سفير السعودية: المملكة تسعى بكل طاقاتها لتنفيذ «إعلان جدة»
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
سفير السعودية جدد عزم بلاده التواصل المستمر مع الحكومة السودانية بما يحقق المصلحة العامة للبلدين وينهي الصراع في السودان بشكل كامل.
بورتسودان: التغيير
أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى السودان علي بن حسن جعفر، أن المملكة تسعى بكل طاقاتها لتنفيذ إعلان جدة بغية الوصول إلى إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والانتقال بالبلاد إلى مرحلة إعادة الإعمار وبدء التعاون في المجال الاقتصادي.
وتتمسك الحكومة السودانية بقيادة الجيش، بتنفيذ بنود اتفاق جدة الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في مايو 2023م قبل الدخول في أي مفاوضات أو مبادرات لحل أزمة الحرب المندلعة منذ 15 ابريل من العام الماضي.
وبحسب إعلام مجلس السيادة السوداني، جرى لقاء يوم الأربعاء، بين عضو المجلس السيادي، مساعد القائد العام للجيش إبراهيم جابر والسفير علي بن حسن جعفر بمكتب جابر في بورتسودان.
وجدد السفير السعودي خلال اللقاء، عزم بلاده على التواصل المستمر مع الحكومة السودانية بما يحقق المصلحة العامة للبلدين الشقيقين وينهي الصراع بشكل كامل فى السودان.
من جانبه، جدد إبراهيم جابر تمسك حكومة السودان بتنفيذ إعلان جدة الموقع في مايو 2023م كمنطلق لمساعي حل الأزمة فى السودان.
وأطلع جابر، سفير المملكة على الأوضاع الراهنة في السودان، مشيراً إلى سيطرة القوات المسلحة على المسرح العسكري والأمني، علاوة على الجهود الحكومية التي تم إحرازها في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي والمساعي الحثيثة لاستعادة عافية الاقتصاد السوداني- حسب التصريح.
وأثنى جابر على مساعي المملكة الداعمة لوقف الحرب في السودان، فضلاً عن جهودها المقدرة في تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب في عدد من ولايات البلاد خاصة دارفور.
ويتضمن إعلان جدة الموقع بين طرفي الحرب في السودان، التزامات من كليهما بحماية المدنيين في السودان والخروج من الأعيان المدنية، ويستند إلى القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
وقد شددت الوفود المشاركة في محادثات سويسرا بشأن أزمة السودان في أغسطس المنصرم، أيضاً على ضرورة تنفيذ إعلان جدة والالتزام بحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي.
الوسومإبراهيم جابر الجيش الدعم السريع السودان القانون الدولي الإنساني دارفور علي بن حسن جعفر مباحثات جنيف مجلس السيادة منبر جدةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إبراهيم جابر الجيش الدعم السريع السودان القانون الدولي الإنساني دارفور مباحثات جنيف مجلس السيادة منبر جدة فی السودان إعلان جدة
إقرأ أيضاً:
مواقف الإمارات ومحنة السودان
منذ تفجر الصراع الدامي في السودان، كان لدولة الإمارات مواقفها الواضحة والصريحة، التي لا تحتمل التشويه وتزييف الحقائق، والشاهد على ذلك دعواتها المتكررة إلى نبذ العنف، وحقن دماء أبناء البلد الواحد، والعمل مع الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي، فيما لم تتوقف أذرعها الإنسانية عن تقديم المساعدات الإغاثية لتخفيف تداعيات الحرب المدمرة على الشرائح المتضررة، ولا سيما ملايين المهجرين والنازحين، وأغلبهم نساء وأطفال ومرضى.
هذه الحرب الملعونة، كانت قاسية على الشعب السوداني الشقيق، وشهدت فظائع وجرائم حرب ارتكبها طرفا النزاع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، وكثير من هذه الجرائم والانتهاكات مرتبط بالقوات المسلحة، وهي فظائع تستوجب المساءلة ضمن أطر القانون الدولي، وندّدت دولة الإمارات بهذه التجاوزات، وحثت على حماية المدنيين ومحاسبة الذين أجرموا من أي جهة كانت، وذلك ضمن موقفها المحايد والمساند لتطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام، وفي مستقبل لا يكون فيه دور للطرفين المتحاربين اللذين جلبا على السودان أسوأ حرب تكاد تنسف وجود هذا البلد العربي، وتلقي به في مهاوي التجزئة، والتقسيم والحروب الأهلية.
من المؤسف أن مواقف دولة الإمارات لم ترُقْ إلى بعض الأطراف، وخصوصاً القوات المسلحة السودانية، التي ما فتئت تناور وتصطنع المعارك الوهمية، لصرف الانتباه عن دورها ومسؤوليتها عن الفظائع واسعة النطاق في هذه الحرب. وبدل تحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء، تحاول أن تتنصل من كل ذلك، ولم تجد من سبيل إلا إطلاق ادعاءات حاقدة ضد دولة الإمارات دون أي سند واقعي أو قانوني، ومحاولة استغلال بعض المنابر الدولية للترويج لاتهامات زائفة تحاول عبثاً تشويه دور الإمارات، وعلاقتها التاريخية بالشعب السوداني، الذي يعيش عدد كبير من أبنائه معززين مكرّمين داخل الدولة وكأنهم في بلدهم الأم.
ما تريده دولة الإمارات وتأمله صدقاً، أن تنتهي هذه الحرب الخبيثة، من أجل حماية ما تبقى من موارد للسودان والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، وهذه المهمة لن تكون سهلة في ظل تعقيدات المشهد الداخلي، وتفكك المؤسسات وضعف الوحدة الوطنية، التي تضررت كثيراً بفعل الصراع العبثي على السلطة. وإعادة البناء والنهوض الناجحة تتطلب قوى سياسة مدنية مسؤولة تعبر عن تطلعات السودانيين، ولم تتورط في سفك دماء الأبرياء سعياً إلى تحقيق مصالح ضيقة.
كما تتطلب أيضاً توافقاً إقليمياً ودولياً، من شروطه الالتزام بالحوار والحل السلمي نهجاً لإنهاء الأزمات، واحترام حقوق الإنسان، ومحاسبة كل من ساهم في جرائم القتل الجماعي للسكان، هذه الشروط ضرورية وحاسمة في إعادة بناء الدول التي تمر بحروب أهلية مريرة.
مستقبل السودان لا يأتي معلباً من الخارج، بل يصنعه أبناؤه إذا توفرت لهم الإرادة، وتوافقوا على حسن إدارة بلد كبير وواسع الخيرات، كان إلى وقت قريب يوصف بسلة غذاء العالم العربي، ولكنه اليوم تعصف به المجاعات، ويعاني الملايين من أبنائه من سوء تغذية، وأمراض ذات علاقة بنقص الغذاء. ومن هنا يكون الدرس والعبرة، والسودان عليه أن ينهض وينفض عنه غبار الحرب ويتحرّر من ميليشيات النهب والفساد، ويطوي صفحات الصراعات الدامية والأنظمة العسكرية إلى غير رجعة.