دكتور مصطفي ثابت يكتب.. شيخ الأطباء في الفيوم: قصة نجاح الدكتور صلاح ابو طالب
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
في قلب محافظة الفيوم، وتحديدًا في قرية صغيرة بمركز طامية، وُلد الدكتور صلاح أبو طالب، الذي أصبح فيما بعد رمزًا للطب والإدارة الصحية في المحافظة. من عائلة متعلمة، نشأ الدكتور صلاح حاملًا حلمًا بتخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح. منذ طفولته، أظهر شغفًا بالعلم، وتميز بذكاء استثنائي أهّله للتفوق في دراسته.
في بداية الثمانينيات، بدأ الدكتور صلاح مسيرته المهنية في مستشفيات جامعة عين شمس ومستشفى الفيوم العام، ثم انتقل إلى مستشفى نفيسة الحصري.
في عام 1991، تولى الدكتور صلاح منصب مدير مستشفى التحرير بجوار الكوبري العلوي في مدينة الفيوم، ورأى في هذا المنصب فرصة لتطبيق رؤيته الطموحة لتطوير الرعاية الصحية في المحافظة. كان من أهم أهدافه إنشاء مستشفى تأمين صحي يخدم أهالي الفيوم، رغم التحديات الكبيرة التي واجهته.
لم يتوقف الدكتور صلاح عند إدارة مستشفى التحرير، بل قاد عملية تطوير شاملة للمستشفى، حيث تم زيادة عدد الأسرة وأقسام العناية المركزة، وبدأت المستشفى بإجراء عمليات جراحية كبرى. في عام 1994، وضع حجر الأساس لمستشفى التأمين الصحي بمنطقة الصدر في الفيوم، التي افتتحت في عام 1999. كانت هذه الخطوة نقلة نوعية في الرعاية الصحية بالفيوم، حيث أصبح المستشفى من أكبر المنشآت الطبية في المحافظة.
وفي نفس الفترة، حصل على قطعة أرض أخرى لبناء مستشفى تأمين صحي جديد في منطقة الكيمان، مؤكدًا حرصه على توسيع نطاق الخدمات الصحية وتقديم أفضل رعاية ممكنة لأهالي الفيوم.
كان حلم الدكتور صلاح الأكبر هو إنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام في الفيوم، لتخفيف معاناة المرضى الذين كانوا يضطرون للسفر إلى القاهرة لتلقي العلاج. على الرغم من الصعوبات العديدة التي واجهها، إلا أن عزيمته لم تتزعزع. وفي عام 2000، وضع حجر الأساس لمركز علاج الأورام بالفيوم، وهو مشروع واجه تحديات كبيرة خلال مراحل تنفيذه، إلا أن الدكتور صلاح استطاع بفضل جهوده المستمرة التغلب على تلك التحديات وتحقيق حلمه.
واجه الدكتور صلاح محنة كبيرة عندما تم نقل إدارة مركز علاج الأورام من الجمعية العلمية التي كان يرأسها إلى هيئة المستشفيات التعليمية. لم يستسلم لهذا الظلم، وقرر اللجوء إلى القضاء، حيث استمرت الدعوى لسنوات، قبل أن يتمكن من استعادة المركز للجمعية العلمية.
مع عودة الإدارة إلى الجمعية، شهد المركز تطورًا كبيرًا بفضل استكمال البناء وتوفير أحدث المعدات الطبية. وأصبح المركز اليوم واحدًا من أهم المراكز المتخصصة في علاج الأورام في مصر، حيث قدم خدماته لأكثر من 400 ألف حالة منذ افتتاحه.
بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، أصبح الدكتور صلاح أبو طالب رمزًا للصبر والعزيمة والإصرار في محافظة الفيوم. لُقب بـ "شيخ الأطباء"، وهو لقب يعكس احترام وتقدير المجتمع المحلي لدوره الكبير في تحسين مستوى الرعاية الصحية وتطوير الخدمات الطبية في المحافظة.
قصة الدكتور صلاح أبو طالب هي قصة ملهمة تعكس قوة الإيمان بالحلم والعمل الدؤوب لتحقيقه. إنها حكاية تُظهر كيف يمكن للإصرار والمثابرة أن يغيرا الواقع، وكيف يمكن لشخص واحد أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين. لقد علمنا الدكتور صلاح أن الأهداف الكبيرة يمكن تحقيقها بالإصرار والتفاني، وأن خدمة المجتمع هي أسمى أهداف المهنة الطبية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الخدمات الصحية الرعاية الصحية العناية المركزة تحسين جودة الخدمات الصحية تطوير الرعاية الصحية مدينة الفيوم مصطفى ثابت
إقرأ أيضاً:
جامعة الفيوم تستضيف الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف
استقبل الدكتور ياسر مجدي حتاته، رئيس جامعة الفيوم، الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في رحاب الجامعة ضمن فعاليات ندوة بعنوان "تصحيح المفاهيم المغلوطة في ضوء وسطية الإسلام ودور الإعلام في تنمية القيم".
حضر الندوة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور عاصم فؤاد العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، والدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف، والأستاذ محمود الجلاد، معاون وزير الأوقاف لشئون الإعلام، والشيخ محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف، إلى جانب عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، وممثلي الأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة والإعلاميين والطلاب.
كلمة رئيس الجامعة
افتتح الدكتور ياسر مجدي حتاته الندوة بالإشادة بوسطية الإسلام التي تدعو إلى الأخلاق الحميدة والتسامح والرحمة. كما حذر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات، مشددا على ضرورة التحقق من المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة. وأوضح أن الهواتف المحمولة تمثل سلاحا ذا حدين، داعيا إلى استخدامها بشكل إيجابي يخدم المجتمع.
رسالة وزير الأوقاف
أعرب الدكتور أسامة الأزهري عن سعادته بزيارة جامعة الفيوم، مشيدا بحفاوة الاستقبال، ومؤكدًا أهمية التمسك بمقاصد الشريعة الإسلامية والابتعاد عن الأفكار المتطرفة التي تتنافى مع روح الإسلام. ودعا الطلاب إلى تحصين أنفسهم من التحديات المعاصرة من خلال التقرب إلى الله، والمواظبة على الصلاة، وقراءة القرآن الكريم، وتطبيق السنة النبوية في حياتهم.
كما وجه الوزير نصائح للطلاب بضرورة التفريق بين الظلمات والنور، وإثراء المعرفة، والعمل على تطوير الذات، مع التحلي بالصبر والطموح لتحقيق الأهداف المنشودة.
ختام الندوة
اختتمت الندوة بتكريم الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري من قبل رئيس الجامعة، حيث أهداه درع جامعة الفيوم تقديرا لمشاركته في هذا الحدث الهام.