يمن مونيتور:
2025-03-18@20:43:07 GMT

مقاصد الدين

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

العلاقة بين مقاصد الدين ومقاصد الشريعة هي علاقة عموم وخصوص، وبيان ذلك كالتالي:

الأولى: الشريعة جزء من الدين لا الدين كله، لأن الدين يشمل العقيدة والشعائر والشريعة، بينما الشريعة هي الجزء الخاص بالأحكام والتشريعات والضوابط التي تنظم حياة الناس في عالم الشهادة، وترشد الناس لما يصلح معاملاتهم وسلوكهم اليومي.

وبالتالي فإن مقاصد الدين أوسع من مقاصد الشريعة، كونها تشمل مقاصد العبادات والعقائد والقيم والتشريعات، وبها تتجلى الغايات التي جاء بها الرسل ونزلت بها الكتب، وبمعرفتها يكون المؤمن على بينة من تفاصيل الدين وجزئياته إن ظلت تلك الأهداف والغايات حاضرة في ذهنه على الدوام، وإذا غابت تناقض واضطرب، وفقد البوصلة التي ترشده نحو المسارات الصحيحة. أما مقاصد الشريعة فهي تعني أهداف التشريع وغاية القوانين المنظمة لحياة الناس.

الثانية: المدخل لدراسة مقاصد الدين يختلف عن مدخل دراسة مقاصد الشريعة، فمقاصد الدين مدخلها الآيات التي جاءت معللة مقصد وهدف إرسال الرسل وإنزال الكتب، والآيات التي جاءت معللة مقصد وهدف إرسال نبينا عليه السلام، وإنزال القرآن، أما مقاصد الشريعة فمدخلها استقراء الأحكام القطعية التفصيلية بهدف الوصول إلى كليات جامعة متسقة مع مقاصد الدين، ومع عالمية الرسالة.

أما مقاصد الدين فباستقراء الآيات القرآنية والنظر في الآيات المعللة التي تشير إلى المقاصد والغايات نجد أنها تذكر المقاصد الآتية:

الأول: القسط هو المقصد من إنزال الكتب وإرسال الرسل، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحديد:٢٥]، هذه آية واضحة تقول ببساطة إن هدف إرسال الرسل وإنزال الكتب هو إقامة “القسط”، والقسط هو العدل، ومن فرق بينهما قال: إن العدل لفظ يحمل مفهوم المساواة، والقسط يعني النصيب العادل، والقسط ضده الجور، والعدل ضده الظلم.

الثاني: الرحمة هي المقصد من رسالة نبينا عليه السلام، يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء:١٠٧]، وهذه الآية واضحة في أن “الرحمة” للعالمين هي هدف رسالة نبينا عليه السلام، وهي رحمة للعالمين لا للإنسان فقط.

الثالث: التزكية، يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [الجمعة:2]. فإنها توضح أن هدفه هو تزكية الناس وتعليمهم الكتاب والحكمة.

الرابع: طمأنينة الإنسان هي المقصد من نزول القرآن، قال تعالى: ﴿طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى﴾ [طه: ١-3]، فالآية تؤكد أن الله لم ينزل القرآن لشقاء الإنسان؛ وإنما هو تذكرة وموعظة للإنسان كي تطمئن روحه في الدنيا والآخرة.

الخامس: التوحيد من أهم مقاصد إرسال الرسل، يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء:25]. وقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:٣٦]، فهدف بعثة كل نبي هو تحقيق التوحيد والعبودية لله سبحانه، والتوحيد في خلاصته هو تحرير الإنسان عن عبودية ما سوى الله.

السادس: العبادة هي مقصد خلق الجن والإنس، يقول تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:٥٦]، فالعبودية لله مقصد من مقاصد الخلق.

السابع: الابتلاء هو مقصد الحياة والموت، يقول تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك:٢]؛ فالاختبار بحسن العمل مقصد من مقاصد الخلق.

الثامن: الاستعمار للأرض من مقاصد خلق الإنسان في الأرض، يقول تعالى: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود:٦١]، فاستعمار الأرض، أي عمارتها، مقصد من مقاصد الخلق، وعمارتها تكون بقيم الحق والخير والجمال.

التاسع: حرية الاختيار، وهو مقصد مرتبط بالابتلاء وعمارة الأرض، إذ لن يكون ابتلاء حقيقي للإنسان إلا إذا مُنح حرية الاختيار، لأن الإكراه يسقط عنه المسؤولية، فحريته هي التي تمنحه المسؤولية في الآخرة، وعبادة الله طوعاً لا كرهاً لا تتحقق إلا بالحرية، ولهذا كانت الحرية هي الأمانة التي تحملها الإنسان وأشفقت بقية المخلوقات من حملها، لما فيها من مسؤولية في الآخرة، يقول تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ [الأحزاب:٧٢].

ومنع الله سبحانه الإكراهَ على الإنسان من أي جهة كانت حتى لو كانت من الأنبياء والرسل، ولا يُكره إنسانٌ على أي فكرة كانت حتى لو كان الدين نفسه ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ البقرة:٢٥٦. ومن يمنع عن الإنسان حريته فهو يقف أمام الأمانة العظمى التي حملها الله سبحانه للإنسان، ويقطع طريق الاختبار للإنسان، ويقف بذلك ضد مقصد الدين من خلق الإنسان.

فهذه أهم مقاصد الدين العامة التي ذكرتها الآيات، ويمكن أن نوزعها على أصول الإسلام الثلاثة، العقيدة والشعائر والشريعة، فتكون كالتالي:

مقاصد العقائد: التوحيد والعبودية.

مقاصد الشعائر: التزكية والتقوى.

مقاصد الشريعة: القسط والرحمة.

ومن تحقق بتلك المقاصد فقد حقق مقصد عمارة الأرض، ونجح في مقصد الابتلاء بحسن العمل، وحقق مقصد الطمأنينة والانسجام مع الكون.

د.عبدالله القيسي4 سبتمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام "العليمي": ملايين الأطفال يلاقون حتفهم بسبب رفض الحوثيين حملات التحصين مقالات ذات صلة “العليمي”: ملايين الأطفال يلاقون حتفهم بسبب رفض الحوثيين حملات التحصين 4 سبتمبر، 2024 النَّكف: سلاح القبيلة العُرفي الذي تتنازعه أطراف الحرب باليمن 4 سبتمبر، 2024 بدء صرف مستحقات الموظفين المبعدين عن وظائفهم في محافظات جنوب اليمن 4 سبتمبر، 2024 الحوثيون يوجهون بمنع الاحتفالات بثورة 26 سبتمبر في مدارس إب وسط البلاد 4 سبتمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق الأخبار الرئيسية بدايات إبراهيم الحمدي (2) 31 أغسطس، 2024 الأخبار الرئيسية مقاصد الدين 4 سبتمبر، 2024 “العليمي”: ملايين الأطفال يلاقون حتفهم بسبب رفض الحوثيين حملات التحصين 4 سبتمبر، 2024 النَّكف: سلاح القبيلة العُرفي الذي تتنازعه أطراف الحرب باليمن 4 سبتمبر، 2024 بدء صرف مستحقات الموظفين المبعدين عن وظائفهم في محافظات جنوب اليمن 4 سبتمبر، 2024 الحوثيون يوجهون بمنع الاحتفالات بثورة 26 سبتمبر في مدارس إب وسط البلاد 4 سبتمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك بدايات إبراهيم الحمدي (2) 31 أغسطس، 2024 كي نستحق تضحياتهم 28 أغسطس، 2024 عن إعلان تعز والأمل والطبع “الخيبة” 28 أغسطس، 2024 المنظمات الأممية.. من مجاراة الصرخة حتى توطين التحويث 22 أغسطس، 2024 جدلية العلاقة بين السلطة والمعارضة 22 أغسطس، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 23 ℃ 23º - 22º 27% 4.03 كيلومتر/ساعة 23℃ الأربعاء 27℃ الخميس 26℃ الجمعة 27℃ السبت 27℃ الأحد تصفح إيضاً مقاصد الدين 4 سبتمبر، 2024 “العليمي”: ملايين الأطفال يلاقون حتفهم بسبب رفض الحوثيين حملات التحصين 4 سبتمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬750 غير مصنف 24٬179 الأخبار الرئيسية 14٬454 اخترنا لكم 6٬965 عربي ودولي 6٬773 غزة 6 رياضة 2٬287 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬216 كتابات خاصة 2٬055 منوعات 1٬971 مجتمع 1٬827 تراجم وتحليلات 1٬736 ترجمة خاصة 29 تحليل 7 تقارير 1٬581 آراء ومواقف 1٬499 صحافة 1٬474 ميديا 1٬376 حقوق وحريات 1٬298 فكر وثقافة 884 تفاعل 810 فنون 472 الأرصاد 290 بورتريه 63 صورة وخبر 35 كاريكاتير 32 حصري 21 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

مروان عباس محمد فارع

المنتخب اليمني ............. لماذا لم يكن زي منتخب اليمن الف...

صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الیمن 4 سبتمبر مقاصد الشریعة مقاصد الدین یقول تعالى من مقاصد مقصد من

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: ضياع الأمانة بين الناس من علامات الساعة

قال الدكتور أيمن الحجار، من علماء الأزهر الشريف، إن الأمانة من أعظم القيم التي دعا إليها الإسلام، مشيرًا إلى حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، حيث أخبر النبي ﷺ أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم رفعت شيئًا فشيئًا حتى يأتي زمان يقال فيه: "إن في بني فلان رجلًا أمينًا"، وذلك لندرة الأمناء.  

وأوضح الحجار خلال تصريحات تليفزيونية، أن الأمانة لا تقتصر على الودائع المالية فقط، بل تشمل جميع المسؤوليات التي يتحملها الإنسان، سواء كانت في العلم، أو العمل، أو العلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى أن القرآن الكريم أمر بأداء الأمانات إلى أهلها، فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" (النساء: 58).  

لماذا ندعو ولا يستجاب لنا؟ فيديو لشيخ الأزهر يلخص الإجابةهل يُقبل صيام الشخص المتنمر؟.. الأزهر يجيبهل يصح صيام تارك الصلاة؟.. الأزهر للفتوى يجيبضياع الأمانة

وأشار الى أن ضياع الأمانة يؤدي إلى فساد المجتمعات وانتشار الظلم.

واستدل بقوله ﷺ: "إذا ضُيِّعَتِ الأمانة فانتظر الساعة"، مبينًا أن حفظ الأمانة واجب ديني وأخلاقي يضمن استقامة الحياة واستقرارها.  

وشدد على ضرورة التمسك بالأمانة في القول والفعل، وعدم التهاون فيها، حتى ينال الإنسان رضا الله عز وجل ويعيش في مجتمع قائم على الثقة والعدل.

لا إيمان لمن لا أمانة له

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن العلم من أخطر أنواع الأمانة، لأنه مسئولية عظيمة تتعلق بنقل المعرفة الصحيحة، وبيان الأحكام الشرعية، والتوجيه إلى الصلاح، وهو ما أشار إليه الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فقد وصف العلماء بأنهم أهل الخشية الذين يدركون حدود الله، ويعلمون حقوقه وصفاته، ومن هنا جاءت خطورة خيانة العلم، لأنها تؤدي إلى تشويه الدين، وتخريب العقول، ونشر الفوضى الفكرية، وقد يصل أثرها إلى إفقاد الناس الثقة في الدين نفسه.

وبشأن الفتوى تابع مفتي الديار المصرية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»: "إنها أمانة عظيمة، لأن المفتي عندما يصدر حكمًا شرعيًا، فإنه يوقع عن الله تعالى، وهو ما يقتضي أن يكون أمينًا، ملتزمًا بالدقة والورع، وإلا فإنه يكون قد خان الأمانة، وابتعد عن الحق، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له»، فالمفتي مسؤول أمام الله عن كل كلمة يقولها، لأن الفتوى قد تؤدي إلى صلاح المجتمعات أو فسادها".

وتابع المفتي: "الداعي ينبغي أن يتحلى بالحكمة، والصبر على المدعوين، ومراعاة أحوالهم، والتدرج معهم، كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، محذرًا من أن بعض الدعاة يسيئون إلى الدين بسبب سوء فهمهم لمضامينه، أو عدم استخدامهم للأساليب الصحيحة في الدعوة".

وأضاف نظير عياد: كل فرد مسئول عن وطنه، وأن حب الوطن لا يكون بالشعارات، بل بالعمل والاجتهاد والحرص على مصلحته، مشيرًا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن الغش في الامتحانات أو العمل أو التجارة نوع من الذكاء، ولكن الحقيقة أن هذه الأمور تندرج تحت خيانة الأمانة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، مؤكدًا أن الخيانة في الأمانة من أخطر الصفات، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}، كما وصف المنافقين بأنهم في الدرك الأسفل من النار، بسبب خيانتهم للأمانة.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: ضياع الأمانة بين الناس من علامات الساعة
  • شوقي علام: فقه التنزيل يضمن تحقيق مقاصد الشريعة «فيديو»
  • كيف تحسن الظن بالآخرين ؟.. الإفتاء توضحها فى خطوات
  • كيف تصل للخشوع في الصلاة؟.. ادركه بـ 6 أمور
  • تداول فيديو عن دك مواقع حزب الله براجمات سورية.. ما حقيقة المقطع؟
  • النداء الأخير!
  • رمضان.. والتحلي بالأخلاق
  • زعيم الحوثيين يقول إنه سيهاجم السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • رمضان.. شهر البركة
  • الأسئلة الثلاثة الكبرى والأهداف من خلق الخلق .. علي جمعة يجيب