عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول التطورات في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل التصعيد الإسرائيلي بالضفة واستمرار العدوان على قطاع غزة منذ حوالي 11 شهرا.

وانعقدت الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي بناء على دعوتين؛ الأولى من الجزائر لمناقشة التطورات بالأراضي الفلسطينية، أما الدعوة الثانية فهي من إسرائيل؛ وذلك لبحث مسألة 6 أسرى انتشل جيشها جثثهم من غزة مؤخرا، وتدعي تل أبيب أن حركة حماس قامت بتصفيتهم، رغم اتهام الأخيرة لها بقتلهم عبر قصف جوي.

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إن عدد القتلى المذهل والدمار يكشفان عن همجية تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية.

وأضاف خلال الجلسة، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغت منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن أكثر من 8700 فلسطيني مفقود، معظمهم من قطاع غزة، بينما ترفض سلطات الاحتلال تقديم أي معلومات عنهم أو السماح للصليب الأحمر بزيارتهم.

آن الأوان لإجراءات حازمة

وقال مندوب فلسطين الدائم بالأمم المتحدة رياض منصور، إن إسرائيل تواصل شن حرب على الشعب الفلسطيني وتسعى إلى فرض حل عسكري للنزاع.

وأضاف منصور، خلال جلسة مجلس الأمن، أن إسرائيل تظهر للعالم استعدادها لاستخدام أفظع الوسائل من أجل تحقيق أهدافها الاستعمارية، وأن الشعب الفلسطيني تعرض لحرب ليس لها مثيل منذ النكبة (1948)، وبدلا من إنهاء النكبة فإن الفاشية الإسرائيلية تسعى إلى التوصل إلى فلسطين بدون فلسطينيين.

وأكد المندوب الفلسطيني أن الانتقاد والقلق بمفردهما لا يؤثران على حكومة (إسرائيلية) متطرفة عازمة على ارتكاب أسوأ الجرائم مرة تلو الأخرى، وأنه آن الأوان لاتخاذ إجراءات حازمة.

وبدورها، كررت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، دعوة الأمين العام لإطلاق سراح فوري وغير مشروط للرهائن في قطاع غزة.

وأشارت إلى أنه بينما يجري التركيز على إنهاء القتل والتدمير في غزة، لا يمكن إغفال الوضع المقلق في الضفة الغربية.

دعوة لتخفيف المعاناة

كما دعت إيديم وسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، مجلس الأمن الدولي إلى تخفيف المعاناة في قطاع غزة.

وأكدت وسورنو عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أنه لا منتصر في هذه الحرب، وأن المدنيين يتحملون العبء الأكبر لأهوالها.

وذكرت أن الوحشية في غزة لا تعرف حدودا، وأن الهجمات على عمال الإغاثة الإنسانية مستمرة وسط مقتل 295 عاملا في مجال الإغاثة الإنسانية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأعربت عن قلقها العميق إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقالت إن إسرائيل استخدمت القوة المفرطة في الضفة.

وأضافت المسؤولة الأممية أن احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ليس أمرا اختياريا.

أما المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي ليندا توماس غرينفيلد فقالت إن بلادها تبذل قصارى جهدها لإعادة الرهائن الأميركيين إلى ديارهم والرهائن كافة إلى ذويهم.

وأضافت أن إعدام الرهائن الستة في نفس الوقت الذي تم فيه التفاوض على أسماء الأفراد الذين سيتم إطلاق سراحهم في اتفاق إطلاق النار يثير الشكوك حول صدق حماس، ويكشف مرة أخرى ما وصفته بالحقيقة القبيحة حول الأيديولوجية الفاسدة التي تمثلها حماس حسب قولها.

ومن جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية الحقوقية يولي نوفاك إن الحكومة الإسرائيلية تشن حربا تجعل غزة منطقة غير قابلة للحياة.

وأضافت نوفاك في مداخلة خلال جلسة مجلس الأمن أنّ حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تريد استعادة الرهائن والتوصل إلى صفقة بل الاستمرار في الحرب.

حماس توجه رسالة للمجلس

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قالت إن انعقاد مجلس الأمن لبحث ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة في ظل استمرار الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، يثير علامات استهجان واستغراب.

وأضافت الحركة في بيان أن "محاولة الاحتلال فرض روايته الكاذبة بشأن سبب موت الأسرى الستة، استمرار فاضح لمسلسل الأكاذيب".

وأكدت أن مصير الأسرى في قطاع غزة بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده، وأنه وأركان جيشه يتحمّلون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى الستة.

وحذّر البيان من أن مواصلة نتنياهو سياسة التعنت والمراوغة وتعطيل الوصول لاتفاق، يعرّض حياة مزيد من الأسرى للخطر.

وطالبت حماس مجلس الأمن بالعمل الفوري لوقف الإبادة الجماعية والتحقيق في جرائم التطهير العرقي والإعدامات الميدانية، كما طالبت المجلس بالقيام بمهامه في إلزام الاحتلال بوقف انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي بحق الأسرى الفلسطينيين والإفراج عنهم.

وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 135 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مجلس الأمن الدولی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

السيسي يبحث مع سوليفان تطورات الوضع في سوريا وصفقة الرهائن

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح  السيسي اليوم السبت الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم ،جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي وبريت ماكغورك منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وحسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة هيرو مصطفى جارج، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة محمد الشناوي.

وقال المتحدث في بيان نشره على صفحة الرئاسة بموقع فيسبوك، إن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، واستعراض جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، حيث شدد الرئيس  المصري على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصة مع دخول فصل الشتاء، وتم التأكيد على حل الدولتين باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول كذلك استعراض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وسبل المحافظة عليه باعتباره نواة لجهود التهدئة الإقليمية، وكذا تطورات الوضع في سوريا.

#عاجل | الرئاسة المصرية: الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل جيك سوليفان مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي وبريت ماكجورك منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمجلس#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/ZZBZ9WOqBG

— القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) December 14, 2024

وأوضح المتحدث أنه تم التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص البلدين على مواصلة تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس: اتفاق التهدئة في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى
  • غزة والضفة.. مقتل عشرات الفلسطينيين واقتحامات للمسجد الأقصى والهدنة عالقة!
  • حماس: استهداف الصحفيين في غزة يبرز وحشية الاحتلال ويؤكد التزامنا بكشف الحقيقة
  • حماس تطالب مجلس الأمن بوقف التطهير العرقي والتهجير القسري
  • حماس تطالب مجلس الأمن بوقف التطهير العرقي والتهجير القسري في غزة
  • 7 نقاط أساسية في المبادرة الأمريكية لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة
  • مفاوضات غزة تخضع لتعتيم شديد والكابينت يجتمع غدا
  • عائلات المحتجزين بغزة : نريدهم حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب
  • حماس تؤكد مواصلة جهودها لوقف حرب الإبادة بغزة في ذكرى انطلاقتها
  • السيسي يبحث مع سوليفان تطورات الوضع في سوريا وصفقة الرهائن