القدس المحتلة- تعتبر التحليلاتُ العسكرية استقالةَ قائد القوات البرية بالجيش الإسرائيلي، اللواء تامير يادعي، بأنها "هزة أرضية" في قيادة هيئة الأركان و"صداع بالرأس" لرئيسها هرتسي هاليفي، وعكست الخلافات داخل المؤسسة العسكرية كل ما يتعلق بالإخفاق في منع هجوم "طوفان الأقصى" وتحقيق أهداف الحرب على غزة، وكذلك السجال بشأن التعيينات والترقيات بالجيش.

ورغم ما قيل إن الاستقالة كانت "لأسباب شخصية" فإن تقديرات المحللين العسكريين تستبعد ذلك، بل تجمع على أنها تأتي في سياق استقالات كبار الضباط بالجيش، والصراع على التعيينات في مناصب قيادية برئاسة هيئة الأركان.

وكان قد سبق استقالة يادعي -التي ستدخل حيز التنفيذ بعد أسابيع قليلة- استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أهارون حاليفا، وقائد "فرقة غزة" العميد آفي روزنفيلد، وقائد "الوحدة 8200" التابعة للاستخبارات العسكرية العميد يوسي سارييل الذي سينهي مهامه قريبا.

قائد القوات البرية الإسرائيلي تامير يادعي ذكر أن استقالته جاءت لأسباب شخصية (مواقع التواصل) خلاف على التعيينات

ويشير المراسل والمعلق العسكري في موقع "والا" الإلكتروني أمير بوحبوط إلى أن الاستقالة أو إنهاء المنصب يأتي بسبب الخلافات الخفية بهيئة الأركان على الترقيات والتعينات في قيادة الجيش، ووصفها بـ "هزة أرضية".

وفي أعقاب توالي الاستقالات والتنحي من المناصب القيادية بالجيش، يوضح بوحبوط أن هيئة الأركان العامة في حالة تأهب قصوى الآونة الأخيرة، على خلفية الحرب على غزة، والمناقشات حول صفقة الأسرى، والتغييرات الأخرى المتوقعة في التسلسل الهرمي داخل قيادة هيئة الأركان العامة.

ويقول المراسل العسكري إن قائد القوات البرية المستقيل كان يعتبر مرشحا مستقبليا لمنصب نائب رئيس الأركان "لكن بحسب التقديرات، فإن النائب الحالي أمير برعام لن ينهي منصبه قريبا" ويعتقد أن قرار يادعي ينبع من تقييم مفاده أن هاليفي لا ينوي التوصية عليه لمنصب النائب التالي لرئيس الأركان.

ويضيف أن يادعي كان بداية الحرب على غزة أحد الجنرالات الذين دفعوا "للمناورة البرية" وأعربوا عن ثقتهم في قوات الاحتياط، وخلال الأشهر الستة الماضية عمل على رفع مستوى قدرات القوات البرية وتعزيز خطط مشترياتها الإستراتيجية، خلافا لموقف قيادة الأركان التي ألمحت إلى أن التوغل البري استنفذ مهمته.

وفي ظل هذه الاستقالات، يتساءل المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية ألحنان مزوز عما إذا كان قائد القوات البرية المستقيل -وهو الذي يعتبر الأكبر سنا وتجربة بهيئة الأركان العامة- ينوي الترشح لمنصب رئيس هيئة أركان الجيش خلفا لهاليفي، مرجحا أن الاستقالة تأتي على خلفية الخلافات بشأن التعيينات في المناصب القيادية بهيئة الأركان العامة، وبعد أن تيقن يادعي أن هاليفي استبعده من أي ترقيات، وخاصة لمنصب نائب رئيس الأركان.

ويعتقد مزوز أن الاستقالات بالجيش وهيئة الأركان بعد تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشير إلى أن الكثير من الضباط يتحملون مسؤولية الإخفاق الاستخباراتي بمنع "طوفان الأقصى" كما أن هذه الاستقالات تثير شكوكاً وعلامات استفهام فيما يتعلق بطبيعة التعيينات في الجيش والترقيات التي يقوم بها هاليفي.

تفكك الجيش

وفي سياق محاولة فهم ما يجري في كواليس قيادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، يستعرض مراسل ومحلل الشؤون العسكرية والأمن بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع التعيينات التي يقوم بها هاليفي في رئاسة الأركان من أجل الحفاظ على "هوية الجيش".

ويلفت يهوشع إلى أن هاليفي -الذي يتحمل مع رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار مسؤولية "أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل"- يقود تعيينات تأتي في سياق الخلافات داخل المؤسسة العسكرية والتباين بالمواقف مع المستوى السياسي والحكومة بشأن سير الحرب، وكذلك مستقبل مفاوضات صفقة التبادل ووقف النار.

ويقدر المحلل العسكري أن يقدم هاليفي على الاستقالة أيضا في "الوقت المناسب" قائلا "ربما سيحدث هذا بالفعل الأشهر المقبلة، بشرط التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن هاليفي يواصل هيكلة المبنى المستقبلي للجيش".

ويوضح أن هاليفي "لا يتصرف مثل رئيس شعبة الاستخبارات المنتهية ولايته، أو كمن سبقه من المستقيلين، بل يواصل التعيينات الجديدة والترقيات لتحصين نفسه في مكتبه، وكأنه يملك الشرعية لتشكيل وجه الجيش لسنوات قادمة".

ويشير المحلل العسكري إلى أن هاليفي يعتقد أنه هو من "ينقذ الوطن" ويناور بشكل ممتاز مع الصدع الذي فتح بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، مستفيدا بشكل جيد من مسؤوليتهما عن الوضع وضعفهما السياسي.

ويضيف "لكنه لا يعي حجم الضرر الذي تسبب به للجيش خلال الحرب.. وفي عهد رئاسة الأركان هذه لن تتم إعادة تأهيل الجيش، بل ما يجري سيقوده إلى التفكك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هیئة الأرکان العامة قائد القوات البریة أن هالیفی إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلن قائد التفاوض الفني مع إيران.. لماذا مايكل أنتون؟

في تطور جديد بشأن االمحادثات النووية بين واشطن وطهران، عينت وزارة الخارجية الأميركية مايكل أنتون، مدير تخطيط السياسات، لقيادة الفريق الفني الأميركي في المحادثات الجارية، بحسب ما أفاد به مسؤولان أميركيان لموقع "بوليتيكو". 

ويقود أنتون، الذي يعد من الوجوه الصاعدة داخل الإدارة، فريقا يضم حوالي 12 خبيرا من مختلف المؤسسات الحكومية، يعملون على بلورة التفاصيل الفنية لاتفاق يفرض قيودا مشددة على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

ومن المقرر أن يقود أنتون الجولة الأولى من المحادثات الفنية مع الجانب الإيراني نهاية الأسبوع، تمهيدا للقاء مرتقب الأسبوع المقبل في روما بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

لماذا مايكل أنتون؟

وصرح مسؤول في الإدارة الأميركية أن "أنطون هو الخيار الأمثل لهذه المهمة نظرا إلى خبرته الواسعة ورؤيته الاستراتيجية"، مؤكدا التزامه بتنفيذ أجندة الرئيس ترامب بشأن هذا الملف الحساس.

ويتمتع أنتون بنفوذ متزايد داخل الإدارة، خاصة بعد عمله في مجلس الأمن القومي خلال الولاية الأولى لترامب، إضافة إلى انخراطه لاحقا في معهد كليرمونت المحافظ.

وفي الإدارة الأولى للرئيس ترامب، شغل أنتون منصب نائب مساعد الرئيس ونائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في هيئة موظفي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. كما عمل لمدة 4 سنوات في مجلس الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش.

ولم يعلن المسؤول الأميركي بعد عن موقفه العلني من الملف الإيراني، الذي طالما أثار جدلا حادا وانقساما في واشنطن.

انقسام داخل إدارة ترامب

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الإدارة الأميركية انقساما داخليا حول النهج الأنسب للتعامل مع طموحات إيران النووية، بين من يدفع نحو تسوية دبلوماسية، وبين أصوات تنادي بخيار عسكري.

وأعلن ترامب مرارا تفضيله لحل سلمي، إلا أن المواقف داخل الإدارة لا تزال متباينة بشأن سقف المطالب الأميركية، وما إذا كانت واشنطن ستصر على تفكيك البرنامج النووي بالكامل، أم ستقبل بصيغة تسمح لإيران بالاحتفاظ بجزء من بنيتها التحتية تحت رقابة دولية صارمة.

وآخر تصريحاته، كشف وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة تدرس حلا يسمح لطهران باستيراد الوقود النووي المخصب لاستخدامه في أغراض مدنية، لكنه حذر من أن إصرار إيران على التخصيب قد يجعلها "الدولة الوحيدة في العالم التي تخصب دون أن يكون لها برنامج أسلحة معلن"، معتبرا ذلك "أمرا إشكاليا".

 

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعلن قائد التفاوض الفني مع إيران.. لماذا مايكل أنتون؟
  • محافظ الفيوم يهنئ وزير الدفاع ورئيس الأركان بالذكرى الـ 43 لتحرير سيناء
  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي يبعث برقية تضامن ومواساة للرئيس التركي على خلفية الهزات الأرضية بإستانبول
  • رئيس الأركان أحمد خليفة يلتقي قائد دفاع نيوزيلندا
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقى قائد قوة دفاع نيوزيلندا
  • رئيس الأركان يلتقي قائد قوة دفاع نيوزيلندا لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون العسكري
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقى قائد قوة دفاع نيوزيلندا.. صور
  • وظائف شاغرة في القوات البرية الملكية
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: صدام بين وزير المالية ورئيس الأركان خلال اجتماع الحكومة الأمنية
  • شيخ العقل اطمأن على صحة الراعي واتصل بقائد الجيش ورئيس الأركان معزياً بالشهداء