الثورة نت:
2024-09-15@21:24:04 GMT

نور الله يا محمد

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

 

احترام عفيف المشرف

ها هو ربيع النور يطل علينا لنرتوي من ذكرى ميلاد خير من وطئ الثرى، فتتزكى أنفسنا وتسمو أرواحنا ونجعل لأنفسنا فسحة من هذا الوقت المهدور عبثًا طوال عام. لندخل الرياض المحمدية ونعيش في نشوة الاستبشار والفرح بمولد الهادي الأمين،
ففي ربيع الشهور ولد ربيع القلوب، وازدانت الدنيا وتزينت، ونزلت البشرى على البشرية جمعاء، وتزينت المجرة، وفتحت أبواب الجنان وأغلقت النيران، وخمدت نار فارس وكُسِر أيوانُ قيصر.

بولادة أعظم مولود، فقد ولد سيد الكائنات، وأشرف المخلوقات، ونور الأرض، وسراج السماء. ولد المصطفى المجتبى، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته المنتجبين، وعلى من فرح وابتهج لمولده إلى يوم الدين.
ونحن إذ نحتفل بمولده الكريم لأننا أحوج ما نكون لذلك، وله في قلوبنا واحتفالنا بمولده الكريم ما تعجز الألسن عن وصفه، وإن منحت البلاغة والفصاحة. فهو حبيب القلوب، وطبيب الأرواح والأبدان، ونور البصيرة والأبصار، الذي بمولده زال عنا البؤس والعناء.
ومن هنا من اليمن، من مساجدها والمترددين عليها من منازلها وساكنيها، ومن روضات الشهداء الأحياء من بلد كل ما فيه من سهول وجبال وواديان وأشجار وورود وجزر وبحار، ومن سكن وترعرع فيها،، من غصص الأوجاع في اليمن، يحتفلون بمولدك، ولن يثنيهم شيء عنك وعن مولدك فكلهم عاشقون متيمون بحبهم للنبي العدنان. تراهم يشدون ويترنمون بصلواتهم وسلامهم على نبيهم وهم يعدون ويتأهبون للاحتفال بيوم وليلة ميلاده. وهم في ذكره يداوون أوجاعهم. ويدملون جراحاتهم بحبه وبكثرة الصلاة والسلام عليه.
ويقولون له في كل عام “سيدي يا رسول الله، إن لك في اليمن محبين ما تراجعوا عن حبك منذ عرفوك، ولا عن شغفهم بك وولائهم لك ولاآل بيتك، وبيوم ميلادك، وبسيرتك وشمائلك. فهم، وكما وصفتهم الأرق قلوبًا والألين أفئدة، وتراهم أرق ما يكونوا إذا كانوا في حضرتك، فأنت على الدوام حاضر فيهم. وفي خواطرهم وأما مجالسهم فهي على الدوام معطرة بذكرك، والصلاة والسلام عليك. فحضورك دائمًا معهم في مناسباتهم وأفراحهم وأتراحهم، وذكرك دائمًا على ألسنتهم التي هي ترجمان قلوبهم.
فأنت معشوقهم طيلة عامهم. وكان وما زال وسيظل ذكرى مولدك عيدهم، لا يثنيهم عن ذلك حكم حاكم، ولا فتوى عالم، ولا فلسفة متكلم. فقد يصغون لهم في عدة أمور إلا في ثنيهم عن الاحتفال بمولدك، فهم لا يرهفون سمعهم إلا لذكرك”.
فهذا النور المحمدي باقٍ مادام حب رسول الله في القلوب، ولأن تراجع الأعراب عن عهدهم ونقضوا ودهم، فإن لك في اليمن من أمتك من تقر به عينك. ولك في اليمن محبون ما زال القرآن منهجهم ومدرستهم. وقد قرأوا: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم”. فاتبعوك وأحبوك وأحبهم الله، أنهم من قلت عنهم: “إنني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن”. فكانت أنفسهم وأنفاسهم تعشقك وتعشق مولدك وتحتفل به. فليس للعاشق إلا الانقياد والطاعة لمعشوقه، وأنت يا سيدي يا رسول الله معشوقهم الأزلي وحبهم الأبدي..،
يا سيدي، إن لنا قلوبًا أنت نبضها، ولنا أجسادًا أنت روحها، ولنا مقل أنت ضياؤها. فلك منا أزكى الصلاة والسلام ما تعاقب الليل والنهار وما سجع في أيكة الحمام، وما توالى لنا النصر ولأعدائنا الإنهزام، وعلى آل بيتك الأطهار وصحابك الأخيار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في ذكرى المولد النبوي.. كيف كان رسول الله أبًا؟

في ذكري المولد النبوي اليوم  لعام 1446، كان ومازال رسول الله هو مرشدنا ومُعلمنا وقدوتنا، ويواصل في هذا السياق مجمع البحوث الإسلامية تسليط الضوء على حياة الرسول الكريم وأدواره المختلفه من زوج وأب ونبي وصديق.

في المولد النبوي.. هل يجوز الذِّكْرُ بعدد معين؟ في ذكرى المولد.. سر عجيب حول شجرة استظل تحتها النبي في ذكرى المولد النبوي.. كيف كان رسول الله أبًا؟

 

- رحمته صلى الله عليه وسلم بأبنائه


قال أنس -رضي الله عنه-: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ».


- حفاوته صلى الله عليه وسلم بأبنائه واهتمامه بهم


كان صلى الله عليه وسلم «إذا دخلت عليه ابنته فاطمة قام إليها فأخذ بيدها، وقبلها، وأجلسها في مجلسه».


- رفقه صلى الله عليه وسلم بهم وتحمله إياهم


قال بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه-  "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن، والحسين رضي الله عنهما، عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما، فصعد بهما المنبر".


- تحصينه صلى الله عليه وسلم لهم


فقد كان صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يرقي أحفاده؛ فكان يقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة».


- تربيته صلى الله عليه وسلم لهم ونصحهم وإرشادهم


كان يعظ ابنته فاطمة -رضي الله عنها- ويقول لها: « يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا».


- عظم محبته صلى الله عليه وسلم لأولاده


قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- في وفاة أم كلثوم -رضي الله عنها-: "شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان"

 

مقالات مشابهة

  • وُلد الهدى.. سيرة الرسول فى الأدب العربي
  • في ذكرى المولد النبوي.. كيف كان رسول الله أبًا؟
  • انطلاق عمليات محمد رسول الله في صحراء نينوى والأنبار وصلاح الدين
  • إنه نورُ محمد
  • من وعي كلمة السيد القائد في المولد النبوي الشريف وآخر المستجدات 11 ربيع اول 1446
  • عذرًا يا رسول الله
  • وزارة الإنتاج الحربي تنظم ندوة توعوية للعاملين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
  • علي ربيع يدعم محمد أنور قبل عرض مسلسل ديبو بهذه الطريقة «صورة»
  • المولد النبوي.. وصف الجسد الشريف لسيدنا محمد
  • دعاء ثاني جمعة في ربيع الأول.. تفتح فيها أبواب السماء