أشرف غريب يكتب: انتهى المهرجان.. لكن الأحلام بلا نهاية
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
عدت للتو من هناك، من تلك البقعة الساحرة التي كانت حتى وقت قريب نسياً منسياً، عدت من العلمين الجديدة بعد أن شاهدت بنفسي ما يسر العين ويسعد القلب، إذ ليس من سمع كمن رأى، ربما كان من المبهر أن تعيد تخطيط مدينة، وتجعلها جاذبة للكافة على النحو الذى شاهدناه فى كثير من مدن الخليج التي انتقلت منذ منتصف السبعينات من مرحلة الحياة البسيطة إلى مرحلة المدن الكبرى.
أما أن تنشئ مدينة متكاملة من العدم، وقادرة على إقامة مجتمع دائم وحياة مستدامة، فهذا هو الأمر المعجز بكل المقاييس، قبل سنوات قليلة كنت أمر على المنطقة الواقعة عند الكيلو 105/ 106 طريق الإسكندرية مطروح ولا أجد على مرمى البصر سوى اللون الأصفر المائل للبياض لون رمال الصحراء، وربما إذا اقتربت من الشريط الساحلى سوف تشاهد لوناً آخر هو لون زرقة مياه البحر المتوسط التى كانت تئن من التجاهل والإهمال رغم توافر كل مقومات السحر والجمال التى تهيئ لها أن تكون نقطة ضوء مشعة على ساحل المتوسط لا تتمتع بها غيرها من مدن هذا البحر الساحر، فقط هذا كان كل ما يمكن أن تقع عليه عينك.
أما اليوم فيكفيك أن تزور مدينة العلمين الجديدة وترى حجم الإنجاز الذى تحقق على الأرض فى زمن قياسى لتدرك أن ما تم فى هذه البقعة التى كانت قاحلة مهجورة يفوق حد الإبهار ليصل إلى وصف الإعجاز الحقيقى، مدينة خلقت من العدم، ومجتمع عمرانى دائم آخذ فى النشوء ومرشح للارتقاء فى قادم الأيام، لن تجد شيئاً غفل عنه من خطط لهذه المدينة الجديدة، كل شىء مهيأ للحياة الدائمة صيفاً وشتاء فوق هذه الأرض.
مدينة أظنها سوف تجر قاطرة العمران فى هذا الشريط الساحلى حتى تلتقى عند حدود كيان عمرانى آخر آخذ هو الآخر فى التكوين هو مدينة رأس الحكمة عند الكيلو 170 طريق الضبعة ليمتد العمران الدائم إلى مدينة مرسى مطروح، وهو ما كان يجب أن يتم منذ ثمانينات القرن الماضى عندما تم الالتفات إلى الساحل الشمالى الغربى من سيدى كرير على حدود مدينة الإسكندرية وحتى قرية مارينا وامتداداتها بشكل لم يحقق الاستفادة المثلى من هذه المنطقة الساحرة من أرض مصر حين كانت النظرة قاصرة فى إنشاء قرى مصيفية على طول هذا الشريط يهجرها مرتادوها بعد انتهاء فصل الصيف، فتصبح بنايات بلا حياة انتظاراً لصيف جديد يأتى كل عام.
أما اليوم فقد تغيرت نظرة الدولة لهذه البقعة الثمينة من أرضنا، وبات التخطيط قائماً على أسس علمية ورؤية مستقبلية تراعى الزيادة السكانية المطردة، وتهدف إلى أن تكون مدن الساحل الشمالى الغربى (العلمين الجديدة ورأس الحكمة وما يستجد) مدناً مليونية مستدامة وجاذبة وقادرة على امتصاص هذه الزيادة السكانية المتوقعة، وهذا ما أكده السيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فى الأيام الماضية، حين تحدث عن مشروعات أخرى عملاقة بالتعاون مع القطاع الخاص مثل مشروع «ساوث ميد»، وحديثه عن إقامة كيانات عمرانية جديدة جنوب الطريق الساحلى تضم بحيرات وفنادق ومقاصد سياحية جاذبة فى الوقت الذى تحرص فيه الدولة على تسليم شباب مصر كافة الوحدات السكنية المتعاقد عليها قبل الصيف القادم ليصبح الساحل الشمالى الغربى ليس مكاناً مقصوراً على الأغنياء فقط أو مغلقاً على رواده.
وإنما يقصده الجميع من كل أنحاء العالم، مشيراً إلى أن تلك المنطقة قصدها هذا العام سياح من أكثر من مائة جنسية، ومعظِّماً من دور القدرة المصرية التى حققت هذا الإنجاز الذى يبعث على الأمل فى نفوس الشباب. مجتمعات عمرانية عملاقة كمدينة العلمين الجديدة كانت بحاجة إلى تسليط مزيد من الضوء على هذا الإنجاز البشرى الضخم الذى تحقق على أيدى المصريين، وهو ما فعله ويفعله مهرجان العلمين منذ دورته الأولى فى العام الماضى.
حيث واصل فى دورته الثانية هذا العام بكثير من التنوع والإضافات المهمة استكمال ما كان قد بدأه صيف 2023، وها هى فعالياته قد اختتمت قبل ساعات قليلة بنجاح فاق كل الحدود بعد أن حققت الهدف منها، وتحول اسم مدينة العلمين الجديدة من مجرد حلم يراود خيال أصحاب القرار إلى واقع ملموس ينبض بالحياة، ويشع بنوره على المنطقة بأسرها، وهذا ما يؤكد على أهمية الدور الترويجى الذى تفعله أو يمكن أن تفعله السياحة الترفيهية التى جعلت اسم العلمين الجديدة خبراً مستمراً ودائم التكرار على مدى نحو خمسين يوماً قضاها رواد المدينة فى متعة ترفيهية متنوعة لفتت الانتباه إلى هذا الكيان الناشئ وفرصه الاستثمارية الواعدة فى كافة المجالات.
وفى الوقت الذى تستمر فيه الدولة فى استكمال البنية التحتية للمدينة ورفع كفاءة خدماتها المختلفة ننتظر من القائمين على مهرجانها فى دورته الثالثة العام القادم مزيداً من المفاجآت السارة والأفكار غير التقليدية على غرار ما شهدته الدورة الثانية هذا الصيف، كذلك أمنّى النفس بنشاط ترويجى مماثل فى موسم الشتاء يؤكد استدامة الحياة فى العلمين الجديدة طيلة العام تماماً كما خطط لها عند التفكير فى إنشائها قبل ست سنوات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين مدينة العلمين العلمین الجدیدة
إقرأ أيضاً:
عادل عزام يكتب: «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك»
«نكران الجميل من شيم اللئام»، لم أجد بداية للمدعو مارسيل كولر أفضل من الرجوع لأقوال من سبقونا في وصف «اللئام»، المدرب المجهول -قبل أن يأتي للمحروسة- منحه الأهلي الشهرة، فطار عقله وصدّق نفسه أنه من العظماء، من كثرة زيادة رصيده في البنك المحفظي والكروي، تناسى أن مصر الآن صاحبة فضل عليه وعلى أهله، يأكل ويشرب من خيرها، يلهف منها الدولارات، وبسببها أصبح له سعر في سوق المدربين بعدما كان عاطلاً لم يجد له عملاً.
المدرب السويسري ظل في بلده عاطلاً لمدة 24 شهراً بعدما لفظه نادي بازل، وقبل أن يأتى به «أولاد الحلال» للقلعة الحمراء، شهرته قبل أن يرتبط اسمه بالأهلي والمحروسة لم تعبر حدود «بيرن وجنيف»، وحتى نكون منصفين أجزاء صغيرة جداً من النمسا وألمانيا، المدرب عمل مع فيل، وسانت جالين، وجراسهوبرز، وكولن الألماني، وبوخوم الألماني، ومنتخب النمسا، وبازل السويسري، وكلها محطات لم تصنع منه أسطورة، ولم تمنحه يوماً فرصة تصدر أغلفة الصحف وكبرى المجلات كما يحدث معه حالياً.
كولر «يتنطط» على شعب ينحت في الصخر، وبلد يتحدى طعنات الداخل والخارج، يهاجم ويلمح بالظروف الاقتصادية الصعبة في دولة يعيش فيها ويتمرمغ في عزها وهو «الجاهل» بأنه لا مكان للفقراء في بلده، في المحروسة كلنا سواسية، نتقاسم رغيف العيش، ونحمد الله على نعمة الستر، وفي بلده «الغنية» معدل الفقر ارتفع وطال 8.7% من السكان، فقير المحروسة يعيش بكرامته، وفقيرهم منبوذ بينهم وليس له وطن، الإحصائيات والدراسات الرسمية الموثقة التى تخرج من عندهم تقول إن مجتمعهم لا يزال ينظر إلى الأشخاص الذين يعيشون في فقر على أنهم يتحملون مسئولية وضعهم، الناس هناك يكافحون للخروج من هذه الدائرة المفرغة، والأفراد الذين هم عرضة لهذه الظاهرة يشعرون بالخجل الشديد من طلب المساعدة، ما يزيد في تهميشهم، والأشخاص الذين لديهم القليل من المال لا يكافحون فقط لدفع الفواتير، ولكنهم يعانون أيضاً من حياة اجتماعية وثقافية سيئة، هكذا تقول تقاريركم يا «عبقرينو»، وعليك أن تعود لوكالة أنباء بلدك الرسمية Keystone/SDA للتأكد من ذلك.
«عبقرينو»، خرجت في تصريحات هزلية من منطقة الكرة والتدريب لمناطق أخرى، قد نكون فقراء من وجهة نظرك وبحساباتك البنكية، ولكننا بلد الأمن والأمان، تعيش في مصر، تسكن فنادقها، وتسير في شوارعها ليلاً دون مشكلات، فيما الجريمة في بلدك تسجل معدلاً مرتفعاً في عدد الجرائم بنسبة 14 في المائة على أساس سنوى، الرقم إذا لم تكن تعرفه 523 ألف فعل إجرامي، الجرائم الرقمية 31.5 في المائة، والجرائم ضد الممتلكات 17.6 في المائة، هكذا حالكم الذي أفادت به المعطيات ونشرتها مكاتب الإحصاء.
يا «عبقرينو» زمانك، قلت وليتك ما قلت «ليس كل شيء منظماً هنا في مصر كما هو الحال في أوروبا»، وتتناسى أنك قادم لنا من موطن وصلت به السرقة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وجرائم القتل أعلى من المتوسط، وخطر الجريمة ضد الممتلكات العامة، بما في ذلك السرقات، تمثل ما يقرب من 70 في المائة من الجرائم المسجلة في قانون العقوبات، الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، جريمة السرقة عبر الاقتحام والتسلل السرى (+15.9 في المائة) 41 ألفاً و429 جريمة، وسرقات المركبات 54 ألفاً و517 سرقة، المخدرات 54 ألف جريمة، وجرائم ضد قانون الأجانب والاندماج 43 ألف مخالفة، أي نظام هذا؟ هل تريد المزيد «ولّا تخليك في الكرة التى تفهم من فنياتها القليل وتصمت»؟!
اعتذرت واعتذارك غير مقبول، والغريب يا «عبقرينو» أنك تحدثت خارج المستطيل عن الفقر والصلاة والصوم، وكل المناطق التى طال بها لسانك، ولم تسأل نفسك: مَن أنا قبل 9 سبتمبر 2022 يوم قدومك للمحروسة والتوقيع للنادى الأهلى؟ مَن حوّلك من مدرب «نصف لبّة» لمدرب بطولات؟ مَن جعلك رقماً في بورصة وسوق المدربين؟ أليس هو الأهلى المصرى؟ أليس هو جمهور القلعة الحمراء الجزء الأصيل الذى لا يتجزأ من شعب هذا البلد؟ تقول عنهم إنهم لا يجدون ما يشترون به «تى شيرت»، ولا تدرى عن أى جمهور أو شعب تتحدث، تعاير بالفقر، ولم يصلك معنى ومفهوم «اديله عمرى وبرضو قليل»، جمهور رفعك على الأعناق وصنع منك أسطورة لا تستحقها، هتفوا لك بأجمل الجمل والألحان، وفاتهم أن يقولوا لك: «يا كولر ارفع إيدك.. شعب مصر هو سيدك».