تقرير الإيكنومست المُرعِب عن حرب السودان.. «الأخطر عالمياً»!
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
تقرير الإيكنومست المُرعِب عن حرب السودان.. «الأخطر عالمياً»!
د. مرتضى الغالي
تقرير مجلة “إيكونوميست” عن الحرب في السودان (مرعب) بكل ما تحمله الكلمة من معنى..! وقد خصّصت المجلة العالمية الأشهر عددها الأخير عن الحرب في السودان، وجعلته الرواية الرئيسية وصورة الغلاف ومحور الاهتمام باعتبار أنها تمثّل الكارثة الأكبر والأخطر؛ سودانياً وإقليمياً وعالمياً.
وليس دعوتنا للتركيز على هذا التقرير من باب (محبة الخواجات) ولكن لأنه يصدر من جهة إعلامية رصينة (شاء من شاء وأبى من أبى من الإضينات الجهلة)..! فالإيكونوميست مجلة متخصّصة تمتلك فيضاً من التقارير والمعلومات القائمة على تقارير خبراء عسكريين وسياسيين واستراتيجيين، وبيانات ترتكز على رؤية شاملة تستند على معلومات من الأقمار الصناعية والقياسات الحرارية لمصادر النيران thermal images ومعلومات مدققة من منظمات دولية ومصادر بحثية.. وتقارير عن النزوح واللجوء والمجاعات وتوقعاتها من وكالات أممية ومراكز خبرة وهيئات متخصّصة..!
وطبعا ستهزأ (كتائب الجهل النشط) المؤيدة للحرب بهذه التقارير التي تشير إلى خطورة استمرارها… لأن هذه الفئة الضالة غارقة في الجهل ولا تدرك (كوعها من بوعها).. فمالهم وتقارير الايكونوميست وهم ثلة من العواطلية الذين لا يعرف معظمهم الفرق بين (الايكونوميست والمنلوجست)..!
سيقولون لك “ديل خواجات طامعين ومتآمرين”.. وما مصدر هذا الجهل النشط سوى نظام الإنقاذ الذي اجتهد على مدى ثلاثين عاما في تدمير التعليم و(نشر الغباء) والمكافأة عليه..! (ألا تذكروا الترقيات المتوالية لوزير الدفاع بالنظر..؟!) سنوات الانقاذ هي التي صنعت لنا هذه (العاهات المتحركة).. حتى أن جامعات (ثورتها التعليمية) وهي جامعات تشكو من (الإعاقة الذهنية)؛ أصبحت تخرّج كل عام عشرات البروفيسورات الذي أحرزوا (أجارك الله) درجات متقدمة في الجهل والزلنطحية من عينة “ود أب زهانة” (النُزهي الصايع) الذي يأكل في اللكوندة وينام في الجامع..!
ماذا قالت الايكونوميست عن الحرب في السودان..؟! نذكر هنا بعض اللمحات ورؤوس المواضيع بسبب ضخمة التقرير و(تفاصيله المخيفة) و(المآلات المرعبة) التي تنتج عن استمرار الحرب..!
العناوين والنقاط الرئيسية لتقارير المجلة تقول ما يلي:
– الحرب الكارثية في السودان هي مشكلة عالمية كبرى..!
– تداعيات حرب السودان يمتد تأثيرها إلى (ثلاث قارات)..!
– يتجاهل العالم حرب السودان ويهتم بحرب (غزة وأوكرانيا) مع إن الحرب السودانية (أكثر إهلاكاً) من غزة وأوكرانيا..!
– هذه الحرب في السودان قد يموت فيها ملايين البشر وتنتشر فيها الفوضى عبر إفريقيا والشرق الأوسط..!
– حرب السودان كارثة مستفحلة تتعاظم آثارها المدمرة بشكل مريع..!
– حرب السودان أفرخت النزوح واللجوء الأوسع والأخطر على المنطقة والعالم..!
– نذر المجاعة في السودان بسبب الحرب هي الأسوأ عالمياً منذ 40 عاماً..!
– انهيار السودان متوقع مع استمرار الحرب فيه..!
– بسبب موقع السودان الذي يتقاطع مع إفريقيا والشرق الأوسط ويجاور (7 دول هشّة) ويمتد ساحله بطول 800 كيلومتر على ساحل البحر الأحمر المضطرب.. هناك إشارات (جيوبوليتكية تحذيرية قوية) تنذر بعواقب وخيمة..!
– هذه هي المرة الثالثة فقط على مدى 20عاماً التي تعلن فيها الأمم المتحدة عن مجاعة كاملة الاستفحال (full-blown famine)
– لقد تم حرق الزراعة والمحاصيل وأصبح الناس يقتاتون على الحشائش وأوراق الشجر وإذا استمر ذلك فإن من (6 إلى 10 مليون سوداني) سيموتون بسبب الجوع في عام 2027 وفقاً لمركز بحثي ألماني يتابع التصعيد في الحرب السودانية..!
– خطورة الحرب في السودان تأتي بسبب موقعه في الركن الشمالي الشرقي من إفريقيا، وباعتباره بوابة المرور للصحراء والساحل والقرن الإفريقي، وهو أيضاً يمثل جزءاً من محيط التأثير لدول الخليج، كما يقع في قطاع يمثّل النقطة الأضيق في البحر الأحمر التي تفصل الجزيرة العربية عن إفريقيا بـ 30 كيلومتر فقط..!
– بورتسودان المدينة الساحلية التي تتخذها القوات المسلحة السودانية قاعدة لها.. أقرب إلى أبوظبي وطهران من أنجمينا عاصمة تشاد ومن جيران السودان في غرب إفريقيا..!
– الحرب نتج عنها تسوية الخرطوم العاصمة بالأرض وجعلت من الفاشر (جحيما أرضياً)..!
– إغفال العالم للحرب في السودان القطر الثالث الأكبر إفريقياً سيقذف به في أتون (كتلة من اللهب).!
– استمرار الحرب السودان يحمل ُنذراً بإشعال النزاعات المستقبلية في عالم اليوم الذي يتسم بالفوضى والتعددية القطبية..!
نكتفي بهذا القدر من بعض مؤشرات تقارير المجلة..!
فما هو رأي أنصار الحرب والداعين لمواصلتها (100 سنة) قادمة..؟!
وما رأي (الزفة الكضابة) من جماعة “إخفاء الجثة تحت الزهور” كما يقول المثل الانجليزي..؟!
حذّرت (3) منظمات إغاثة كبرى أمس من (أزمة جوع ذات مستويات تاريخية) يشهدها السودان.. وقالت إن العديد من العائلات اضطروا لأكل أوراق الأشجار والحشرات لسد الجوع… ونددت بموقف اللامبالاة من المجتمع الدولي.. والمنظمات الثلاث هي؛ المجلس النرويجي للاجئين؛ والمجلس الدنماركي للاجئين؛ ومؤسسة “ميرسي كوربس” العاملة في مجال الإغاثة بالسودان..!
ما رأي والي النيل الأبيض “عمر الخليفة عبد الله” الذي قال إن الحديث عن مجاعة في السودان “فبركة إعلامية وإشاعة القصد منها ترويع المواطنين”..!
ألا تخاف الله يا رجل..؟! هذا الرجل من أنصار “الشجاعة الكيزانية” فهو لا يخاف الله.. الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
الوسومأبوظبي أوكرانيا إيكونوميست البحر الأحمر الخرطوم السودان تشاد طهران غزة مرتضى الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبوظبي أوكرانيا إيكونوميست البحر الأحمر الخرطوم السودان تشاد طهران غزة مرتضى الغالي الحرب فی السودان حرب السودان
إقرأ أيضاً:
تقرير: أميركا وإسرائيل تواصلتا مع دول أفريقية من بينها السودان مع إغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، كيف رد السودان
واشنطن: «الشرق الأوسط» نقلت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء اليوم (الجمعة)، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في 3 دول بشرق أفريقيا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكرت الوكالة عن المصادر أن التواصل تم مع مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية بشأن المقترح. وأضافت الوكالة أن مسؤولين سودانيين قالوا إنهم رفضوا المقترح الأميركي، وقال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال إنه لا علم لديهم بأي تواصل في هذا الصدد.
ووافق الزعماء العرب في وقت سابق من هذا الشهر، على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار قد تؤدي إلى تفادي تهجير الفلسطينيين من القطاع، على خلاف رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحويل قطاع غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط». وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع خلال الأشهر السبعة عشرة الماضية عن مقتل عشرات الآلاف.
واقترح ترمب سيطرة أميركية على قطاع غزة من أجل إعادة إعماره، بعد أن اقترح في وقت سابق إعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم خارجه. وفاقمت خطة ترمب المخاوف الراسخة بالفعل لدى الفلسطينيين من تهجيرهم بشكل دائم من ديارهم، كما قوبلت برفض دولي واسع النطاق.
خطة ترحيل الفلسطينيين... كيف رد السودان والصومال وأرض الصومال؟
3 دول أفريقية وجهات مقترحة... وإغراءات مالية وعسكرية ودبلوماسية
بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن «لا أحد سيقوم بترحيل الفلسطينيين» من غزة، انتشرت تقارير حول تواصل الولايات المتحدة مع مسؤولين في كل من السودان والصومال وأرض الصومال بغرض إعادة توطين فلسطينيين بعد انتهاء الحرب الحالية في القطاع. وجاءت هذه التقارير بعد أيام من إعلان وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش أن بلاده تعمل على تحديد دول لاستقبال الفلسطينيين الذين ستشملهم «الهجرة الطوعية».
وأشارت التقارير إلى أن الاتصالات لتوطين الفلسطينيين بدأت خلال فبراير (شباط) الماضي واختارت الولايات المتحدة وإسرائيل التواصل مع السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية. وفور انتشار تلك التقارير قال مسؤولون من السودان إنهم تلقوا هذه الاتصالات وردوا بالرفض، بينما قال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال لوكالة «أسوشييتد برس» إنهم ليس لديهم علم بأي اتصالات. ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية التعليق.
من جانبها، أصدرت حركة «حماس» بياناً شددت فيه على أن الشعب الفلسطيني سيظل ثابتاً على أرضه رافضاً التخلي عنها.
إغراءات وحوافز
ووفقاً لتقارير صحافية، تشير الخطط الأميركية إلى تقديم إدارة ترمب مجموعة من الحوافز المالية والدبلوماسية والأمنية لتلك الدول بحيث تحصل على مساعدات أميركية كبيرة مقابل الموافقة على استقبال الفلسطينيين.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولَين سودانيين، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، أن إدارة ترمب بدأت الاتصالات مع الحكومة السودانية بشأن قبول الفلسطينيين حتى قبل أن يتم تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال أحد المسؤولين إن الجانب الأميركي عرض تقديم مساعدات عسكرية لمساعدة الجيش السوداني في معاركه ضد «قوات الدعم السريع» وتقديم مساعدات في خطط إعادة الإعمار وحوافز أخرى.
وقال مسؤول كبير في الحكومة السودانية لـ«رويترز» إن السودان لم يتلقَّ مثل هذا المقترح وإنه غير مقبول بالنسبة له. ولم يرد وزير الإعلام في الصومال على اتصالات هاتفية من «رويترز» للتعليق. أمّا وزير خارجية أرض الصومال فقال، الجمعة، إن المنطقة لم تتلقَّ أي مقترح من الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة. وقال وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ظاهر أدان لوكالة «رويترز»: «لم أتلقَّ أي مقترح بهذا الشأن، ولا محادثات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين». وتنعم أرض الصومال بسلامٍ نسبي منذ إعلان استقلالها عن الصومال في 1991، لكنها لم تنل الاعتراف من أي دولة. وعبرت حكومتها عن أملها في أن يدعم ترمب قضيتها، بحسب «رويترز».
وأثارت الأنباء عن الاتصالات الأميركية مخاوف من تصميم واشنطن وتل أبيب على المضي قدماً في الخطة التي أعلنها ترمب في الرابع من فبراير الماضي، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، بترحيل الفلسطينيين إلى خارج القطاع لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار. واقترح ترمب في ذلك الوقت ترحيل ما يزيد على مليوني فلسطيني إلى كل من مصر والأردن. ورفضت الدولتان هذا الاقتراح.
وفي مواجهة هذا الرفض، بدا أن ترمب يخفف من حدة موقفه، إذ قال الشهر الماضي لشبكة «فوكس نيوز»: «خطتي هي الأفضل وأعتقد أنها الخطة الناجحة لكنني لا أفرضها وسأكتفي بالانتظار والتوصية بها».