ما تطفئ النار الا النار .. والرد لم يأتِ بعد
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
ما فتىء كيان العدو يشعل النيران في أنحاء غزة غير آبه بشيء ولا مقيم أي اعتبار لأحد، لا لعرب الصمت والهوان ولا للقوانين الدولية حمالة الأوجه والتي يفصلها على مقاس إجرامه، ضارباً بعنجهيته المقيتة وغطرسته الوقحة بكل القيم الإنسانية عرض الحائط ومتحدياً ما يسمى بالمجتمع الدولي والذي ثبت أن إرادته مسيرة ومسخرة فقط لخدمة مغامرات العدو الدموية وتبرير جرائمه.
ولم ينحصر ضرام حرائق حقده الرهيب داخل قطاع غزة الصغير والمحاصر والمقطوع وحرفياً من جغرافيا واهتمام واكتراث العرب، بل أمتد إلى جنوب لبنان ثم حملت رياح طيشه شرار حقده الأسود إلى أقصى غرب اليمن ليغطي دخانها الأسود الكثيف سماء (الحديدة) الزرقاء.
ولطالما واكب ماراثون حرائق العدو تلك حرائق أخرى أشد وأفتك كانت تشتعل بين جنباتنا في تداع وطني وعربي وإسلامي وإنساني طبيعي جداً مع ما يحدث من حرائق في ديارنا ولأخوتنا وفي محيطنا. فجاء مشهد النيران معبراً للغاية ومهد -إن لم يكن مخمد- معنوي مطلوب وملح لحرائقنا تلك وكنا نحتاجه للغاية.
لقد كانت عملية (سونيون)عملية جريئة ومعقدة عملياتياً واستخبارياً بحسب آراء المحللين، ولكني أجزم بأنها لم تكن بهذه الصعوبة والتعقيد بالنسبة لمنفذيها الشجعان ولن يفهم هذا الكلام سوى العارفين بثقافة الأنصار.
الرسالة المراد إيصالها من عملية (سونيون) :
أولاً – لابد من التوطئة بهذه المعطيات:
أن يكون أمامك عدة طرق لتنفيذ المهمة وتحقيق الهدف، فإن اختيارك للطريقة الأصعب وبفائض جرأة و(بذخ) شجاعة مذهل إذا صح التعبير، فهذا ليس ترفاً بل هو تعبير مقصود عن القوة لخدمة السيناريو العام للحدث الدرامي المؤثر بغية حسن استيعابها وفهمها فهماً قاطعاً لا لبس فيه، ويحمل في طياته رسالة قوية وجلية لا يخطئ قراءتها الا أحمق. رسالة بسيطة ومباشرة ولكنها في نفس الوقت مركبة ومتعددة الوجهات.
وقد اُريد لهذه العملية تأكيد أو بالأصح إعادة تأكيد التالي:
• نحن أسياد البحر الأحمر، ونحن قوة عسكرية بحرية إقليمية صاعدة بقوة ومؤثرة ولا ينبغي تخطينا أو تجاهل إرادتنا أو الاستخفاف بقدراتنا، ونحن نتحرك في بحارنا وفي محيطنا، ونحن بالمقابل مرة أخرى أصحاب قضية وطنية وعروبية وإسلامية وإنسانية لا مناص ولا جدوى من الإمعان في تجاهلها أو فصلها عن السياق العام.
• لأمريكا وحلفائها الغربيين ضمن ما يسمى بتحالف (حارس الازدهار) :
حاملات طائراتكم وبوارجكم وفرقاطاتكم وغواصاتكم ومدمراتكم و.. و .. الخ، لا تخفينا ولا تمنعنا، وهي لا تجدي معنا نفعا، القرار القديم الجديد كان ولا يزال كما هو : ممنوع مرور سفن الكيان الغاصب أو تلك المتعاونة معه في مياه البحر الأحمر حتى وقف العدوان على غزة، لا شيء تغير والقواعد ما زالت هي نفسها، وهي الى تصعيد لا الى تراجع أو انحسار أو تجميد.
• لشركات و وكالات الشحن التجاري الدولي قاطبة ولكل دول ما يسمى بـ (حارس الازدهار) وللجميع :
لن نحميكم أو يهب لنجدتكم في داخل مناطق عملياتنا أحد ولن يهب لنجدتكم من وعدوكم بالحماية، كلها ترهات ومحض هراء ولم يدع هذا لدى أي مراقب ذرة شك بعد الآن في فشل هذا التحالف المهترئ الذي ولد ميتا، وهو بنفسه غارق الى أذنيه ومن لم يستطع حماية نفسه فلن يحميكم، وأن لا حل عسكري لهذه القضية، لا حل سوى حل واحد فقط هو إيقاف العدوان على غزة وما خلاه ليس سوى كلام فارغ وتضييع وقت وحسب.
بل لن يجلي حتى طواقمكم أو يقطر ناقلاتكم إذا أصيبت، الا بموافقة القوات البحرية اليمنية صاحبة القرار، هل تعتقدون حقاً أن قطع الحلف الغربي المنتشرة الجوار لم تسمع نداء استغاثتكم؟ قطعاً إنها سمعت النداء ولكنها عملت نفسها ميتة !!
وقبل الختام فهناك رمزية أخرى لا أدري هل هي مصادفة أو مقصودة بالفعل، في تشابه مشهدي: حرائق دخان خزانات النفط بميناء الحديدة بفعل قصف العدو مع حرائق (سونيون) الناقلة المارقة المنكوبة.
وأخيراً لا نقول هذه بتلك فالحساب مفتوح وطويل، ولكنا نؤكد أن هذا ليس سوى فصل من فصول الحصار اليماني التجاري البحري المعلن للعدو، وهو مجرد عمل روتيني ضمن هذا النشاط ويندرج في سياقه، أما الرد المنتظر على عدوان الحديدة فهذا موضوع آخر منفصل تماماً وسيأتي في توقيته المختار وبتفاصيل وظروف أخرى كما هو منتظر، ولا ينسى اليمانيون ثاراتهم، ولكل حدث حديث والأيام حُبلى بالمفاجآت!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
لغز جديد في حرائق لوس أنجلوس يفسر سببها.. وبارقة أمل تحد من دوامات النار
أيام من الرعب والخوف من المجهول أصبحت تسيطر على المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، عقب اندلاع حرائق الغابات في لوس أنجلوس، التي التهمت الأخضر واليابس حولها، وباتت تهدد منازل المشاهير، وبينما تُصارع فرق الإطفاء النيران المستعرة، تتكشف ألغاز وراء سبب هذه الكارثة البيئية؛ إذ يخرج المسؤولون بين حين وآخر بتفسير أسباب وكواليس الحريق.
وخلال الأيام القليلة السابقة، ظلت الاتهامات حول أسباب الحريق تشير إلى عددٍ من الألغاز، فالبعض ذهب إلى أنّ الصقور الجارحة كان لها دورٌ في نقل الأخشاب المحترقة، بينما قال البعض الآخر إن الرياح وسوء الأحوال الجوية كانا لهما الدور الأكبر، لكن مؤخرًا زادت التكهنات حول ما خلّفته الألعاب النارية المستخدمة في احتفالات رأس السنة، بأنها سبب رئيسي في حرائق لوس أنجلوس.
كشف سبب حرائق لوس أنجلوسألعاب نارية تكاد لا ترى السماء من شرارتها، حولت ليل حي باسيفيك باليساديس إلى نهار، في وداع عام 2024 واستقبال 2025، وعلى الرغم من حالة السعادة الغامرة التي تركتها في نفوس المواطنين بسبب الاحتفالات العارمة، فإنها ظلت سببًا حتى الآن وراء الحرائق المدمرة.
«الحريق قد أخمد واختفى».. الرد الأول من مساعد رئيس إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، جو إيفريت، الذي رد على تكهنات تأثير الألعاب النارية على الحرائق، مؤكدًا أنّه عقب الانتهاء من الاحتفالات نجح رجال الإطفاء في إخماد حريق ليلة رأس السنة الجديد وإخفائه، في حي باسيفيك باليساديس، مشيرا إلى أنّه حال التأكد من أنّها السبب ستكون بالفعل ظاهرة.
ووفقًا لصحيفتا سان فرانسيسكو كرونيكل وواشنطن بوست، فإن الاحتمال الأرجح أنّ الرياح أعادت إشعال الحطام المشتعل الذي خلفته الألعاب النارية ليلة رأس السنة الجديدة لإشعال حريق باليساديس، وهي ظاهرة بالفعل في ظل مواصلة رجال الإطفاء استخدام تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء للبحث عن النقاط الساخنة حول محيط الحريق والتأكد من إطفاء جميع مصادر الحرارة.
أمل جديد يحد من دوامات النار المشتعلةوفي اللحظة التي وقفت فيها الرياح سببًا لاشتعال الحرائق المدمرة، فإن توقعات الطقس المقبلة، في ظل انخفاض سرعة الرياح وتراجع درجات الحرارة، أصبح بارقة أمل جديدة تحد من دوامات النار المشتعلة في لوس أنجلوس، وإن الوضع الطارئ ربما يكون انتهى.