محور فيلادلفيا .. هل يكون كارت نتنياهو الأخير ؟
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
سرايا - ينتظر إسرائيل مزيدا من الانقسام والتأزم الداخلي، مع إصرار رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، على بقاء قوات الجيش في محور "فيلادلفيا" على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وهو ما يعني "تعمّده المغامرة بالسلام" في الداخل ومع الجيران، وفق آراء دبلوماسيين وسياسيين من مصر وإسرائيل.
ويعرض هؤلاء الخبراء في تعليقاتهم، آراءهم بشأن كيف "يعرقل" نتنياهو المفاوضات عبر كارت هذا المحور وغيره، والمتوقع بشأن الاستقرار داخل إسرائيل ومصير الرهائن لدى حركة حماس، وكيف تستفيد الحركة من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي في تحقيق أهدافها من الحرب القائمة منذ 7 أكتوبر 2023.
يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، إن إصرار نتنياهو على البقاء في فيلادلفيا واتهام مصر بتهريب أسلحة لقطاع غزة "تحرك يائس من شخص مطلوب للعدالة الدولية، وهو مطلوب أيضا للعدالة داخل بلده بسبب جرائم تمس بالشرف، ولا يعرف كيفية التعامل مع هذا المأزق، والشيء الوحيد الذي يحميه أنه رئيس وزراء في حالة حرب".
ولا يستبعد بيومي، أن "يغامر نتنياهو بالسلام لمصلحته الشخصية، عبر عرقلة المفاوضات بكل الطرق، ووضع شروط لن يقبل بها أحد"، مؤكدا أن "تحالف اليمين المتطرف الحاكم حاليا (في إسرائيل) لا يسعى للسلام".
ورغم ذلك، يرى بيومي أن "مصر والدول العربية تتعامل معه بشكل هادئ؛ لأنهم يعرفون أنه راحل -نتنياهو- لا محالة".
أما الهدف الرئيسي لهذه الدول، وفق الدبلوماسي المصري السابق، فهو "تخفيف الضغوط على الشعب الفلسطيني، ودعمه للبقاء في أرضه؛ لأن صموده في بلده هو الملاذ الآمن الوحيد أمام العرب والفلسطينيين".
يتفق عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) السابق، يوسي يونا، مع بيومي، بشأن أن نتنياهو "يصر على عرقلة جهود التفاوض، من خلال فرض الشروط التي يريدها، وهو يعرف أن حركة حماس لن توافق عليها، وعلى رأسها محور فيلادلفيا الذي يجد رفضا مصريا أيضا".
كما يلفت المتحدث إلى أن موقف نتنياهو من فيلادلفيا "حوله جدل عميق داخل إسرائيل، خاصة مع الخلاف المعلن بينه وبين قائد الجيش يوآف غالانت، فالأول يصر على بقاء القوات في المحور، بينما يرى قادة الجيش أنه يمكن الانسحاب منه لإفساح المجال، للمضي قدما في صفقة تبادل الرهائن ووقف الحرب".
ويضيف يونا أنه يوجد أيضا "غضب شعبي متزايد نتيجة الخوف على حياة بقية الأسرى، في ظل عدم تقدم المفاوضات، لا سيما بعد مقتل أسرى مؤخرا"، وتجلى هذا الغضب في المظاهرات العارمة التي تعجّ بها شوارع تل أبيب، وتطالب بعقد صفقة لتحرير الأسرى، إلا أن يونا يقول: "لكن، لا يمكن التنبؤ بموقف نتنياهو، وما إن كانت المظاهرات والضغط الأميركي سيجعلناه يظهر مرونة أم لا".
ويتابع عضو الكنيست السابق: "نتنياهو يتحدث عن الانتصار النهائي على حماس، لكن لا يوجد تفسير واضح لمعنى هذا الانتصار، وهناك أزمة سياسية كبير تعصف بالبلاد، ولا توجد معرفة لكيفية الخلاص منها".
وفي أحدث مؤشرات الانقسام بين ساسة إسرائيل بشأن الحرب، جدد زعيم المعارضة، يائير لابيد، الأربعاء، اتهام الحكومة بأنها لا تريد السلام، مضيفا في تدوينة على منصة "إكس": "ما دامت هذه الحكومة قائمة، فإن الحرب ستستمر".
أما من داخل الحكومة، فأكد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، عبر حسابه على "إكس"، رفضه للمفاوضات، قائلا: "أعمل على وقف المفاوضات مع حماس. لا يجب أن تتفاوض إسرائيل، بل أن توقف المفاوضات، وتتوقف عن تزويدهم بالوقود والكهرباء، وتسحقهم حتى يستسلموا".
وعن سبب تمسّك نتنياهو بمحور فيلادلفيا، يقول المحلل السياسي الإسرائيلي، إلحنان ميلر، إنه يرى أن "المحور كان ممرا لتهريب السلاح من سيناء إلى غزة؛ ولذا يستغل هذا للبقاء فيه، رغم قناعة القيادات الأمنية والعسكرية بإمكانية الخروج منه وضمان الأمن فيه بوسائل أخرى؛ مثل المراقبة والتعاون مع مصر والأميركيين، لكنه يصر على البقاء".
وهذا الإصرار وراءه أن نتنياهو، حسب ميلر، "يريد إطالة أمد الحرب حتى القضاء على يحيى السنوار (زعيم حركة حماس) والحركة؛ كي يحقق إنجازا ملموسا في هذه الحرب، وهو في هذا يلعب على الوقت مثله مثل السنوار الذي يراهن أيضا على الوقت ويحاول الصمود".
أما عن توقعاته بشأن تأثير المظاهرات ضد نتنياهو على موقفه، فيقول إنها "لن تغير قرار نتنياهو، بل الهدف منها الضغط على حلفائه في الائتلاف الحاكم؛ إذ تم تنظيم مظاهرات أمام منازل نواب الكنيست والوزراء المقربين من نتنياهو للتخلي عنه".
في المقابل، فإن حماس "تحاول الضغط نفسيا على إسرائيل وأهالي الأسرى، بنشر مقابلات مع الأسرى قبل مقتلهم، والتهديد بقتل آخرين، لكن نتنياهو لا يعطي اهتماما كافيا لحياة المختطفين، بسبب مصالح شخصية وسياسية، وسيتم محاسبته على هذا الأمر"، وفق ما يؤكد المحلل الإسرائيلي.
إقرأ أيضاً : واشنطن تدرس طلبا لعقد اتفاق مع حماس لا يشمل إسرائيلإقرأ أيضاً : نتنياهو: لن أغيّر سياساتي لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزةإقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تواصل عمليتها العسكرية بالضفة لليوم التاسع
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي يكشف خطة جديدة للاحتلال بشأن الحرب على غزة
سرايا - أكد مسؤول إسرائيلي بارز أن "تل أبيب" تدرس خيارًا عسكريًا "تدريجيا" في غزة في ظل استمرار "تعنت" حماس في المفاوضات بشأن "الرهائن"، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعًا السبت لمناقشة التصعيد المحتمل، وفقًا للقناة "13" العبرية.
وأوضح المسؤول أن "إسرائيل" ستقدم أمام نتنياهو خيارات عسكرية، مع التأكيد على أن أي تحرك سيكون تدريجيًا، في ظل تقديرات بأن تعثر المفاوضات قد يؤدي إلى استئناف العمليات العسكرية.
ولفت إلى أن "تل أبيب"، بدعم من واشنطن، سترفض عرض حماس القاضي بالإفراج عن الإسرائيلي-الأميركي عِدان ألكسندر وأربعة "رهائن" قتلى، معتبرةً أن الخطوة تهدف إلى "دق إسفين" بين "إسرائيل" والولايات المتحدة وإضعاف اهتمام الأميركيين بالمفاوضات بعد إطلاق سراح "الرهائن" الحاملين للجنسية الأميركية.
وأضاف أن العرض الحالي لحماس لا يرقى إلى ما تم التفاوض عليه أخيرا في الدوحة، حيث طالبت "إسرائيل" بالإفراج عن خمسة "رهائن" أحياء على الأقل.
في المقابل، أفادت مصادر فلسطينية بأن حماس قد تكون منفتحة على توسيع نطاق الصفقة لتشمل مزيدًا من الأسرى الأحياء.
وفي وقت سابق الجمعة، قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تقترح خطة "لتضيق الفجوات" بهدف تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقدم المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف والمسؤول في مجلس الأمن القومي إريك تريجر الاقتراح يوم الأربعاء، وفقا لبيان صادر عن مكتبيهما.
وأضاف البيان: "أُبلغت حماس، من خلال شركائنا القطريين والمصريين، بشكل قاطع، بضرورة تنفيذ هذه ‘الخطة‘ قريبا، وإطلاق سراح المواطن الأميركي الإسرائيلي إيدان ألكسندر فورا".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1175
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 15-03-2025 03:50 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...