موقع 24:
2025-02-03@05:43:41 GMT

هل تستطيع الصين وأمريكا تجنب الصدام الكارثي؟

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

هل تستطيع الصين وأمريكا تجنب الصدام الكارثي؟

سافر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأسبوع الماضي إلى الصين، في زيارة استغرقت أياماً عدة لمحاولة الحفاظ على العلاقات بين واشنطن وبكين ضمن مستوى مستقر نوعاً ما، بموازاة استعداد الولايات المتحدة لانتقال سياسي في غضون أشهر.

في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً


كانت الرحلة ملحوظة في جوانب عدة، وفق ما كتبه الباحث دانيال دوبتريس في "معهد لوي".

لقد كانت هذه المرة الأولى منذ 8 سنوات التي يقوم فيها مستشار للأمن القومي الأمريكي برحلة إلى بكين، وتمكن سوليفان من عقد اجتماع مع الجنرال تشانغ يوشيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية. يشير مجرد حدوث مثل هذا الاجتماع المحدد، بعد تجميد لعامين في الاتصالات مع مسؤوليها العسكريين، إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ مهتم بالحفاظ على الاستقرار خلال الأشهر المقبلة، مثل إدارة بايدن.

 

Can the US and China avoid a catastrophic clash? | Daniel R. DePetris https://t.co/2OqG9TjNgc

— The Lowy Institute (@LowyInstitute) September 4, 2024


لا تُطلع قراءة المحادثات المراقبين على الكثير. في الجانب الأمريكي، كانت كلمة اليوم "المسؤولية"، بما أن لدى كل من القوتين العظميين مسؤولية ضمان عدم تحول المنافسة بينهما إلى صراع، في حين اكتسبت هذه العبارة طابعاً آلياً على مر السنين، يصدف أنها صحيحة.

سيناريو كارثي إن عواقب نزاع مباشر بين الولايات المتحدة والصين، سواء بشأن تايوان أو المياه الضحلة المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي أو بسبب سوء تقدير شديد، لا يمكن تصورها. لقد قدرت إحدى عمليات محاكاة الحرب التي أجريت في وقت سابق من السنة الحالية أن عشرات الآلاف من أفراد الخدمة الأمريكية سيُفقدون بالإضافة إلى عشرات السفن ومئات الطائرات. وستكون التداعيات الاقتصادية هائلة بنفس المقدار، إذ قد يُمحى ما يصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ليس لدى الولايات المتحدة والصين مصلحة في مغازلة مثل هذا السيناريو الكارثي. وإلى الحد الذي عززت فيه اجتماعات سوليفان هذا الموضوع، فقد كان ذلك وقتاً مستغلاً بشكل جيد. انتقادات متبادلة

لكن ليس هناك مجال كبير لحل المشاكل بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في هذا الوقت بالذات. تماماً كما ألح سوليفان على إدارة العلاقات بشكل مسؤول، أوضح أيضاً أن واشنطن لن تعيد توجيه سياستها تجاه الصين. ستظل التقنيات الأمريكية التي يمكن أن تساهم في تحديث جيش التحرير الشعبي الصيني مقيدة.

 

Commentary: Can the US and China avoid a catastrophic clash? https://t.co/YZsDLi3EbK pic.twitter.com/A2XCErw53a

— CNA (@ChannelNewsAsia) September 4, 2024


وانتقد سوليفان الصين لاستخدامها المتكرر لما يسمى بتكتيكات "المنطقة الرمادية" حول جزيرة سابينا ومنطقة سكند توماس شولز، والمصممة لمقاطعة مهام إعادة الإمداد الفلبينية. ستظل تايوان أكبر نقطة خلاف، حيث أدان سوليفان مرة أخرى أي تحركات من جانب الصين لتسوية القضية بالقوة.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي لاذعاً ودبلوماسياً في الوقت نفسه خلال فترة وجوده مع سوليفان، حيث جادل بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى البدء في التعامل مع الصين على أنها نظير مساوٍ لا منافس منهجي. في الواقع، يختلف المسؤولون الصينيون تماماً مع فكرة أن الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكونا منافسين وشريكين في الوقت نفسه.
في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً. لكن شي لا يزال يؤكد أن ضوابط التصدير الأمريكية تهدف إلى منع التنمية الاقتصادية الصينية بمقدار ما تهدف إلى تقييد جيش التحرير الشعبي. وباستثناء الاستسلام الأمريكي الصريح للمطالب الصينية، ليس بوسع واشنطن أن تفعل الكثير لتهدئة بكين بشأن أي من هذه المسائل.

المستقبل البعيد.. مشؤوم بالرغم من رحلة سوليفان، لن تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على المستوى المؤسسي. والأسباب وراء ذلك لا تتعلق بشخصيات الأفراد ــ إذ اعتاد محللو السياسة الخارجية الأمريكية الهوس بالصفات الشخصية لشي ــ بل تتعلق أكثر بالسياسات العليا. من الناحية البنيوية، ربما تكون الولايات المتحدة والصين متجهتين إلى علاقة مواجهة متأصلة على مدى العقود العديدة المقبلة بحكم موقعيهما في العالم.
تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على هيمنتها على العلاقات الدولية إلى أقصى حد ممكن، في حين أن الصين عازمة، كما تفعل كل القوى العظمى الطامحة، على ترجمة ثروتها وقدراتها العسكرية الأكبر إلى مزيد من القوة في النظام الدولي. من الواضح أن الأخيرة ستحتك بالأولى، مما يؤدي إلى نوع من التوتر الثنائي الذي لا يسهل تصحيحه. وإذا أضيفت إلى ذلك آيديولوجيات حاكمة مختلفة تماماً، فضلاً عن ميل الساسة الأمريكيين إلى ترهيب الصين لأسباب سياسية محلية، يبدو المسار الطويل الأمد للعلاقات مشؤوماً حتى بالنسبة للمراقب الأكثر تفاؤلاً. ما فهمته إدارة بايدن.. وما خاطرت به ربما تكون الولايات المتحدة والصين محصورتين في معالجة الخلافات ضمن الهامش بهدف السيطرة على التوتر المتبادل. وبالرغم من أن هذه التفاعلات العملية لن تجعل الدبلوماسيين والقادة يُذكرون في كتب التاريخ، يبقى أنها أفضل ما يمكن لواشنطن وبكين القيام به في هذا الوقت المحدد.
من المكونات الرئيسية لاستراتيجية الحد من التوتر هذه، الحوار المباشر الذي يدوم طويلاً بغض النظر عمن يجلس في المكتب البيضوي. فهمت إدارة بايدن هذا منذ البداية، حتى لو كانت أفعالها ــ رد الفعل الهستيري على "فضيحة المنطاد" في أوائل 2023 هو أسوؤها ــ يمكن أن تعقد الحوار نفسه الذي تأمل الحفاظ عليه. سؤال للصقور كان حديث سوليفان مع وانغ الأسبوع الماضي هو الأحدث في سلسلة من التبادلات التي يعود تاريخها إلى مايو (أيار) 2023، عندما اتفق الطرفان على إنشاء قناة دبلوماسية بينهما لمعالجة الأزمات فور ظهورها.
سيواصل صقور واشنطن تجاه الصين رفض مثل هذه الاجتماعات باعتبارها غير منتجة في أفضل الأحوال، وقريبة من الاسترضاء في أسوئها. قد يتساءلون، ما هي الفائدة من عقد اجتماعات عندما يكون الناتج الوحيد هو المزيد من الاجتماعات؟ ولكن هناك سؤال آخر يتم تجاهله في كثير من الأحيان وفق دوبتريس: هل يعتبر شكل من أشكال العزلة الدبلوماسية بديلاً قابلاً للتطبيق؟.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصين المنطاد الصيني الولایات المتحدة والصین

إقرأ أيضاً:

بيان أوروبي ثلاثي: الأونروا لا يمكن استبدالها

 

الثورة نت/..

أعرب وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، عن قلقهم البالغ بشأن تنفيذ حكومة العدو الصهيوني لتشريع يحظر أي اتصال بين الكيانات والمسؤولين الصهاينة ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”؛ كما يحظر أي وجود للأونروا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعا وزراء الخارجية في بيان مشترك صدر عنهم، اليوم الجمعة، حكومة العدو إلى “الامتثال لالتزاماتها الدولية وتحمل مسؤوليتها لضمان تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للسكان المدنيين بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق”.

كما طالبوها بالتعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، لضمان استمرارية العمليات، مؤكدين أنه “لا يوجد كيان آخر أو وكالة أممية تمتلك القدرة أو البنية التحتية لاستبدال تفويض الأونروا وخبرتها”.

وجدد الوزراء التأكيد على دعم بلادهم لتفويض الأونروا، الممنوح من الأمم المتحدة، في تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرين إلى أن “الأونروا هي المزود الأساسي للخدمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وهي جزء لا يتجزأ من الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة”.

كما جددوا التأكيد على دعم بلادهم الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورحبوا بالزيادة الملحوظة في المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، ودعوا إلى ضمان استمراريتها.

وفي سياق متصل، أعربت وزارة الخارجية البلجيكية عن أسفها الشديد لقرار الكيان الصهيوني طرد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من القدس الشرقية وحظر عملياتها، معتبرة أن هذه الخطوة تؤثر بشكل مباشر على المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

وقالت الخارجية البلجيكية في بيان رسمي: “بلجيكا تأسف بشدة لطرد الأونروا من القدس الشرقية وحظر عملياتها. ندعو “إسرائيل” إلى التراجع عن تنفيذ قوانين الكنيست. المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأونروا لا غنى عنها ولا يمكن استبدالها”.

مقالات مشابهة

  • تبون: الجزائر تحافظ على توازن علاقاتها مع روسيا وأمريكا
  • ترامب يتسبب في أول حرب تجارية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والصين
  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • عاجل:- الصين تعارض بشدة فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية إضافية وتخطط للرد
  • الصين تبني مفاعلا نوويا لا يمكن أن ينهار
  • عاجل.. الصين تعتزم رفع دعوى قضائية على الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية
  • الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين
  • بعد توليها الرئاسة.. هل تستطيع الصين تغيير معادلات القوة في مجلس الأمن؟
  • بيان أوروبي ثلاثي: الأونروا لا يمكن استبدالها
  • وزيرا دفاع اليابان وأمريكا يتفقان على تعزيز تحالفهما الثنائي في ظل إدارة ترامب