جورجيت شرقاوي تكتب: مواطن ومسؤول

يظل الشاغل الأكبر لدى قطاع عريض من المواطنين هي تراكم مشاكل الشارع العالقة والروتين اليومي للأحياء ودوامه تشابك المشكلات البيئة والأمنية والمجتمعية، فبدلا من أن يجد المواطن نفسه في دائرة مغلقة من الشكاوى التي لا تجد أذان ويجد فقط مواقع التواصل الاجتماعي تطن بمجموعات عشوائية

 

وفي هذا الإطار حاولت إدارة العلاقات العامة بمحافظه الإسكندرية، أن تجد حلولا مبتكرة يكون فيها المواطن هو عين المسؤول، وسعت كنموذج مميز لعمل فكرة مجموعه خدمية شامله وموحدة على الواتس آب «مواطن ومسؤول» تجمع فيها المجتمع المدني تحت قيادة اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية وتضع لمسه تواصل بين كافه المسؤولين بمختلف الوزارات والمديريات مع كوادر من الشباب النشط والمؤثر في الشارع والتي من الممكن ان تخرج طاقات متوجهه وتصير عين المسؤول وسط المواطنين، بعيدا عن التقييم الفوضوي الجماعي الذي يتذمر على كل الظروف ويستغله آخرون في توظيف طاقه التنفيس اليومي لأغراض أخرى قد لا تساعد المسؤول.

 

إن فكرة تأسيس موقع أو جروب يجمع التنفيذيين بنظام منظم وردود حاضرة في محاوله لتخفيف عبء عن كاهل المواطن خاصه فيما يخص الصحة والتضامن الاجتماعي ليس فقط في إطار 
أرضيه مشتركه للعمل المشترك ووجود رغبه للارتقاء بالمستوى التي تليق بالمجتمع السكندري بعيدا عن لقطات الإعلام، بل يضم أيضا اقتراحات وأفكار الشباب ذو الطاقات المختلفة وايضا المواطنين وجس نبض الشارع في أطار منقح وبإعادة التوجيه إلى المسؤول المناسب مع تكليف رؤساء الأحياء بحل الشكاوى الواردة عبر هذا الجروب بأسرع وقت، وضرورة مواكبة الإدارات التنفيذية لمشروع التحوُّل الرقمي، وكأن المجموعة أصبحت جزءًا من هذا المشروع.

 

و من ضمن المشاكل التي واجهت شرائح عريضة من المواطنين قطع الكهرباء وجدول تخفيف الأحمال بالتنسيق الفعلي في الجروب، استطاع التنفيذين وخاصه الطوارئ والأزمات وضع أيديهم على المناطق التي تحتاج لإعادة وإنقاذ المرضي داخل مستشفيات والعالقين أيضا وإعادة ضبط الخطة وتوزيع مواقيت القطع بشكل متساوي، واستمرار ايضا رفع كفاءة نظام النظافة التي أرقت كثيرا المحافظة حتي وأصبح من الضروري أن يتصفح المسؤول المجموعة ويتلامس بنفسه لكي يقيس مدى فاعليه الموظفين وقدراتهم المختلفة، تشمل مساهمتها الفعالة طيفًا واسعًا من الخدمات.

ضربت هذه المجموعة المثال الحي لإخراج الطاقات والتمكين المصغر أعاد الأذهان تجسيد للبرلمان الصغير عبر جيلا جديدا يفرز مبادرات محدودة، وتعد ايضا صورة من القدرة على تقيم الجهود لدي الشباب عن طريق ملفات داخل المحافظة لكل شاب وقدرته على تقديم المشكلة والتفاعل الايجابي مع حلها ومدى جديتها ووضعهم في اختبارات حقيقه حركت من المياه الراكدة في سابقة لم تحدث وفي ظل غياب قانون للإدارة المحلية وتنفيذا لاستراتيجية الرئيس السيسي التي وضعها منذ سنوات،و هي تعتمد على مبدأ التدرج عبر مراحل انتقالية للوصول إلى النموذج الوطني للإدارة المحلية.

 

و نستطيع ان نقول ان الخدمات العامة المقدمة للمواطنين ترتبط بمستوى رضا المواطن عن أداء هياكل الإدارة المحلية، الذي ينتقل بالتدريج إلى الرضا العام للمجتمع للأداء العام للدولة، لذلك لم تكن من الرفاهية الموافقة على انشاء تلك المجموعة المتميزة وتجميع أعضائها وكلما شهدت هياكل الإدارة المزيد من التحديث والتطور انعكسَ ذلك على نوعية حياة المواطن السكندري الذي ظل يعاني دونا ان يلقي آذان صاغية تلقطه، وكما أشدنا بالفكرة يجب ان نلقي الضوء على ما يخيف بعض الشباب لضمان استمرار الفكرة، وهي الشللية وتكوين الروابط الجانبية والسعي لهدم نبته صالحه والتي تلقي بأثارها على فريق العمل، فيجب ان يترفه الشباب عن الصغائر ويتسع صدر المسؤول لاستيعاب المشكلات لكي تتوافق عمليات التخطيط والتنفيذ التي تهدف إلى إحداث تحولات جوهرية في مجالات الحياة كافة ولا يتضح أثرها إلا على المدى المتوسط أو البعيد، وهي تحتاج إلى رؤية تنموية وحكمه في إدارة المجموعة وخبرة كافيه لتحقيق ترابط وتكامل بين فريق للعمل ينعكس على مستوى الخدمات، ومن خلال توصيات تخرج من قلب المحافظة بعد اجتماعات مع الشباب وتحديد أولوياتها وربط المشاركة بالمسؤولية والتي أري من الضرورة ان يحذو حذوها كافه المحافظات وتوسيع دائرة الخدمات والعمل التنموي والمهام التي تقدم للمواطنين، وتسهيل عمليات وصول المواطنين إليها، وتوفير بيئة ملائمة ومحفّزة لإنشاء أيضا مشاريع مشتركة وبرامج تدريبيه، تحت مظلة رسمية شاملة لمنظومة الإدارة المحلية.

المصدر: صدى البلد