قال طه عودة أوغلو، الباحث في العلاقات التركية والدولية، إن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي ينظر إليها الأتراك على أنها ستعيد هندسة العلاقات وإنعاشها، كما ستضع بصمة جديدة لزيادة التعاون في كل المجالات التجارية والهندسية والعسكرية، وتعود بالفائدة على الشعبين.

أردوغان يرفض اتهامات نتنياهو لمصر والسيسي يؤكد وجود تعاون مع تركيا السيسي: نستهدف رفع التبادل التجاري مع تركيا إلى 15 مليار دولار تحويل العلاقات بين البلدين لأفضل عن السابق

وأضاف أوغلو، خلال مداخلة هاتفية من أنقرة، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة  etc، أن هناك إرادة أيضًا تركية مصرية، لتحويل العلاقات بين البلدين لعلاقات أفضل عن السابق، كما أن هناك ملفات إقليمية معقدة وشائكة في الاقليم، تحتم على البلدين التنسيق والعمل سويًا.

وأوضح أوغلو، أن وجه الاستفادة بين أنقرة والقاهرة الفترة القادمة، أنهما دولتان مهمتان في الشرق الاوسط، فتلك الزيارة ليست زيارة بروتوكول، هدفها البحث فقط عن التعاون الثنائي، لكن هدفها الحقيقي أن يكون هناك تعاون إقليمي بين الدولتين، فوجود مصر وتركيا سيحل مشاكل كثيرة في الإقليم.

 أكد أردوغان رفض تركيا التام لاتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموجهة إلى مصر، مشيرا  إلى أن هذه الاتهامات تمثل جزءًا من التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في أنقرة.


أردوغان شدد على أن محادثاته مع السيسي تركزت على القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع المتأزم في غزة. وقال: "الأولوية الآن هي لوقف المجازر في قطاع غزة والتوصل لوقف إطلاق النار. سياسات حكومة نتنياهو تدفع المنطقة والعالم كله إلى الخطر". وأكد أن إسرائيل تسعى لإخضاع الشعب الفلسطيني عبر إلقاء آلاف أطنان القنابل على غزة، بعد أن عجزت عن كسر إرادته.


 

وفي تصريحاته، أوضح أردوغان أن تركيا ستواصل جهودها لضمان محاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن ارتكاب المجازر في غزة. وأضاف: "إسرائيل تمنع وصول المساعدات لشعب غزة، وهذه جريمة أخرى تضاف لسجل جرائمها". وأدان الدعم الدولي الذي تتلقاه إسرائيل لارتكاب هذه الجرائم، ورفض محاولاتها لجر دول أخرى إلى التصعيد.

 

على صعيد العلاقات الثنائية، أعرب أردوغان عن سعادته بتعزيز العلاقات بين تركيا ومصر، قائلاً: "أنا ممتن لرؤية ثمرة هذه العلاقات اليوم، وعبرت عن ذلك للرئيس السيسي. ننتظر المستثمرين المصريين للمجيء إلى تركيا ونتوقع تطوير العلاقات في مجال الطاقة".


 

من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن هناك "رغبة صادقة" بين مصر وتركيا لتعزيز التعاون، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية شهدت ازدهارًا في هذا المجال. وقال: "ما تعيشه المنطقة من أزمات يؤكد أهمية التنسيق بين مصر وتركيا".

 

كما أشار السيسي إلى توافق الموقفين التركي والمصري في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة. وأضاف: "نرفض التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية". كما تناولت المحادثات بين الزعيمين الأوضاع في السودان والقرن الإفريقي وسوريا، مع التأكيد على ضرورة الوصول إلى حل للأزمة السورية والترحيب بالتقارب التركي السوري.

 

عائلات الرهائن تدعو نتنياهو للتوقف عن ارتداء شارة الرهائن
 

أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن هيئة عائلات الرهائن في إسرائيل قد وجهت دعوة حازمة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تطالبه بالتوقف عن ارتداء الشارة الخاصة بالرهائن. واعتبرت الهيئة أن ارتداء الشارة يشكل محاولة لخلق وهم الدعم من جانب الحكومة في الوقت الذي تسعى فيه فعليًا لإفشال الصفقة الخاصة باستعادة الرهائن.

 

وفي بيان رسمي، أعربت الهيئة عن استيائها من تصرفات نتنياهو، مشيرة إلى أن "السلطات تقوم بكل ما في وسعها لإفشال المفاوضات التي من شأنها إعادة الرهائن إلى ديارهم". وأضافت أن "هذا التصرف لا يعكس التزامًا حقيقيًا بإعادة الرهائن، بل يعكس محاولة لتضليل العائلات والجمهور".

 

الجدير بالذكر أن ارتداء الشارة الخاصة بالرهائن كان قد بدأ كرمز للتضامن والدعم، ولكن الانتقادات الأخيرة أظهرت وجود تباين في الرؤى حول فعالية هذه الخطوة في ظل تعثر المفاوضات.

 

القناة 12 الإسرائيلية أفادت أيضًا بأن هيئة عائلات الرهائن تطالب الحكومة بأن تكون أكثر شفافية في جهودها لعودة الرهائن وتقديم استراتيجيات واضحة وفعالة بدلاً من مجرد رموز دعائية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيسي أردوغان تركيا انقرة بوابة الوفد العلاقات بین

إقرأ أيضاً:

زيارة بزشكيان للعراق.. الاقتصاد وملف المعارضة الكردية على الطاولة

في أول رحلة خارجية له، اختار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق ليكون أولى محطاته خارج البلاد، في وقت تشهد المنطقة تحولات في التحالفات وتحديات إقليمية متزايدة، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز العلاقات في مختلف القطاعات.

استمرت زيارة بزشكيان، التي بدأت الأربعاء، ثلاثة أيام استهلها بلقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي أعلن مكتبه الإعلامي أن البلدين وقعا 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة منها التجارة والرياضة والزراعة والتعاون الثقافي والتعليم والإعلام والاتصالات والسياحة.

والخميس، التقى الرئيس الإيراني مسؤولين أكرادا في إقليم كردستان بشمال العراق، حيث دعا إلى "توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري" والأمني، قبل أن يتوجه للنجف وكربلاء لزيارة العتبات المقدسة، ويختتم جولته في العراق بزيارة البصرة، الجمعة.

ويُعد العراق "ثاني أكبر وجهة للصادرات الإيرانية" وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12 مليار دولار، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

كذلك لا يزال العراق يعتمد على الكهرباء والغاز الطبيعي الإيراني لتلبية احتياجاته المحلية من الطاقة، وتعتبر إيران هذه الشراكة ضرورية لاستقرارها الاقتصادي.

وفي سبتمبر 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد، وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومترا.

يقول الباحث والمحلل السياسي العراقي عقيل عباس إن "بزشكيان يريد أن يصنع فارقا في الوضع الاقتصادي، لأن الإشكالية الأساسية التي يواجهها هي الحصول على الأموال، وخاصة ما يتعلق بالديون المترتبة على العراق من جراء بيع الغاز وتصل لنحو 10 مليارات دولار".

ويضيف عباس في حديث لموقع "الحرة" أن "الرئيس الإيراني يحاول الحصول على الأموال بطريقة أخرى اقترحتها إيران، لكن العراق رفضها لأنها ممكن أن تعرض بغداد لعقوبات أميركية".

ويعتقد عباس أن زيارة بزشكيان لإقليم كردستان "هي إعلان تصالح مع أربيل بعد التوتر الذي شاب العلاقات بين الطرفين بسبب تواجد جماعات الكردية معارضة ونشاطها داخل الإقليم".

وتتهم طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة الى أراضيها انطلاقا من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وفي مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات المتمرّدة الكردية الإيرانية وإبعادها من الحدود المشتركة.

وكان بزشكيان أول رئيس إيراني يزور، وفق مسؤولين، الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، وذلك في انعكاس لتحسن العلاقات بين طهران وأربيل.

ويرى مدير المركز العربي للدراسات الايرانية محمد صادقيان أن زيارة بزشكيان تمكنت من الحفاظ على ما جرى الاتفاق عليه قبل عدة أشهر من أجل البدء بمرحلة جديدة.

ويقول صادقيان لموقع "الحرة إن "زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني لإيران في مايو الماضي ولقائه مع كبار المسؤولين الإيرانيين هي التي أعادت تنظيم بوصلة العلاقات بين طهران وأربيل".

ويضيف صادقيان أنه "بعد الزيارة تم تفكيك المعسكرات للحركات الكردية داخل العراق وجرى تنفيذ التفاهمات الأمنية بين طهران وبغداد وأربيل".

وكان السوداني قال الأربعاء إن بغداد أكدت "موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية".

وتوجد في العراق عدة أحزاب وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران حيث تعزز طهران بشكل مطرد من نفوذها في الدولة المنتجة الرئيسية للنفط منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في عام 2003.

ويستضيف العراق 2500 جندي أميركي، وهناك أيضا فصائل مدعومة من إيران مرتبطة بالقوات الأمنية العراقية.

وعانى العراق من تصاعد الهجمات بين الجانبين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر.

لكن مع ذلك يعتقد عباس أن زيارة بزشكيان لم تبحث مثل هكذا ملفات "لأن الرئيس الإيراني عادة لا يتعاطى مع قضايا الأمن في العراق لأنها خارج اختصاصه ومن اختصاص الحرس الثوري الإيراني".

ويسعى العراق إلى تعزيز تحالفه مع طهران، لكنه يحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة.

وكان بزشكيان تعهد إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.

كذلك، تعهّد خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصا على صادرات النفط.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتوعد الحوثيين بدفع “ثمن باهظ” عقب استهدافهم إسرائيل بصاروخ باليستي من اليمن
  • "نتنياهو" والأيديولوجية القاتلة
  • عاجل| حزب العمل الإسرائيلي: نتنياهو أفشل 3 فرص للتوصل لاتفاق لإعادة المحتجزين
  • وزير الخارجية يتوجه إلى روسيا الاتحادية في زيارة ثنائية
  • مباحثات عراقية - عمانية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات
  • زيارة بزشكيان للعراق.. الاقتصاد وملف المعارضة الكردية على الطاولة
  • أردوغان يحذر من كراهية الأجانب في تركيا ويهاجم المعارضة بشدة.. يضرون بقوتنا الناعمة
  • باحث: حكومة نتنياهو محكوم عليها بالوفاة السياسية حال انتهاء الحرب في غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يغلقون جسرا بتل أبيب ويتهمون نتنياهو وزوجته بممارسة الإرهاب النفسي
  • باحث ايراني لـبغداد اليوم: زيارة بزشكيان تهدف لجعل بغداد وسيطا بين طهران وواشنطن