صدور رواية شارميست ضمن أعمال الفائزين بالمسابقة الأدبية بقصور الثقافة
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، رواية "شارميست" للكاتب وليد النحاس الهواري، إحدى أعمال الفائزين في المسابقة الأدبية المركزية للهيئة في دورتها الأخيرة.
تأتي الرواية في 150 صفحة من القطع المتوسط، وقسمت عناوينها إلى مقدمة لما حدث وتسع وصايا.
وعنها يقول الكاتب: "كنت أتمنى أن أسرد بها شهادات حقيقية من أصحابها؛ لأنك قد تصف الأحداث وموقعها وملابساتها، فقد تفترض حوارا لم تسمعه لكنك أبدا لن تنقل مشاعرهم ومخاوفهم وهواجسهم ولا حتى نزواتهم.
فأنت فقط نافذة تشاهد منها العالم والناس والأحداث، لكنك لا تستطيع أن تقرأ أفكارهم، ولا تطلع أبدا على نواياهم، ولا تستطيع الغوص في أسباب إصرارهم أو ترددهم.
فكان لابد من رسم لوحة فنية فيها جزء من الحقيقة، لكنها ليست كل الحقيقة، ففيها جزء من أرواحهم لكن فيها كل روحك.
أنت كاميرا فوتوغرافية تختلس المشاهد غير المفتعلة، وتتوقف حول اللحظات الفارقة؛ لتثبتها دون أن تفتش ما خلف الضحكات وما وراء النظرات".
ويضيف: "إنك إن تكتب فهذا يعنى أن تكون طفلا صاخبا جدا في أفكارك وهادئا في رسم الشخصيات، وأن تهب كلا منهم جزءا من روحك، يفرح لأفراحهم ويحزن لأحزانهم، وتسيل دموعه معهم، وتعلو الضحكات أيضا لما يضحكهم.
وقد كتبت عنهم لكنني وددت لو أكتبهم حتى تراهم أحياء هنا على الورق، فيمكنك أن تعيش تجربتهم كاملة".
من الوصية الأولى نقرأ: "صمت الحارس قليلا ثم عقد كفيه خلف ظهره وبدأ يتسلق تلك الصخرة الخضراء حتى استوى قاعدا عليها ثم أكمل وهو يلوح بيده قائلا:
أهلا بكم في المدينة المسحورة، والخارجة من أساطير ألف ليلة وليلة؛ هي الجزيرة التي رسا عليها السندباد، ثم لم يعد أبدا إلى مغامراته، وهي الجسر الوردي بين المختلفين، وهي الغابة الزرقاء، ومتحف البشر الأحياء.
هي الساحرة الكبرى، والغانية الشهيرة، والمعشوقة الفريدة، وهي صفحة من كتاب الفن على الأرض.
نهض الحارس وهو يمسك كشافا ذا ضوء مبهر، ثم قال: "قبل أن تطرق أحد أبوابها، استمع، وتعلم، وتربص، فهناك دائما أحدهم يتربص بك، واخلع دهشتك عند الأعتاب".
وأعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة، في نوفمبر الماضي نتيجة المسابقة الأدبية المركزية التي تقدم إليها عدد كبير من الموهوبين والمبدعين من مختلف المحافظات، في مجالات شعر العامية والفصحي، القصة القصيرة، الرواية، الدراسات النقدية، أدب الطفل، وجاءت المسابقة إطار حرص هيئة قصور الثقافة على دعم الحراك الأدبي، حيث ينتج عنها تقديم أعمال رفيعة المستوى للقراء، الأمر الذي يسهم في تحقيق رسالة الهيئة.
وأصدرت الهيئة مؤخرا عددا من الإصدارات ضمن سلاسل الإدارة العامة للنشر الثقافي، برئاسة الكاتب الحسيني عمران، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر مسعود شومان، ومنها "خرافات أيسوب المصري" لعبد الفتاح الجمل، دراسة وتقديم عائشة المراغي، "حكايات أفلامنا" لناجي فوزي، "بنات الملح" لمنال السيد، "الفرق الغنائية" لمحمد أبو شادي، و"الصناعات المعدنية في مصر خلال سبعة آلاف عام" للدكتور سعد الراجحي، وغيرها.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حادث طابا هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان الهيئة العامة لقصور الثقافة رواية شارميست المسابقة الأدبية المركزية الموهوبين والمبدعين هيئة قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف” (1-4)
الدكتور ضيو مطوك ديينق وول
بتاريخ 5 فبراير 2025 بالقاهرة تم تدشين رواية "إعدام جوزيف " وهي عملٌ إنساني، كُتِبَ بدارجةٍ سودانيةٍ، وكنتُ أخشي أنْ يجدَ النقادُ المصريون صعوبةً في التعاملِ معها، خاصةً الحواراتِ التي جرتْ بالعاميةِ السودانية داخلَ الكتابِ، لكنِّي تاكدتُ أنَّ الشعبَ في وادي النيلِ مُتَدَاخلٌ، يتمتعُ بمشتركاتٍ كثيرةٍ نتيجةً لأواصرِ التاريخِ والجغرافيا والحضارةِ الممتدةِ، ولذلك يستطيعُ أنْ يتعاملَ مع مفرداتِ اللغةِ بمحيطِ وداي النيل.
وأنا أبتدر هذا السجال الودي، لابد من التحيةُ والشكرُ للذين ساهموا في إخراج هذا العمل الأدبي وعلي رأسهم الأستاذان أسماءِ الحسيني ونبيل نجم الدين، لِجُهْدِهما في إقامةِ مناسبةِ التدشين والمناقشة والتوقيع علي الكتاب.
الشكرُ موصولٌ لمركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية والمنتدي الثقافي المصري لاستضافتِهِما هذا اللقاءِ المتميزِ، خاصة البروفيسور مدحت حماد الأستاذ بكلية الآداب بجامعة طنطا والأمين العام للمنتدي الثقافي المصري .
الشكرُ ممتدٌ لكلِ من شاركَ في مناقشة الكتاب وتقديم آراء ثرة، أعطت الرواية قيمتها الأدبية؛ النُقادِ، الدبلوماسين، الإعلاميين، أساتذةِ الجامعات والجمهورِ خاصةً أبناءِ جَنَوبِ السودان والسودان، بجمهورية مِصْرِ العربية وعلي رأسهم رئيس بعثة جنوب السودان بجمهورية مصر العربية السفير كوال نيوك والدكتور عبدالحميد موسي كاشا رئيس مركز كاشا لدراسات السلام والدكتور محمد عيسي علوة نائب حاكم إقليم دارفور والدكتورة إشراقة مصطفي الكاتبة والباحثة في القضايا السودانية والدبولماسي المصري السفير محمد النقلي وآخرين .
كما شهدت الفعاليات تكريم الكاتب من قبل اعضاء مجموعة مناصرة اللاجئين السودانيين برئاسة البروفسور صديق تلور عضو المجلس السيادي السوداني السابق، لدوره في دعم المبادرة.
ايضا شارك في التدشين، اعضاء المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق و الحريات برئاسة الاستاذ الصادق علي حسن المحامي.
شكرٌ خاصٌ لأستاذِنا أسامة إبراهيم رئيسِ مجلسِ إدارةِ ومديرِ دارِ النخبة العربيةِ، الذي كان من الأوائلِ الذين قرؤوا الروايةَ، ودفعوني إلى نشرِها، وَقَبِل تحدي كتابةِ المقدمةِ عندما طلبتً منه ذلك، وهي الآن تشكلُ جزءًا من النَقْدِ الذي تَضَمَّنَتْهُ الروايةُ بمفرداته الجميلةِ.
لابدَّ من شُكْرِ الدورِ الذي قام به البروفيسور قاسم نسيم حماد، أستاذُ الأدبِ والنقدِ بجامعةِ إفريقيا العالميةِ، والأستاذُ الصحفي غبريال جوزيف شدار، والأستاذُ الصحفي مثيانق شريلو، الذين قراءوا المخطوطةَ، وقدموا إرشاداتٍ مُهِمَّةٍ، ساهمت في إخراجِ الروايةِ بهذا الشَّكْلِ.
الشكرُ أخصُّه لأساتذتنا الذين قَبِلُوا دعوتَنا للمشاركةِ في التدشين، وتقديمِ آراء نقدية، وأدبية للرواية، وأخصُّ بالشكرِ الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس ورئيس ملتقي السرد العربي، و الأستاذَ نادر السماني نقيبَ الصحفيين السودانيين والأستاذَ الكاتبَ الصحفي ديفيد داو أروب كوات وكل من قرأ الرواية ونشر رأيه في وسائط الإعلام المختلفة. أقولُ لهم جميعا: إنَّ آراءكم ستكونُ محلَّ تقديرِنا.
هذا السجال الودي عبارة عن تفاعل مع الكتاب الذين قدموا جهداً عظيمًا لتعطير الرواية ومنحها روحاً جديدةً تستطيع بها أن تدخل الواقع المعاش، وتساهم في معالجة قضايا سياسية و اجتماعية ليس للسودان فقط ولكن العالم أجمع. الأستاذ الصحفي أسامة إبراهيم رئيسِ مجلسِ إدارةِ ومديرِ دارِ النخبة العربيةِ كان من الأوئلِ الذين أكدوا هذا الأمر، ولخصَّ الروايةَ تحت عنوانٍ جديدٍ "اغتيالُ العدالةِ"وهذا الوصفُ يحملُ كثيرًا من المعاني في عالمنِا المُعَاصرِ، حيثُ إنَّ غيابَ العدالةِ يجردُنا من الإنسانيةِ، ويضعُنا في مقامِ أمَّةٍ غيرِ متحضرةٍ لا تحترمُ حقوقَ الإنسانِ وتتعاملُ مع البشريةِ بعقليةٍ وحشية.
الأستاذُ دينق ديت أيوك الناقدُ الأدبي، وهو أيضًا كاتبٌ صحفيٌ من جنوب السودان، ينظر لهذه القضيةِ بأنَّها نتاجٌ للإسلامِ السياسيِ في السودان، وهو رأيٌ تساندُه كثيرٌ من الأحداث التي جرتْ في السودانِ قَبْلَ و بعد استيلاء الإسلاميين علي مقاليدِ السلطةِ عام 1989 .
أجد نفسي متفق مع الأستاذ دينق ديت فيما ذهب إليه من اعتقاد لأن الأحزابِ السياسيةِ الكبيرةِ التي تقلدت السلطةَ بعدَ خروجِ المستعمرِ كانتْ قياداتُها من بيوتاتٍ إسلاميةٍ يتخذون العروبة كايدويولجية للدولة السودانية، تاركين القومية السودانية خلفهم ، سواء كان ذلك عند حزبِ الأمةِ بزعامةِ الإمامِ الراحل الحبيب الصادق المهدي أم الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ولاحقا الجبهة الاسلامية القومية بقيادة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي.
هذه التنظيمات السياسية لم تستفد من تجربة المستعمر البريطاني الذي حاول جاهدًا إيجاد معادلٍ مرضٍ لأهل السودان بخلق المناطق المقفولة حفاظا للتراث المحلي بعد شعورهم بتعرض هوية السكان الأصليين لطمس متعمد من قبل العروبة والإسلام. هذا الفعل تعززه توجههات رجال الاستقلال الذين وعدوا جنوب السودان بتطبيق النظام الفيدرالي بعد خروج المستعمر وعادوا ليصفوا المطالبة بالفيدرالية بالخيانة العظمي. لا نريد الخوض في هذا الاتجاه في هذه العجالة بحيث أرغب في كتابة مذكراتي وسأتطرق لهذا الجانب باستفاضة.
الكثيرُ من النقادِ الذين سنحت لهم فرصةُ قراءةِ الروايةِ وعلي رأسهم أستاذُنا حمدي الحسيني الإعلامي والكاتب الصحفي المصري الذي قال: إن هذا العمل "يكافح العنصرية والتمييز في السودان" أصابَ الهدفَ بهذا التلخيصِ، هذا يجسدُ واقعنا لأكثرَ من قرنين، حيث كانت حملاتُ الرقِ في مناطق الدينكا، وكاتب هذه الرواية واحدٌ من ضحايا هذه الحملات، حيثُ تَمَّ اختطافُ جدته ومعها توأم إلي اتجاه دارفور، لا أحدَ يعرفُ عنهم شيئًا إلى يومنا هذا. لكن من المؤسف أن يستمر هذا الوضع حتي الآن بحيث نشهد يوميا استهداف الأبرياء بسبب لون بشرتهم أو ديانتهم أو لغتهم. يجب على السياسيين السودانيين أن يستفيدوا من دروس تاريخهم الغني وينقذوا ما تبقي من الأمة بايقاف الاستهداف الممنهج علي أسس التمييز العنصري.
كما ذهب كثيرون، فإنَّ الروايةَ تشخصُ المشكلةَ السودانيةَ وتؤكدُ أنَّها مصطنعةٌ من الساسةِ وليس من قبل الشعبِ الذي يتمتعُ بمكارم الأخلاقِ، يحبُ الكرمَ ويخافُ من الخالقِ. فالشعبُ السوداني، شعبٌ مميزٌ يحبُ الخيرَ لغيرِه، وله إرثٌ اجتماعيٌ كبيرٌ في المسامحةِ والمواساةِ والتصالحِ والضيافةِ والتعايشِ السلمي مع الآخرين، إلا أنَّ الساسةَ الذين حكموا هذا البلدَ العظيمَ منذ استقلالِه من المستعمرِ البريطاني كانوا سببًا في إشعالِ الحروبِ العبثيةِ، وتقسيمُ المجتمعَ علي أساسِ العرقِ والدينِ والجغرافيا وحتي القبيلةِ. قد شهدنا هذا الأمرَ في أحداثِ الراويةِ، خاصةً مأساة الرقيب سانتو الذي خَدَمَ الجنديةَ بإخلاصٍ في الهجانة بالأبيض، لكنْ بسببِ ديانتِه ونسبةً لسياسات الحكوماتِ في الخرطومِ وجدَ نفسه عدوًا لمهنة أحبها منذ الصغر، وأصبحَ ضحيةً لاعتناقِ الديانةِ المسيحيةِ، كما جاء في أحداث الفصل الثاني. فالرقيب سانتو دخلَ في صدامٍ مع قائدِ الدفاع الشعبي- بالجبهة الغربية لعدم مشاركتِه المسلمين في صلاةِ الفجرِ، وكاد أنْ يُودي ذلك بحياتِه لولا تدخل الجندي محمد آدم الذي يسكنُ معه في ثُكنات الجيشِ.
جوزيف جون باك أُعدمَ بسببِ أنَّه جنوبي رغم أنّه لم يكنِ القاتل وهذا العملُ يثيرُ كثيرًا من الشكوك فيما نقومُ به بشكلٍ يومي من تطبيقٍ للعدالةِ داخل المجتمعات، وهل فعلًا نحن كبشرٍ حقا منصفين لبعضنا؟ ولذلك هذه الروايةُ تريدُ أنْ تُرسلَ رسالةً خاصةً مفادها أنَّ الموسسات العدلية في السودان تحتاج لإصلاح لما أصابها من تسيسٍ وانحرافٍ عن مسارها وأصبحت أدواتٍ للانتقامِ في قضايا وهميةٍ لم يكنْ لها وجود أصلًا وقد لحظنا ان المقالات التي كتبها أستاذنا الصادق علي حسن ركزت علي هذا الجانب وسناتي إليها لاحقا.
aromjok@gmail.com