أزهري: التصالح مع الله يمنع المؤمن من ارتكاب الأخطاء ويمنحه الشعور بالرضا
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أكّد أحمد تركي أحد علماء الأزهر الشريف أنَّ مفهوم التصالح مع الله يعني الاقتراب من الله بقلب صادق، موضحًا أنَّه السبيل لرؤية جمال الله والشعور بجلاله، بما يمنع الإنسان من ارتكاب الأخطاء، ويمنحه الشعور بالرضا والنور لإنارة القلب والعقل.
الطريق إلى التصالح مع الله يحتاج إلى إخلاصوأضاف العالم الأزهري خلال حديثه لـ«الوطن» أنَّ الله سبحانه وتعالى قد نادى في نهاية سورة «إقرأ» بقوله: «واسجد واقترب»، كما أنَّ هذا الاقتراب الروحي يمنح المؤمن الفهم العميق للإشارات الربانية، ولكننا في كثير من الأحيان لا نحسن قراءة هذه الإشارات.
وفي إطار الحديث عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، أكّد أحمد تركي أنَّ الاقتراب من الرسول حباً واقتداءً يزيد من النور الداخلي للإنسان ويجعله يشعر بالتصالح مع نفسه ومع من حوله، مستشهدًا بما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في كل صباح، عندما يبدأ يومه بذكر الله: «أصبحنا وأصبح المـلك لله وَالحمد لله، لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرر».
واختتم رسالته بالتأكيد على أن الطريق إلى التصالح مع الله والنفس والكون هو طريق سهل، ويحتاج فقط إلى اهتمامك وإخلاصك في السير عليه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التصالح مع الله أحمد تركي الأزهر علماء الأزهر
إقرأ أيضاً:
ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة.. أسرار الرحمة وكرامة النبي
ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي عظَّم النبي ﷺ شأنها، حيث قال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (رواه ابن ماجه وابن حبان).
وقد وردت العديد من الأحاديث في فضل هذه الليلة، بعضها صحيح وبعضها ضعيف، إلا أن العلماء أقروا بجواز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، ولهذا يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
تحويل القبلة.. حدث تاريخي ودلالات إيمانيةيتميز شهر شعبان أيضًا بحدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، وهو تحويل القبلة. فقد كانت القبلة في بداية الإسلام موجهة إلى المسجد الأقصى، ثم جاء الأمر الإلهي بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، لحكمة إلهية عظيمة، كما قال تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} (البقرة: 143).
كان لهذا التحول دلالة تربوية عميقة، حيث اختار الله المسجد الأقصى كقبلة أولى للمسلمين ليطهر قلوبهم من شوائب الجاهلية ويختبر مدى تسليمهم لأوامره، ثم بعد أن استقر الإسلام في المدينة، أمرهم الله بالتوجه إلى المسجد الحرام، مما يؤكد ارتباط هذا التحويل بتحقيق العبودية الخالصة لله وحده.
مكانة المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الإسلاملم يكن تحويل القبلة تقليلًا من شأن المسجد الأقصى، بل تأكيدًا على وحدة رسالة الأنبياء جميعًا، كما قال تعالى:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ} (الحج: 78).
كما أن العلاقة بين المسجدين راسخة، فكما كانت رحلة الإسراء انتقالًا مكانيًا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، كان تحويل القبلة انتقالًا تعبديًا يعكس جوهر الإسلام في التوجه إلى الله.
استجابة لدعاء النبي ﷺكان النبي ﷺ يتمنى العودة إلى قبلة أبيه إبراهيم، فاستجاب الله لدعائه، كما جاء في قوله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} (البقرة: 144).
وقد جاء هذا التحويل أيضًا تطييبًا لخاطر النبي ﷺ، حيث كان قلبه معلقًا بمكة، وطنه الحبيب الذي أُخرج منه رغمًا عنه، حيث قال ﷺ عند مغادرته مكة:
"والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي).
تحمل ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة دروسًا إيمانية عظيمة؛ فهي تذكير بمغفرة الله ورحمته، وأهمية تصفية القلوب من الشحناء، كما تعكس معاني التسليم التام لأوامر الله، وربط الإيمان بحب الأوطان.