هل تستطيع الصين وأمريكا تجنب الصدام الكارثي؟
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
سافر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأسبوع الماضي إلى الصين، في زيارة استغرقت أياماً عدة لمحاولة الحفاظ على العلاقات بين واشنطن وبكين ضمن مستوى مستقر نوعاً ما، بموازاة استعداد الولايات المتحدة لانتقال سياسي في غضون أشهر.
في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً
كانت الرحلة ملحوظة في جوانب عدة، وفق ما كتبه الباحث دانيال دوبتريس في "معهد لوي".
Can the US and China avoid a catastrophic clash? | Daniel R. DePetris https://t.co/2OqG9TjNgc
— The Lowy Institute (@LowyInstitute) September 4, 2024
لا تُطلع قراءة المحادثات المراقبين على الكثير. في الجانب الأمريكي، كانت كلمة اليوم "المسؤولية"، بما أن لدى كل من القوتين العظميين مسؤولية ضمان عدم تحول المنافسة بينهما إلى صراع، في حين اكتسبت هذه العبارة طابعاً آلياً على مر السنين، يصدف أنها صحيحة.
ليس لدى الولايات المتحدة والصين مصلحة في مغازلة مثل هذا السيناريو الكارثي. وإلى الحد الذي عززت فيه اجتماعات سوليفان هذا الموضوع، فقد كان ذلك وقتاً مستغلاً بشكل جيد. انتقادات متبادلة
لكن ليس هناك مجال كبير لحل المشاكل بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في هذا الوقت بالذات. تماماً كما ألح سوليفان على إدارة العلاقات بشكل مسؤول، أوضح أيضاً أن واشنطن لن تعيد توجيه سياستها تجاه الصين. ستظل التقنيات الأمريكية التي يمكن أن تساهم في تحديث جيش التحرير الشعبي الصيني مقيدة.
Commentary: Can the US and China avoid a catastrophic clash? https://t.co/YZsDLi3EbK pic.twitter.com/A2XCErw53a
— CNA (@ChannelNewsAsia) September 4, 2024
وانتقد سوليفان الصين لاستخدامها المتكرر لما يسمى بتكتيكات "المنطقة الرمادية" حول جزيرة سابينا ومنطقة سكند توماس شولز، والمصممة لمقاطعة مهام إعادة الإمداد الفلبينية. ستظل تايوان أكبر نقطة خلاف، حيث أدان سوليفان مرة أخرى أي تحركات من جانب الصين لتسوية القضية بالقوة.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي لاذعاً ودبلوماسياً في الوقت نفسه خلال فترة وجوده مع سوليفان، حيث جادل بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى البدء في التعامل مع الصين على أنها نظير مساوٍ لا منافس منهجي. في الواقع، يختلف المسؤولون الصينيون تماماً مع فكرة أن الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكونا منافسين وشريكين في الوقت نفسه.
في بحر الصين الجنوبي، تريد بكين أن تظل الولايات المتحدة بعيدة تماماً. لكن شي لا يزال يؤكد أن ضوابط التصدير الأمريكية تهدف إلى منع التنمية الاقتصادية الصينية بمقدار ما تهدف إلى تقييد جيش التحرير الشعبي. وباستثناء الاستسلام الأمريكي الصريح للمطالب الصينية، ليس بوسع واشنطن أن تفعل الكثير لتهدئة بكين بشأن أي من هذه المسائل.
تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على هيمنتها على العلاقات الدولية إلى أقصى حد ممكن، في حين أن الصين عازمة، كما تفعل كل القوى العظمى الطامحة، على ترجمة ثروتها وقدراتها العسكرية الأكبر إلى مزيد من القوة في النظام الدولي. من الواضح أن الأخيرة ستحتك بالأولى، مما يؤدي إلى نوع من التوتر الثنائي الذي لا يسهل تصحيحه. وإذا أضيفت إلى ذلك آيديولوجيات حاكمة مختلفة تماماً، فضلاً عن ميل الساسة الأمريكيين إلى ترهيب الصين لأسباب سياسية محلية، يبدو المسار الطويل الأمد للعلاقات مشؤوماً حتى بالنسبة للمراقب الأكثر تفاؤلاً. ما فهمته إدارة بايدن.. وما خاطرت به ربما تكون الولايات المتحدة والصين محصورتين في معالجة الخلافات ضمن الهامش بهدف السيطرة على التوتر المتبادل. وبالرغم من أن هذه التفاعلات العملية لن تجعل الدبلوماسيين والقادة يُذكرون في كتب التاريخ، يبقى أنها أفضل ما يمكن لواشنطن وبكين القيام به في هذا الوقت المحدد.
من المكونات الرئيسية لاستراتيجية الحد من التوتر هذه، الحوار المباشر الذي يدوم طويلاً بغض النظر عمن يجلس في المكتب البيضوي. فهمت إدارة بايدن هذا منذ البداية، حتى لو كانت أفعالها ــ رد الفعل الهستيري على "فضيحة المنطاد" في أوائل 2023 هو أسوؤها ــ يمكن أن تعقد الحوار نفسه الذي تأمل الحفاظ عليه. سؤال للصقور كان حديث سوليفان مع وانغ الأسبوع الماضي هو الأحدث في سلسلة من التبادلات التي يعود تاريخها إلى مايو (أيار) 2023، عندما اتفق الطرفان على إنشاء قناة دبلوماسية بينهما لمعالجة الأزمات فور ظهورها.
سيواصل صقور واشنطن تجاه الصين رفض مثل هذه الاجتماعات باعتبارها غير منتجة في أفضل الأحوال، وقريبة من الاسترضاء في أسوئها. قد يتساءلون، ما هي الفائدة من عقد اجتماعات عندما يكون الناتج الوحيد هو المزيد من الاجتماعات؟ ولكن هناك سؤال آخر يتم تجاهله في كثير من الأحيان وفق دوبتريس: هل يعتبر شكل من أشكال العزلة الدبلوماسية بديلاً قابلاً للتطبيق؟.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصين المنطاد الصيني الولایات المتحدة والصین
إقرأ أيضاً:
"إشارات دبلوماسية".. الصين تُعلّق على فوز ترامب
بكين- رويترز
ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أن الرئيس الصيني شي جين بينغ بعث اليوم الخميس برقية تهنئة إلى دونالد ترامب لانتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
وأوردت "رويترز" أن الرئيس الصيني قال: "أدعو بكين وواشنطن إلى إدارة خلافاتهما بالطريقة المناسبة".
وأمل الرئيس الصيني أن "يتبادل البلدان الاحترام ويتعايشا سلميا ويتعاونا بما يعود بالنفع عليهما".
وأضاف أنه "يتعين أن تعزز الولايات المتحدة والصين الحوار بينهما".
وتابع: "التعاون بين الصين والولايات المتحدة هدف طويل الأمد".
وأصدرت الخارجية الصينية يوم الأربعاء، بيانا مقتضبا حول فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على حساب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وقالت الخارجية الصينية إن بكين "تحترم اختيار الشعب الأمريكي، وتهنئ دونالد ترامب على فوزه بالانتخابات الرئاسية".
وكانت شبكة "سي إن إن" الأمريكية قد نقلت عن مصادر قولها، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، اتصل بترامب لتهنئته على فوز في الانتخابات.
وكان ترامب قد طرح اقتراحا مثيرا للجدل لفرض رسوم جمركية "كبيرة" على الصين وشركاء اقتصاديين آخرين، قائلا إنه سيفرض رسوما جمركية تتراوح بين 10 و20 بالمئة على جميع الواردات ونحو 60 بالمئة على السلع الصينية.
ولكن منتقدين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية للأبحاث يشككون في حق الرئيس في فرض مثل هذه الرسوم، حيث يرون أن هناك "عوائق عملية وقانونية" تمنع ترامب من فرضها.