موقع 24:
2025-04-30@21:28:18 GMT

هل تستطيع الصين وأمريكا تجنب الصدام الكارثي؟

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

هل تستطيع الصين وأمريكا تجنب الصدام الكارثي؟

سافر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأسبوع الماضي إلى الصين، في زيارة استغرقت أياماً عدة لمحاولة الحفاظ على العلاقات بين واشنطن وبكين ضمن مستوى مستقر نوعاً ما، بموازاة استعداد الولايات المتحدة لانتقال سياسي في غضون أشهر.

في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً


كانت الرحلة ملحوظة في جوانب عدة، وفق ما كتبه الباحث دانيال دوبتريس في "معهد لوي".

لقد كانت هذه المرة الأولى منذ 8 سنوات التي يقوم فيها مستشار للأمن القومي الأمريكي برحلة إلى بكين، وتمكن سوليفان من عقد اجتماع مع الجنرال تشانغ يوشيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية. يشير مجرد حدوث مثل هذا الاجتماع المحدد، بعد تجميد لعامين في الاتصالات مع مسؤوليها العسكريين، إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ مهتم بالحفاظ على الاستقرار خلال الأشهر المقبلة، مثل إدارة بايدن.

 

Can the US and China avoid a catastrophic clash? | Daniel R. DePetris https://t.co/2OqG9TjNgc

— The Lowy Institute (@LowyInstitute) September 4, 2024


لا تُطلع قراءة المحادثات المراقبين على الكثير. في الجانب الأمريكي، كانت كلمة اليوم "المسؤولية"، بما أن لدى كل من القوتين العظميين مسؤولية ضمان عدم تحول المنافسة بينهما إلى صراع، في حين اكتسبت هذه العبارة طابعاً آلياً على مر السنين، يصدف أنها صحيحة.

سيناريو كارثي إن عواقب نزاع مباشر بين الولايات المتحدة والصين، سواء بشأن تايوان أو المياه الضحلة المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي أو بسبب سوء تقدير شديد، لا يمكن تصورها. لقد قدرت إحدى عمليات محاكاة الحرب التي أجريت في وقت سابق من السنة الحالية أن عشرات الآلاف من أفراد الخدمة الأمريكية سيُفقدون بالإضافة إلى عشرات السفن ومئات الطائرات. وستكون التداعيات الاقتصادية هائلة بنفس المقدار، إذ قد يُمحى ما يصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ليس لدى الولايات المتحدة والصين مصلحة في مغازلة مثل هذا السيناريو الكارثي. وإلى الحد الذي عززت فيه اجتماعات سوليفان هذا الموضوع، فقد كان ذلك وقتاً مستغلاً بشكل جيد. انتقادات متبادلة

لكن ليس هناك مجال كبير لحل المشاكل بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في هذا الوقت بالذات. تماماً كما ألح سوليفان على إدارة العلاقات بشكل مسؤول، أوضح أيضاً أن واشنطن لن تعيد توجيه سياستها تجاه الصين. ستظل التقنيات الأمريكية التي يمكن أن تساهم في تحديث جيش التحرير الشعبي الصيني مقيدة.

 

Commentary: Can the US and China avoid a catastrophic clash? https://t.co/YZsDLi3EbK pic.twitter.com/A2XCErw53a

— CNA (@ChannelNewsAsia) September 4, 2024


وانتقد سوليفان الصين لاستخدامها المتكرر لما يسمى بتكتيكات "المنطقة الرمادية" حول جزيرة سابينا ومنطقة سكند توماس شولز، والمصممة لمقاطعة مهام إعادة الإمداد الفلبينية. ستظل تايوان أكبر نقطة خلاف، حيث أدان سوليفان مرة أخرى أي تحركات من جانب الصين لتسوية القضية بالقوة.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي لاذعاً ودبلوماسياً في الوقت نفسه خلال فترة وجوده مع سوليفان، حيث جادل بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى البدء في التعامل مع الصين على أنها نظير مساوٍ لا منافس منهجي. في الواقع، يختلف المسؤولون الصينيون تماماً مع فكرة أن الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكونا منافسين وشريكين في الوقت نفسه.
في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً. لكن شي لا يزال يؤكد أن ضوابط التصدير الأمريكية تهدف إلى منع التنمية الاقتصادية الصينية بمقدار ما تهدف إلى تقييد جيش التحرير الشعبي. وباستثناء الاستسلام الأمريكي الصريح للمطالب الصينية، ليس بوسع واشنطن أن تفعل الكثير لتهدئة بكين بشأن أي من هذه المسائل.

المستقبل البعيد.. مشؤوم بالرغم من رحلة سوليفان، لن تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على المستوى المؤسسي. والأسباب وراء ذلك لا تتعلق بشخصيات الأفراد ــ إذ اعتاد محللو السياسة الخارجية الأمريكية الهوس بالصفات الشخصية لشي ــ بل تتعلق أكثر بالسياسات العليا. من الناحية البنيوية، ربما تكون الولايات المتحدة والصين متجهتين إلى علاقة مواجهة متأصلة على مدى العقود العديدة المقبلة بحكم موقعيهما في العالم.
تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على هيمنتها على العلاقات الدولية إلى أقصى حد ممكن، في حين أن الصين عازمة، كما تفعل كل القوى العظمى الطامحة، على ترجمة ثروتها وقدراتها العسكرية الأكبر إلى مزيد من القوة في النظام الدولي. من الواضح أن الأخيرة ستحتك بالأولى، مما يؤدي إلى نوع من التوتر الثنائي الذي لا يسهل تصحيحه. وإذا أضيفت إلى ذلك آيديولوجيات حاكمة مختلفة تماماً، فضلاً عن ميل الساسة الأمريكيين إلى ترهيب الصين لأسباب سياسية محلية، يبدو المسار الطويل الأمد للعلاقات مشؤوماً حتى بالنسبة للمراقب الأكثر تفاؤلاً. ما فهمته إدارة بايدن.. وما خاطرت به ربما تكون الولايات المتحدة والصين محصورتين في معالجة الخلافات ضمن الهامش بهدف السيطرة على التوتر المتبادل. وبالرغم من أن هذه التفاعلات العملية لن تجعل الدبلوماسيين والقادة يُذكرون في كتب التاريخ، يبقى أنها أفضل ما يمكن لواشنطن وبكين القيام به في هذا الوقت المحدد.
من المكونات الرئيسية لاستراتيجية الحد من التوتر هذه، الحوار المباشر الذي يدوم طويلاً بغض النظر عمن يجلس في المكتب البيضوي. فهمت إدارة بايدن هذا منذ البداية، حتى لو كانت أفعالها ــ رد الفعل الهستيري على "فضيحة المنطاد" في أوائل 2023 هو أسوؤها ــ يمكن أن تعقد الحوار نفسه الذي تأمل الحفاظ عليه. سؤال للصقور كان حديث سوليفان مع وانغ الأسبوع الماضي هو الأحدث في سلسلة من التبادلات التي يعود تاريخها إلى مايو (أيار) 2023، عندما اتفق الطرفان على إنشاء قناة دبلوماسية بينهما لمعالجة الأزمات فور ظهورها.
سيواصل صقور واشنطن تجاه الصين رفض مثل هذه الاجتماعات باعتبارها غير منتجة في أفضل الأحوال، وقريبة من الاسترضاء في أسوئها. قد يتساءلون، ما هي الفائدة من عقد اجتماعات عندما يكون الناتج الوحيد هو المزيد من الاجتماعات؟ ولكن هناك سؤال آخر يتم تجاهله في كثير من الأحيان وفق دوبتريس: هل يعتبر شكل من أشكال العزلة الدبلوماسية بديلاً قابلاً للتطبيق؟.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصين المنطاد الصيني الولایات المتحدة والصین

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن للولايات المتحدة وأوروبا وجهات نظر مختلفة جوهريا من التهديد الروسي وحماية الديمقراطية، وبالتالي إذا حاولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن إجبار أوكرانيا على القبول بهزيمة جزئية، فستنظر أوروبا إلى ذلك على أنه مكافأة منها للعدوان الروسي.

وأوضحت الصحيفة -في مقال للصحفي غدعون راشمان- أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قام عام 1949 بين الولايات المتحدة وكندا وبعض الحلفاء الأوروبيين بسبب الخوف من موسكو، وأن هذا الخوف نفسه الآن يهدد بتفكيك هذا الحلف.

ومع أن التحالف الأطلسي صمد في وجه العديد من الخلافات العميقة على مر الزمن، من أزمة السويس عام 1956 إلى حربي فيتنام والعراق، بفضل بقاء الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على الجانب نفسه، حسب الكاتب، فإن تحالفهم معرض الآن للخطر ما لم يستطيعوا الاتفاق على التهديد الذي يواجهونه، وكيفية التعامل معه.

وبالفعل أقيمت الشراكة الأميركية الأوروبية على أساس المصالح والقيم المشتركة، وكان الاهتمام طوال الحرب الباردة هو احتواء التهديد القادم من الاتحاد السوفياتي، والقيمة المشتركة هي الدفاع عن الديمقراطية، وحتى بعد انتهاء الحرب الباردة، كانت الحرب على الإرهاب وحماية الديمقراطيات الأوروبية الجديدة هدفا مشتركا، لكن هذا الفهم المشترك يتداعى الآن -حسب الكاتب- وأي نهاية كارثية للحرب في أوكرانيا سوف تنهيه تماما.

إعلان

وها هي الولايات المتحدة وأوروبا تقدمان خطط سلام مختلفة لأوكرانيا لأن مفهوم الأمن الدولي ومصدر التهديد القادم لم يعد متفقا عليهما، إذ يعتقد الأوروبيون أن مكافأة العدوان الروسي في أوكرانيا ستزيد من احتمال مهاجمة بوتين بقية أوروبا، في حين ترى إدارة ترامب أن الولايات المتحدة يجب ألا تنجر في النهاية إلى حرب مباشرة مع روسيا.

معركة وجود

والحقيقة -حسب راشمان- هي أن الخلاف في الرؤى الأمنية يتجاوز الآن كيفية إنهاء حرب أوكرانيا، لأن حلفاء أميركا يواجهون تهديدا مباشرا من ترامب بضم أراضي عضوين في الناتو، وذلك بتحويل كندا إلى الولاية الـ51 من بلده، واحتلال غرينلاند التي هي جزء يتمتع بحكم ذاتي من الدانمارك.

وإذا جمعنا هذه الغرائز الاستبدادية لدى ترامب -كما يقول الكاتب- وتهديداته لحلفاء الناتو، وتعاطفه الواضح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلن يكون هناك مجال للقول إن الناتو ما زال تحالفا قائما على قيم مشتركة لأن صراع القيم أصبح الآن جليا.

ومع أن الولايات المتحدة والأوروبيين يدعون أنهم يدافعون عن الديمقراطية، فإن كل طرف يعتقد أن الديمقراطية مهددة على الجانب الآخر، وقد اتهم جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، في خطاب شهير ألقاه في مؤتمر ميونخ للأمن، الأوروبيين بقمع حرية التعبير والخوف من شعوبهم، وهو ما قابلته أوروبا بغضب شديد، مع استحضار جهود ترامب لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 وهجماته على القضاء ووسائل الإعلام والجامعات.

وتبشر إدارة ترامب وأووربا الآن برؤيتين متضاربتين للقيم الغربية، رؤية ترامبية قومية عرقية، محافظة ثقافيا وغير ليبرالية، مقابل رؤية أوروبية أممية تستند إلى القانون والمؤسسات الليبرالية، وكلا الجانبين يعتقد أن هذه معركة وجودية من أجل البقاء السياسي.

وتريد إدارة ترامب العمل مع الشعبويين القوميين في أوروبا من أمثال فيكتور أوربان في المجر وروبرت فيتسو في سلوفاكيا ونايجل فاراج في بريطانيا، كما تعقد أوروبا من جهتها الأمل على الحزب الديمقراطي في واشنطن، وهي الآن تحسب الأيام بفارغ الصبر في انتظار انتخابات التجديد النصفي الأميركية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ترامب: الولايات المتحدة والصين ستتوصلان إلى اتفاق تجاري
  • الصين تنشر فيديو عن الحرب التجارية وتصف الولايات المتحدة بـ”نمر من ورق”
  • نشرة أخبار العالم | ترامب يتهم الصين بسرقة الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يكشف إنجازات 100 يوم.. وباكستان تتوقع غزوًا هنديًا خلال 24 ساعة.. و1000 غارة أمريكية على الحوثيين
  • رسالة صارمة من الصين إلى ترامب: لن نركع لمتنمر.. وأمريكا نمر من ورق
  • ترامب: الصين أكثر دولة في العالم تسرق الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة تسعى لاتفاق تجاري مع الصين دون خسارة تريليون دولار سنويا
  • إدارة ترامب: الصين تشن حربًا اقتصادية ضد الولايات المتحدة
  • حوادث مروّعة في الصين وأمريكا.. وقتلى بمصر والعراق والسعودية وتركيا
  • فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي
  • الصين تراقب وأمريكا في مأزق كبير.. صراع نووي محتمل بين الهند وباكستان