الأمم المتحدة: ارتفاع عدد المشردين في السودان إلى أكثر من 4 ملايين
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
نيويورك القاهرة "د ب أ" "رويترز": قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 4 ملايين شخص شردوا منذ بدء القتال في السودان قبل نحو أربعة أشهر.
وذكرت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للمنظمة الدولية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي: "بعد 16 أسبوعا من الصراع في السودان، شرد أكثر من 4 ملايين شخص داخل الدولة وعبر الحدود إلى دول مجاورة".
وأشارت إلى أن "العديد من المحاصرين بسبب القتال لم يتمكنوا ،وفي بعض الحالات منعوا فعليا، من البحث عن الأمان في مكان آخر. أما بالنسبة لأولئك الذين يمكنهم الهروب فهم يواجهون مخاطر أخرى، فهم معرضون لسوء المعاملة والسرقة والمضايقات أثناء رحلاتهم إلى مناطق أكثر أمنا".
وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي ، قال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية آدم وسورنو إن 4ر1 مليون شخص فروا من منازلهم منذ 23 يونيو فقط.
وأضاف ، متحدثا نيابة عن المنسق الأممي للإغاثة من الطوارئ مارتن جريفيث،: "انزلاق السودان إلى كارثة إنسانية كاملة قد تعمق".
وقال إن 80% من المستشفيات في أنحاء السودان لا تعمل وإن 14 مليون طفل ، أي نصف الأطفال في هذا البلد ، يحتاجون دعما إنسانيا.
قطاع التعليم
عندما أجبرت الحرب في العاصمة السودانية سارة الشريف وأسرتها على الفرار، تركت الطالبة التي تدرس تكنولوجيا المعلومات والبالغة من العمر 19 عاما كتبها وجهاز الكمبيوتر الخاص بها.
وتعيش حاليا في سنار الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب شرقي الخرطوم، وتعاني من ضعف الإنترنت ولا تملك جواز سفر لترك السودان.
ولا تجد، شأنها شأن كثيرين، سبيلا لمواصلة دراستها في وقت يحتدم فيه القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وهوى الصراع، الذي بدأ في منتصف أبريل بنظام التعليم المتعثر في السودان إلى حالة من الانهيار مع إغلاق العديد من المدارس أو تحويلها لملاجئ للنازحين وإلغاء معظم امتحانات نهاية العام.
تقول سارة الشريف إن هذه الحرب تؤدي إلى نهاية التعليم في السودان وتحول الأمور من سيء إلى مستحيل.
وأشعل الصراع معارك يومية في شوارع الخرطوم وعادت معه الهجمات العرقية في دارفور وتسبب في تشريد أكثر من أربعة ملايين داخل السودان وعبر حدوده.
تقول سيمون فيس المسؤولة بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة(يونيسف) في السودان إن هناك "عددا مقلقا من التقارير التي تفيد بتجنيد جماعات مسلحة للفتيان والفتيات".
وتشير الأمم المتحدة إلى أن 89 مدرسة على الأقل في سبع ولايات تُستخدم ملاجئ للنازحين مما يثير مخاوف من عدم تمكن الكثير من الأطفال من دخول المدارس في العام الدراسي الجديد ليتركهم ذلك عرضة لعمالة الأطفال وسوء المعاملة.
وألغت وزارة التربية والتعليم الأربعاء معظم امتحانات نهاية العام في المناطق المتضررة من الحرب.
وقالت سحر عبد الله وهي معلمة نازحة من الخرطوم لجأت إلى سنار " في ظل الواضع الراهن هذا، أي زول يشوف إنه مستحيل يكون في عام دراسي جديد".
إضراب المعلمين
وحتى قبل اندلاع الصراع، صنفت منظمة أنقذوا الأطفال السودان واحدة من البلدان الأربعة الأولى على مستوى العالم التي يواجه فيها التعليم خطرا شديدا.
تشير المنظمة الخيرية إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس ارتفع حالياً إلى تسعة ملايين من 6.9 مليون، ونزح أكثر من مليون طفل في سن الدراسة وأغلقت 10400 مدرسة على الأقل منذ بدء القتال.
وفي حين أن الخرطوم لديها تراث فكري تعتز به، ينهار نظام التعليم بسبب قلة الاستثمار والتدخل السياسي والأزمة الاقتصادية الطاحنة. وسبق أن تعطلت الدراسة نتيجة احتجاجات الشوارع قبل وبعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019، فضلا عن فيضانات عارمة غير معتادة في 2020 وجائحة كوفيد-19.
وعن مشكلة اكتظاظ الفصول الدراسية تقول المعلمة النازحة سحر عبد الله "بعض الطلاب يواجهون مشكلة في الإجلاس، الطالب ممكن ييجي شايل إجلاسه(مقعده) معه أو حتى توفير الكتاب المدرسي بالصورة الكافية المرضية للمعلم بحيث إنه يوصل المعلومة".
ونظم المعلمون العاملون في الدولة إضرابا لثلاثة أشهر احتجاجا على الأجور وظروف العمل قبل اندلاع الحرب. وقال عضو بارز في لجنة المعلمين السودانيين إن ما يصل إلى 300 ألف معلم لم يتقاضوا رواتبهم منذ مارس.
وقالت فاطمة محمد، وهي معلمة نازحة فرت من الخرطوم إلى ولاية القضارف بعد أن استولت قوات الدعم السريع على المدرسة التي تعمل بها "بسبب الحرب توقفت الدراسة وكنا نستعد لامتحانات نهاية العام الدراسي ومستقبل ومصير التلاميذ مجهول لا نعرف متي سنعود للعمل؟ ومنذ شهر مارس لم نستلم مرتباتنا الشهرية.. المدرسة حاليا في منطقة حرب".
"انتظار وأمل"
وعلى الرغم من الاضطرابات التي شهدتها الدراسة خلال السنوات القليلة الماضية، تمكنت رباب نصر الدين من بلوغ السنة الثالثة في كلية القانون بجامعة الخرطوم حتى اندلاع الحرب.
لكنها اضطرت هي الأخرى إلى الفرار وتخلت عن الشهادات والمواد التعليمية التي قد تساعدها على مواصلة الدراسة في مكان آخر. وقالت إن الخيار الوحيد أمامهم هو الانتظار والأمل في حدوث الأفضل.
أما عمال الإغاثة فيحاولون المساعدة في التخفيف من حدة الأزمة بإنشاء مساحات آمنة للتعليم وتزويد الأطفال بالدعم النفسي والاجتماعي.
وجمع صندوق "التعليم لا ينتظر" التابع للأمم المتحدة والمخصص لتمويل جهود التعليم في حالات الطوارئ 12.5 مليون دولار، ويهدف إلى توفير الخدمات التعليمية لنحو 120 ألف طفل في السودان والدول المجاورة.
وقالت ياسمين شريف المديرة التنفيذية للصندوق إنه خلال جائحة كوفيد-19، لم يرغب الآباء في الدول الغنية "في أن ينتظر الأطفال لعام أو شهر لمواصلة الدراسة، فلماذا نتوقع منهم (في السودان) الانتظار حتى ينتهي الصراع؟"
ويسعى بعض النازحين من السودان إلى الالتحاق بمدارس وجامعات في الدول التي فروا إليها مثل هؤلاء في مصر. لكن لا توجد مثل هذه الخيارات في تشاد التي وصل إليها أكثر من 377 ألف لاجئ.
وقال خليفة آدم وهو طالب نازح هرب إلى أدري في تشاد من دارفور لرويترز "ما أقدر أمشي وأواصل التعليم وأهلي ما أقدر أتواصل معهم وانقطع التواصل بيننا، الناس هنا قالوا ممكن تواصل إلكترونيا لكن شايف إلكترونيا هنا في أدري صعب، الشبكة سيئة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمم المتحدة السودان إلى فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
270 طفلاً بسجون الاحتلال يواجهون الاحتلال مرحلة أكثر دموية بظل الحرب
رام الله - صفا
قال نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، "إن الأطفال الفلسطينيين يواجهون مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ قضيتنا، مع استمرار حرب الإبادة وعمليات المحو الممنهجة، اللتين أدتا إلى استشهاد الآلاف منهم، إلى جانب آلاف الجرحى، والآلاف ممن فقدوا أفرادا من عائلاتهم أو عائلاتهم بشكل كامل".
وأضافت النادي والهيئة في بيان مشترك، صدر لمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام "أن مستوى التوحش الذي يمارسه الاحتلال بحق أطفالنا، يشكل أحد أبرز أهداف حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 411 يوما، لتكون هذه المرحلة من التوحش امتداداً لسياسة استهداف الأطفال التي يمارسها الاحتلال منذ عقود طويلة، إلا أن المتغير اليوم، هو مستوى الجرائم الراهنة وكثافتها".
وأشارا إلى أن قضية الأطفال المعتقلين شهدت تحولات هائلة منذ بدء حرب الإبادة، فقد تصاعدت حملات الاعتقال بحقهم، سواء في الضفة التي سُجل فيها ما لا يقل عن (770) حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، إضافة إلى أطفال من غزة لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري، ويواصل الاحتلال اليوم اعتقال ما لا يقل عن (270) طفلا يقبعون بشكل أساسي في سجني (عوفر، ومجدو)، إلى جانب المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، ومنها معسكرات استحدثها بعد الحرب، مع تصاعد عمليات الاعتقال التي طالت آلاف المواطنين.
واستعرضا جملة من المعطيات والحقائق عن واقع عمليات الاعتقال للأطفال، وظروف احتجازهم:
وبينا أنه ومنذ بدء حرب الإبادة، تعرض ما لا يقل عن 770 طفلاً من الضفة تقل أعمارهم عن 18 عاما، للاعتقال على يد قوات الاحتلال، ولا يشمل ذلك من أبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه لاحقاً.
ولا يزال ما لا يقل عن 270 طفلاً معتقلين في سجون الاحتلال وتتراوح أغلبية أعمارهم بين (14-17) عاماً، مع الإشارة إلى أنه لا معطى واضح عن أعداد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال من غزة، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم داخل المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.