شبكة اخبار العراق:
2024-09-15@23:33:20 GMT

دمُ الحُسَين.. «كنزٌ لا يفنى»

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

دمُ الحُسَين.. «كنزٌ لا يفنى»

آخر تحديث: 5 شتنبر 2024 - 9:42 صبقلم:رشيد الخيّون رسخت الثّنائيَّة بين الحسين (قُتل: 61 هجريَّة) ويزيد (ت: 64 هجريَّة)، وكأن الدُّنيا، بحاضرها ومستقبلها، خندقان، علويّ وأمويّ، بينما للمقابلة زمنها، بدأت بصفين (37 هجرية)، فلابن تيمية(ت: 728هجرية)، رأيه: «الحُسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشَّهادة في هذا اليوم (العاشر مِن محرم)، وأهان بذلك مَن قتله، أو أعان على قتله، أو رضى بقتله، وله أسوةٌ حسنةٌ بمَن سبقه مِن الشَّهداء، فإنه وأخاه سيدا شباب أهل الجنة…»(فتاوى شيخ الإسلام)، وهذا رأي كلِّ مَن يُحسب تعسفاً على يزيد.

ليس محبة للحُسين استخدام دمه في نزاعات اليوم. القصد أن التمييز كان معروفاً، لكنَّ اعتبار الحدث حيّاً في كل آنٍ، حتّى نُحت القول: «كلّ يومٍ عاشوراء وكلّ أرض كربلاء»، ما لا يمكن تمييز المصلحة فيه، والإشارة به إلى الأجيال المتعاقبة، لذا يُفهم أنَّ دمَ الحُسين «كنز لا يفنى»، تُحرك به السِّياسة، أما تفسير ذلك فإنه إشارة إلى الخير والشّر، فمِن متى احتاج تقابلهما إلى كنايةٍ تزكي الكراهيَّة؟! أمَّا عمَّا بين الأمويين والهاشميين، فهاشم وعبد شمس شقيقان، وعبد المطلب وأميَّة أولاد عمّ خلصاء، وكان الخلاف على الزَّعامة بمكة، ولنقل الإمامة، موجوداً قبل الإسلام (المقريزيّ، النِّزاع والتَّخاصم فيما بين بني أميَّة وبني هاشم)، ومع كلِّ ما بينهما، فالتَّداخل الأُسري ظل قائماً، قبل وبعد كربلاء(انظروا: القمي، الكُنى والألقاب، وابن عنبة، عمدة الطّالب). تزوج الحُسين ليلى ابنة ميمونة بنت أبي سفيان، أخت معاوية(ت: 60 هجريّة)، وهي أم ولده عليّ الأكبر، فقيل: «علي الأكبر هاشمي مِن جهة أبيه، ثقفي أمويّ مِن جهة أمِّه»(القميّ، منتهى الآمال)، وقس قرابة يزيد لعلي الأكبر، وفي المصدر الشّيعي نفسه نجد حظوةَ عليّ بن الحُسين السَّجاد، بعد كربلاء، عند الأمويين، ففي «الحَرة»(63 هجرية)، في عهد يزيد، كانت دار السّجاد حمى للمطلوبين، حتَّى ضم إلى «عياله أربعمئة امرأة كثيرات الأبناء مع عيالهنَّ وحشمهنَّ»(منتهى الآمال)، وقائد الجيش الذي استباح المدينة قال للسجاد: «سلنَّي حوائجك، فلم يسأله في أحدٍ ممَن قُدّمَ إلى السّيف إلا شفعه فيه»(منتهى الآمال). كلُّ قضية ومعركة لها ظرفها، والتّاريخ ميز فيها الحقّ عن الباطل، وأبناء الخندقين تصالحا وتصاهرا، نشأت منهما أُسرٌ متشابكة في هاشميتها وأمويتها، فما المطلوب اليوم، والثَّأر أخذه التَوابون مِن قتلة الحُسين فرداً فرداً، بعد ست سنوات، ثم زاد العباسيون بنبش القبور، وانقرض أحفاد يزيد، وتسنم أحفاد الحُسين السُّلطة، وتحت عناوين شتى، كإسماعليين وزيديين واثني عشريين، لكنهم لم يشيدوا العدل المتباكى عليه، لأنَّه مجرد خيالٍ، لا وجود له إلا في الشّعارات. فهذا أحد أحفاد الحُسين، زيد بن موسى الكاظم «خرج بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يسمى زيد النَّار»، فنهره أخوه، ولي عهد عبدالله المأمون(ت: 218هجرية)، عليّ الرّضا(ت: 203هجرية): «يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة»(المجلسيّ، بحار الأنوار)! يقصد الغلاة، الذين فكرهم يُثقف به من على المنابر، والرّضا الإمام الثّامن عند القائلين بالخندقين. ماذا لو استلم زيد السُّلطة، ألا يظلم ويبطش؟ وهو ابنُ إمام وأخو إمام وحفيد إمام، وهذه تجارب الإسلاميين، ماذا عرضوا قبل السُّلطة، وماذا فعلوا بعدها؟ ليس حقَّاً، يمسي دم الحُسين سلماً إلى السُّلطة، ويُتحنى به لحصانتها، ويُحسب خراب البلدان وعسكرتها فداءً له. حتَّى صار بيت أبي عطاء السّنديّ(ت: نحو 180 هجرية)، مثلاً سائراً: «يا ليتَ جَور بني مروان عاد لنَّا/ وأنْ عدلَ بني العبَّاس في النَّارِ»(ابن قُتيبة، الشّعر والشّعراء).عندما تستمر الدّنيا حرباً بين الحُسَين ويزيد، يسقط مِن الحساب «القناعة كنزٌ لا يَفني»(القشيريّ، الرّسالة القشيريَّة)، باعتبارها دعوة صوفيَّة كسلى، ليجري محلها «دم الحُسين.. كنزٌ لا يفنى»، فيه الغنائم السَّوائم!

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

اليوم مسرح سيد درويش يفتح ابوابه لحفل الواعدين لتنمية المواهب بالإسكندرية

تنظم دار الاوبرا المصرية، برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حفلا للواعدين بمركز تنمية مواهب أوبرا الإسكندرية تحت إشراف الدكتورة هدى حسني، مساء الاثنين على مسرح سيد درويش بأوبرا الإسكندرية.

 يأتي الحفل  ضمن خطط الثقافة المصرية لدعم وتشجيع المواهب الواعدة، ويشارك فيه أربعة فصول مختلفة هم العود العربي تدريب الدكتورة سهير أبو شعيشع، حيث يعزف باقة متنوعة من أجمل وأشهر الأعمال الغنائية منها: "قوم يامصري ،بعيد عنك ، سهر الليالي، أنا في انتظارك، شد الحزام، أكدب عليك، الصهبجية ،فالس رقم ٢ ، الحلوة ديه، أنا بعشقك، اسأل روحك، ياسلام على حبي وحبك،شروق، ومصر قالت ، أداء.. جنى أيمن، بلال حسين، أحمد عبد المنعم، ملك حسن، محمد جابر ،محمد قطب ، هاجر أحمد، روميساء أيمن، رؤى رضا ،عصماء عصام ، شيماء محمد علي، ريموند سامي شكري، أحمد يوسف، رضوى ماجد ،ياسمين ياسر ، أدهم هاني، منار مديح، وعبد الرحمن خليل، وبمشاركة غنائية من أحمد الشريف وإسلام أشرف. 

ويقدم فصل الغناء العربي بدار أوبرا الإسكندرية، تدريب وقيادة الدكتور محمد حسني، باقة من أغاني الزمن الجميل منها: "حكايتي مع الزمان ، سألوني الناس، مدام تحب بتنكر ليه ، في نور محياك، إن راح منك يا عين ، اسمع قلبي ، ليالينا، دور "أنا هويت"، موشح " يابهجة الروح، شاغلى بالحسن بدرا، ياشادى الألحان"، مونولوج "والله تستاهل ياقلبي- عيني علينا يا أهل الفن "طقطوقة"، أهو ده اللى صار - يا حلاوة الدنيا يا حلاوة".. أداء كلا من هنا محمد ، لوسيندا راجى، همس تامر ، يوسف سامح ، ماسة آدم ، همس وائل، أماني عثمان ، وسلمى محمد " بالإضافة إلى لحني الشيالين، شد الحزام مع مشاركة متميزة وفقرة لفصل الباليه تدريب الدكتور شريف الجندي.

وعلى هامش الحفل يفتتح فى السادسة مساء، معرضا فنيا للوحات من إبداع طلاب فصل الرسم تدريب الدكتورة داليا فؤاد .

يذكر أن مركز تنمية المواهب أنشئ بهدف الإرتقاء بالذوق الفنى وتبني الموهوبين في مختلف مجالات الفنون، ويضم أقساما مختلفة ومتنوعة منها البيانو ، الجيتار ، الباليه ، الكلاكيت ، الغناء الأوبرالي والعربي، الفلوت ، الفيولينة ، العود ، القانون ، الكمان الشرقي، الباليه والكلاكيت، كما تم إضافة فصول لذوي القدرات الخاصة، واعتاد المشاركة خلال الاحتفالات المتنوعة التي تنظمها دار الأوبرا فى المناسبات المختلفة إلى جانب إقامة حفلات دورية لطلابه تشجيعا لهم وتقديرا لجهدهم.

مقالات مشابهة