موقع 24:
2024-12-22@08:39:27 GMT

هل تستطيع الصين وأمريكا تجنب الصدام الكارثي؟

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

هل تستطيع الصين وأمريكا تجنب الصدام الكارثي؟

سافر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأسبوع الماضي إلى الصين، في زيارة استغرقت أياماً عدة لمحاولة الحفاظ على العلاقات بين واشنطن وبكين ضمن مستوى مستقر نوعاً ما، بموازاة استعداد الولايات المتحدة لانتقال سياسي في غضون أشهر.

في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً


كانت الرحلة ملحوظة في جوانب عدة، وفق ما كتبه الباحث دانيال دوبتريس في "معهد لوي".

لقد كانت هذه المرة الأولى منذ 8 سنوات التي يقوم فيها مستشار للأمن القومي الأمريكي برحلة إلى بكين، وتمكن سوليفان من عقد اجتماع مع الجنرال تشانغ يوشيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية. يشير مجرد حدوث مثل هذا الاجتماع المحدد، بعد تجميد لعامين في الاتصالات مع مسؤوليها العسكريين، إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ مهتم بالحفاظ على الاستقرار خلال الأشهر المقبلة، مثل إدارة بايدن.

 

Can the US and China avoid a catastrophic clash? | Daniel R. DePetris https://t.co/2OqG9TjNgc

— The Lowy Institute (@LowyInstitute) September 4, 2024


لا تُطلع قراءة المحادثات المراقبين على الكثير. في الجانب الأمريكي، كانت كلمة اليوم "المسؤولية"، بما أن لدى كل من القوتين العظميين مسؤولية ضمان عدم تحول المنافسة بينهما إلى صراع، في حين اكتسبت هذه العبارة طابعاً آلياً على مر السنين، يصدف أنها صحيحة.

سيناريو كارثي إن عواقب نزاع مباشر بين الولايات المتحدة والصين، سواء بشأن تايوان أو المياه الضحلة المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي أو بسبب سوء تقدير شديد، لا يمكن تصورها. لقد قدرت إحدى عمليات محاكاة الحرب التي أجريت في وقت سابق من السنة الحالية أن عشرات الآلاف من أفراد الخدمة الأمريكية سيُفقدون بالإضافة إلى عشرات السفن ومئات الطائرات. وستكون التداعيات الاقتصادية هائلة بنفس المقدار، إذ قد يُمحى ما يصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ليس لدى الولايات المتحدة والصين مصلحة في مغازلة مثل هذا السيناريو الكارثي. وإلى الحد الذي عززت فيه اجتماعات سوليفان هذا الموضوع، فقد كان ذلك وقتاً مستغلاً بشكل جيد. انتقادات متبادلة

لكن ليس هناك مجال كبير لحل المشاكل بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في هذا الوقت بالذات. تماماً كما ألح سوليفان على إدارة العلاقات بشكل مسؤول، أوضح أيضاً أن واشنطن لن تعيد توجيه سياستها تجاه الصين. ستظل التقنيات الأمريكية التي يمكن أن تساهم في تحديث جيش التحرير الشعبي الصيني مقيدة.

 

Commentary: Can the US and China avoid a catastrophic clash? https://t.co/YZsDLi3EbK pic.twitter.com/A2XCErw53a

— CNA (@ChannelNewsAsia) September 4, 2024


وانتقد سوليفان الصين لاستخدامها المتكرر لما يسمى بتكتيكات "المنطقة الرمادية" حول جزيرة سابينا ومنطقة سكند توماس شولز، والمصممة لمقاطعة مهام إعادة الإمداد الفلبينية. ستظل تايوان أكبر نقطة خلاف، حيث أدان سوليفان مرة أخرى أي تحركات من جانب الصين لتسوية القضية بالقوة.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي لاذعاً ودبلوماسياً في الوقت نفسه خلال فترة وجوده مع سوليفان، حيث جادل بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى البدء في التعامل مع الصين على أنها نظير مساوٍ لا منافس منهجي. في الواقع، يختلف المسؤولون الصينيون تماماً مع فكرة أن الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكونا منافسين وشريكين في الوقت نفسه.
في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً. لكن شي لا يزال يؤكد أن ضوابط التصدير الأمريكية تهدف إلى منع التنمية الاقتصادية الصينية بمقدار ما تهدف إلى تقييد جيش التحرير الشعبي. وباستثناء الاستسلام الأمريكي الصريح للمطالب الصينية، ليس بوسع واشنطن أن تفعل الكثير لتهدئة بكين بشأن أي من هذه المسائل.

المستقبل البعيد.. مشؤوم بالرغم من رحلة سوليفان، لن تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على المستوى المؤسسي. والأسباب وراء ذلك لا تتعلق بشخصيات الأفراد ــ إذ اعتاد محللو السياسة الخارجية الأمريكية الهوس بالصفات الشخصية لشي ــ بل تتعلق أكثر بالسياسات العليا. من الناحية البنيوية، ربما تكون الولايات المتحدة والصين متجهتين إلى علاقة مواجهة متأصلة على مدى العقود العديدة المقبلة بحكم موقعيهما في العالم.
تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على هيمنتها على العلاقات الدولية إلى أقصى حد ممكن، في حين أن الصين عازمة، كما تفعل كل القوى العظمى الطامحة، على ترجمة ثروتها وقدراتها العسكرية الأكبر إلى مزيد من القوة في النظام الدولي. من الواضح أن الأخيرة ستحتك بالأولى، مما يؤدي إلى نوع من التوتر الثنائي الذي لا يسهل تصحيحه. وإذا أضيفت إلى ذلك آيديولوجيات حاكمة مختلفة تماماً، فضلاً عن ميل الساسة الأمريكيين إلى ترهيب الصين لأسباب سياسية محلية، يبدو المسار الطويل الأمد للعلاقات مشؤوماً حتى بالنسبة للمراقب الأكثر تفاؤلاً. ما فهمته إدارة بايدن.. وما خاطرت به ربما تكون الولايات المتحدة والصين محصورتين في معالجة الخلافات ضمن الهامش بهدف السيطرة على التوتر المتبادل. وبالرغم من أن هذه التفاعلات العملية لن تجعل الدبلوماسيين والقادة يُذكرون في كتب التاريخ، يبقى أنها أفضل ما يمكن لواشنطن وبكين القيام به في هذا الوقت المحدد.
من المكونات الرئيسية لاستراتيجية الحد من التوتر هذه، الحوار المباشر الذي يدوم طويلاً بغض النظر عمن يجلس في المكتب البيضوي. فهمت إدارة بايدن هذا منذ البداية، حتى لو كانت أفعالها ــ رد الفعل الهستيري على "فضيحة المنطاد" في أوائل 2023 هو أسوؤها ــ يمكن أن تعقد الحوار نفسه الذي تأمل الحفاظ عليه. سؤال للصقور كان حديث سوليفان مع وانغ الأسبوع الماضي هو الأحدث في سلسلة من التبادلات التي يعود تاريخها إلى مايو (أيار) 2023، عندما اتفق الطرفان على إنشاء قناة دبلوماسية بينهما لمعالجة الأزمات فور ظهورها.
سيواصل صقور واشنطن تجاه الصين رفض مثل هذه الاجتماعات باعتبارها غير منتجة في أفضل الأحوال، وقريبة من الاسترضاء في أسوئها. قد يتساءلون، ما هي الفائدة من عقد اجتماعات عندما يكون الناتج الوحيد هو المزيد من الاجتماعات؟ ولكن هناك سؤال آخر يتم تجاهله في كثير من الأحيان وفق دوبتريس: هل يعتبر شكل من أشكال العزلة الدبلوماسية بديلاً قابلاً للتطبيق؟.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصين المنطاد الصيني الولایات المتحدة والصین

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما .. لا ينبغي أن تديرها الصين

هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالسيطرة على قناة بنما المائية، على خلفية فرض ضرائب باهظة على حركة المرور، محذرا من سيطرة الصين.

واتهم ترامب بنما السبت، بفرض رسوم باهظة مقابل استخدام قناة بنما، وقال إنه إذا لم تدير بنما القناة بطريقة مقبولة فسوف يطالب البلد الحليف للولايات المتحدة بتسليمها.

وفي منشور مسائي على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، حذر ترامب أيضا من أنه لن يسمح للقناة بالوقوع في "الأيدي الخطأ"، وبدا وكأنه يحذر من التأثير الصيني المحتمل على الممر المائي، وكتب أن القناة لا ينبغي أن تديرها الصين.

ويعد هذا المنشور مثالا نادرا للغاية لرئيس أمريكي يقول إنه يستطيع الضغط على دولة ذات سيادة لتسليم أراض، كما يؤكد على التحول المتوقع في الدبلوماسية الأمريكية في عهد ترامب، الذي لم يتردد من قبل في تهديد الحلفاء واستخدام الخطاب العدواني عند التعامل مع النظراء.


وتولت الولايات المتحدة مسؤولية بناء القناة وإدارة المنطقة المحيطة بالممر لعقود من الزمن، لكن الحكومة الأمريكية سلمت السيطرة الكاملة على القناة إلى بنما في عام 1999 بعد فترة من الإدارة المشتركة.

وكتب ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" أن "الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة، خاصة بالنظر إلى الكرم الاستثنائي الذي قدمته الولايات المتحدة لها".

وأضاف "لم يتم منحها (السيطرة) من أجل مصلحة الآخرين، بل كرمز للتعاون معنا ومع بنما. وإذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه البادرة الكريمة، فإننا سنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل، ودون أدنى شك".

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما .. لا ينبغي أن تديرها الصين
  • الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
  • خبير عسكري: تحفظ كبير من الغرب وأمريكا تجاه الجولاني وجبهة تحرير الشام
  • QNB: التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ في عام 2025
  • لابيد: الحكومة لا تستطيع منعنا من الاستمرار في إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح
  • الصين تنتقد أمريكا بسبب جوانتانامو
  • كيف يمكن للولايات المتحدة التعلم من إخفاقات سياستها في أثناء الربيع العربي؟
  • كيف يمكن للولايات المتحدة التعلم من إخفاقات سياستها أثناء الربيع العربي؟
  • حدث ليلا.. واشنطن في مأزق كبير وتستعد للإغلاق وخطة إيرانية جديدة لغزو مستوطنات إسرائيل وأمريكا تقابل «الشرع»
  • قتل 42 شخصا في الصين.. أميركا تعلن القضاء على الدبور القاتل