ظواهر فلكية عديدة تزين السماء في شهر سبتمبر، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، لعل أبرزها ظاهرة اقتران القمر مع الزهرة، إذ يتراءى القمر في هذا اليوم، ويكون مقترنًا مع كوكب الزهرة ألمع كواكب المجموعة الشمسية.

يمكن لمحبي الفلك الاستمتاع برؤية هذه الظاهرة الفلكية، والتي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، وذلك بعد غروب الشمس مباشرة في اتجاه الغرب، لنجد أن القمر والزهرة متجاورات في السماء وذلك وفقًا لما أشار إليه المعهد القومي للبحوث الفلكية.

موعد الاستمتاع بهذه الظاهرة الفلكية

يمكن الاستمتاع بمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية، والتي يظهر فيها القمر متلاحمًا مع الزهرة، ويظلوا بهذا الوضع حتى بداية غروبهما في الـ8.20 مسًًاءً، والتي تحدث في الـ5 من سبتمبر، وتجدر الإشارة إلى أن القمر والزهرة يأتيان في الترتيب الثاني والثالث كألمع الأجسام السماوية على التوالي بعد الشمس.

يُعتبر كوكب الزُهرة سادس أكبر كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم والكتلة وقُربه إلى الأرض، وتبلغ كتلة كوكب الزهرة 4.867×1024 كجم، بينما يبلغ حجمه ما يُقارب 928,415 مليون كيلومتر.

وتبلغ مساحة سطح كوكب الزُهرة 460,234,317كم2، أما بالنسبة لكثافته فتساوي 5.243 جرام/سم3 تقريباً، ويكون تسارع الجاذبية على سطح كوكب الزُّهرة 8.87 م/ث2، ويُعد الزُهرة الكوكب الثاني من حيث بُعده عن الشمس حيث يبعد عنها حوالي 108 مليون كيلومتر.

دوران الزهرة حول الأرض

يدور الكوكب في مدار أقرب إلى الشمس منه إلى الأرض، وباتجاه مُماثل لاتجاه عقارب الساعة، لهذا تعتبر رؤيته ممكنة في فترة شروق الشمس، أو أثناء فترة غروبها فقط وفي حال أُتيحت الفرصة لرؤية هذا الكوكب فإن جمالاً خاصاً سيظهر لكوكب يُعد الأروع بين الأجرام الموجودة في السماء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اقتران القمر مع الزهرة اقتران القمر مع كوكب الزهرة القمر والزهرة

إقرأ أيضاً:

نجم الجدي

لطالما كان للنجوم حضور قوي فـي الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها فـي القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى فـي سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدميها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها فـي السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

•• واليوم نتحدث عن نجم ثابت فـي السماء وهو النجم الذي سمته العرب «الجدي» وكانت القبائل العربية تسميه نجم «القبلة» لأنه كان يستخدم لتحديد اتجاه الشمال بدقة، لأنه نجم ثابت نسبيا فـي السماء الشمالية، ولذلك أطلق عليه نجم القطب الشمالي، وهذا النجم يقع فـي كوكبة الدب الأصغر، ولأن هذا النجم ثابت فـي السماء فلذلك لم يعتمد عليه العرب كثرا فـي تحديد المواسم الزراعية والفصول، كونه لا يتحرك كثيرا، ولكن القبائل العربية جعلته أحد أشهر النجوم كونه يخبرهم بالاتجاهات بكل سهولة ويسر، واستعان به كذلك البحارة العرب.

•وكان العرب يشبهونه بالجدي الصغير، فلذلك أطلقوا عليه هذه التسمية، وكانوا يتعرفون عليه فـي السماء من خلال أنهم كانوا يستخدمون نجوم الدب الأكبر المعروفة عندهم بـ«بنات نعش» للإشارة إلى نجم الجدي، فكانوا يتتبعون النجمين الأخيرين فـي مجموعة الدب الأكبر وهما نجمي الدبة والمراق، ثم يمدون خطا وهميا منهما ليصلوا إلى نجم الجدي.

•وإذا أتينا إلى خصائصه الفلكية التي أثبتها العلم الحديث فإننا نجد أن هذا النجم هو نجم عملاق مقارنة بشمسنا، فمن حيث الحجم قطره أكبر 37.5 مرة تقريبًا من قطر الشمس، أما من حيث الحرارة فتبلغ درجة حرارة سطح نجم الجدي حوالي 6000 كلفن، وهي قريبة جدًا من درجة حرارة الشمس التي تبلغ 5778 كلفن، وهو يبعد عن الأرض حوالي 433 سنة ضوئية.

•وقد ذكر هذا النجم كثيرا فـي الشعر العربي، فنجد أن الشاعر الجاهلي المهلهل بن ربيعة قد ذكره فـي قصائده فقال:•••كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَناتِ نَعْشٍ

•يَكُبُّ عَلَى الْيَدَينِ بِمُستَدِيرِ

•وَتَخْبُو الشعْرَيَانِ إِلى سهَيْلٍ

•يَلُوحُ كَقمَّةِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ

••وورد ذكر هذا النجم فـي الشعر العماني فهذا الشاعر الغشري يذكر هذا النجم فـيقول:

••وإنَّ له الميزانَ يتلوه عقْرَبٌ

•ويتْلوه قَوسٌ والمجادِلُ أفكَلُ

•ومن بعده فصل الشتاءِ وإنَّمَا

•به الشمسُ بُرْجَ الجدْي تأوِي وتَنْزِلُ

••وأما الشاعر اللواح الخروصي فـيقول فـي قصيدة رثائية:

••سقى قبرك المزن نهلا وعلا

•بنوء الثريا ونوء الجدي

•وجاد قبورا حواليك صارت

•جوارك من ازكويّ زكي

• وأما الملاح العماني أحمد بن ماجد فقد ذكر هذا النجم فـي منظومته الفلكية فقال:

••لأَنَّ دائماً له انقضا

• ومثلُهُم ميخ الجُدَيِّ أَيضا

•وغايةُ الميلِ إلى المغيبِ

• إِذا استَقَلَّ الهقع يا حبيبي

••ونجد الشاعر العباسي أبو تمام الطائي يقول فـي هذا النجم:

••نَجما هُدىً هَذاكَ نَجمُ الجَديِ إِن

• حارَ الدَليلُ وَذاكَ نَجمُ الفَرقَدِ

•هَذا سنانٌ زاغِبِيٌّ فـي الوَغى

• وَكَأَنَّما هَذا ذُبابُ مُهَنَّدِ

••وهذا الشاعر الأموي ذو الرمة المشهور بالحب والغزل يقول فـي أحد قصائده الغزلية ذاكرا هذا النجم ويقرنه بنجم النسر فـيقول:

••تَزَاوَرْنَ عَنْ قُرَّانَ عَمْداً وَمَنْ بِهِ

• مِنَ النَّاسِ وَازْوَرَّتْ سرَاهُنَّ عَنْ حَجْرِ

•فَأَصْبَحْنَ بِالحَوْمَانِ يَجْعَلْنَ وِجْهَةً

• لِأَعْنَاقِهِنَّ الجَدْيَ أَوْ مَطْلَعَ النَّسْرِ

••كما أن الشاعر العباسي أبو العلاء المعري ذكر هذا النجم فـي لزومياته وقرنه مع نجم الأسد فقال:

••قَد أَهبِطُ الرَودَةَ الزَهراءَ عارِيَةً

•سدّى لَها الغَيثُ نسجا فَالنَباتُ سَدِ

•تُمسي لشقائِق فـيها وَهيَ قانِيَةٌ

•مِمّا سقاها رُعافُ الجَديِ وَالأَسَدِ

••أما الفـيلسوف محيي الدين بن عربي الذي عاش فـي الزمن الأيوبي فقد ذكر هذا النجم فـي أحد قصائده فقال:

••إلى السرطانِ من أسد تراه

• بسنبلةٍ لميزانِ الهويّ

•وعقربٍ صدغه يرمي بقوسِ

• من النيران من أجلِ الجدي

••ومن الذين ذكروا هذا النجم فـي قصائدهم الشاعر العباسي ابن نباته السعدي الذي يقول:

•خَطَتْ سمْنَانَ ليس لها دَليلٌ

••ولا عَلَمٌ يلوحُ ولا مَنَارُ

•تُراعى الجَدْيَ غُرتُها سَنَاهُ

•وضوءُ الفرقدينِ لها عِذَارُ

مقالات مشابهة

  • مرموش يزين التشكيل المثالي للجولة 29 بالبريميرليج
  • ناسا تنشر صورا مذهلة لكسوف شمسي ليس من الأرض
  • يُشاهد بالعين المجردة.. رصد اقتران قمر رمضان بنجم السمّاك الليلة
  • نجم الجدي
  • سماء المملكة تشهد اقتران القمر الأحدب لشهر رمضان بالنجم السماك الأعزل
  •  الأمن يحذر من ظاهرة (النوم المؤقت) خلال القيادة!
  • وزير الأوقاف: ظاهرة الإسلاموفوبيا باتت تشكل تهديدًا واضحًا للسلم الاجتماعي والتعايش الإنساني
  • خسوف القمر الدموي.. هل هو من علامات الساعة؟
  • خسوف كلي للقمر للمرة الأولى منذ 2022 .. هل تتكرر الظاهرة الفلكية مرة أخرى؟
  • شاهد | لقطات مذهلة.. مركبة فضائية ترصد كسوف الشمس من القمر