تعرف على ساعات النوم التي يحتاجها الجسم مع اختلاف العمر
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
تختلف ساعات النوم التي يحصل عليها الإنسان باختلاف سنوات عمره، فعندما كنت مولودًا جديدًا، كنت تنام معظم اليوم، ثم أقل عندما كنت طفلًا أكبر سنًا؛ وكمراهق، كنت تنام في وقت متأخر.
ويكون وقت النوم لدى كبار السن مبكرًا - وهو جزء من رحلة مدى الحياة من احتياجات النوم المتزايدة والمتناقصة حسب العمر، لذا استعرضت مجلة "ذا تايم" مقدار النوم الذي تحتاجه في المراحل المختلفة من الحياة.
الأطفال حديثي الولادة والرضع
إن الأطفال حديثي الولادة الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وثلاثة أشهر ينامون من 14 إلى 17 ساعة من كل 24 ساعة ــ ويرجع هذا جزئياً إلى دخول الطفل إلى العالم بعد ثلاثة فصول في ظلام الرحم.
ويقضي الطفل جزءاً كبيراً من وقته في النوم، والسبب وراء هذا القدر الكبير من النوم هو نفسه قبل وبعد الولادة: النمو.
ويتضاعف وزن الطفل ثلاث مرات بين الولادة وبلوغه عاماً واحداً، وأثناء النوم ــ وخاصة الدورة العميقة التي تسمى النوم الموجي البطيء ــ يفرز الجسم هرمون النمو بأكبر قدر ممكن.
قال الدكتور يي كاي، مدير جراحة النوم في المركز الطبي إيرفينج التابع لجامعة كولومبيا: "تتشكل الكثير من الروابط العصبية الجديدة خلال النوم، وهذا هو المحرك الرئيسي لاحتياجات النوم في هذا العمر".
وفي وقت لاحق من العام الأول، من أربعة أشهر إلى 12 شهرًا، تنخفض احتياجات النوم قليلاً، إلى حوالي 12 إلى 16 ساعة، ولكن هذا ليس لأن الأطفال ينمون بشكل أقل بل على العكس من ذلك، كما تقول كاي، فإنهم يبدأون في تطوير إيقاعات يومية تربطهم بدورة أكثر ارتباطًا بالظلام والضوء.
الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة
في الفئة العمرية من سنة إلى سنتين، تنخفض احتياجات النوم مرة أخرى إلى 11 إلى 14 ساعة، ثم تنخفض أكثر إلى 10 إلى 13 ساعة، من سن الثالثة إلى الخامسة، ويرجع هذا إلى معدل نمو أبطأ إلى حد ما مع خروج الأطفال من مرحلة الطفولة.
وتتغير الاحتياجات المعرفية أيضاً فالتعلم يتعزز أثناء النوم، وفي الأشهر الأولى أو العامين الأولين من الحياة نستوعب المعرفة الأساسية.
وقال جوشوا تال، عالم النفس المتخصص في النوم والصحة في نيويورك: "عندما تكون أصغر سناً، فإنك تتعلم الكثير من الأشياء ذات الصلة، فأنت تتعلم من هم الأشخاص في حياتك وما هي اللغة التي تتحدثها".
بحلول الشهر الثامن عشر، تقل حاجة الأطفال الصغار إلى القيلولة عمومًا إلى قيلولة واحدة فقط يوميًا، تستمر من ساعة إلى ثلاث ساعات، وفقًا لمؤسسة النوم الوطنية .
وفي المجموعة التي تتراوح أعمارها بين 3 و5 سنوات، قد تظل القيلولة أثناء النهار ضرورية، خاصة وأن خيال الطفل في سن ما قبل المدرسة المتنامي قد يؤدي إلى المزيد من الأحلام السيئة أو المخاوف الليلية - الوحوش تحت السرير، العفاريت في الخزانة - والتي يمكن أن تعطل النوم. ومع ذلك، لا توجد قواعد صارمة هنا، وقد تكون هناك اختلافات كبيرة من طفل إلى آخر.
الأطفال والمراهقون
إن الأطفال من سن السادسة إلى الثانية عشرة يحافظون على أنماط نوم لا تختلف كثيراً عن الأطفال في سن ما قبل المدرسة ــ حيث تقل احتياجاتهم للنوم قليلاً، إلى تسع إلى اثنتي عشرة ساعة في الليلة ــ ولكن الحاجة إلى القيلولة تختفي. ولكن مع حلول سن البلوغ، يحدث تغيير كبير.
فالأطفال من سن الثالثة عشرة إلى الثامنة عشرة يحتاجون إلى نحو ثماني إلى عشر ساعات من النوم في الليلة، ولكن جدول النوم يتغير، حيث يأتي وقت النوم في وقت لاحق في المساء والاستيقاظ في وقت لاحق في الصباح.
وعادة ما يلاحظ الآباء الذين يربون المراهقين أن الطفل الذي كان ينهض من الفراش في السابعة صباحاً في عطلات نهاية الأسبوع ينام الآن حتى الحادية عشرة. وهذا، كما تقول كاي، يرجع إلى تغير إفراز هرمون النوم الميلاتونين، الذي يحدث في وقت لاحق في المساء.
وقال تال: "يعاني الكثير من المراهقين من تأخر في النوم. ولهذا السبب يواجه بعض المراهقين مشاكل في أوقات الدراسة المبكرة، حيث قد لا يحصلون على النوم الذي يحتاجون إليه للاستيقاظ في الوقت المناسب للمدرسة، وقد يحتاجون بعد ذلك إلى تعويض نومهم أثناء النهار عندما يعودون إلى المنزل".
وأضاف: "الطفل الجيد ينهي واجباته المدرسية ويذهب إلى الفراش في العاشرة، ولا يزال يتعين عليه الاستيقاظ في حوالي السادسة للذهاب إلى المدرسة. إن مجتمعنا يفرض علينا هذا الاستخفاف بالنوم".
البالغون
بعد سن المراهقة، ينتهي نمو الجسم وينتهي نمو المخ إلى حد كبير، وفي هذه المرحلة تقل الحاجة إلى النوم إلى سبع أو ثماني ساعات في الليلة. ويقول تال: "يحدث نمو إدراكي أقل، ويصبح النوم وسيلة صيانة أكثر للجسم"، وقد يعاني البالغون الذين يحتاجون إلى أكثر من ثماني ساعات بشكل كبير من اضطراب النوم. ويؤثر انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم على حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا لكاي، وهو السبب الرئيسي لاضطراب النوم.
كبار السن
بالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، يتباطأ إطلاق الميلاتونين، مما يؤدي إلى قلة النوم وكذلك النوم الخفيف.
وقال تال: "تتقدم الإيقاعات اليومية أيضًا، لذا يذهب كبار السن إلى الفراش مبكرًا ويستيقظون مبكرًا". يمكن أن يكون للتغيرات الجسدية المرتبطة بالعمر، مثل مشاكل البروستاتا لدى الرجال التي تؤدي إلى رحلات الحمام المتكررة أثناء الليل، تأثير أيضًا على النوم العميق والمستقر.
وأكد كاي إن استشارة طبيب النوم قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في الحصول على عدد ساعات نوم مناسب لفئتهم العمرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النوم مؤسسة النوم مركز الطب المراحل المختلفة لدى كبار السن وقت النوم فی وقت لاحق النوم فی
إقرأ أيضاً:
الاعتداء الجنسي.. خطر يُهدد سلامة الطفل
◄ النظيرية: التأثيرات النفسية للتحرش تختلف من شخص لآخر
◄ اللويهي: التوعية خط الدفاع الأول لحماية الأطفال
◄ الفزاري: المدارس حريصة على التصدي لمثل هذه الظواهر
◄ اللواتي: على الأسرة توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال
◄ الشكيلية: آثار التحرش على الطفل تتجاوز الحدود النفسية وتصل للدماغ
الرؤية - إيمان العويسية
أكد عددٌ من المختصين والمسؤولين أنّ التحرش الجنسي بالطفل يُعدّ من أخطر الجرائم التي تُهدد سلامة الطفل النفسية والجسدية، لأنها تخلِّف آثارا عميقة تمتد إلى مراحل حياته المختلفة، لافتين إلى أن القانون يفرض عقوبات صارمة على الجاني تصل إلى السجن خمس سنوات لضمان ردع المتحرشين وحماية حقوق الطفل.
وشددوا -في تصريحات لـ"الرؤية"- على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين المدارس والأسر لتوعية الأطفال بمخاطر التحرش، وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم من خلال الحوار المفتوح والتواصل الأسري والبرامج الإرشادية، مما يسهم في بناء بيئة آمنة تشجع على احترام خصوصية الطفل وسلامته.
وتقول عائشة بنت عامر النظيرية أخصائية نفسية: إن التحرش الجنسي يترك آثارا نفسية عميقة على الطفل، تختلف حدتها حسب العمر ودرجة الاعتداء وردة فعل المحيطين به وطريقة تربيته وقرب أو بعد الأهل عنه، إذ قد يشعر الطفل بالخوف والقلق والاكتئاب، ويتطور لديه شعور دائم بعدم الأمان وفقدان الثقة بالنفس وبالآخرين، مضيفة إن هناك علامات تكشف عن تعرض الطفل للتحرش مثل: التصرفات غير المعتادة والخوف المفرط من أشخاص معينين، وتجنب أماكن محددة، بالإضافة إلى تكرار كلمات أو سلوكيات غير مناسبة أو الصمت، إلى جانب اضطرابات النوم مثل الكوابيس المتكررة والتبول اللاإرادي أو النوم لفترات طويلة، وكذلك تحدث تغيرات في الشهية كفقدانها المفاجئ أو الإفراط في الأكل، وكذلك تظهر أحيانا اضطرابات نفسية وانخفاض في الأداء الدراسي وضعف في التركيز، والشكاوى الجسدية المتكررة دون سبب طبي واضح، أو لمس غير مبرر لأجزاء حساسة من جسده أو جسد الآخرين.
وتوجه النظيرية أفراد الأسرة بضرورة الاستماع الجيد للأطفال ومنحهم الأمان والطمأنينة اللازمة للتعبير عما حدث، حتى يكون الطفل قادرا على التعبير عن التهديدات التي تلاحقه دون خوف، مبينة: "يجب ألا نقلل من مشاعر الأطفال، وأن نعزز الثقة في نفوسهم بأن يتحدثوا عن أي تصرف غير مقبول، إذ إن الوقاية تبدأ بالوعي، والحماية تبدأ بالحب واللمسة الحانية من الوالدين، فيجب على الأسرة أن تكون المصدر الأول للشعور بالأمان والحب".
الوعي القانوني
ويوضح المستشار القانوني أحمد بن سعيد اللويهي، أن جريمة التحرش وانتهاك عرض الطفل تعد ضمن الجرائم الجنائية التي تهدد استقرار المجتمع، مما يستوجب على القانون فرض عقوبات صارمة لضمان حماية حقوق الطفل، مشيرا إلى أن قانون الطفل العماني، الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 22/ 2014، يحظر بشكل قاطع أي اعتداء جنسي على الطفل، بما في ذلك التحرش به وتشجيعه على ممارسة الجنس فعليا أو بالمحاكاة، أو تصويره أثناء الممارسة، أو تصوير أعضائه الجنسية بقصد تحقيق غرض غير أخلاقي.
ويبين اللويهي أن التحرش الجنسي جريمة يعاقب عليها القانون بمقتضى المادة (72) من قانون الطفل بدلالة المادة (56/ب) من ذات القانون، حيث جاءت العقوبة رادعة لمن تسول له نفسه التعدي على براءة هؤلاء الأطفال فقد نصت المادة: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (5) سنوات، ولا تزيد عن (15) سنة، وبغرامة لا تقل عن (5000) ريال عماني، ولا تزيد عن (10000) ريال عماني".
ويستعرض المستشار القانوني أبرز حقوق الطفل التي نص عليها القانون، والتي ينبغي لأولياء الأمور الإلمام بها، وتشمل هذه الحقوق الحماية من كافة أشكال الاعتداء الجنسي، وتعليمهم كيفية التمييز بين اللمس الآمن وغير الآمن، بالإضافة إلى ضمان خصوصيتهم وأمانهم أثناء استخدام الإنترنت، لافتا إلى حق الطفل في الإبلاغ والحصول على الحماية القانونية، إلى جانب حقه في التربية السليمة والتوجيه المناسب.
ويقول اللويهي إن المعرفة والوعي يمثلان خط الدفاع الأول في حماية الأطفال من التحرش والانتهاكات، مؤكداً أن إدراك الأهل والأطفال لهذه المخاطر يعزز قدرتهم على منع وقوعها والتعامل الصحيح في حال حدوثها، مؤكداً أن الوعي القانوني لدى الأطفال يسهم في بناء ثقافة الرفض والمواجهة.
ويوجه اللويهي الآباء في حالة تعرض الطفل لأي شكل من أشكال الاعتداء الجنسي، الاستماع إليه بهدوء وتقديم الدعم العاطفي له وتوثيق الحادثة بتسجيل ما رواه الطفل والحصول على الأدلة المتاحة مثل الرسائل أو التسجيلات أو اللقطات من كاميرات المراقبة القريبة، إلى جانب تقديم بلاغ للجهات المختصة دون تساهل أو تعاطف جزاء لفعله الإجرامي.
دور المدرسة والأسرة
ويشير مروان بن أحمد الفزاري -مدير مدرسة عبدالله بن سلام التعليم الأساسي- إلى أن المدرسة تعمل على مواجهة مثل هذه المشاكل، وتقديم برامج توعوية للطلبة وأولياء الأمور ووضع منشورات عن مخاطر الاعتداء الجنسي، إضافة إلى تفعيل دور المشرفين أثناء تجمع الطلبة في الفسحة، وأنشطه الجمعية، ومتابعة دورات المياه الخاصة بالمدرسة والفصول.
ويتابع الفزاري قائلا: "في حالة وقوع حالة تحرش لطالب نسعى إلى توفير الدعم والأمان وإشعاره بالطمأنينة حتى يسرد للاختصاصي الاجتماعي تفاصيل الواقعة، والذي بدوره يعمل على إعادة تأهيل الطالب لدمجه في محيطه الدراسي، والوقوف على المخاوف من أي خطر يلحق به، كما أنّ المدرسة توجه الأسرة بضرورة متابعة الطفل وتوجيهه نحو السلوكيات الصحيحة".
وفي السياق، يقول فلاح بن حسن اللواتي مستشار أسري: إنّ بناء أسرة سليمة مسؤولية عظيمة يقع عبؤها على الوالدين بصفة مشتركة، وحتى تكون الأسرة متماسكة دافئة وقوية ينبغي أن تعيش أجواء مفعمة بالحب والمودة والرحمة، يكون الأب حاضرا بين أبنائه يزرع فيهم القيم والأخلاق مثل القوة والشجاعة والحزم والأم موجودة بينهم تزرع في أبنائها الحب والعاطفة والحنان وتتمازج الأدوار بينهم لتثمر جيلا قويا واعيا وناضجا.
ويُشدّد على أهمية دور الأسرة في توفير بيئة آمنة وداعمة للطفل تعزز شعوره بالأمان وتمنحه مساحة للتعبير عن نفسه بحرية، وتسهم في بناء شخص مليء بالثقة بالنفس، مما تساعده على النمو بشكل صحي وسليم.
ويؤكد المستشار الأسري ضرورة تنمية الوعي الجنسي لدى الأطفال في سن مبكر من خلال تعليمه أسماء أعضائه التناسلية، وتعرفيهم بالمناطق الخاصة التي لا يجوز لأحد لمسها، كما يوضح أهمية توجيه الطفل إلى الأشخاص الذين يمكنه الوثوق بهم وإبلاغهم في حال تعرضه لأي لمس غير لائق، مشيرا إلى أهمية فتح قنوات حوار وتواصل داخل الأسرة لتشجيع الطفل على التحدث بأريحية عن يومه وما يواجهه، مما يساعد الوالدين على ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في سلوكه أو الخوف من أشخاص معينين.
ويوضح اللواتي أنّ البيانات الصادرة من الجهات المختصة بشأن تزايد جرائم التحرش، خاصة وسط الأسر المفككة أمر مؤسف ومؤلم، مشدّدا على أهمية استشعار المسؤولية العظيمة الواقعة على عاتقهم، وضرورة العمل على إزالة هذه المشاكل والعودة بالحياة الزوجية إلى الصفاء والسلام والوئام، والابتعاد عن فكرة الطلاق قدر المستطاع.
خطط علاجية وتأهيلية
وتذكر الدكتورة منى بنت سعيد الشكيلية استشاري طب نفسي أطفال ومراهقين وخبيرة في القضايا الأسرية الجنائية، أن الآثار البيولوجية والنفسية للتحرش الجنسي على الطفل تتجاوز الحدود النفسية والعاطفية لتصل إلى الدماغ نفسه، مبينة أن الصدمة تحدث تغيرات في نشاط الدماغ، مما يؤثر على مناطق حساسة مثل اللوزة الدماغية (المسؤولة عن تنظيم المشاعر مثل الخوف) والقشرة الجبهية (المسؤولة عن اتخاذ القرارات وتنظيم المشاعر).
كما أوضحت أن تعرض الطفل للتحرش يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر وزيادة إفراز هرمون الكورتيزول، مما ينعكس سلبًا على صحة الدماغ مسبباً مشاكل في الذاكرة والنمو العصبي، والتركيز، واضطرابات النوم، والتفاعل الطبيعي مع الأحداث، مما يعيق النمو العقلي والاجتماعي للطفل.
وتلفت إلى أن التأثيرات النفسية والعاطفية العميقة التي يخلفها التحرش على المدى الطويل كالقلق المستمر والاكتئاب العميق، قد تدفع الطفل إلى العزلة وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يستمتع بها، إلى جانب الاضطرابات السلوكية مثل العدوانية أو الانسحاب الاجتماعي، إضافة إلى فقدان الثقة بالنفس والتأثير على قدرته في بناء علاقات اجتماعية سليمة.
وحول التدخلات ما بعد الاعتداء الجنسي، تؤكد الشكيلية أن هذه المرحلة تكون صعبة جدًا على الطفل، حيث يواجه مخاوف من عدم تصديقه أو تعرضه للّوم، ولذلك يجب الحرص على أن تكون المقابلات الجنائية آمنة للطفل، وتقديم رعاية شاملة للأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي، بدءًا من التقييم الجنائي وصولًا إلى العلاج النفسي المتخصص من خلال المقابلة الجنائية وفقًا لبروتوكول صياصي في بيئة آمنة وداعمة، بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان جمع الأدلة دون التسبب في المزيد من الأذى النفسي، وإجراء تقييم نفسي شامل لتشخيص القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك، يلي ذلك خطة علاجية مخصصة تشمل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لمساعدة الطفل على تغيير الأفكار السلبية المرتبطة بالتحرش، والعلاج السلوكي المرتبط بالصدمة لمعالجة الكوابيس والقلق المستمر، والعلاج الأسري لتعليم الوالدين كيفية تقديم الدعم العاطفي والنفسي خلال فترة العلاج.
وتشدد الشكيلية على أهمية التدخل المبكر للتعامل مع هذه الحالات، باعتبار ذلك مفتاح التعافي السريع للطفل، مما يساعد على تقديم العلاج النفسي المناسب للحد من الآثار السلبية طويلة المدى على صحته النفسية والعاطفية، وأهمية تقديم الدعم للأسرة وتوجيهها لمساندة الطفل خلال هذه المرحلة الحساسة.