موقع 24:
2025-03-12@11:30:02 GMT

مصر وتركيا والاستقرار الإقليمي

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

مصر وتركيا والاستقرار الإقليمي

زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا بعد عقد من القطيعة بين البلدين، حدث له ما بعده على أوضاع المنطقة وأزماتها وتحدياتها، ويؤكد أن مسار المصالحة بين القاهرة وأنقرة يسير في الاتجاه الصحيح، وقد أثمر تطبيعاً كاملاً للعلاقات وتطابقاً كبيراً إزاء القضايا المطروحة سواء بين البلدين أو على المستوى الإقليمي كله.


حفاوة الاستقبال الذي لقيه السيسي وسلسلة الاتفاقيات الموقعة في مجالات التعاون المصرية التركية المختلفة، تشير إلى أن هناك أشياء كثيرة تتغير، وتحمل مؤشرات إيجابية يمكن البناء عليها في المستقبل، فالزيارة كانت جواباً على زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى القاهرة منتصف فبراير/ شباط الماضي، حين اتفق البلدان على تكثيف المبادلات التجارية وتعميق التعاون الدبلوماسي في الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلاً عن أن المصالحة بين مصر وتركيا وانسجام مواقفهما إزاء القضايا الإقليمية مهمة في اتجاه تثبيت دعائم الأمن والاستقرار ووقف دائرة العنف في الإقليم، ومواجهة الأزمات المتشابكة، وتحقيق اختراقات في هذا الاتجاه يتطلب تضافر جهود كل القوى الخيرة في المنطقة.
توحيد المواقف بين مصر وتركيا مهم للقضية الفلسطينية، التي تشهد عملية تصفية شاملة، ومثلما يشهد قطاع غزة حرب إبادة إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمر، تعرف الضفة الغربية المحتلة انفلاتاً إسرائيلياً تقوده حكومة متطرفة ومستوطنون إرهابيون يسعون إلى اجتثاث الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، كما يعمدون إلى التعدي على المقدسات والحرمات دون أي اكتراث بمحاذير القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق التي تنص على حق الشعب الفلسطيني بالعيش على أرضه، وإقامة دولته المستقلة، أسوة بكل الشعوب التي عانت الاضطهاد والاحتلال.
ولمواجهة هذا الوضع، يمكن لمصر وتركيا، بما تتمتعان به من ثقل وحضور على المسرحين الإقليمي والدولي، أن تفعلا الكثير مع كل القوى المحبة للسلام، فحل القضية الفلسطينية والتصدي الحازم للسياسة الإسرائيلية المتطرفة، لم يعد استحقاقاً من أجل الشعب الفلسطيني فحسب، بل هو هدف استراتيجي لوقف هذا التهديد الخطر وردعه ووأد مخططاته الخبيثة، بما يسمح بتجنيب المنطقة الانزلاق إلى أتون صراع مدمر قد لا يبقي ولا يذر.
دول المنطقة وشعوبها صاحبة هذه الأرض وهي صانعة ماضيها، ووحدها من تحدد مستقبلها وتبنيه وفق الرؤى والأسس التي تخدم مصالحها، ولن يتم ذلك إلا بتعزيز عوامل التقارب والشراكة ومد جسور الثقة والتعاون في ما بينها، والاعتبار مما جرى من الفتن والتناحر التي عصفت في السنوات القليلة الماضية.
لقد كانت تلك الفترة العصيبة صفحة سوداء سعت من خلالها أطراف معادية للمنطقة في نسج فصولها حتى تعم الفرقة وتسود الفوضى، وأسطع مثال على ذلك ما حدث في سوريا وليبيا والعراق وصولاً إلى السودان وما يعيشه اليوم من تناحر ومأساة إنسانية مؤلمة.
وفي كل هذه الأزمات دروس وعبر يجب على شعوب المنطقة أن تستخلصها لتنطلق في مسارات مختلفة تركز على البناء والتنمية والاستقرار والتصدي لكل التهديدات القائمة والمتوقعة حتى يكون الغد أفضل ويتحقق حلم الشرق الأوسط النامي والمزدهر، كما يطمح إليه الخيّرون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل أحداث السودان رفح

إقرأ أيضاً:

أمريكا تنهي 5 مشاريع منح دولية

البلاد – جنيف
قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس (الثلاثاء)، إنها تلقت من الحكومة الأمريكية رسائل إنهاء لخمسة مشاريع منح، مما سيضطر المفوضية لوقف بعض البرامج ومن بينها مساعدة ضحايا التعذيب في العراق.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، إن “الإخطارات تتعلق بمشاريع في عدم دول منها العراق وغينيا الاستوائية وأوكرانيا وكولومبيا وكذلك بصندوق للسكان الأصليين، والتي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية”.
وأضافت للصحافيين في جنيف أن “هناك دول سيتعين علينا خفض بعض أعمالنا فيها ومنها العراق وكولومبيا، وسنحاول إعادة توزيع التمويل في أماكن أخرى”.
وأوضحت أن “البرنامج في العراق، الذي ساعد ضحايا التعذيب وأسر المختفين، سيغلق تماما”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقالت شامداساني “هذا هو الوقت المناسب لزيادة الاستثمار في حقوق الإنسان، وليس لتقليصه. (حقوق الإنسان) تساعد في منع الصراعات، وتساعد في حل الأزمات وتساعد في منع الأزمات، لذلك يدعو (المفوض السامي فولكر تورك) جميع الدول إلى تكثيف استثماراتها”.
وكانت واشنطن في السابق أكبر مانح للمفوضية، إذ قدمت ما يقرب من 14% من ميزانية المفوضية العام الماضي بالإضافة إلى الرسوم الإلزامية للأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خفض مليارات الدولارات من برامج المساعدات الخارجية على مستوى العالم كجزء من إصلاح كبير للإنفاق من قبل أكبر مانحي المساعدات دوليًا.

مقالات مشابهة

  • القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بقيادة القطاع الأوسط والشرقي بقيادة القائد أحمد قيدوم تحركت نحو المحور الجنوبي لكنس بقايا المليشيا
  • أمريكا تنهي 5 مشاريع منح دولية
  • ماذا عن العراق؟ .. الأمواج التركية تدفع الإيرانيين بعيدا عن سوريا
  • ماذا عن العراق؟ .. الأمواج التركية تدفع الإيرانيين بعيدا عن سوريا - عاجل
  • 500 مليون دولار استثمارات تركية جديدة وزيادة التبادل التجاري بين مصر وتركيا
  • روسيا وتركيا تبحثان الوضع في سوريا
  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟
  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟- عاجل
  • مواطنون من دمشق يطالبون بمحاربة فلول النظام البائد لحفظ الأمن والاستقرار والحذر من الفتن التي تعمل عليها جهات خارجية
  • البيان الختامي لاجتماع دول جوار سوريا: أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة