الاداري السوداني كان عنوانا للجودة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله الذي غادرنا قبل ايام كان اسطورة الادارة والعدالة مثل الكثيرين من جيل ما فبل الاستقلال وبعد الاستقلال .
عندما تقرر خروج الانجليز من ما عرف بساحل الصلح او دول الخليج ، نصحهم البريطانيون بتوظيف السودانيين كاداريين قضاة مهندسين مدرسين الخ لانهم الاحسن . في سلطنة عمان تجنب الحكام توظيف جنسيات معينة بسبب عدم امانتهم تدخلهم في السياسة تحت ارشاد مخابراتهم .
لا يزال المجرمون يستغلون السودانيين المساكين ويعدونهم بالعمل في شرطة او ،،الحماية ،، في دول الخليج .
عندما تكونت الامارات في بداية السبعينات اتى الشيخ زايد وطلب اعطاءه مديرين للسبعة بلديات الاماراتية . احمد عوض الكريم كان على رأس بلدية ابوظبي التي ميزانيتها ضعف ميزانية الحكومة الاتحادية . كمال حمزة كان على رأس بلدية دبي . لقد كان الشيخ راشد يقول مازحا ..... انا لست بحاكم دبي حاكمها كمال حمزة الذي قدم الكثير للامارات التي تتآمر على وجود السودان اليوم . لا يزال هنالك انبل واكرم البشر بين اهل الامارات خاصة الكبار الذين لم تبطرهم النعمة ولم تسكرهم خمر الثروة والجاه ولم ينسوا اين كانوا ويفتخرون بتاريخهم وفقرهم . تدخل محمد بن زايد في الشأن السوداني وغير السودان حالة نفسية تحتاج لعلاج ناجع .
الاخ صالح فرح وبعض فطاحلة القانون هم من وضع دستور الامارات . لقد قال الشيخ زايد في بداية السبعينات انه يريد ان تكون ابو ظبي مثل الخرطوم !! اليوم ينعق البوم في الخرطوم . الامارات التي ساعد السودانيون في خلقها هى من تجتهد في تحطيم وتركيع السودان .لا نزال نسمح لكل طامع من دول الجوارأوالبوار بالتدخل وتحديد مصيرنا . السودان كان حادي المسار ودليل العمار .
احد اهل الكويت عندما زار السودان كان يطير فوق مشروع الجزيرة وامتداد المناقل على طائرة صغيرة ،،سيسنا ،، وعلى ارتفاع منخفض . شاهد القنوات المباني المنشآت الحقول المحالج العملاقة خطوط السكك الحديدية الداخلية والخزان . لم يتمالك نفسه واطلق لدموعه العنان وقال انها نعمة لن تحلم بها الكويت بالرغم من كل المال .
امتداد المناقل تم بايادي سودانية خالصة . وعلى اكتاف اتيام وطنية على رأسها المهندسان كوباوي وصالح العبيد . عند زواج صالح العبيد وشقيقه احمد العبيد في نفس اليوم غنت ايقونة الغناء حواء جاه الرسول ،، الطقطاقة ،، اغنية ...... ،،المهندس،، جاء ورسم البنا .......
لم يحدث ان مسؤولا قد احب امدرمان وتعب وشقى كل يومه في تطويرها الدفاع عنها مثل البريطاني برامبل . برامبل كان مع المساجين يعمل بيديه في انشاء الحدائق منها كازينو الريفيرا او جنينة برمبل . بعد انتهاء الفترة الاولى لخدمة برمبل التي هى 3 سنوات رفض اهل امدرمان خروجه وخرجوا في مظاهرات ومواكب . برمبل رفض نقل فلوس العتب القبانة الرسوم العشور الضرائب لتصرف في الخرطوم . رفض برامبل تهميش امدرمان لصالح الخرطوم . تم التجديد لبرامبل 6 دورات ، قبل ان يحال الى التقاعد . برامبل اول من جمع المسلمين في مولد نبوي واحد تكفلت حكومة امدرمان باستضافة كل الطرق الصوفية والطائفية ،بدلا عن التصادم والعنف والقتل في بعض الاحيان .انهى الظلم المحسوبية والرشوة . منع ركوب الجمال في امدرمان ،، هذا يكشف البيوت ويسبب المعارك . منع اطلاق المعيز والحمير التي تأكل الزهور الشتول والحدائق التي كان يتعهدها بالرعاية . تكونت ،،الحملة،، حيث ،، تسجن ،، الهوامل من الدواب الماعز لحين دفع صاحبها غرامة على كل يوم . مكان الحملة كان مدرسة الاحفاد في شارع الموردة الحالي . الاحفاد المدارس والجامعة مسجلة كملكية للشعب السوداني ، لايمتلك آل بدري او غيرهم طوبة في الاحفاد . هنالك مجلس امناء يدير يسيطر على ادارة الاحفاد تماما . وتراجع وزارة التعليم والتعليم العالي على حسابات الاحفاد وسياستها . هذا نتاج الادارة القديمة الواعية .
انتقل الى جوار ربه احد اعظم رجال السودان . انه الاداري ظابط مجلس بلدي امدرمان في الخمسينات نائب مامور رشاد ،، جبال النوبة ،،في الاربعينات مفتس الرنك قاضي جنايات امدرمان عضو المحكمة الكبرى وكيل وزارة الاعلام ورجل العدالة والذي دفع الثمن عدة مرات دفاعا عن الحق . انه مولانا محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله . طيب الله ثراه .
انه ابن السودان الحقيقي محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله نتاج رفاعة التي لا تزال ترمي السودان باطهر وافيد ابناءها وبناتها . في بداية الستينات قرر نقل مولانا محمد صالح عبد اللطيف من مركز الرنك في شمال اعالي النيل . لم يقبل اهل اعالي النيل بالقرار . ذهب وفدا من اهالي الرنك الى السيد ،،البحاري ،، وزير الحكومات المحلية في حكومة عبود ، للاحتجاج على نقل المفتش الذي اذاقهم لاول مرة طعم الديمقراطية العدل والاحترام الكامل . تكون الوفد من العم عمدة الرنك اكوي اجاك ،كبير رجال اعمال الرنك الوجيه احمد المصطفى ،، ابو نادر ،، والعم الزبير محمد نور احد وجهاء اعالي النيل . العم الزبير هو جد القاضي والمناضل الاديب حمزة محمد نور الزبير المتواجد اليوم في البحرين مثل الكثير من العقول التي شردها الكيزان . لمولانا حمزة كتاب يجب اقتناءه تحت عنوان ذكريات قاضي سابق . مولانا حمزة محمد نورالزبير يحمل دماء اكبر قبيلتين في سودان السروروالعظمة ، انه جعلى من والده وتحمل السيدة والدته دماء اهلنا واحبابنا الدينكا ابيليانق .
عندما ولد مولانا حمزة كان صديق جده ابراهيم بدري مامورا في الرنك . فرح ابراهيم بدري او ،، ماريل ،، للحدث واخرج مسدسه واطلق النار احتفالا بالمولود . ابراهيم بدري كان متزوجا بالسيدة ،، ام عمر ،، منقلا عمر مرجان ابنة سلطان دينكا بحر الغزال والدة عمر ابراهيم بدري .
زودني الاخ القاضي حمزة محمد نور بصورة فوتوغرافية تمثل الوفد الذي ذهب الى الخرطوم مطالبا بابقاء المفتش محمد صالح عبد اللطيف في الرنك .......من اليمين العمدة اكوي اجاك ، رجل الاعمال والبر احمد المصطفي ابو نادر ..... الوجيه العم محمد نور الزبير . الاخير وزير الحكومات المحلية .
خلق المئات من اهل الشمال من تجار اداريين اعظم العلاقات مع الجنوب على عكس الاغلبية . على رأس الجميع كان العم ،، فديت ،، او محمد عبد الله عبد السلام من جعليي امدرمان . وعرف كذلك ب ،، ايوب داو ،، او الرجل الثري . كان اغنى تجار اعالي النيل .كان اول من ادخل الشاحنات الكبيرة القندرانيات ،، وكلمة قندران تأتي من مدينةومقاطعة قوندر في اثيوبيا لانهم اول من ادخل الشاحنات بمقطورة .محمد عبد الله امتلك ثلاثة منها في ا اعالي النيل مع بداية الخمسينات . وهو اول من التقت الى الحدائق البستانية مثل مزرعة مقرا خارج القيقر . عرف وسط الشماليين بحاتم الطائي بسبب كرمه المبالغ فيه . يراجعه الدينكا في تاريخ المنطقة وتطور لغة الدينكا التي تفيرت حسب المنطقةوالتداخلات من خارج حدود القبيلة . العم فديت . كان مرجعا في لغة الدينكا. ابراهيم بدري هو من عرف تاريخ الدينكا وجمع المعلومات من الكبار . عاش وسط الدينكا منذ بداية العشرينات. وضع قواعد لغة الدينكا وكتبها بالحروف اللاتينية وكان يدرسها في كلية غردون . كتب عن ميثلوجيا الدينكا وتاريخهم اسماء القبائل وسببها تاريخم وترحالهم في ما عرف بمدونات السودان وباللغة الانجليزية وقد ترجمت كتاباته الى اللغة العربية بواسطة ابنته الدكتورة لمياء ابراهيم بدري
ابراهيم بدري عاش وسط الدينكا لثلاثين سنة ، كان يقول أن محمد عبد اللة عبد السلام كان يعرف لغة الدينكا خيرا عن الجميع لانه نشأ منذ طفولته وسط الدينكا . محمد عبد الله صار صديقا لصيقا بابراهيم بدري وتزوج شقيقة والدتنا .
محمد صالح عبد اللطيف اعاد آمال ابراهيم بدري ابنة مامور الرنك ابراهيم بدري في الاربعينات الى الرنك في نهاية الخمسناتت كزوجة المفتش محمد صالح عبد اللطيف.اعاد هذا الارتباط القديم الذي ربط اسرتنا مع اسرة العم نقور جوك عمدة جلهاك . التي ارتبطت في ذاكرة الجميع بابراهيم بدري المامور الذي نقل جلهاك من موقعها القديم عندما انتشرت الكوليرا .
اورد الاستاذ الطيب رحمة قريمان في احد مواضيعه ، ان والدته قالت له عندما بدا الكتابةوهم من اهل الرنك ..... اكتبوا ياولدي عن ود بدري ؟ عندما سألها من هو ود بدري؟ قالت له راجلا عديل متواضع زى الواطة دي . ايام المرض شال في كتافينو نقل الناس وبنا البيوت وتعب وشقا مع الناس . كان فصيح بيتكلم لغة الدينكا والنوير زيهم .
في سنة 1963 كنا في رحلة صيد وانتهى بنا الامر قريبا من بلدة ملوط حيث مزارع الخروع . اتى احد صبية الدينكا راكضا ليعلمنا ان ،، فديت ،، او محمد عبد الله في القرية . كان هنالك للوساطة في خلاف وامر يخص القرية . واصل معنا الرحلة . وعندما بلغنا دغلا كثيفا تعلوه اشجار الدوم والدليب التي طرحت ثمارها مع الرشاش الاول ،قال فديت أن ابراهيم بدري قد انقذ ذلك الدغل . حضر احد تجار الاخشاب وهو يحمل تصريحا لنقل الاشجار المتساقطة . قام ابراهيم بدري بتمزيق التصريح . قال الرجل مستعطفا .....انا من اهلك الرباطاب !! الرد كان الدينكا ديل برضوا اهلى . ما في شدر واقع . انتو بتاخدوا تصاريح للشجر الواقع وبتقطعوا كل الشجر الواقف . الشجر ده بيحتاج ليه الفيل الغزلان والطير والناس .
ذلك الحب الاخاء الصادق هو ما قام الاداريين بهز عرشه واتى امثال الكوز صلاح كرار وقتل كل حب وحميمية بين الشماليين واهل شمال اعالي النيل . صلاح كرار انتزع آلاف الافدنة من اراضي الدينكا بالرغم من احتجاج اخي السلطان يوسف نقور جوك طيب الله ثراه ، والي اعالي النيل منقو اجاك ومحافظ الرنك اشوي دينق يل واعطاها لاهله الرباطاب الذين احضرهم من بلاد الرباطاب ولا دارية لهم بالزراعة المطرية ..... وكانت ساحات الفداء والجهاد . ويستغرب البعض لماذا ذهب الجنوب الذي في قلوبنا ونخاعنا الشوكي.
عندما كان الابن السفير فقوق يوسف نقور جوك او ،، حسن ،، سفيرا في برلين ذهبت لزيارته من السويد كان في صحبتي الار جعفر قسم الله سعد احد اعلام برلين . لم اتمالك نفسي وانفجرت باكيا وانا اتذكر عمه وتاج رأسي فقوق نقور جوك ووالده السلطان . السفير محيي الدين حنفي كان يقول عن السفير فقوق ... لم اقابل شابا في اخلاقه ادبه علمه طيبته وتدينه ..... قلت له هكذا كانت كل تلك العائلة. يكفي وصفهم ب ،، مابشبهوا الكيزان ،، .
في طريقنا من رمبيك الجميلةعلى ظهر الشاحنات الى النيل لأخذ الباخرة الى كوستي ثم القطار الخرطوم توقفنا في بلدة ،، يرول ،، بسب الحريق الذي التهم اغلب السوق وجزءا من البلدة . بالرغم من تحذير المرافقين بأن الباخرة قد تفوتنا الا أن ابراهيم بدري كان مصرا على الانتظار وتكليف نائب المامور باطعام الناس تزويدهم بمواد البناء واعادة بناء السوق . اذكر دكان العم الزبير صالح وقد احترق تماما وهيكل ماكينة خياطة سنجر يقف حزينا . تم فتح حساب لشراء الذرة وبعض الثيران لتوزع على المحتاجين الخ . اذكر بهجة المواطنين بوجود مسؤول يخاطبهم بلغتهم وكانوا ينادونه ب ،، بنج ،، وتعني الرجل الكبير وهذا ما كنا نستعمله في مخاطبة الوالد طيب الله ثراه .
الوفد الذي ذهب الى الخرطوم مطالبين عدم نقل االمفتش محمد صالح عبد اللطيف .
https://i.imgur.com/alxhknY.jpeg
في نهاية الخمسينات وبداية الستينات كان السلطان دينق كاك مسؤولا عن كل قبائل شمال اعالى النيل . وبما انه كان كثير السكر فقد اعطى الكثير من الشماليين بعد دفع الرشوة من ويسكي وفلوس الحق في مشاريع زراعية بطريقة عشوائية اعاقت الرعى والحركة بسبب الترع . مورس الصيد الجائر وقطع الغابات .
من الشباب الذين احتجوا كان العمدة الاخ يوسف نقور جوك الذي خلف والده عمدة جلهاك . وضع السلطان دينق كاك الاخ المتدين والرجل العادل يوسف نقور في السجن . السلطان كان يهدد بأن رجاله سيحتلون المركز بحرابهم .
وضع محمد صالح السلطان في الحبس وتم ارساله وسط قوة من الشرطة الى العاصمة ملكال حيث الجيش ومركز السلطة . تم الافراج عن الاخ يوسف نقور . بعد انتخابات نزيهة تم اختيار السلطان يوسف نقور سلطانا على عموم شمال اعالى النيل واستمر الى موته قبل بضع سنوات .توقف الفساد والظلم الذي كان منتشرا . تم منع الصيد الجائر وقطع الغابات . كانت الغابات تقطع بلا حساب وتنتزع جزور الاشجار في ما عرف ب ،، ام بحتى ،، تحول الكل الى فحم نباتي ، وهذا يساعد في تعرية التربة وانجرافها مع الامطار .
شاويش البوليس في الرنك كان يتحرش بشابة جميلة لم تهتم به ، وتم وضع والدتها في السجن اكثر من مرة بتهمة صنع العرقي . تم الافراج عن المرآة المسكينة ونقل الشاويش . تم توزيع الاراضي على المقتدرين على البناء بالطوب والزنك حتى لا يتعرض وسط الرنك ملوط القيقر الى الحرائق التي لا تتوقف . السلطان يوسف نقور قام باطلاق اسم محمد صالح على ابنه الذي يكبر الابناء عمر وحسن السفير والآخرين .
عندما ذهبت الى مدرسة ملكال وجدت اخى وتاج رأسي فقوق نقور جوك او مصطفى رئيس ألمنزل المؤذن الامام على برش الصلاة الفا الفصل رئيس المنزل الرياضي والداخلية .وصار اخي الاكبر الذي كنت احترم قراراته بالرغم من حدتي . فقوق التحق معى بمدرسة الاحفاد الثانوية وسكن معى في العباسية . كان مصطفى يدرس مجانا في مدرسة الاحفاد والسبب هو توصية محمد صالح عبد اللطيف للمدير المالي واول ناظر مدرسة ثانوية سوداني العم النصري حمزة . تصادف ان والدي تأخر في ارسال شيك المصاريف وتم طردي وشقيقي الشنقيطي من الدراسة الى تسديد كل المصاريف . مصطفى لم يطرد ابدا لانه كان يدرس بدون مصاريف . قبله درس في الاحفاد الوزير الدكتور توبي مادوت . كان من اميز طلبة الاحفاد وفخر العميد يوسف بدري مثل مولانا والمدعي العام جوزيف ميخائيل بخيت .الدكتور توبي مادوت زاملته في براغ لفترة قصيرةقبل تخرجه . الدكتور توبي مادوت خال ابناء البطل وليم دينق الذي اغتالته الديمقراطية الثانية على كوبري التونج وهو في طريق الى رمبيك مع ستة من رفاقه . كان هذا بعد مؤتمر المائدة المستديرة 1965 . الزعيم وليم دينق رفض تصريحات الترابي بان يكون رئيس الوزراء ورئيس الدولة مسلما وله اثنين من النواب المسلمين . هذه التصريحات رفضها المحامي كمال الدين عباس واحد زعماء حزب الامة والمسؤول عن التفاوض مع الزعيم وليم دينق . كان الصادق المهدي يوافق لى نظرية الترابي . هذا الكلام موجود في فيديو قام بتسجيله المحامي كمال الديبن عباس الذي تعرض الى الضرب بالعكاز من احمد المهدي الذي كان انصار سنجا عبدالله يحملون سيارته الناش ويتخاطفون غبارها للتبرك .
الصادق نصح الزعيم وليم دينق بالتأمين على حياته قبل السفر الى الجنوب ، وهذا شئ غير عادي وسط السودانيين . تحصلت اسرة وليم دينق على 20 الف جنيه سوداني كانت كافية لاعطاء زوجته واطفاله الفرصة لحياة كريمة وتعليم جيد .
عندما تم نشر كتابي حكاوي امدرمان كان الاهداء الى ابني فقوق نقور والى روح الشقيق فقوق نقور ،، مصطفي ،، الذي شاركني السكن في ملكال والعباسية امدرمان . فقوق نقور انتقل الى جوار ربه في يوم 17 يوليو 1977 في اكوبوا دفن فيها ونقل جثمانه الى جلهاك ، طيب الله ثراه .اذكره عدة مرات في اليوم فتاريخ وفاته هو المفتاح لكرت البنك . امثاله يحسبون على الاصابع . شقيق فقوق نقوربدري الاصغر هو منوا بيج يحمل اسم زميل السكن في براغ ، والسودان مع زوجته الشيكية . شقيق منوا بيج هو شيك بيج وهما ابناء خال مولانا والرجل العظيم نائب رئيس الجمهورية ابيل الير من اهل بور . ضمنى السكن الداخلي في مدرسة ملكال مع شيك بيج . بالرغم من الغلطات كان ولا يزال يربطنا الكثير من الحب مع الاشقاء الجنوبيين . عوار الكيزان هوما افسد الحب والاحترام . علاقتنا مع الجنوب تعكس الحب التعاون على عكس دول الجوار التي تسبب كل الشر الذي كاد ان يورد شعب السودان وارضه مورد الفناء .
عندما اتى السلطان يوسف نقور جوك للعلاج الى العاصمة سكن في منزل ابنه عمه آمال ابراهيم بدري وزوجها القاضي محمد صالح عبد اللطيف . لقد كان السودان بلدا رائعا . اهل اعالي النيل ومنهم مولانا حمزة محمد نور الزبير كان منهم عندما يحضرون لمنزل اختي لعيادة السلطان يوسف نقورجوك طيب الله ثراه . ونحن في طريقنا الى جلهاك توقفنا في محطة البص السريع في ربك، كان منظري ومصطفي ،، فقوق نقور ،، يلفت الناس ونحن نرتدي نفس البناطلين الرمادية القميص الابيض الاحزمة السوداء والاحذية السوداء . التف حولنا بعض شباب النوير وارادوا ان يتحصلوا عن اكبر قدر من المعلومات عن ما ينتظهرهم في العاصمة عندما ينخرطون في اعمال البناء وكيف ستكون علاقتهم مع اهل الشمال وهل سيتقبلهم الجميع وستكون لهم صداقات وعلاقات اجتماعية الخ . كدنا ان لا نلحق بآخر بص لكوستي . الا ان منظرنا وارتباطنا ببعض ومعرفتي ببعض لغة الدينكا والشلك التي كانت قد ضعفت بمرور الزمن ، جعلهم يحسون بكثير من الاطمئنان وهم يواجهون المجهول .
لكم ارجو ان يفكر اهل الشمال ان الجنوبيين من تعب وخاطر بحياته في بناء تلك العمارات الشاهقة وحتى الخزانات .
اعمال محمد صالح عبد اللطيف اخلاقه معاملته للناس كانت ،، مضرب مثل ،، . لم يحدث ابدا أن جرح انسانا بكلمة او ابدي بعض القسوة . كان كثير الولاء لاصدقاءه الى درجة التبجيل . اذكره يقول لي انه كان يذهب لزيارة بنات زميل دراسته وعمله كنواب مآمير في رشاد واماكن اخري . كان يقول انه كان يبكي دائما صفيه محافظ البحر الاحمر حامد على شاش في تلك الزيارات . المحافظ للبحر الاحمر كان يجوب الولاية وسط اهله الهدندوة وكل القبائل بدون تمييز . عندما اتى الدنماركيون لحفر الآبار وتشييد السدود كان يلازمهم وينام في الاحراش ويبتناول اى طعام يتوفر له . من زملاءهم مولانا محمد يوسف القاضي ،، وليس الكوز ،،الذي سكن في الامتداد شارع ثلاثة سارت بذكره الركبان لعدله ادبه وبساطته وروعة تقاريره وحيثياته التي كانت قطعا ادبية باللغة الانجليزية التي حرم الكيزان الشباب السوداني من تعلمها . توقف اكثر من مره لتحيتي او مقابلة محمد صالح في مكتبي في شارع واحد .
القبول لمدرسة الادارة التي تشمل رجال البوليس القانون كان يتطلب نسبة من القبول تفوق ال 90 % فيما عدي الظابط فرح الذي حمل نجمتين وهو صومالي لانه قبل بنسبة 60 %% فقط . سمهت من محمد صالح ان الظابط
فرح كان لا يحب طعام افطار الكلية الفاخرالمكون من الكبدة المربى الزبدو الفول او العدس مع الجبن . كان يريد المرق واللحم فقط في الافطار . السودان كان يستقبل اهل الجوار في الشرطة الصحة الجمارك الجيش الخ . يكفي ان الملك عبد الله والملك فهد قد درسا في بخت الرضا لفترة . وكان لهم ظابط سوداني في الرياض يعلمهم العسكرية .
من الاشياء التي كان ينادي بها محمد صالح ولم تجد اذنا صاغية ، هى المكتبات . كان يقول أن الادارة الصحيحة تضع المكتبات تحت رعاية البلديات ، وليس وزارة المعارف . لان موظفي المكاتب يعملون في المساء ووزارة المعارف لها ميزانية محددة .للبلديات دخل متطور . الترام البصات كانت ملكا للبلدية , العتب القبانة الضرائب الرسوم الرخص التجارية والكثير تحت تصرف البلدية . رفضت المعارف من التخلي عن ،، حقها ،، .
المكتبة المركزية كانت في وسط امدرمان وكان لها دور ونشاط اجتماعي كبيبر في ملئ الفراغ للشبابا . في ايام الحكم العسكري صارت المكتبة مركزا للشباب للانطلاق في المظاهرات ونشر الوعى السياسي . ولهذا اهملها النظام . عندما فشلت الدولة في دفع الاجار صارت المكتبة مطعما وبار عبير . تبرع يوسق بدري بمنزل والده بابكر بدري لثلاثين سنة ليكون المكتبة المركزية . وعندما انهار جزء من المنزل بسبب عدم الصيانة . نقلت الكتب الى مخازن مدرسة المؤتمر حيث فتكت بها الامطار عن طريق السقف المتآكل . اانقاذ لم تكن مهتمة بالثقافة الادب او الوعى .
في نهاية الخمسينات صار شمال اعالي النيل سله غذاء اعالي النيل . كانت مشاريع الفول السوداني في قوز فومي ومزارع الذرة في ام دلوس ثم الطيارة والعداله الخ . توفرت للحكومة كميات ضخمة من الذرة وطلب من محمد صالح ببيعها بسعر محدد . ارتفعت الاسعار بسبب الطلب العالي. باع محمد صالح طيب الله ثراه الكمية بربح فاق ال 20 الف جنيه سوداني . وهذا يماثل 60 الف دولار .وقتها كان المنزل الفاخر لا يزيد عن الف الى الفين من الجنيهات قام محمد صالح بتسليم كل المبلغ لحكومة السودان .
نفس الحكومة طردت محمد صالح من منصبه كقاضي جنايات امدرمان . السبب ان الحكم العسكري لم يستطع كثيرا من الايقاع بالشيوعيين حتى عند وجود كميات كبيرة من المنشورت المعادية في منازلهم . منهم المناضل جعفر ابوجبل في فريق السيد المحجوب المواجه لقصر الشريفة والطبيب الاخصائي فيما بعد والطالب وقتها عثمان عبد الحميد عثمان . كان المحاميان فاروق ابو عيسى واحمد سليمان ينبريان للدفاع عن المتهمين . الدفاع كان يشمل الهجوم العنيف على النظام وقمعه للحريات . ولا يمكن اثبات التهمة على انسان معين في حيشان كبيرة يقطنها عدد كبير من الناس والضيوف الخ .
قدم المدعي العام المحاميين الى المحكمة بتهمة الاساءة للحكومة . قام محمد صالح عبد اللطيف بتبرئة المحاميين . اضاف ان الادانة ستكون سابقة غير كريمة بين القضاء الواقف والقضاء الجالس . استآنفت الحكومة وطالبت بسجن المحاميين . حكم محمد صالح عبد اللطبف على المحاميين بتهمة الاساءة للمحمكة ،،كونتمت اوف كورت ،، بيوم واحد سجنا ينتهي بانتهاء المحكمة . اعيد القاض احمد العاقب للخدمة وتم الحكم بالسجن بستة اشهر .
محمد محجوب عثمان شقيق عبد الخالق كان محكوما عليه بالاعدام بتهمة الاشتراك في انقلاب عبد البديع وعلي حامد ولكن لصغر سنه 22 سنة تغير الحكم الى المؤبد . محمد محجوب كان يقول لي ان احمد سليمان الرجال الاجتماعي وفلفل الحفلات كان يجد معاناة كبيرة في التآقلم على السجن .
صار محمد صالح وكيلا لوزارة الاعلام في الديمقراطية الثانية . وقتها كان الوزير هو ابو حسبو الشيوعي الذي ترك الحزب الشيوعي وانضم الى الحزب الاتحادي وجعل منه هذا عدوا للحزب . عند استلام الشيوعيين والناصريين للحكم في اكتوبر. تم تقديم ابو حسبو للمحاكمة بتهمة الفساد , تم استدعاء محمد صالح كشاهد ومن الحضور كان ابو القاسم محمد ابراهيم وزين العابدين محمد احمد عبد القادر ،، رجال ،، الثورة!!
قدم محمد صالح كشاهد . قال ان ابو حسبو هو وزير معين كسياسي لا دخل له بما يدور في الوزارة من امور مالية او ادارية . المسؤول الاول في تهمة فساء يجب أن يكون وكيل الوزارة ،لانه هو الاداري لعشرات السنين ويعرف اللوائح والقوانين . وانه مستعد لمواجهة اى تهمة بالفساد لانه المسؤول الاول لأنه وكيل الوزارة . غضب رجال الثورة بعد تبرئة ابو حسبو . قالوا له انهم كانوا يعدونه لمنصب وزير . الا انه كان شاهدا دفاع بدلا عن شاهد اتهام .
في تلك الايام العصيبة والتي قضت على كل النظام العدل المعقولية تمت تصفية الراسمالية الوطنية محاربة الطبقة الوسطى التي لا يستطيع اى مجتمع بالتطور بدونها وهربت رؤوس الاموال وكانت اول صفعة للاقتصاد السوداني وثبات سعر الصرف للجنيه الذي كان اكثر من 3 دولارات . سيطرت مصر على السودان بمساعدة اهله وجنون الحزب الشيوعي . صار محجوب عثمان الشيوعي وزيرا للاعلام . ومحمد صالح هو وكيل الوزارة . كانت تربطه صداقة متينة مع محمد صالح عبد اللطيف خاصة عندما كان ظابط مجلس بلدي امدرمان ويسكن في المنزل الحكومي المميز في مواجهة الطابيه على نهر النيل . محجوب عثمان كان يحكي لي كيف كان محمد صالح يترك بينه وبين محجوب عثمان فاصلا ويتعامل مع باحترافية كاملة رافضا التبسط او التلاطف . ويطالب محجوب عثمان ان لا يسقط الاحترام لأن الاحترام ليس لشخصه بل للمنصب حتى لا يختل دولاب العمل وتختفي هيبة الدولة كما حدث في مايو . محمد صالح كان يقول ..... الشغل شغل والصداقة خارج المكاتب . ولهذا كان العمل الحكومي يتمم بطريقة اقرب الى الكمال .مكتب محمد صالح كان مفتوحا لكل المواطنين لا يترك اى عمل الى الغد . صارت المجلس البلدي مثالا للانضباط .
قبل محمد صالح استلم منصب ظابط البلدية شيخ الاداريين مكاوي سليمان اكرت وله القدح المعلى في تطوير امدرمان . صار بعد السودنه مديرا على مديرية كردفان . عندما جعلت الصدفة وسوء التدبير احد اسوأ ابناء امدرمان رئيسا للدولة ، كان يقول لاهل كردفان .... انحنا ناس الثورة وصلناكم . هل كان في مسؤول بيصلكم زمان ؟ الرد كان في كل مكان يكون ..... ود اكرت ابدا ما قصر معانا نفذ كل طلباتنا مافي بلد ما مر عليها .
بعد محمد صالح استلم المهمة ،، مامون ،، وكان يكفي الاسم الاول ليعرف الناس ان المقصود هو مامون الامين ابن امدرمان . ارسل الازهري رئيس الوزراء بورقة لمامون طالبا مساعدة رجل . قام مامون بتمزيق الورقة . عاد الرجل غاضبا للازهري لأن مامون كان من رجال الحزب الاتحادي . قال الازهري للرجل انا كنتا عارف انه حيعمل كدة ، لكن انت ما كان حتصدقني اذا كلمتك . اها شفت بنفسك .
فاز ازهري وهو يحمل رمز الفانوس على رمز القطية الذي كان رمز عبد الخالق محجوب، بفارق اصوات قليلة وبعد خرق الدستور وجعل ازهري رئيس مجلس السيادة بطريقة دائمة ، كان من المتوقع فوز عبد الخالق. وقد حدث هذا . طلب الاتحاديون من مامون اجراء تغييرات في الدائرة لتضم جزءا من الملازمين للدائرة . اكتفى مامون الامين بان يقول لرجال الاتحادي ،، طظ ،، .
من الاشياء التي يجب التطرق لها هو استاذنا وخريج بخت الرضا عضو مجلس السيادة الرجل الكبير الشجاع . الاستاذ لويجي ادوك استقال عند خرق الدستور وقال ان طرد اعضاء الحزب الشيوعي ورفض قرار المحكمة الدستورية وفرض رئاسة الازهري الدائمة جريمة .وهذه الغلطات اذا بدأت فلن تقف وستكون وبالا على السودان ، وقد كان .
في تلك الفترة ادخلت الاصاءة الحديثة في الشوارع والميادين بعد أن كانت تحدث عن طريق قناية طويلة , تم تنجيل الكثير من الحدائق وظهرت النوافير المضيئة . وضعت اجهزة التلفزيون في اماكن استراتيجية ليشاهده من لا يملك تلفزيون .
بعد التطهير الذي مارسه الناصريون والشيوعيين لاول مرة في السودان ، استلم من لا يعرف وليست له مقدرة على استلام الشركات العملاقة مثل سودان مركنتايل ، متشل كوتس كونت ميخالوس الخ . احدهم المدرس عثمان زوج اسماء شقيقة زين العابدين محمد احمد عبد القادر .
وضع محمد صالح عبد اللطيف على رأس شركة مرهج التي كانت لها احد اكبر العمارات في بداية المحطة الوسطي وشارع الجمهورية . بعض الشركات الكبيرة كانت تستأجر مكاتبها في تلك العمارة منها شركة اطلس للادوية والخطوط الجوية السودانية الخ . كانت لهم وكالات متعددة لشركات اوربية منها معجون الاسنان السقنال الذي كان يصنع في السودانويصدر الى دول الجوار.
تم نهب منزل فؤاد مرهج ومنزل شقيقه المطل على النيل الازرق . تم اهداء المنزل الى الشيخ زايد النهيان بواسطة الاخرق نميري في احد عنترياته الفارغة . الحكومة دخلت في وحسة كيف يعاد البيت من شيخ زايد !!؟؟ بعد مذابح يوليو 1971 قرر الامريكان اعادة كل المسروقات الى اصحابها واعطاء الضوء الاخضر للرأسمالية العالمية ادخول السودان . لم يكن في الامكان اعادة منزل مرهج . واخيرا استولى عليه احد سواقط السودان صلاح كرار وسكن فيه بعد الانقاذ .
عندما استلم فؤاد مرهج الشركة وضح انها الشركة الوحيدة التي ارجعت الى اصحابها وهى في حالة ربح كبير . رفض فؤاد مرهج استقالة محمد صالح استمر محمد صالح في ادارة الشركة وكان آل مرهج يثقون به في كل كبيرة وصغيرة حتى في امورهم الشخصية والاسرية . ووقف مع بول ابن فؤاد مرهج عندما صفوا اعمالهم . وتركوا السودان قبل سنوات ليس بالبعيدة .
بما ان محمد صالح كان بالنسبة لنا الاخ الاكبر ولي الامر الصديق والأب فقد كان عنواننا دائما هو الخرطوم صندوق بريد 109 محمد صالح عبد اللطيف وهذا صندوق بريد شركة مرهج . محمد صالح كان بمثابة الابن لبول ويقية اسرة مرهج .
لقد دخل فؤاد مرهج الاسلام على يد محمد صالح عبد اللطيف ثم تبعه ابنه بول . بول كان انطوائيا تربطه علاقة حب واحترام عميقة مع مربيته الاثيوبية . حاول محمد صالح دفعي لصداقة بول خاصة بعد احضار السويديين الذي عملوا عندي وكنت ازور السودان مع امهات الاولاد السويديات الى الخرطوم وتحركاتي الواسعة . لم يكن في الامكان تأسيس علاقة مع بول بالرغم من احترامي له ووالده فانا بطبعي انفر من ،، اولاد المصارين البيض ،، او من يحسبون انفسهم اولاد عوائل او قبائل . لقد كنا في مجرتين مختلفتين .مجرتي كانت وستكون العباسية .
كركاسة
يرفعون بكل غباء وحقد شعار التخلص من مجتمع 1956 . ذلك المجتمع اعطى احسن الفرص للسودان . الرجال الذين حكموا كانوا الاحسن . قانون العقوبات السوداني قبل ان يفتك به الارعن نميري بقانون امن الدولة الذي فصلته المخابرات المصرية كان من خيرة القوانين في العالم .لم يكن يسمع بقضاء اكثر من ساعات عند البوليس بدون موافقة وتوقيع قاضي . لا يسمح بدخول البيوت بدون اذن او كشة . اماكن التعليم العبادات لا يسمح للشرطة بدخولها . اقصى فترة يمكن ان يقضيها المحكوم عليه بالاعدام واسنفاذ امكانيات الترافع هى اسبوعان فقط حتى لا يتعذب المحكوم عليه . لا يمكن حبس اى انسان لاكثر من اسبوعين قبل تقديمه للمحاكمة بغض النظر عن فداحة الجرم .
التعليم والعلاج المجاني اخذوا 25 % من ميزانيبة الدولة . من يدخلون جامعة الخرطوم كان اغلبهم من ابناء الاقاليم . البرقيق والقولد كان مستوى القبول في المدارس الثانوية بورسودان خور طقت حنتوب وادي سيدناحيث السكن والاكل المحاني 45 طالب من 45 طالب . واخيرا صارت المدارس الثانوية في كل مكان .
رقعة
اراد خالي محمد صلاح وبعض اعيان لقاوة من الانصارالحصول على بنادق صيد خرطوش ورصاص. ذهبوا الى وزير الداخلية الاميرعبد الله عبد الرحمن نقد الله الذي قال لهم انا ما وزير حزب الامة . انا وزير كل السودان . ولم يعطهم تصاديق . فضل الله برمة اعطى اهله كلاشات و ودوشكات !! استخدموها في نهب الخرطوم اليوم . وبرمة في منزله الفاخر في لندن .
عندما كان الامير نقد الله في زيارة الى جوبا اتى المحافظ بكمية ضخمة من الشتول لاخذها الى ازهري رئيس الدولة . رفض الطيار الحربي من الدفعة العاشرة ،، صبري ارباب ،، اخذ الشتول لانها طائرة وليست عربه كارو . ذهب المحافظ الى الوزير الاميرنقد الله غاضبا طالبا ارغام الطيار على حمل الشتول . الرد كان .......انا ما طيار وحأسمع كلام الكابتن .
اتى احد الانصار طالبا من الامير نقد الله ان يساعده في الحصول على قطعة ارض في امدرمان لانه كان من الانصار الذين هاجموا دار الحزب الشيوعي وتعرضوا للشيوعيين،، الكفار ،، . رد الامير نقد الله كان . اذا في قطعة ارض طلبها السيد الصديق وبيستحقها عبد الخالق محجوب ، حاديها لي عبد الخالق .
الامير عبد الله عبد الرحمن نقد اتاه ظابط البوليس زيادة ساتي بمصرفاته 500 دولار وهو في طريقه الى مؤتمر وزراء خارجية افريقيا . رفض استلام المبلغوقال .......واذا مت وقروش الشعب في جيبي امشي وين . كان مثل ابنه وبنته يسكنون في منزلهم المتواضع في ود نوباوي لم يرتدي ابدا غير الدمور المصنوع في السودان والمرا كيب السودانية . كان يفتح باب منزله بنفسه وهو حافي القدمين في بعض الاحيان ........ويهاجم الاغبياء والكيزان مجتمع 1956 .
شوقي
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی محمد عبد الله عبد الخالق بالرغم من الکثیر من الذی کان کان یقول التی کان فی بدایة انه کان اکثر من على رأس فی تلک ما کان اول من من اهل لم یکن کان من
إقرأ أيضاً:
ثورة أكتوبر وتوق الشعب السوداني إلى حركة حقوق مدنية (5-6)
مجتزأ من ورقة: عبد الله الفكي البشير، "ثورة أكتوبر ومناخ الستينيات: الانجاز والكبوات (قراءة أولية)"، نُشرت ضمن كتاب: حيدر إبراهيم وآخرون (تحرير)، خمسون عاماً على ثورة أكتوبر السودانية (1964- 2014): نهوض السودان المبكر، مركز الدراسات السودانية، القاهرة، 2014.
عبد الله الفكي البشير
abdallaelbashir@gmail.com
لقد رسب القادة القانونيون في امتحان محكمة الردة، إذ ليس هناك وضع أمثل للقانونيين والمشغولين بالحقوق، لإسهامهم في بناء دولة القانون وترسيخ الثقافة القانونية وتمكينها ونشرها في المجتمع، من أن يكونوا في مواقع سيادية وفي ظل نظام ديمقراطي، بيد أن هذا لم يحدث.
أما مواقف زعماء الأحزاب التقليدية من محكمة الردة في نوفمبر عام 1968، فقد عبر عنها كل من الصادق المهدي وحسن الترابي. ففي نوفمبر من عام 1968، علَّق الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة، على آراء الأستاذ محمود محمد طه ومحكمة الردة الأولى، قائلا: "إن أفكار رئيس الحزب الجمهوري خارجة عن نطاق الدين والشريعة الإسلامية وإن التفكك والانحراف الذي تعيشه بلادنا هو الذي سهل من قبل لدعاوي الكفر والإلحاد أن تتفشى وإذا أردنا حقاً القضاء على الردة والإلحاد فيجب أن نسعى جميعاً لإقامة دولة الإسلام الصحيحة". وأضاف الصادق المهدي وهو يعلق على آراء الأستاذ محمود: "إن الوضع الحالي كله خارج الشريعة الإسلامية وهذا ما مهد قبلاً لإعلان مثل هذه الأفكار والدعاوي الغريبة دون أن تجد من يردعها". كما كتب حسن الترابي، الأمين العام لجبهة الميثاق الإسلامي، في يوم 29 نوفمبر عام 1968 مقالاً بعنوان: "السياسة الصحيحة نحو محمود محمد طه واضرابه"، يقول فيه: "إن الانحراف الفكري لمحمود يوافق الاتجاه العام للحركات الشاذة في تاريخ الفكر الإٍسلامي وحاضره فهي نزعة للانفساخ من التزامات الدين وواجباته من الصلاة إلى الجهاد وهي جنوح لتحكيم الهوى وجعله فوق الرسالة بإنكار السنة والتصرف بالتفسيرات الذاتية في آيات القرآن. وبها لا يعدو الدين أن يكون أداة لتسخير الاتباع لأهواء القائد وتقديسه بصورة عمياء كما نشاهد". ثم تناول الترابي في نفس المقال حكم المحكمة الشرعية الذي صدر يوم 18 نوفمبر 1968، بردة الأستاذ محمود عن الإسلام، قائلا: "أما حكم المحكمة الشرعية فقد اقتضاه اختصاص المحاكم بالأحوال الشخصية للمسلمين وضرورة الفصل في الصفة الدينية للمواطن لتنبني على ذلك أوضاعه القانونية الشخصية وهو حكم قد صدر في إجراءات قضائية رسمية". وأضاف الترابي قائلا: "ولعل ردة الفعل الهوجاء التي ظهرت من محمود خير دليل على أن الحكم قد كان له آثاره الفعالة في حصر المرض الذي يحاول محمود وأشياعه أن ينشروه. والذين تولوا مع محمود الحملة على القضاء الشرعي لا يقصدون أشخاص القضاة وإنما يهدف أغلبهم للنيل من الإسلام في كل مظهر من مظاهره بصورة منافقة ماكرة".
مثَّلت هذه المواقف أكبر دليل على غياب الورع الأخلاقي والخيانة لمبادئ ثورة أكتوبر. ويكفي أن نلفت انتباه القارئ للاطلاع على رأي الزعيمين المهدي والترابي اليوم بشأن الردة. فالآراء قد تبدلت تماماً، والمواقف قد اختلفت كلية. الشاهد أن في رأي الترابي والمهدي بشأن الردة عام 1968 مقروناً برأيهما اليوم دليل قوي عن أزمة الأخلاق في الفكر الإسلامي ودليل قوي كذلك عن محنة أهل السودان في زعمائهم ومفكريهم. إن تبديل الآراء وتغيير المواقف، كما تجلى في موقفي المهدي والترابي تجاه حكم الردة، يعبر بجلاء عن حالة اليتم الفكري واليتم القيادي التي تعيشها شعوب السودان والإسلام. بيد أن العزاء والمراهنة ستكون على تطور الوعي والذي هو في اندياح الآن، ونمو الحس العدلي لدى الشعوب، الأمر الذي يؤدي إلى بناء الرأي العام الجديد، وبعث المعايير الأخلاقية في قراءة المواقف والوقائع، والمناداة بالحقوق الإنسانية، وتحرير الشعوب من الأوصياء على العقول، عندها سنكون نحن في قلب "الثورة الكبرى، ثورة العقول".
الشاهد أن محكمة الردة في نوفمبر 1968، والتي تمت في عقد الستينيات، عقب ثورة أكتوبر، بتآمر واضح ومكشوف، مثلت سابقة خطيرة أسست لعدم الاستقرار وغياب الحرية في السودان. فقد تم استدعاء تلك المحكمة، في ظل قوانين سبتمبر 1983 (ما سمي بالشريعة الإسلامية) والتي أدت إلى انهيار اتفاقية أديس أبابا 1972، إلى محاكمة يناير 1985 وتنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود محمد طه في صبيحة يوم الجمعة 18 يناير 1985. لقد ساهمت تلك السابقة وتنفيذ حكم الاعدام فيما بعد، في أن يخسر السودان وحدته واستقراره منذ ذلك الوقت، وحتى يوم الناس هذا.
الكبوة الدستورية: الدستور الإسلامي 1968
على الرغم من أن أشواق الجماهير في ثورة أكتوبر، كانت تُعبر عن الخروج من الذات لملاقاة الآخر، وهي تحمل أماني الوحدة من خلال رفضها للحسم العسكري لقضية الجنوب، كانت الأحزاب التقليدية تعمل على النقيض تماماً، حيث العمل على ما يفتت البلاد من خلال الدعوة للدستور الإسلامي. فقد طرح مشروع الدستور الإسلامي وقد أيدته حينها كل الأحزاب الطائفية وجبهة الميثاق (الإخوان المسلمون)، وتحمست له جميعها. فبعد إجراء الانتخابات العامة في أبريل 1968 أقرت الجمعية التأسيسية الجديدة الاقتراح بتكوين لجنة للدستور من أربعين عضوا من أعضاء الجمعية، يترك لها تحديد اختصاصاتها على أن تكون مسودة الدستور التي تم وضعها سنة 1967 هي الأساس للمناقشة. وإذا ما نظرنا في مداولات اللجنتين كما أوردهما يوسف محمد علي في كتابه: السودان والوحدة الوطنية الغائبة، نجد أن هناك جهوداً كبيرة بذلت من قبل بعض أعضاء اللجنتين في سبيل أن يكون دستور السودان دستورا إسلامياً على النحو الذي أرادته الأحزاب التقليدية. وقد تصدى فيليب عباس غبوش وأبل ألير وعبد الخالق محجوب وغيرهم، لبنود مشروع الدستور الإسلامي وقدموا اقتراحات بتعديل البنود بما يتسق مع مكونات السودان وتركيبته المتنوعة وينسجم مع أشواق الجماهير التي فجرت ثورة أكتوبر، ولكن اقتراحاتهم سقطت، وكان لابد لها أن تسقط أمام الأغلبية التي كانت تمثل الأحزاب التقليدية. أخيرا تم وضع مشروع الدستور الإسلامي، وتم تقديمه للجمعية التأسيسية التي أقرته في القراءة الأولى والثانية. يقول عبد الماجد أبو حسبو، "عندما وُضع مشروع الدستور الدائم وكنت وزيراً للعدل، كانت وزارة العدل بحكم وظيفتها مسئولة عن الصياغة وعن مشروعات القوانين. وقبل تقديم مشروع الدستور للجمعية التأسيسية رأيت أن نعرض ذلك المشروع على العالم الدستوري الأستاذ العلامة السنهوري في مصر، وكونت وفدًا يمثل مختلف وجهات النظر من الأساتذة المختصين، والسياسيين والقضاة، لحمل مشروع الدستور وعرضه على العلامة الأستاذ السنهوري الذي درس المشروع وأبدى عليه ملاحظات قيِّمة. عرض الدستور على الجمعية التأسيسية لدراسته ومناقشته وإقراره وتمت بالفعل القراءة الأولى والثانية وأُجيزتا، وقبل القراءة الثالثة والأخيرة وقع انقلاب 25 مايو سنة 1969".
الشاهد أنه ليس هناك فرصة في مجتمعات التنوع الثقافي كحال السودان سوى اعتماد مبدأ المواطنة، حيث يتساوي جميع المواطنين من حيث هم مواطنون والأخذ في الدستور بالأصول الإنسانية التي يلتقى فيها الناس.
نلتقي في الحلقة السادسة وهي الأخيرة.