حجم النفايات البلاستيكية العالمية يصل إلى 57 مليون طن سنويًا ويُلقى في المحيطات
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
يُنتج العالم 57 مليون طن (52 مليون طن لكل متر) من النفايات البلاستيكية كل عام ويتخلص منها في أعماق المحيطات لتصل إلى أجساد البشر وفقًا لدراسة جديدة قالت إن أكثر من ثلثي هذه النفايات تأتي من جنوب الكرة الأرضية.
إن التلوث الذي ينتج سنويًا يكفي لملء حديقة سنترال بارك في مدينة نيويورك بالنفايات البلاستيكية وليصل ارتفاعها إلى ارتفاع مبنى إمباير ستيت، وفقًا لباحثين في جامعة ليدز في المملكة المتحدة.
فحص الباحثون النفايات التي يتم إنتاجها في أكثر من 50 ألف مدينة وبلدة في جميع أنحاء العالم من أجل دراسة نُشرت في مجلة "Nature" يوم الأربعاء.
فحصت الدراسة النفايات البلاستيكية التي تُلقى في البيئة الطبيعية، مستثنيةً تلك التي تُرسل إلى مكبات النفايات أو تُحرق بشكل صحيح.
وأوضح مؤلفو الدراسة، أن الحكومات تفشل في إدارة النفايات بشكل فعال بالنسبة لـ15% من سكان العالم، مشيرين إلى أن هذا العجز يساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج النفايات البلاستيكية في مناطق مثل جنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأكدت الدراسة أن هذه المشكلة تؤثر بشكل خاص على 255 مليون شخص في الهند.
وبحسب كوستاس فيليس، مؤلف الدراسة وأستاذ الهندسة البيئية في جامعة ليدز البريطانية، فإن مدينة لاغوس النيجيرية تُعتبر المدينة الأكثر تلوثًا بالبلاستيك على مستوى العالم. وتأتي بعد لاغوس في قائمة المدن الأكثر تلوثًا بالبلاستيك كل من نيودلهي، ولواندا في أنغولا، وكراتشي في باكستان، والقاهرة في مصر.
وتتصدر الهند دول العالم في إنتاج النفايات البلاستيكية، وتنتج 10.2 مليون طن سنويًا (9.3 مليون طن للمتر)، أي أكثر بكثير من ضعف الدول التي تليها في التلوث، أي نيجيريا وإندونيسيا.
Relatedعشرات القتلى والجرحى في حادث تدافع بالهند أثناء الاحتفال بمناسبة دينية حضرها ربع مليون شخصفيضانات كارثية في الهند وبنغلاديش: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 30 شخصاً ومئات الآلاف بلا مأوىفيضانات مدمرة في جنوب الهند تتسبب في تدمير المنازل وسقوط ضحاياوقال فيليس، إن الصين التي غالبًا ما تُوصم بالتلوث تحتل المرتبة الرابعة، لكنها تخطو خطوات هائلة في الحد من النفايات. أما الدول الأخرى الأكثر تلوثًا بالبلاستيك فهي باكستان وبنغلاديش وروسيا والبرازيل.
هذه الدول الثمانية مسؤولة عن أكثر من نصف التلوث الناجم عن البلاستيك في العالم، وفقًا لبيانات الدراسة.
وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة 90 في قائمة الدول من حيث معدلات التلوث البلاستيكي، حيث تسجل أكثر من 52,500 طن من النفايات البلاستيكية (47,600 طن لكل مليون متر مربع).
في المقابل، تأتي المملكة المتحدة في المرتبة 135، حيث تسجل حوالي 5,100 طن من النفايات البلاستيكية (4,600 طن لكل مليون متر مربع)، وفقًا للدراسة.
أول معاهدة بشان النفايات البلاستيكيةاتفقت معظم دول العالم في عام 2022 على إبرام أول معاهدة ملزمة قانونًا -تشمل المحيطات- بشأن النفايات البلاستيكية. وستعقد المفاوضات النهائية للمعاهدة في كوريا الجنوبية في نوفمبر/تشرين الثاني.
استخدمت الدراسة الذكاء الاصطناعي للتركيز على المواد البلاستيكية التي تم حرقها بشكل غير صحيح، ما يمثل حوالي 57% من التلوث، أو التي تم إلقاؤها فقط.
وقال فيليس إنه في كلتا الحالتين فإن المواد البلاستيكية الدقيقة للغاية أو البلاستيك المتناهية في الصغر هي التي تحوّل حجم المشكلة من مصدر إزعاج بصري على الشواطئ وتنغيصا على الحياة البحرية إلى تهديد لصحة الإنسان.
هذا العام، تناولت العديد من الدراسات انتشار الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مياه الشرب وأنسجة البشر، بما في ذلك القلب والدماغ والخصيتين. ورغم هذه الأبحاث، لا يزال الأطباء والعلماء غير متأكدين تمامًا من مدى التهديدات الصحية المحتملة لهذه الجسيمات.
وأشار فيليس إلى أن "القنبلة الموقوتة الكبرى تتجسد في انتشار المواد البلاستيكية الدقيقة، التي يتم تسريبها بشكل رئيسي إلى جنوب الكرة الأرضية". وأضاف: "المشكلة بالفعل هائلة، إذ نجد هذه الجسيمات في الأماكن الأكثر نُدرة، من قمم إيفرست إلى خندق ماريانا في المحيط، وفي الهواء الذي نتنفسه، والطعام الذي نأكله، والمياه التي نشربها".
وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع إنتاج البلاستيك من حوالي 440 مليون طن سنويًا إلى أكثر من 1200 مليون طن. وقد صرحت بأن "كوكبنا يختنق بالبلاستيك".
المصادر الإضافية • أ. ب.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: من ربات بيوت إلى حارسات للغابات.. إندونيسيات يكسرن الأعراف لحماية البيئة يوم البيئة العالمي.. غوتيريش يدعو إلى فرض ضرائب على شركات الوقود الأحفوري اقتصادي ورفيق بالبيئة... فرنسا تعرض الجيل الجديد للقطار فائق السرعة البيئة نفايات بلاستيكية ميكروبلاستيك بلاستيك تلوث الهندالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الحرب في أوكرانيا روسيا فرنسا إسرائيل أوكرانيا غزة الحرب في أوكرانيا روسيا فرنسا إسرائيل أوكرانيا غزة البيئة نفايات بلاستيكية بلاستيك تلوث الهند الحرب في أوكرانيا روسيا فرنسا إسرائيل أوكرانيا غزة فولوديمير زيلينسكي طلبة طلاب موسكو أفريقيا المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي السياسة الأوروبية النفایات البلاستیکیة یعرض الآن Next من النفایات ملیون طن أکثر من التی ت تلوث ا سنوی ا
إقرأ أيضاً:
لو كانار.. البطة المكبلة التي يخافها ساسة فرنسا منذ أكثر من قرن
لا تزال الصحيفة الفرنسية "لو كانار أونشينيه"، وتعني حرفيا "البطة المكبّلة"، تحافظ منذ أكثر من قرن على مكانتها الخاصة في المشهد الإعلامي في فرنسا، باعتبارها منبرا له بصمة تحريرية خاصة، تمزج بين السخرية والعمل الاستقصائي، ويهابها أصحاب القرار في دوائر السياسة والمال.
وصدرت الصحيفة في 10 سبتمبر/أيلول 1915 في أجواء الحرب العالمية الأولى، واختار مؤسسها موريس ماريشال أن تكون منصة مضادة للدعاية الرسمية التي كانت سائدة في أجواء الحرب، ونهج أسلوب الفكاهة والسخرية سلاحا لمواجهة الرقابة التي كانت سائدة آنذاك.
وبنبرة ساخرة، وعد ماريشال قراءه بأن تواظب "لو كانار" على نشر "أخبار غير دقيقة تماما"، في تناقض صارخ مع الصحافة الرسمية التي كانت تنشر "أخبارا حقيقية بلا هوادة"، كما جاء في افتتاحية العدد الأول من الصحيفة.
وخاض الفريق المؤسس في البدايات لعبة القط والفأر مع موظفي الرقابة الذين كانوا يراجعون المحتوى قبل النشر، مما دفع العاملين في الصحيفة لشحذ روح السخرية والإبداع في رسوم الكاريكاتير لتفاذي الحذف.
وفي تلك الأجواء المشحونة، لم تصدر الصحيفة أكثر من 5 مرات، وتوقفت بعد نحو شهرين على إطلاقها، قبل أن تعود إلى الأكشاك في يوليو/تموز 1916 ببداية جديدة في التصور والعزيمة نفسيهما، كما توقفت عن الصدور طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عندما كانت فرنسا ترزح تحت الاحتلال النازي.
واختارت الصحيفة شعار "حرية الصحافة لا تتدهور إلا إذا لم تُستخدم"، وتتميز صفحتها الأولى بصريا بترويسة لافتة تظهر فيها بطتان، واحدة على اليمين والأخرى على اليسار، تحملان لافتتين يتغير مضمونهما بحسب الأحداث.
لم تُحد الصحيفة عن روحها على مر العقود، وظلت وفيّة لأسلوبها الذي يجمع بين روح الفكاهة والنبرة الخفيفة، والتلميحات والإيحاءات واستخدام السخرية والنقد اللاذع أحيانا والتلاعب بالألفاظ والعبارات المسكوكة وشحنها بالرموز.
إعلانكما تمزج الصحيفة، التي تصدر كل يوم أربعاء في عدد محدود من الصفحات (8 صفحات في عام 2025)، بين النصوص والرسومات الكاريكاتيرية والتعبيرية، دون أن تتغير صياغتها كثيرا منذ انطلاقها، لتُشكل بذلك استثناء في المشهد الصحفي الفرنسي وتحافظ على مكانتها كأشهر صحيفة ساخرة في البلاد.
ووفاء لاستقلاليتها المعلنة من العدد الأول، لا تنشر الصحيفة أي إعلانات تجارية أو ترويجية، ولا تفتح رأسمالها لأي مستثمر خارجي، وظلت تعتمد كليا على مبيعاتها ورقيا قبل أن تركب الموجة الرقمية في وقت متأخر نسبيا مقارنة بباقي الصحف الفرنسية.
وتراهن الصحيفة على ولاء قرائها، وتؤكد أنها في ملك موظفيها، وتستثمر أرباحها بانتظام لضمان التمويل اللازم من أجل تطويرها واستمرار استقلاليتها عن أصحاب القرار السياسي والمالي.
وأصبحت "لو كانار"، وخاصة منذ ستينيات القرن الماضي، نموذجا للصحافة الاستقصائية في فرنسا وخارجها، مما مكّنها من كشف فضائح كبرى طالت شخصيات بارزة وهزت أركان المؤسسة السياسية والاقتصادية والمالية في البلاد.
وعرفت الجريدة أوجها في عهد مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة الجنرال شارل ديغول الذي كان دوما يسأل المقربين منه كلما أمسك بأحد أعداد الجريدة المشاكسة "ماذا قالوا عني اليوم؟"، حيث كانت شخصية ديغول وقراراته وسياساته مادة دسمة لصحفيي "لو كانار".
ومن أشهر ملفات الفساد التي فجّرتها الصحيفة في السنوات اللاحقة "قضية ألماس بوكاسا" عام 1979 التي يعتبرها المهتمون بالصحافة الفرنسية أكبر سبق صحفي في تاريخ "لو كانار".
ففي تلك السنة، كشفت الصحيفة أن الرئيس فاليري جيسكار ديستان تلقى عندما كان وزيرا للمالية عام 1973 ألماسا من دكتاتور وإمبراطور جمهورية أفريقيا الوسطى جان بيدل بوكاسا، وحاول ديستان الدفاع عن نفسه دون أن ينجح في ذلك، وبعد عامين خسر الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الاشتراكي فرانسوا ميتران.
وبعد ذلك بعامين، كشفت الأسبوعية الساخرة أن موريس بابون، الذي كان مسؤولا أمنيا في سنوات الحرب العالمية الثانية وتعاون مع الاحتلال النازي لفرنسا، قام بدور مهم في ترحيل اليهود، ووُجهت إليه اتهامات عام 1983 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وحُكم عليه عام 1998 بالسجن 10 سنوات.
وفي بداية التسعينيات سببت الصحيفة متاعب جمة لرئيس الوزراء الاشتراكي بيير بيريغوفوا بعد أن كشفت في فبراير/شباط 1993 أنه حصل عام 1986 على قرض من دون فوائد قيمته مليون فرنك فرنسي (قرابة 190 ألف يورو) من رجل أعمال مقرب من الرئيس ميتران.
وتزامن الكشف عن تلك المعاملة المالية مع أجواء الانتخابات التي خسرها الحزب الاشتراكي الحاكم، مما فاقم الشكوك حول نزاهة وسمعة بيريغوفوا الذي انتحر في الأول من مايو/أيار 1993، وتعليقا على تلك النهاية المأساوية، اتهم الرئيس ميتران الصحافة بالضلوع في الحادث.
كما كشفت الصحيفة فضائح فساد أخرى بينها فضيحة تمويل الرئيس الأسبق جاك شيراك إحدى حملاته الانتخابية الرئاسية بتمويل عيني من الرئيس الغابوني الراحل عمر بونغو، كما كشفت الجريدة في 2006 وجود حساب بنكي لجاك شيراك في اليابان.
إعلانوعلى الصعيد العربي، وفي أول أيام الربيع العربي عندما انطلقت أولى المظاهرات ضد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عام 2010، كشفت "لو كانار" أن وزيرة الدفاع آنذاك أمضت إجازة في تونس، وتلقت هدايا من رجل أعمال مقرب من نظام الرئيس بن علي، وبسبب ذلك الكشف استقالت الوزيرة من منصبها بعد بضعة أسابيع.
ورقي ورقميولا تزال الصحيفة تحقق نسبة مبيعات جيدة، وبلغ إجمالي متوسط توزيعها عام 2024 حوالي 242 ألف نسخة، في حين بلغ متوسط مبيعات "ملفات لو كانار" التي تصدرها كل 3 أشهر نحو 46 ألف نسخة، وتتوفر الصحيفة على احتياطات نقدية تزيد عن 130 مليون يورو.
وظلت الصحيفة تصدر ورقيا فقط إلى عهد قريب جدا، ولم تركب الموجة الرقمية إلا عام 2020 بإنشاء موقع إلكتروني محدود الخدمات والمحتوى قبل أن تتوسع على الشبكة العنكبوتية منذ سبتمبر/أيلول 2024.
وطورت "لو كانار" موقعها الإلكتروني وحوّلته إلى منصة يجد فيها المتصفح محتوى العدد الأسبوعي، إلى جانب مقالات ورسومات كاريكاتيرية، ويجري العمل تدريجيا على نشر وثائق ومواد أرشيفية يحتاج الاطلاع عليها إلى اشتراك مدفوع، وتقول الصحيفة إن ذلك الاشتراك يسهم إلى جانب اقتناء النسخة الورقة، في تعزيز استقلاليتها المالية، وبالتالي ضمان حريتها في البحث عن الحقيقة.