لماذا وصف الإسرائيليون استقالة قائد القوات البرية بالهزة الأرضية؟
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
القدس المحتلة- تعتبر التحليلاتُ العسكرية استقالةَ قائد القوات البرية بالجيش الإسرائيلي، اللواء تامير يادعي، بأنها "هزة أرضية" في قيادة هيئة الأركان و"صداع بالرأس" لرئيسها هرتسي هاليفي، وعكست الخلافات داخل المؤسسة العسكرية كل ما يتعلق بالإخفاق في منع هجوم "طوفان الأقصى" وتحقيق أهداف الحرب على غزة، وكذلك السجال بشأن التعيينات والترقيات بالجيش.
ورغم ما قيل إن الاستقالة كانت "لأسباب شخصية" فإن تقديرات المحللين العسكريين تستبعد ذلك، بل تجمع على أنها تأتي في سياق استقالات كبار الضباط بالجيش، والصراع على التعيينات في مناصب قيادية برئاسة هيئة الأركان.
وكان قد سبق استقالة يادعي -التي ستدخل حيز التنفيذ بعد أسابيع قليلة- استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أهارون حاليفا، وقائد "فرقة غزة" العميد آفي روزنفيلد، وقائد "الوحدة 8200" التابعة للاستخبارات العسكرية العميد يوسي سارييل الذي سينهي مهامه قريبا.
ويشير المراسل والمعلق العسكري في موقع "والا" الإلكتروني أمير بوحبوط إلى أن الاستقالة أو إنهاء المنصب يأتي بسبب الخلافات الخفية بهيئة الأركان على الترقيات والتعينات في قيادة الجيش، ووصفها بـ "هزة أرضية".
وفي أعقاب توالي الاستقالات والتنحي من المناصب القيادية بالجيش، يوضح بوحبوط أن هيئة الأركان العامة في حالة تأهب قصوى الآونة الأخيرة، على خلفية الحرب على غزة، والمناقشات حول صفقة الأسرى، والتغييرات الأخرى المتوقعة في التسلسل الهرمي داخل قيادة هيئة الأركان العامة.
ويقول المراسل العسكري إن قائد القوات البرية المستقيل كان يعتبر مرشحا مستقبليا لمنصب نائب رئيس الأركان "لكن بحسب التقديرات، فإن النائب الحالي أمير برعام لن ينهي منصبه قريبا" ويعتقد أن قرار يادعي ينبع من تقييم مفاده أن هاليفي لا ينوي التوصية عليه لمنصب النائب التالي لرئيس الأركان.
ويضيف أن يادعي كان بداية الحرب على غزة أحد الجنرالات الذين دفعوا "للمناورة البرية" وأعربوا عن ثقتهم في قوات الاحتياط، وخلال الأشهر الستة الماضية عمل على رفع مستوى قدرات القوات البرية وتعزيز خطط مشترياتها الإستراتيجية، خلافا لموقف قيادة الأركان التي ألمحت إلى أن التوغل البري استنفذ مهمته.
وفي ظل هذه الاستقالات، يتساءل المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية ألحنان مزوز عما إذا كان قائد القوات البرية المستقيل -وهو الذي يعتبر الأكبر سنا وتجربة بهيئة الأركان العامة- ينوي الترشح لمنصب رئيس هيئة أركان الجيش خلفا لهاليفي، مرجحا أن الاستقالة تأتي على خلفية الخلافات بشأن التعيينات في المناصب القيادية بهيئة الأركان العامة، وبعد أن تيقن يادعي أن هاليفي استبعده من أي ترقيات، وخاصة لمنصب نائب رئيس الأركان.
ويعتقد مزوز أن الاستقالات بالجيش وهيئة الأركان بعد تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشير إلى أن الكثير من الضباط يتحملون مسؤولية الإخفاق الاستخباراتي بمنع "طوفان الأقصى" كما أن هذه الاستقالات تثير شكوكاً وعلامات استفهام فيما يتعلق بطبيعة التعيينات في الجيش والترقيات التي يقوم بها هاليفي.
تفكك الجيشوفي سياق محاولة فهم ما يجري في كواليس قيادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، يستعرض مراسل ومحلل الشؤون العسكرية والأمن بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع التعيينات التي يقوم بها هاليفي في رئاسة الأركان من أجل الحفاظ على "هوية الجيش".
ويلفت يهوشع إلى أن هاليفي -الذي يتحمل مع رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار مسؤولية "أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل"- يقود تعيينات تأتي في سياق الخلافات داخل المؤسسة العسكرية والتباين بالمواقف مع المستوى السياسي والحكومة بشأن سير الحرب، وكذلك مستقبل مفاوضات صفقة التبادل ووقف النار.
ويقدر المحلل العسكري أن يقدم هاليفي على الاستقالة أيضا في "الوقت المناسب" قائلا "ربما سيحدث هذا بالفعل الأشهر المقبلة، بشرط التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن هاليفي يواصل هيكلة المبنى المستقبلي للجيش".
ويوضح أن هاليفي "لا يتصرف مثل رئيس شعبة الاستخبارات المنتهية ولايته، أو كمن سبقه من المستقيلين، بل يواصل التعيينات الجديدة والترقيات لتحصين نفسه في مكتبه، وكأنه يملك الشرعية لتشكيل وجه الجيش لسنوات قادمة".
ويشير المحلل العسكري إلى أن هاليفي يعتقد أنه هو من "ينقذ الوطن" ويناور بشكل ممتاز مع الصدع الذي فتح بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، مستفيدا بشكل جيد من مسؤوليتهما عن الوضع وضعفهما السياسي.
ويضيف "لكنه لا يعي حجم الضرر الذي تسبب به للجيش خلال الحرب.. وفي عهد رئاسة الأركان هذه لن تتم إعادة تأهيل الجيش، بل ما يجري سيقوده إلى التفكك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هیئة الأرکان العامة قائد القوات البریة أن هالیفی إلى أن
إقرأ أيضاً:
والي الجزيرة: استراتيجيات القوات النظامية في حرب الكرامة تُدرَّس في الأكاديميات العسكرية
أكد والي ولاية الجزيرة، الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، أن القوات النظامية السودانية، بما في ذلك الجيش والشرطة وجهاز المخابرات الوطني، قدمت دروسًا واستراتيجيات عسكرية رائدة خلال حرب الكرامة، والتي ستظل مرجعًا للأكاديميات العسكرية على مستوى العالم.جاء ذلك خلال تقديمه تهانىء عيد الفطر المبارك لقيادة الفرقة الأولى مشاة، وجهاز المخابرات الوطني، ورئاسة الشرطة بمدينة مدني، إضافة إلى المقاومة الشعبية.وأشاد الوالي بالتنسيق المحكم بين القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، إلى جانب حركات الكفاح المسلح والمستنفرين والمقاومة الشعبية، مما ساهم في حسم معركة الكرامة.وأكد والي الجزيرة أن بسالة الجندي السوداني تمثل رمزًا للعزة والسيادة الوطنية، وستظل نموذجًا في الشجاعة والإقدام.من جانبه، دعا اللواء الركن عوض الكريم علي سعيد، قائد الفرقة الأولى مشاة، إلى تعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ الجهوية والقبلية والانتماءات الحزبية الضيقة، مؤكدًا ضرورة تقديم مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.وأكد اللواء شرطة عبد الإله محمد، مدير شرطة الولاية، أن القوات النظامية تعمل بتناغم تام مع كافة المكونات لضمان حفظ الأمن والاستقرار، عبر تكثيف الارتكازات الأمنية والدوريات وانتشار القوات في مختلف أنحاء الولاية.أما اللواء الركن عبد الله الطريفي، رئيس المقاومة الشعبية بالولاية، فقد أشار إلى أن جهود حكومة الولاية أسهمت في تطبيع الحياة، معتبرًا أن زيارة الوالي للقيادات الأمنية تأتي تأكيدًا على استقرار الأوضاع الأمنية في الجزيرة.من جهته، أكد العقيد أمن عبد العزيز ضو البيت، مدير جهاز المخابرات الوطني بالإنابة، أن عيد الفطر هذا العام يأتي في ظل أفراح الانتصارات على المليشيا المتمردة، مشيرًا إلى استمرار الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب