التقى السيسي وأردوغان.. فمتى يلتقي الإخوان؟!
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
اللقاء الذي تم يوم الأربعاء الرابع من سبتمبر بين السيسي وأردوغان في أنقرة، بعد زيارة أردوغان للقاهرة منذ عدة أشهر، جاء رد السيسي بالزيارة، بعد تأجيل سابق، اختلفت وجهات النظر حول أسباب التأجيل، بعد فترة طويلة كانت فيها وجهة الطرفين بعيدة بعد ما بين المشرقين والمغربين، بل دخلت المنصات الإعلامية السيساوية طرفا في الموضوع، سواء على مستوى الخلاف التركي، أو القطري، قبل تصفير الخلافات، وإنهائها.
وراجعت الأطراف المختلفة سواء خليجيا أو مصريا وتركيا المواقف، للوصول لهذه المحطة، ولا يتمنى أحد وجود صراع بين الدول أو الشعوب العربية والإسلامية، خاصة لو نتج عن أي تقارب سياسي مصالح للشعوب، ولا يكون على حساب حقوقها، أو تقوية سلطة على شعبها، وتجبرها على المواطنين.
ومن يراجع مواقف الأطراف المختلفة، سيجد مثلا رجوع تركيا لسياستها القديمة، وهي تصفير المشاكل، وقد كانت وجهة النظر وقت الانقلاب العسكري في مصر موضع خلاف داخل الإدارة التركية، كان رأي أردوغان رئيس وزراء تركيا آنذاك، عدم القبول بالانقلاب، بل ومواجهته بكل ما لديهم من وسائل مشروعة دوليا وإقليميا، وكان وجهة نظر عبد الله غول الرئيس التركي آنذاك، عدم الدخول طرفا في هذا النزاع، وتلعب تركيا دور الوسيط بين الإسلاميين والعسكر في مصر، وترجح موقف أردوغان بحكم التجارب التي عانوا منها مع الانقلابات العسكرية في تركيا.
لست هنا أسوق هذه اللمحة التاريخية لأناقش الموضوع من هذه الزاوية، بل لنخرج من سياق السياسيين إلى سياق الدعوة وأهلها، فإذا كانت الخصومة التي بلغت أوجها بين أردوغان والسيسي، وبين قطر والسيسي، قد انتهت لوجود مصالح مشتركة، لا ينكر أحد عليهم الذهاب إليها، فالسياسة لا ثابت فيها، وعدو الأمس من الوارد جدا أن يكون صديق اليوم، ما دامت المصالح تأتي مع صداقته.
أليس في ذلك الدرس البليغ والمهم للإخوان بكل فصائلها المختلفة والمتنازعة، في تجاوز ما بينها من صراع وخلاف، وهم أبناء مدرسة واحدة، وهدفهم واحد، ونزاعهم على جماعة ودعوة واحدة؟! ألم يئن الأوان لتعلم الدرس من واقعهم، ومن ممارسات حلفائهم، بل ممارسات فروع للجماعة في بلدان أخرى؟!
إذا كانت الجماعة لا تملك حيلة لفك أسر المعتقلين، ولا لحل مشكلتها السياسية محليا وإقليميا ودوليا، فالملف الوحيد الذي تملك الجماعة التصرف فيه بكل أطرافها هو: المصالحة الداخلية، ولم شمل الجماعة، وإيقاف هذا النزيف الداخلي الذي سيودي بها إلى نهايتها، إن لم يتداركه العقلاء.والعجيب أن الإخوان بكل خلافاتها وفروعها المختلفة، تفهمت موقف أردوغان في تركيا وقطر كذلك، في عودة علاقتهما بالسيسي، ولم يبد منهم أي مواقف معترضة، بل قدروا حرص هذه الدول والأنظمة على مصلحتها، سواء من حيث علاقتها بالسيسي، أو بالدول الخليجية التي دعمت الانقلاب العسكري عليهم في مصر، بينما لا نجد هذا التفهم، ولا هذا الإعذار بين الإخوان سواء في خلافاتها، أو في رأب الصدع فيما بينهم.
الملاحظة الثانية: أننا لاحظنا أن منصات الإخوان المصريين جميعا، وبخاصة الموجودة في تركيا، خلت من أي نقد لهذه الخطوة، بل من أي تعليق على الحدث، ولا نجد استثناء واحدا في ذلك، الكل تجنب إحراج تركيا لتمر الزيارة بسلام، وهو شعور طيب يحمد لهم.
لكن سيكون الشعور أطيب وأفضل، لو امتد الخط على استقامته، فقاموا أيضا بتجنب السجال فيما بينهم، وترك كل من يعمل وفق قاعدة: نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، وليس تصيد كل طرف للآخر، لا أعني هنا موقفا محددا، بل أعني سياسة عامة على جميع الأطراف تبنيها، فإما أن يتم توحيد الصف الإخواني جميعا، وهذا أوانه، أو الحل الوسط: التنسيق في مجالات العمل، بدل التراشق، أو التربص، فإن لم يستطيعوا الأولى أو الثانية، فعلى الأقل، وجود مساحة من الصمت عن الأطراف الأخرى، وتركها وما تعمل، وكف الألسن والأقلام عن بعضهم بعضا.
لأننا رأينا أن المصلحة اقتضت الصمت لأجل مصلحة دولة مضيفة، حتى لو حمل بعضهم جنسيتها، فهو يتعامل بهذه الروح، أليس الأولى تطبيق ذلك داخل الإخوان نفسها؟ وأليس الأجدر الآن والأهم تحرك مجموعة من أهل العلم والدعوة والوجاهة المجتمعية، لرأب هذا الصدع، فإذا كانت الجهات التي كان بينها ما صنع الحداد، قد عادت لترتيب أوراقها، لأن مصلحتها في تصفير المشاكل مع الآخرين، أليس الأولى أن يصفر الإخوان مشاكلهم الداخلية،؟ ليتفرغوا لتصفير مشاكلهم مع الآخرين؟!
لا أريد توجيه خطابي لدائرة النظام من إعلاميين وسياسيين، فهؤلاء ليس لهم رأي، لأن النظام لو غير رأيه بعد ساعة، سيسبحون بحمده مهللين، ومرحبين بموقفه سواء مع الإخوان أو المعارضة، لكن الخطاب هنا لا بد أن نوجهه جميعا للإخوان بأطرافها المتنازعة، فإذا كانت الجماعة لا تملك حيلة لفك أسر المعتقلين، ولا لحل مشكلتها السياسية محليا وإقليميا ودوليا، فالملف الوحيد الذي تملك الجماعة التصرف فيه بكل أطرافها هو: المصالحة الداخلية، ولم شمل الجماعة، وإيقاف هذا النزيف الداخلي الذي سيودي بها إلى نهايتها، إن لم يتداركه العقلاء.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اللقاء السيسي أردوغان الإخوان السيسي أردوغان الإخوان لقاء دروس مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة مقالات سياسة اقتصاد صحافة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما بین
إقرأ أيضاً:
رهائن في سجون السيسي.. تقرير يرصد الجرائم بحق أقدم المعتقلين
أصدرت مؤسسة "عدالة" لحقوق الإنسان تقريرا بعنوان: "رهائن في سجون السيسي"، يركز على أوضاع المعتقلين المصريين الممنوعين من الزيارة لسنوات طويلة، ومنهم عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
الجزء الأول من التقرير والذي خصت المنظمة الحقوقية المصرية "عربي21"، بنشر بعض تفاصيله، تناول أزمات منع الزيارة عن القياديين في جماعة الإخوان المعتقلين منذ العام 2013، وحتى اليوم، وبينهم: خيرت الشاطر، ومحمود عزت، ومحمد بديع، ومحمد رشاد بيومي، ومحمد علي بشر، وذلك إلى جانب الانتهاكات الحقوقية والقانونية في سجن بدر المصري سيء السمعة، والذي يضم أغلب قيادات الجماعة.
خيرت الشاطر
الذي يقبع في زنزانة انفرادية داخل سجن بدر، وولد في 4 آيار/مايو 1950 ويبلغ من العمر حالًيا 75 عاما، وقد تم نقله إلى سجن بدر 3 (تأهيل 3 )، بعد فترة قضاها في سجن العقرب سيئ السمعة - ممنوع من الزيارة منذ 12 عاما داخل السجون المصرية، وهوعلى ذمة عدة قضايا ذات طابع سياسي.
وتؤكد مؤسسة عدالة أن خيرت الشاطر ممنوع لمدة تقارب 12 سنة ومازل مستمَرا حتى الآن، وفي آذار/مارس 2016 ،كانت أسرته من بين 15 أسرة من قيادات الإخوان الذين منعوا من زيارة ذويهم في سجن العقرب، ولم يذكر سبب رسمي محدد لمنع الزيارة عنه بشكل مباشر في سجن بدر.
وأشارت المنظمة إلى وضع جميع أملاكه تحت التحفظ هو، وجميع أبنائه، وأزواج بناته، فيما تم اعتقال نجليه سعد والحسن، وابنته عائشة، وزوج أخته محمود غزلان، و5 من أزواج بناته.
محمود عزت
القائم السابق بأعمال مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بين عامي 2013 و2020 ، وأحد أبرز قيادات الجماعة، ولد في 13 آب/أغسطس 1944 بالقاهرة، وهو أستاذ بكلية الطب في جامعة الزقازيق، ويبلغ من العمر حاليا 81 عاما.
معتقل في زنزانة انفرادية، في ظروف صحية سيئة، وممنوع من الزيارة، وتتم محاكمته في قفص زجاجي خاص لا يسمح له بالاتصال بمحاميه أو أسرته، وهو معتقل في مجمع سجون بدر داخل زنزانة انفرادية منذ آب/أغسطس 2020.
وقد تعرض للإخفاء القسري، ثم ظهر في كانون الأول/ديسمبر 2020 وهو يعاني من الإرهاق الشديد، وفقدان الوزن، وعدم القدرة على المشي والحركة والوقوف، مما يشير إلى تدهور في حالته البدنية.
محمد بديع
المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين، ولد في 7 آب/أغسطس 1943 ويبلغ من العمر حاليا 81 عاما، نقل إلى سجن بدر 3 ( تأهيل 3) بعد أن كان محتجزا في سجن طرة.
معتقل منذ آب/أغسطس 2013، ومحتجز حاليا في زنزانة انفرادية في سجن بدر سيء السمعة ويحاكم محاكمة غير عادلة في عشرات القضايا على مستوى محافظات مصر وحكم عليه بمئات السنين من السجن وحكًما بالإعدام.
وأفادت تقارير بتدهور حالته الصحية ونقله إلى المستشفى عام 2016، وبأنه قد عانى من آلام في الظهر، وأن إدارة السجن قد رفضت إخضاعه للعلاج في أيلول/سبتمبر 2018، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2017 ،حذرت أسرته من تعرضه لمخاطر صحية مع قدوم فصل الشتاء.
وتؤكد مؤسسة عدالة أن محمد بديع منع من الزيارة لمدة متواصلة من تشرين الأول/أكتوبر 2016 إلى أن تم نقله في بداية عام 2022 إلى سجن بدر في زنزانة انفرادية، وأنه ممنوع من الزيارة كبقية المعتقلين في سجن بدر 3.
محمد رشاد بيومي
نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ولد في 8 تموز/يوليو 1935، ويبلغ من العمر حاليا 89 عاما، واعتقل في 4 تموز/يوليو 2013، ويقبع في السجن منذ نحو 11 عاما.
يعد أكبر معتقل سياسي في مصر، 89 عاما، ويعاني من مشكلات بالقلب، وقد سبق أن أجرى العديد من العمليات لتغيير صمامات وتركيب دعامات، كما أجرى قبل حبسه عملية قلب مفتوح.
وقد قضى 8 سنوات من الإهمال الطبي داخل سجن طرة شديد الحراسة، والمعروف إعلاميا بسجن "العقرب" في زنزانة إنفرادية، فيما تشير التقارير إلى أنه محتجز حاليا في سجن بدر، وأفادت تقارير برفض السلطات الإفراج الصحي عنه.
محمد علي بشر
ولد في عام 1951 ويبلغ من العمر حاليا 74 عاما، وقد كان وزيرا التنمية المحلية في حكومة الدكتور هشام قنديل.
معتقل انفراديا في سجن بدر، وهو مصاب بفيروس (سي)، ويعاني من تليف في الكبد، وتضخم في الطحال، ودوالي في المريء، وتضخم في البروستاتا، وفتاق إربي أيمن وأيسر.
وقد تردت حالته الصحية في محبسه بسجن العقرب سابقا قبل نقله لسجن بدر حاليا، حيث أصيب بجلطة في المخ، وممنوع من الزيارة منذ عام 2018.
ارفعوا الظلم عنهم
وتلاحظ مؤسسة "عدالة" لحقوق الإنسان أن أوضاع خيرت الشاطر، ومحمود عزت، ومحمد بديع، ومحمد رشاد بيومي، ومحمد علي بشر، في سجن بدر، تتشارك في عدة جوانب٬ فجميعهم قيادات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين، وقد تم احتجازهم في سجن بدر.
وتشير التقارير إلى وجودهم في حبس انفرادي، كما تشترك شكواهم في الإشارة إلى الإهمال الصحي وعدم كفاية الرعاية الطبية المقدمة لهم.
كما منعوا جميعا من الزيارة لفترات طويلة، مما أثار قلقا لدى عائلاتهم ومؤسسة عدالة بشأن ظروف حبسهم وصحتهم.
وتجري محاكمتهم في قاعات خاصة ملحقة بسجن بدر وداخل أقفاص زجاجية عازلة تسع فردا واحدا، بالإضافة إلى إجراءات أمنية مشددة تحول بينهم وبين محاميهم وذويهم.
وتوصي مؤسسة "عدالة" لحقوق الإنسان برفع الحظر المفروض على الزيارات، وتوفير الرعاية الصحية الكافية، وإنهاء الحبس الانفرادي المطول، وإجراء تحقيق في مزاعم الانتهاكات وسوء المعاملة في السجون المصرية، والسماح للمنظمات الحقوقية الدولية التابعة للأمم المتحدة بالوصول إلى السجون.