يُعدّ القتال من المسافة صفر مُصطلحًا يُعبّر عن شجاعة وثقة مُقاتلي المقاومة في غزة في مواجهة العدو، فهم يواجهون جيشًا مُسلّحًا بكامل إمكانياته وتكنولوجيته، إلا أنّ إيمانهم وارتباطهم بمُثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبقيهُم صامدين في وجه التحدّيات. ولنستعرض بعض أبرز جوانب هذا النهج:
1. الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نموذجًا: في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نرى كيف كان يتعامل مع الأعداء من المسافة صفر في عدّة مواقف:
غزوة بدر: عندما واجه المسلمون جيشًا مُسلّحًا في غزوة بدر، كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مقدّمتهم وهم يُحاربون بأسلحتهم البسيطة من أجل نشر رسالة الإسلام.


غزوة أحد: رغم الخسائر التي تعرض لها المسلمون في غزوة أحد، ظلّ النبي صلى الله عليه وسلم صامدًا في وجه الأعداء، وبقيت روح المقاومة والجهاد حاضرة في قلوب الجنود.
الهجرة إلى المدينة: عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، واجه مطاردة من قِبَل المشركين، لكنّ الله حماه وأغشاهم في وجهه بسبّب إيمانه وثباته.
حروبه مع اليهود: لم تقتصر مواجهات النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين، فقد واجه أيضًا عدوان اليهود في معارك مثل غزوة بني قينقاع، وغزوة بني النظير، وغزوة خيبر، وغيرها.
2. المقاومة في غزة:
إنّ مُجاهدي غزة يُجسّدون نفس روح المقاومة التي أظهرها النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يواجهون جيشًا مُسلّحًا بكلّ أشكال التقنية المتطورة، وفوق ذلك دعم أمريكا وأوروبا وأعوانهم لكنّ إيمانهم يُعطيهم القوة والثبات.
المُقاومة من المسافة صفر: تُعدّ عمليات المقاومة من المسافة صفر أحد أبرز أشكال التصدّي للعدو الصهيوني، فهم يُحاربونه بكلّ ما أوتوا من قوة واستعداد في وجه التكنولوجيا الحديثة.
الثقة في النصر: يُؤمن مُجاهدو غزة بالنصر من أجل تحرير أرضهم ومقدساتهم، وهم يَصبرون على المُحنة والمصاعب في طريق النصر.
3. الربط بين الإيمان والمُقاومة:
إنّ الربط بين الإيمان والمُقاومة هو من أبرز أركان النجاح في مواجهة العدو، فالإيمان هو الوقود للصمود والثبات في وجه المُصاعب، والقتال في سبيل الله تعالى والدفاع عن الأرض والعرض والدين هو من أصول الإيمان وتحقيق النصر.
4. مُثل عليا:
إنّ مُجاهدي غزة والمُقاومة في كل مكان يُجسّدون مُثلًا عليا في التصدّي للمُعتدي، وهم يُؤمنون بأنّ النصر يُمكن أن يتحقق بالتضحية والتصميم والإيمان.
5. مُلهم للأجيال المُقبلة:
إنّ مقاومة غزة تُلهم الأجيال المُقبلة على التصدي للمُعتدي وتحقيق العدالة والتحرير، وهم يُثبتون للعالم أنّ الظلم والظالمين لا يمكن أن يستمر أبدًا.
في الختام، إنّ مُجاهدي غزة هم نموذج لِـ المُقاومة المُستمرة من أجل تحرير أرضهم وحماية دينهم، وهم يُذكرون العالم أجمع أنّ الإيمان هو الأساس لكلّ نجاح في وجه الشدة والتحدّيات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غربال الثورة الناعم

 

غربال الثورة الناعم

حيدر المكاشفي

لفت انتباهي مقال نشر مؤخرا لصديقنا وزميلنا الأصغر وائل محجوب، جاء في مقدمته أنه في مرحلة الثورة وما تلاها من حكم انتقالي، برزت وجوه محددة لعبت دورا متصلا وكبيرا، في إضعاف أي مجال للتقارب أو الحوار بين مختلف قوى الثورة، عبر شيطنة الناس وتبني الشائعات، وتسميم أجواء المجال العام، وتدني لغة الحوار بالسب والشتم لرموز وشعارات القوى المختلفة، وكانت وجهة نظري وقتها أن كثير من هذه الأصوات تؤدي أدوارا معلومة، وسينكشف أمرها يوما ما. وبعد اندلاع الحرب، تمايزت الصفوف وخرج من بين صفوف الثوار من حمل السلاح ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وهجر أخرون السلمية وتبنوا الدعوة للحرب والتعبئة لها، بينما مضى أخرون بشكل أكثر وضوحا نحو كتائب البراء ابن مالك، ومعلوم انها كتائب للحركة الاسلامية، وضالعة بحسب أكثر من تصريح لقادتها في مهاجمة الثورة، ويشتبه في كونها من ضمن قوات القناصة التي أردت كثير من الشهداء، وصار كثير من هؤلاء الثوار “السابقين” “يردد أمن يا جن.. ومثلما كشف الله ستر كثيرون ممن عادوا لقواعدهم بعد الحرب، هاهو مؤتمر الميثاق التأسيسي الذي انعقد بنيروبي، يخرج البقية الباقية ممن تدثروا طويلا بشعارات رفض الحرب..
ما ذهب اليه الزميل وائل يعيد الى الذاكرة الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله (أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)، وهذا هو بالضبط حال ثورة ديسمبر المجيدة بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الغاشم وحرب أبريل القذرة تعكف على نفي خبثها وغربلة صفوفها، وما خبثها الا اولئك المتملقين والمنافقين والمتذبذبين الذين ما اعلنوا انحيازهم للثورة الا على سبيل الملق والنفاق والمراء، وبدا واضحا انهم لم يؤيدوا الثورة الا لمنصب يصيبونه أو فائدة يجنونها، فما ان اعلن الانقلابيون سيطرتهم على الأوضاع ومن بعده حربهم اللعينة حتى انقلبوا معهم ولذات الاهداف الرخيصة، فصاروا مثل (فسية) تقرأ ذيل الديك التي تميل حيث تهب الهبوب، ولو كان للانقلاب والحرب من حسنة وحيدة ان كانت لهما حسنات، فهي أنهما فرزا الخبيث من الطيب والثوار الحقيقيون من ادعياء الثورة، وهذا ما يمكن الثورة والثوار الآن من نفي خبثهم كما ينفي الكير خبث الحديد وغربلة صفوفهم، ودنس الثورة وخبثها يجسده هيجان بعض من يدعونها من الذين لا يتحلون بأدبها ولا أخلاقها، ويأبى الله إلا أن يفضح مدعيها هؤلاء على رؤوس الأشهاد، وتلك سنة الله في اهل الملق والنفاق ولابسي ثياب الزور.. لقد كانت ثورة ديسمبر ولا تزال وستظل هي أعظم ما فعله السودانيون عبر تاريخهم الحديث، وهي ثورة طاهرة ستنفي خبثها وتنقي صفوفها، ولا يصلح أن يتصدى لحمل لوائها والدفاع عنها والسعي لاستعادتها، إلا من أخلص لها وآمن بمبادئها وضحى في سبيلها، وإذا كان البعض قد خذل الثورة أو خانها، وارتمى في أحضان الانقلابيين وحلفائهم من الكيزان وفلول النظام البائد، وأصبح أداتهم لاجهاضها، فإن هناك الغالبية الكاسحة من المخلصين للثورة ومبادئها والعاضين عليها بالنواجذ، والذين لن يقبلوا ان يعطوا الدنية في ثورتهم ولا في مبادئهم رغم كل ما تعرضوا له وسيتعرضون له من قمع وتنكيل، ولا يزالون يبذلون وسيظلون يبذلون ما في وسعهم دفاعا عنها في وجه هذه الهجمات التي تتعرض لها بلا كلل ولا ملل ولا يأس، فاليأس خيانة للثورة ولشهدائها، وفي تجارب التاريخ العبرة والمثل، فأصحاب كل القضايا العادلة لم ييأسوا في معاركهم طلبا لحقوقهم مهما تطاول عليهم الأمد، قرأنا ذلك في قصص الأنبياء والمرسلين، وقرأناه في تاريخ الشعوب، بل في تاريخنا الوطني ذاته، فالاصرار على استمرار فتنة هذه الحرب اللعينة المهلكة ماهو الا هو دليل خوف وليس دليل قوة، لأن هذه الحرب استهدفت بالأساس ثورة الشعب وليس المليشيا بدلالة كثير من الشواهد والمواقف والتصريحات والتلميحات، وهذا وضع لا يمكن له الاستمرار طويلا لأنه ضد طبيعة الأمور، وستظل بحول الله ثورة ديسمبر صامدة في وجه الثورة المضادة التي أرادت وأدها، وهو صمود مرشح للاستمرار ومن ثم النجاح لأن صبر الشعوب يفوق كثيرا قدرات أنظمة الحكم مهما بلغ جبروتها، وها هم أبناء الثورة، شبابها وكنداكاتها المخلصين يسطرون ملاحم في الصمود والتمسك بمبادئ ثورتهم والدفاع عنها، لا يضرهم من خذلهم أو خانهم، كما أنهم يزدادون وعيا بالمشهد من حولهم، ويحسبون خطواتهم، وهم يراهنون بالأساس على شعبهم، فارادة الشعب دائما هي الأقوى والردة مستحيلة..

 

 

الوسومالإنقلابيون الثورة حيدر المكاشفي وائل محجوب

مقالات مشابهة

  • سُنَن الفطرة
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. كما كان يردده النبي
  • غربال الثورة الناعم
  • للصائم دعوة لا ترد
  • أحمد عمر هاشم: شق صدر النبي حدثت 4 مرات
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية.. فيديو
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية
  • الذكرى تنفع المؤمنين.. هذا هو شهر رمضان
  • دعاء النبي إذا أفطر عند أهل بيت.. 9 كلمات رددها لو اتعزمت
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم