شبكة اخبار العراق:
2024-12-28@13:45:35 GMT

الحرب ليست عادلة بالنسبة إلى ضحاياها

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

الحرب ليست عادلة بالنسبة إلى ضحاياها

آخر تحديث: 5 شتنبر 2024 - 9:34 صبقلم:فاروق يوسف لا تزال الحرب في السودان مستمرة؟ مثلها مثل الحرب في أوكرانيا طويت صفحتها من غير أن تنتهي. فهل غطت الحرب في غزة على الحربين؟ يبدو أن نشرات الأخبار صارت هي المقياس. مثلما يحل خبر محل آخر تحل حرب محل أخرى. ولكن كل حرب في حد ذاتها هي مأساة لا توصف. بالنسبة إلى الجالسين برخاء في بيوتهم وهم مطمئنون إلى سلامتهم فإن الحرب، أي حرب هي عبارة عن فيلم ممل يُعاد عرضه مرات ومرات.

تتبدل تقنيات القتل وتتغير وجوه القتلى غير أن الصورة ذاتها والفكرة ذاتها. قطعان ثيران هائجة يسعى البعض منها إلى القضاء على البعض الآخر. سيكون الحديث هنا عن حرب عادلة في مكان آخر. لم تنضج البشرية بعد ولم تصل إلى سن الحكمة لكي تكتشف أن الحرب ليست حلا. الحرب تهب الأقوياء فرصة الانتصار على العقل. كل العواطف لتي يؤجج نارها حملة السلاح هي ليست من النوع الإنساني الذي يضع وطنيته على ميزان الأمل بولادة عالم جديد تسوده المحبة. الوطنية في الحرب كذبة يُراد تمريرها من خلال شعارات رخيصة. ذلك ما فعله المهرج الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليقابله ذعر رجل المخابرات الروسي فلاديمير بوتين. حرب بين دولتين كانتا يوما ما بلادا واحدة تنعم باشتراكية تمت شيطنتها فصار على الشعبين اللذين هما شعب واحد أن ينقسما على نفسيهما ويكون الوطن بمثابة القفص الذي يجب تفجير بابه. ولأنها حرب عبثية فإن أحدا لن يجرؤ على إيقافها من طرف واحد لئلا تُفتضح المهزلة الوطنية التي تقف وراءها. تنزلق الدول إلى الحروب بسبب أحلام سياسييها. ثقيلة هي تلك الأحلام وغالبا ما تنتهي إلى الفشل. غير أن أحدا لا يتعلم، لا لشيء إلا لأن البشرية لا تثق بالعقلاء. كل الذين أشعلوا الحروب كانوا مجانين. من هتلر إلى صدام حسين. لم يكن جورج بوش الابن أقل جنونا. مجنونان في السودان قررا أن يرفسا مائدة العيش الانتهازي المشترك فذهبا إلى معسكريهما ليبدأ فيلم جديد. أما حكايات دارفور وجنوب السودان الذي انفصل غير مأسوف عليه فقد طواها الزمن. اليوم يحمل السوداني بلاده على ظهره مثلما فعل العراقي والسوري واليمني من قبل ليس من أجل أن يجد له مكانا مريحا يقيم فيه، بل من أجل أن يدفنه. كم مرة دفن العراقيون عراقهم وأقسموا ألا يلتفتوا إليه وهو الذي أشبعهم حروبا؟ غير أن الشعوب نفسها بالرغم مما ذاقته من مآسي الحروب صارت تمر بها بطريقة مخاتلة. لا أحد يرغب في الفهم. فهم الأهداف الغامضة التي يتستر عليها مشعلو الحروب بالوطنية أمر صعب. هي أصعب من تصديق مفهوم الحرب العادلة. كانت الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي عادلة من وجهتي نظر الطرفين. كذلك يجد بنيامين نتنياهو حرب الإبادة التي يشنها على أهل غزة عادلة وهو يقصد ضمنا القضاء على حركة حماس التي يعرف أنه لن يتمكن من إنهائها. حرب بوش التي غزا فيها العراق ودمره وحطم دولته واحتلها وسلمها للمجهول كانت هي الأخرى عادلة. الحروب على الشيوعية وحروب الشيوعية الداخلية التي كلفت مئات الآلاف من الأرواح كانت كلها عادلة. ألا يخوض الحوثيون في اليمن حربا عادلة دفاعا عن المشروع الإيراني في المنطقة؟  لقد سبق للحوثيين أن خاضوا ستّ حروب ضد دولة اليمن التي يكرهونها. خسروا تلك الحروب. جاءتهم الفرصة حين تم خلع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تواطأ معهم بسبب غبائه السياسي ثم قتلوه. غير أن إيران حين سارعت لالتقاط الخيط لم تكن تفكر في المذهب بقدر ما كانت تفكر بموانئ اليمن على البحر الأحمر. لذلك كان من الصعب على الحوثيين ألا يشعلوا حربا. في تلك الحالة كانت الحرب وسيلة للتغطية على الاستعمار الإيراني. كل ما يُقال عن الدفاع عن المذهب هو كذبة. لا يجمع الحوثيين بالإيرانيين مذهب مشترك. بالنسبة إلى الحوثيين لا قضية عادلة لحربهم. إنهم يعترفون أن حربهم جزء من مشروع إيران للهيمنة على المنطقة. ولكن هل انتهت الحرب في سوريا؟ لا أعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد يملك تفسيرا لما حدث في بلاده إلا إذا ذهب إلى الحديث عن المؤامرة العالمية. ذلك تفسير جاهز. ولكن الحرب لم تكن لتقوم في بلاده لو أن أجهزته استبقتها ووضعت المعلومات بين يديه. تلك المعلومات التي لو شاء أن يتعامل معها رجل دولة مسؤول عن سلامة المجتمع لكان قد نجا بسوريا وشعبها من الحرب.ولكن الحرب هي الحل الذي يلجأ إليه الخاسرون إنسانيا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الحرب فی حرب فی غیر أن

إقرأ أيضاً:

أكانجي: لن ننافس على لقب الدوري الإنجليزي.. والنتيجة أمام إيفرتون غير عادلة

يرى مانويل أكانجي مدافع فريق مانشستر سيتي أن نتيجة التعادل أمام إيفرتون لم تكن عادلة، حيث بذل الفريق جهداً كبيراً خلال المباراة وخلق الكثير من الفرص لكنه لم يتمكن من التسجيل سوى هدف واحد واستقبل هدفاً آخر.

وواصل مانشستر سيتي نتائجه السلبية بتعادله مع ضيفه إيفرتون بهدف لكل منهما في المباراة التي جمعتهما مساء الخميس على ملعب الاتحاد في افتتاح الجولة الثامنة عشر من الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم.

وتقدم السيتي في الدقيقة 14 عن طريق برناردو سيلفا، وعدّل إيفرتون النتيجة في الدقيقة 36 عن طريق إليمان نداي وأضاع إيرلينج هالاند ركلة جزاء للسيتي في الدقيقة 53 تصدى لها بيكفورد حارس إيفرتون.

وقال أكانجي في تصريحات عقب المباراة: "أعتقد أننا قمنا بالعديد من الأشياء الرائعة، فقد دافعنا وهاجمنا بشكل جيد لكننا لم نتمكن من إنهاء الهجمات، ولكن إذا تمكنا من إنهاء الهجمات، فأعتقد أننا كنا سنحرز ثلاثة أو أربعة أهداف اليوم".

وعن سباق المنافسة على لقب الدوري، أكد أكانجي أن الموسم لم ينتهِ بعد لكنه ليس هدف الفريق في الوقت الحالي، فهناك حاجة للتركيز على لعب مباراة تلو أخرى والمباراة التالية ستكون ضد ليستر خارج الملعب وربما لن تكون سهلة في ظل الحالة الحالية للفريق.. مشدداً على ضرورة أن يتحلى الفريق بالتركيز الكامل والتعافي وبذل أقصى جهد خلال هذه المباراة.

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس: يجب ألا تجرنا الحروب إلى اليأس
  • فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
  • عاجل. جهاز الأمن الروسي: قضينا على خلية إرهابية لتنظيم "داعش" كانت تعد لمهاجمة مركز شرطة في موسكو
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • أكانجي: لن ننافس على لقب الدوري الإنجليزي.. والنتيجة أمام إيفرتون غير عادلة
  • الفيلم الفلسطيني خطوات.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحايا الحروب
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • عواقب الصدمات النفسية على ضحايا الحرب في دول الجوار
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)