كُشف أول أمس الثلاثاء عن القائمة المختصرة الأولى للروايات التي تتنافس على نيل جائزة غونكور الأدبية الفرنسية العريقة، مع 16 عملا أدبيا أحدها للأديب الجزائري الناطق بالفرنسية كمال داود بعنوان "الحوريات" (Houris)، ومنها أيضا رواية "حصن الدموع" للكاتب المغربي عبد الله طايع.

وكان داود من أكثر الأسماء التي حظيت باهتمام المراقبين هذا العام، خصوصا بعدما اقترب الكاتب الجزائري من نيل جائزة غونكور لعام 2014 عن روايته الصادرة بالفرنسية "ميرسو تحقيق مضاد" أو "معارضة الغريب" (Meursault, contre-enquete).

Voici la première sélection du prix Goncourt établie ce jour par les académiciens. La deuxième de 8 romans sera annoncée le 1er octobre, les 4 finalistes connus le 22 octobre, le prix Goncourt 2024 proclamé le 4 novembre ???? pic.twitter.com/PX1YLeDKjA

— Académie Goncourt (@AcadGoncourt) September 3, 2024

وتستلهم رواية داود تلك رواية "الغريب" للروائي الفرنسي ألبير كامو الذي قتل فيها بطله شخصا جزائريا لم يزد على وصفه بـ"العربي"، ليسرد "التحقيق المضاد" حكاية القتل على لسان أخ الضحية ويتطرق بذلك إلى كثير من القضايا المتعلقة بالاستعمار الفرنسي والسياسة الجزائرية الداخلية ونقد ظواهر اجتماعية.

وأثارت رواية كمال داود -التي طُبعت أولا في الجزائر بمنشورات البرزخ (2013) ثم منشورات "آكت سود" الفرنسية (2014)- جدلا كبيرا في الجزائر بسبب تعرضها لمحظورات ألهبت الصراع حول الهوية الجزائرية في بعدها العربي الإسلامي.

ومن الأسماء البارزة أيضا في القائمة، الكاتب غاييل فاي عن روايته الثانية، بعد نجاح أولى رواياته "وطن صغير" (Petit pays) التي كانت من الأكثر مبيعا سنة 2016.

ومن مفاجآت هذا العام، ترشيح المؤلف السابق للروايات البوليسية أوليفييه نوريك الذي يتطرق هذه المرة إلى الحرب الروسية الفنلندية سنة 1940، فضلا عن ترشيح كتاب لا يشبه أسلوب الرواية، بتوقيع توما كليرك الذي ينقل القراء في ترحاله في شمال باريس.

ومن المقرر تسليم الجائزة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني في مطعم "دروان" في باريس، كما جرت العادة.

وقبل ذلك، من المقرر إعلان القائمة المختصرة الثانية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، قبل الكشف عن أسماء الأعمال المتأهلة الأربعة إلى المسابقة النهائية في 22 أكتوبر/تشرين الأول.

وتتنافس الأعمال الأدبية الـ16 المختارة أيضا على جائزة غونكور لتلاميذ المدارس الثانوية التي تُمنح في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، وجائزة غونكور للسجناء التي تُمنح في 17 ديسمبر/كانون الأول.

ميرسو تحقيق مضاد

في حواره السابق مع الجزيرة نت، حكى داود قصة روايته قائلا هناك كاتب عالمي جزائري وفرنسي في الوقت نفسه اسمه ألبير كامو كتب رواية "الغريب"، وتعد من بين الروايات الأكثر مبيعا في العالم، في الرواية شخصية تسمى "ميرسو" يقتل شخصا آخر اسمه "العربي"، ويحكم على ميرسو بالإعدام، ليس لأنه قتل "العربي"، ولكن لأنه خالف معتقدات ذلك العصر ولم يبك ولم يحزن ولم يتأثر بموت أمه، وأنا أخذت فكرة الرواية لكن بمنظور معاكس، باعتمادي على وجهة نظر الطرف الآخر، وهو "هارون" شقيق "العربي" المقتول.

كمال داود يعتبر الروائي ألبير كامو جزائريا بتاريخه وولادته وطفولته وشبابه حتى "لو أدار لنا ظهره" (الجزيرة)

وتابع قائلا "دائما كنت أتساءل عن سبب عدم اهتمام أي شخص في الكتابة عن الموضوع، والعجيب في الأمر أن هناك كتابات كثيرة عن أعمال ألبير كامو وتراثه الأدبي وفكره الفلسفي، والعام الماضي شهدت فرنسا احتفالات بمئوية كامو، لكن لم ينتصر أي كتاب أو محاضرة لـ"العربي" المقتول، ولم يذكر ولو بكلمة أثناء الاحتفالات، وهو الأمر الذي يثير كثيرا من التساؤلات".

واستدرك "لذلك، أعتقد أنه كان يجب على الرواية أن تُكتب سواء من طرفي أو من طرف كاتب آخر، لأنها قصة جزائرية، حدثت في الجزائر، وبسبب مقتل جزائري، ولأنها مسألة حق، ومسألة عدالة، كانت هناك رواية، وكان هناك كاتب، وكان هناك قتيل، وكان من اللازم بعد عشرية أو اثنتين أو حتى 3 أن تكتب القصة نفسها، لكن من وجهة نظر معاكسة انتصارا للعدالة".

واعتبر داود أن روايته ليست ردا على كامو، فهو مؤمن بأنه كاتب جزائري، "حتى لو أدار لنا ظهره، بتاريخه، بولادته، بطفولته، بسنوات شبابه، هو جزائري، أحبَ ذلك أم كره". وإنما روايته "أيضا تحليل للواقع الآن، وامتداد لفكر ألبير كامو، لكن من وجهة نظري. ما حاولت أن أقوم به هو أخذ تساؤلات كامو التي تخصني أنا الآن في الجزائر وفي الوقت الحالي، تساؤلات عن الموت والجنس والحرية والمعتقدات وعن القتل والعنف، أنا لم أكتب حول ألبير كامو لكن انطلاقا منه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة طنطا يستقبل الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا بمكتبه اليوم، الدكتور سلامه داود رئيس جامعة الأزهر، وذلك لتقديم التهنئة بمناسبة صدور القرار الجمهوري بتعيينه رئيسا للجامعة، وذلك بحضور الدكتور ممدوح المصري القائم بعمل عميد كلية الآداب، ومستشار الاتصال السياسي بالجامعة.

خلال اللقاء رحب الدكتور محمد حسين بالدكتور سلامة داود في رحاب جامعة طنطا، معربا عن شكره وامتنانه لهذه التهنئة الطيبة، مؤكدا سعيه الدائم لتوطيد العلاقات بين جامعة طنطا وجامعة الازهر التي تمثل صرح تعليمي ومعرفي شامخ ومنارة للعلم على مر العصور، حيث تلعب دورًا محوريًا في حفظ ونشر علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، وكانت ولا تزال قبلة للعلماء والطلاب من كافة دول العالم، متمنياً أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من أوجه التعاون المشترك بين الجامعتين في العديد الأنشطة والفاعليات.

من جانبه نقل الدكتور سلامة داود تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وحرص على تقديم التهنئة للدكتور محمد حسين لثقة القيادة السياسية وصدور القرار الجمهوري بتعيينه رئيسا للجامعة، مشيدًا بخبرته الواسعة وكفاءته العملية والإدارية المتميزة، مؤكداً على استمرار التعاون بين جامعتي الأزهر وطنطا في العديد من المجالات مثل البحث العلمي والتعاون الطلابي، مثمنا الجهود العظيمة التي تبذلها الجامعة في إقليم الدلتا، متمنيا التوفيق لجامعة طنطا خلال الفترة المقبلة وأن تحقق مزيدا من التقدم والازدهار.

مقالات مشابهة

  • عبد الرحيم كمال يوضح السبب الحقيقي وراء تأجيل العرض الخاص لفيلم «استنساخ»
  • “تنازلت عن راتبي” .. قرار صلاح الغريب يفاجئ ليفربول
  • عبد الرحيم كمال لـ"البوابة نيوز": الرقابة لم تتدخل لإلغاء العرض الخاص لـ"استنساخ"
  • ماكرون: هناك زيادة في عدد الطلاب المصريين الذين التحقوا للدراسة في المدارس الفرنسية
  • زعيم معارضة الاحتلال: نتنياهو يتصرف كرئيس منظمة إجرامية (شاهد)
  • الإيطالي لوسيانو دارديري يتوج بلقب الدورة ال39 لجائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس
  • رئيس جامعة طنطا يستقبل الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر
  • «صور».. عصام عمر أبرز الحضور في حفل زفاف مؤلف فيلم سيكو سيكو
  • مؤلف «سيكو سيكو» يحتفل بزفافه على فتاة من خارج الوسط الفني
  • السيسي يتابع عددا من المشروعات التي تنفذها "ألستوم الفرنسية" في مصر بمجالات النقل