موقع 24:
2024-12-24@13:21:38 GMT

أمريكا تحدد «الخطوط الحُمر» لحرب «حزب الله»

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

أمريكا تحدد «الخطوط الحُمر» لحرب «حزب الله»

في زيارته الأخيرة إلى لبنان في منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، اجتمع المبعوث الأميركي آموس هوكستين مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وتناقل الإعلام اللبناني أخباراً عن حَمْل تحذيرات أميركية للبنان من تفاقم الوضع في الجنوب، مما سيؤدي إلى عملية إسرائيلية تدميرية ستطول جميع أنحاء الداخل اللبناني، وأن هوكستين نصح بفصل قضية لبنان عن حرب غزة.

وقد نقل بعض الصحف أن الرئيس بري رد على ضيفه بالقول إن الرسالة أُرسلت إلى العنوان الخطأ، وإن على هوكستين الضغط على بنيامين نتنياهو لوقف جنونه.
ولكن وراء الكواليس، ومن مصدر مقرب جداً من بري، جاء أن «أهم هدف من الزيارة كان الطلب من رئيس المجلس النيابي نقل رسالة إلى قيادة (حزب الله) فحواها أن الرد على قتل القيادي فؤاد شكر أمر تتفهمه الولايات المتحدة، ولكن ضمن ضوابط و(خطوط حُمر) على (حزب الله) ألّا يتجاوزها، وإذا فعل، فإن الرد سيأتي فوراً من البوارج الحربية الأميركية والبريطانية التي هي على مسافة قريبة من الشاطئ اللبناني، وسيُستعمل في الرد ما سيُدهش (الحزب) بالتقنية الدقيقة المدمِّرة لكل ما فوق الأرض وتحتها». وضمن «الخطوط الحُمر» في الرسالة المطلوب عدم تجاوزها امتناع «الحزب» عن استعمال صواريخه المتوسطة وبعيدة المدى، وحصر العمليات في صواريخ «الكاتيوشا» وعدد محدود من المسيّرات؛ وعدم استهداف منصة «كاريش» لاستخراج الغاز؛ وعدم ضرب الأماكن السكانية المأهولة والمنشآت العامة، مثل المطارات والموانئ ومحطات الكهرباء والمستشفيات، وكذلك التبليغ عن موعد الضربة بواسطة وسيط قطري قبل 12 ساعة من حصولها». وقد أوفد بري بعد مغادرة هوكستين أحدَ المستشارين للاجتماع مع منسق الأنشطة في «حزب الله»، وفيق صفا، لإبلاغه الرسالة.
في فجر يوم الأحد 25 أغسطس (آب) الماضي أطلق الحزب 230 قذيفة «هاون» ومسيّرة، متفادياً منصة «كاريش» والمناطق السكنية والمنشآت المهمة، وأعلن «الحزب» عن إصابة مبنى جمع المعلومات الاستخباراتية في غاليلوت المسمى «مبنى 8200». وقد استبقت إسرائيل هجوم «حزب الله» بثلاث ساعات ووجهت ضربات سمّتها «استباقية» نفذتها طائرات «إف16»، واستهدفت مخازن أسلحة وذخيرة ومنصات إطلاق صواريخ في 30 بلدة لبنانية جنوبية.
وفي مساء يوم «المعركة»، أطل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، وألقى خطاباً أعلن فيه أن الرد على اغتيال فؤاد شكر قد حصل، وأنه ألحق هزيمة نكراء بجيش العدو، وبشّر اللبنانيين بأنهم يستطيعون العودة إلى قراهم وحياتهم الطبيعية، وانطلقت تظاهرات احتفالية في مناطق «الحزب» مهللة ومكبرة ومعظمة للأمين العام.
ما قبل رسالة هوكستين مختلف عمّا يليها؛ إذ أصبح من الواضح أن مَن يحدد عمليات «الحزب» العسكرية و«الخطوط الحُمر» هي الولايات المتحدة بالمباشر، وبالتالي أصبح «السلاح وآلاف الصواريخ لردع العدو» ليس إلا تبريراً لحمله وردع معارضيه في الداخل إذا استطاع. ورغم إعلان نصر الله أن الرد على قتل القيادي شكر قد تم، فإن إسرائيل استمرّت في اعتداءاتها واغتيالها مقاتلي «الممانعة»، ضمن تعتيم قسري شامل من «الحزب»، إضافة إلى ما يحدث في جنوب لبنان. وقد قال أحد المواطنين الجنوبيين إنه خلال قيادة سيارته متجهاً من قريته إلى مدينة صيدا شمالاً اضطر إلى التوقف بعد أن سطع في وجهه ضوء قوي أصابه بالعمى الكامل، وقد سمع صوت مسيّرة على علوّ منخفض جداً، وبعد فترة ابتعدت، واستعاد الرجل نظره بعد نحو ساعة. وقد شرح خبير عسكري لبناني بأن العملية متكررة، وأنه من المرجح أنها نتيجة معلومات مخابراتية إسرائيلية، وفي حالة هذا الرجل كانت تتعلق بأحد قادة «حزب الله» الذي يتجول بسيارة شبيهة بتلك التي أُوقفت، وأنه بعد عملية تدقيق اتضح أن الأمر غير ذلك، فلم تُقصف. هذا هو وضع الجنوب اللبناني... أرض يسرح فيها الجيش الإسرائيلي، ويرتع قتلاً وتدميراً واعتداءً على المواطنين، وليس هناك من يردع، وإذا أراد «الحزب» الرد، فسيكون ضمن «خطوط حُمر» لا قدرة له على تجاوزها.
من المؤكد أن «حزب الله» يدرك أن ردع الإسرائيلي بات وهماً للداني من البيئة الحاضنة وللقاصي من اللبنانيين عموماً، وأن ما يسعى إليه هو سيطرته على القرار السياسي في لبنان، التي هي امتداد لسيطرة إيران المترامية على البحر الأبيض المتوسط. إلا إن معضلة «الحزب» وأسياده في طهران أنهم ينجحون بتفوق في السيطرة؛ ولكن يفشلون في إدارة ما يسيطرون عليه، فتعم الفوضى والجريمة، ويسود الفقر والعوز والتخلف.
من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى البناء على المكاسب الدبلوماسية التي تحققت لها من خلال تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل وسط حرب غزة، عبر الإشارة إلى رغبتها في إبرام اتفاق جديد مع القوى الغربية بشأن برنامجها النووي.
وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي الإيراني يوم 23 أغسطس الماضي، أشار وزير الخارجية المعيّن حديثاً، عباس عراقجي، إلى التحول في السياسة، مما جعلها تتماشى مع موقف الغرب عبر الاعتراف بأن أجزاءً من «خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)» المتفق عليها في عام 2015، أصبحت غير صالحة بمرور الوقت. وقال عراقجي إن «(خطة العمل الشاملة المشتركة) في شكلها الحالي غير قابلة للإحياء»؛ لأنه لم يتم الوفاء بالمواعيد النهائية الرئيسية في الاتفاق، مما يستلزم إجراء محادثات بشأن إعادة فتح هذه البنود وإجراء تغييرات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح حزب الله

إقرأ أيضاً:

رسائل ود من حزب الله للحكّام الجدد في دمشق

كتب ابراهيم حيدر في" النهار": مع موقف لافت أطلقه أخيراً أحد وزيري "حزب الله" مصطفى بيرم وقال فيه "إننا نحترم خيار الشعب السوري، ونحن منفتحون ومرتاحون إلى تصريحاتهم"، بدا جليّاً أن الحزب اتخذ قراره النهائي في شأن التعامل مع التحوّل السياسي الكبير في سوريا الذي تكرّس بسقوط نظام بشار الأسد، وحلول حاكمين جدد محله هم بالأساس على طرف نقيض مع الحزب.
والواضح أن هذا القرار قائم على إبداء الاستعداد لفتح صفحة جديدة مستقبلاً مع الحكام الجدد في عاصمة الأمويين.
لم يكن كلام الوزير بيرم الرسالة الإيجابية الأولى من جانب الحزب إلى السلطة الوليدة في سوريا، إذ ثمة من يعتبر أن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أصدر مقدمات انفتاحية عندما صدر عنه في إطلالته الإعلامية الأخيرة كلام ليّن بدا فيه وكأنه يقول: لقد أخذنا علماً بأمرين: 
الأول أننا خسرنا بهذا التحوّل طريق الإمداد الأساسي لنا.
والثاني أننا ننتظر مآلات المخاض السوري لنبني على الشيء مقتضاه.
وبهذا المعنى كان واضحاً أن الحزب يقر أمام جمهوره المفجوع والعالم الخارجي بفقدان حليف تاريخي ثابت دافع عنه ودفع أثماناً باهظة للحيلولة دون سقوطه سابقاً، وهو نظام بشار الأسد، وخسرنا استطراداً جغرافيا أساسية كانت إضافة إلى أنها خط إمداد أساسي، قاعدة ارتكاز خلفي مكين.
فضلاً عن ذلك كان الحزب بهذا الكلام يأخذ لنفسه مهلة لتقليب الأمر المستجد، في العاصمة السورية على وجوهه كافة. وللأهمية شكل الحزب خلية من ذوي الاختصاص والمعرفة أوكل إليها مهمة إصدار الحكم النهائي على أداء الحكام الجدد الذين نجحوا في تحقيق غلبة وحسموا صراعات ممتدة منذ عام 2011 وبالتالي نجحوا في قلب كل المعادلات القديمة، وقضى القرار النهائي بـ:
- طيّ صفحة معاداة الحكام الجدد خصوصاً وقد أطلقوا منذ دخولهم دمشق خطاباً رصيناً ينمّ عن وعي وإحاطة.
- أن الحزب تلقى عبر قنوات عدة خفية معطيات تشفّ عن رغبة الحكام الجدد في المضيّ قدماً في نهج تعامل جديد يقوم على التصالح سعياً منهم إلى نيل الاعتراف بشرعية حكمهم.
وبناءً على ذلك بدا الحزب كأنه يقرّ بالأمر الواقع المستجد وبالمعادلات الآتية معه، وأقر أيضاً بضرورة الأخذ بسياسة تقنين الخسائر وتضييق دائرة المعادين والاستعداد لمرحلة انفتاح مستقبلية على دمشق الجديدة يجب العمل لفتحها بهدوء وتدرّج.
وإن كان أمراً ثقيل الوطأة على الحزب أن يعترف دفعة واحدة بأنه بات لزاماً عليه الإذعان للأمر الواقع الفارض نفسه بعناد في سوريا وأنه بات عليه استطراداً بعث رسائل إيجابية للحاكمين الجدد في دمشق وصفها البعض بأنها "رسائل غزل"، فإن الأمر كان قليل الوطأة وخفيف الحمل عند الطرف الآخر من الثنائي الشيعي أي حركة "أمل"، إذ لم يكن صعباً على رموز الحركة أن يتجاهلوا الحدث السوري رغم حماوته وأن يعتصموا بحبل الصمت حيال التحوّل الذي هزّ المنطقة. الذين اعتادوا التعبير عن موقف الحركة قالوا صراحة إنهم يلتزمون بتوجيهات أتتهم من رئيس الحركة الرئيس نبيه بري، ومع ذلك كان واضحاً للراصدين أن الحركة لم تعد منذ زمن المعتمد الأول للنظام في دمشق ما يوجب عليها التحرك، وتحديداً مع تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم خلفاً لوالده إذ من يومها ساد فتور أقرب إلى البرودة بين الطرفين، وانحدر الأمر إلى قطيعة في الآونة الأخيرة بفعل تطورات كثيرة.
ولكن هذا الصمت من جهة عين التينة لا ينفي أن في أوساطها كلاماً مكتوماً ينطوي على انتقادات توجّه لأداء عنوانه "سوء تقدير" حمّل كلّ الساحة الشيعية أوزاراً وأثقالاً وخسائر كارثية.
 

مقالات مشابهة

  • وزير العدل اللبناني يسلم ميقاتي أسماء المفقودين في السجون السورية
  • رسائل ود من حزب الله للحكّام الجدد في دمشق
  • بيان عاجل لـ أمريكا بعد فوز الحزب الحاكم في انتخابات موزمبيق
  • وزير الخارجية اللبناني الأسبق: حزب الله تلقى ضربات قوية ولا يزال موجودا على الأرض
  • القاهرة الإخبارية: "ميقاتي" يتفقد وحدات الجيش اللبناني على الخطوط الأمامية
  • ميقاتي يتفقد وحدات الجيش اللبناني على الخطوط الأمامية بالجنوب.. تفاصيل
  • ميقاتي وقائد الجيش يصلان جنوب لبنان لتفقد الوحدات على الخطوط الأمامية
  • الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن تفجيرات البيجر ضد حزب الله اللبناني
  • خامنئي: أمريكا نشرت الفوضى في سوريا
  • مُذكرة درزية الى الشرع عن العلاقة اللبنانيّة السوريّة والمطالبة بإصلاحها