ما هي الأسباب الحقيقية للتأجيلات المتكررة لزيارة عبد المجيد تبون إلى فرنسا؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
سلّط برلمانيون جزائريون الضوء على التحديات التي تواجه سفر رئيس الجمهورية "عبد المجيد تبون" إلى "فرنسا ماكرون".
واستقت وكالة "سبوتنيك" الروسية آراء وتصريحات برلمانيين جزائريين في هذا الموضوع، لتقديم وجهات نظرهم حول هذه التحديات التي تتسبب في تأجيل الزيارة لأكثر من مرة.
الشرق بدل الغرب وحركة "ماك"
تحدث "موسى خرفي"، نائب رئيس البرلمان الجزائري، عن وجود توترات تطبع العلاقات الفرنسية الجزائرية، لاسيما وأن الجزائر توجهت إلى المعسكر الشرقي (روسيا والصين)، بدل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
كما استحضر "خرفي" ملفات الذاكرة التي عمقت الأزمة بين البلدين، خصوصا وأن "الجارة الشرقية" كانت سابقا مستعمرة فرنسية، موردا أن احتضان باريس لعناصر (ماك/حركة تقرير مصير منطقة القبايل) سبب آخر أزّم العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويطالب نشطاء "القبايل"، بقيادة فرحات مهني، باستقلالهم من الجزائر، التي يصفونها بالمضطهدة لحقوقهم والسالبة لحريتهم، داعين إلى احترام البنود والمعاهدات التي تنص عليها المواثيق الدولية.
علاقة شراكة لا استفادة فرنسية
من جهته؛ يرى "رزقاني سليمان"، برلماني جزائري، أن زيارة تبون إلى فرنسا قد تعرف تأجيلات متتالية، مضيفا أن الزيارة يجب أن تدخل في إطار علاقة شراكة لا استفادة فرنسية فقط.
"رزقاني" لفت إلى أن الوضع في النيجر هو الآخر قد يوسع الهوة بين البلدين ويزيد من اتساع شرخ العلاقات بين باريس والجزائر العاصمة، لاسيما وأن البلدين ينظران إلى الوضع برؤى مختلفة ومتباينة، وهذا قد يحول دون إجراء الزيادة في المدى القريب.
ولم يفوت البرلماني الجزائري ذاته الفرصة دون أن يتحدث عن التجاهل الذي تحظى به الدعوة الجزائرية إلى زيارة "تبون" فرنسا ولقاء "إيمانويل ماكرون"، كاشفا أن عناصر تحقيق شراكة متوازنة بين البلدين غائبة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: بین البلدین
إقرأ أيضاً:
بنجامين ستورا يحمّل ريتايو مسؤولية توتر العلاقات مع الجزائر وتصاعد الإسلاموفوبيا
وجّه المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا انتقادات لاذعة لرئيس كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ الفرنسي، برونو ريتايو، محمّلاً إياه جزءاً كبيراً من المسؤولية في تدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا، إضافة إلى مساهمته في تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا داخل فرنسا.
ولدى استضافته عبر تلفزيون النهار ، اعتبر ستورا أن الخطاب السياسي الذي يروّج له ريتايو يُعمّق الانقسامات ويعيق أي تقدم في مسار التهدئة بين البلدين، مؤكداً أن مثل هذه المواقف لا تخدم مصالح فرنسا ولا تحترم عمق العلاقات التاريخية التي تربطها بالجزائر.
وقال ستورا إن ريتايو “يساهم في تكريس خطاب الكراهية والانغلاق”، مشيراً إلى أن تصريحاته ومواقفه السياسية تُغذي مشاعر العداء وتشوش على مساعي التهدئة بين باريس والجزائر.
وأضاف ستورا أن هذه التطورات الخطيرة تؤكد مجدداً الحاجة إلى مواجهة حازمة لخطابات الكراهية والعنصرية، ودعا إلى فتح نقاش وطني جاد حول العلاقة بين فرنسا ومواطنيها من أصول مغاربية، مؤكدًا أن “الإسلاموفوبيا لم تعد مجرد ظاهرة هامشية، بل باتت تهدد السلم الأهلي”.
كما أعاد ستورا التذكير بملف “الذاكرة” ، مبدياً أسفه لما وصفه بالعزلة التي واجهها حين طالب الدولة الفرنسية بالاعتراف بمسؤولياتها التاريخية في جرائم الحقبة الاستعمارية، وعلى رأسها اغتيال المناضل الجزائري العربي بن مهيدي.
وأوضح أن المصالحة الحقيقية بين الجزائر وفرنسا لن تتحقق إلا من خلال الاعتراف الواضح بالحقائق التاريخية، بعيداً عن المزايدات السياسية أو محاولات طمس الذاكرة.