراج قوات الحركات الدارفورية منه، قالت مصادر مطلعة إن جهات عسكرية فى بورتسودان فرضت قيوداً شديدة على تحركات عناصر الحركات المسلحة داخل المدينة، ووجهت ارتكازات الجيش بعدم السماح بمرور أى مركبة من المركبات التابعة للحركات المسلحة إلا بعد إبراز إذن مسبق من السلطات الأمنية فى المدينة.
فيما اعتبر مراقبون أن معظم الحركات التى ظهرت مؤخراً، لديها دوافع للاستفادة من الامتيازات، وهو ما عبر عنه «شيبة ضرار» قائد قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان، وهى واحدة من الحركات المسلحة التى ظهرت فى شرق السودان مؤخراً، بالقول، «نحن نريد نصيبنا من أموال الإقليم ونريد حصتنا فى المناصب مثلنا مثل غيرنا من الحركات المسلحة».
ولا تحمل معظم الحركات المسلحة التى نشأت خلال الفترة الماضية رؤية منهجية محددة، لكنها تستغل غياب هيبة الدولة لفرض واقع القوة فى مناطق محددة خصوصاً فى ظل انتشار السلاح خارج الأطر الرسمية.