بوابة الوفد:
2024-09-15@20:40:03 GMT

يا كحك العيد، يا بسكويت

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

ما أن نصل إلى الأسبوع الأخير من رمضان حتى ننتقل جميعا لبيت جدتي استعدادا لخبيز العيد وما يشمله من كعك وبسكويت ومخبوزات أخرى لذيذة، أنتهي من سحوري برفقة الصغار والكبار من أبناء الأعمام والعمات وأجري على المطبخ حيث تجلس جدتي لإعداد العجين المخصص لكعك العيد، رائحة السمن المغلي تعبق المكان وتكسبه الدفء والحميمية، تطلب مني نثر السمسم المحمص على الدقيق ومعه المحلب ورائحة الكعك فأطيعها وأنا أشعر بتمييزها لي عن كل الحفيدات فيملأني الزهو والفخر، تناولني بضعة ملاعق من السكر وملعقة من الملح فأتعجب منها وأسألها لماذا الملح يا جدة والسكر بعد النضج سيغطيه فتبادرني بحكمة الايام:

 

 

 

لنعرف قيمة الحلو في حياتنا لابد لنا من طعم الملح.

 

أسمعها ولا افهم فتصمت تاركة للأيام مهمة إفهامي، تضيف بنفسها إناء الخميرة الذهبية الفائرة بينما تتمتم شفتاها بالأدعية بأن يبارك الله في اللمة ويزيد الخير والفرحة، وأن يضع البركة فيما تخبزه فيربو ويزيد، أنكمش بجوارها وأنا أرقب اندماجها في عجنها للمكونات وقد استحالت كما الآلهة الإغريقية تمنح الحياة وتحيل الجماد إلى كائنات نابضة.

 

الخميرة يا بنيتي روح حية، تحيي موات القمح المطحون وتطرح البركة في العجين فيكبر وينمو، تماما مثل طفل وليد تمنحه الدقائق والايام قوة وصلابة فيغدو رجلا عظيما أو امرأة تخرج الأحياء من رحمها.

 

تمتد الطبالي الخشبية في صحن البيت المكشوف للسماء، تحضر عمتي الصغرى الصاجات التي ستنتظم قطع الكعك فيها بصفوف طويلة تمهيدا لخبزها في الفرن بينما انقسمت الأعمال بين العمات جميعهن، هذه تقطع العجين إلى قطع متساوية وهذه تلينها بين كفيها والأخيرة تزينها بنقشات مبتكرة بواسطة منقاش نحاسي ثم تضعها في مكانها على الصاج، أسألها مستفسرة:

 

 

 

لما النقوش يا عمتي؟

 

فتجيبني:

 

النقش يكسب الكعكة تعرجات تجعلها تحتفظ بأكبر كمية من السكر، تماما كما روح الانسان تحتفظ بين ثنياتها بالعديد من المشاعر والانطباعات التي نقشتها التجارب وطبعتها على جدارها المحن، أما الروح الملساء عديمة التجربة فتفشل في ترك انطباع عنها تماما مثل كعك بلا سكر.

 

تلكز عمتي صغيرتها التي بدأت في البكاء رغبة في تدوير ماكينة تشكيل البسكويت مثلي وتطمئنها بأنها سيحين دورها عندما تكل يدي وأرغب في بعض الراحة، أبادر فور سماعي لكلام العمة بأنني لم أتعب ولن استريح حتى أنتهي من كل البسكويت الموجود، تغتاظ الصغيرة ويستحيل بكاءها صراخا فيتوجه الجميع بنظراتهم المتهِمة إلي فأترك الماكينة وقد استبد بي الغبن والقهر وأصعد إلى سطح البيت حيث تقوم جدتي بخبز الكعك، أنظر للسماء وقد بدأت أول خيوط النور في التمدد بالسماء فأبتسم، تجذبني جدتي من جلبابي وتقبلني قبلة مبللة بعرقها واللعاب أبادر بعدها بمسح وجهي خلسة كي لا تراني، تعطيني كعكة من أول الصاجات الناضجة فأخبرها أني صائمة فتضحك وتبادرني:

 

كعك ستك لا يفطر الصائمين شريطة ألا تخبري أحدا بذلك

 

ابتلعها سريعا وأجلس بجوارها أرقبها وهي تلقم النار قشا وحطبا من فروع الذرة والقمح الجافة فيتألق بيت النار بألسنة أسمع طقطقتها فيزداد شغفي وتحفزي.

أتركها قليلا وأمضي باتجاه قلب السطح المطل على صحن الدار، أموء كما القطط فتراني بنت العمة التي انفردت بماكينة البسكويت بعد اجباري على تركها وتبدأ في البكاء من جديد طمعا ورغبة في الصعود للسطح مثلي، أضحك وأنا ألمح الغيظ بعينيها بعد رفض عمتي لصعودها فأكشف لها سر الكعكة التي أعطتنيها الجدة وكيف أنها لا تفطر كما باقي الكعكات فيستبد بالجميع الضحك، تناديني ابنتي التي استيقظت لتشرب بعض الماء قبل موعد الإمساك فأستفيق من ذكرياتي بينما استحال البسكويت الخارج من الماكينة ثعبانا ملتفا حول بعضه، أقوم متكاسلة وأتجه للمطبخ لأشعل الفرن الذي يعمل بالغاز لا القش والحطب كفرن جدتي، أجلس أمامه وحيدة بعد أن وضعت بعض الصواني بداخله وبقيت في انتظار نضج ما بهم من كعك قمت بنقشه بمفردي، لم اسع لتذوقه بعد نضجه فهو ليس ككعك جدتي، كان كعكا يفطر الصائمين وكان خاليا من قبلات جدتي المبللة باللعاب التي لو عادت الآن أقسم أنني لن اسعى لمسحها.

 

 

 

 

علا عبد المنعم 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاسبوع الآخير وبسكويت

إقرأ أيضاً:

ما هي الدولة الأوروبية التي تتمتع بأفضل توازن بين العمل والنوم؟

ألقى "يورونيوز بيزنس" نظرة على الأماكن التي يتمتع بها الأوروبيون بأفضل توازن بين العمل والنوم، وأي الدول التي تتباطأ في منح النوم العالي الجودة؟

اعلان

مع تجربة العديد من الدول الأوروبية أسبوع العمل المؤلف من 5 أيام، خلال الأشهر القليلة الماضية، باتت فوائد هذا النموذج الجديد في العمل في دائرة الضوء أخيراً.

وإلى جانب المزايا الإنتاجية المحتملة له، فإن العمل 4 أيام في الأسبوع له تأثير إيجابي على النوم، كما توصلت دراسة.

وكشفت دراسة حديثة أعدتها "MattressNextDay" أن الموظفين الذين يعملون 4 أيام وليس 5 أيام في الأسبوع، قادرون على النوم ساعة إضافية كل ليلة.

وفي المعدل، يتمكن الأوروبيون من النوم لمدة تصل إلى 7 ساعات تقريباً في الليل، رغم أن هذا الرقم يختلف اعتماداً على عوامل متعددة مثل الموازنة بين العمل والحياة، ونوعية الهواء، وكمية الضوء التي يحصلون عليها من ضوء النهار.

وفحصت الدراسة بيانات من 36 دولة أوروبية، من أجل العثور على أفضل وأسوأ توازن بين النوم والعمل. وحلت هولندا في المرتبة الأولى باعتبارها أفضل مكان يوازن بين العمل والنوم، بينما حلت تركيا في ذيل القائمة.

ويقول الرئيس التنفيذي في "MattressNextDay"، مارتن سيلي لـ"يورونيوز": "إن الموازنة بين العمل والنوم مهم للغاية حتى نبقى منتجين وفي حالة صحية جيدة. من المغري أن نستمر في العمل ونضحي بساعات النوم، لكن الحقيقة هي أنه من دون نوم كاف، فإن تركيزنا وإبداعنا وقدرتنا على اتخاذ القرارات تتأثر".

ويضيف: "النوم الجيد يساعدنا في استعادة نشاطنا، لذلك يمكننا أن نؤدي بأفضل ما لدينا ونتعامل مع تحديات اليوم، وإيجاد التوزان ليس فقط إدارة جدولك الزمني، إنما يتصل الأمر بإدراك أن النوم جيد على المدى البعيد لتحقيق النجاح والصحة".

Relatedالذكاء الاصطناعي "يؤثر في جودة الوظائف" حتى الآنما هي الوظائف التي ستشهد أكبر نمو في أوروبا عام 2024؟استمرار فقدان الوظائف يدفع باقتصاد أوروبا نحو الركودهولندا أولاً

احتلت هولندا رأس قائمة الدول الأوروبية في مجال التوازن بين العمل والنوم.

وطبقاً لدراسة أجرتها عام 2016 "Science Advances"، فإن الهولنديين ينامون 8 ساعات و5 دقائق في المعدل يوميا، ويعمل الموظفون في هذه الدولة في أقصر أسابيع العمل بالقارة الأوروبية، بمتوسط يبلغ 32.2 ساعة أسبوعياً.

وساهم هذان العاملان في أن يعبر العاملون في هولندا عن أعلى معدلات الرضا الوظيفي والثقة في العالم، متجاوزين فنلندا والدنمارك وآيسلندا، وفقاً لتقرير صادر عن شركة التحليلات والاستشارات "غالوب".

ويمكن أن يساعد معدل الرضا الوظيفي المرتفع الشركات على الاحتفاظ بالموظفين، مما يقلل التكاليف المترتبة على إعادة التوظيف والتدريب.

وبحسب التقرير ذاته، فإن الموظفين في هولندا من بين الأقل توتراً في العالم، في حين كان الموظفون في اليونان ومالطا وقبرص من بين الأكثر توتراً.

ويبدو أن هناك عادة تساعد الهولنديين على نيل نوم كاف، وهي شرب القهوة في الصباح في الهواء الطلق، مما يساعد أجسادهم على امتصاص أكبر قدر من ضوء الشمس المبكر، وهذا يمكن أن يساعد في تنظيم الإيقاع اليومي وتعزيز النوم والإنتاجية بشكل أفضل.

تجربة النمسا

وتتمتع النمسا هي الأخرى بتوازن بين العمل والنوم، إذ يعمل الموظفون في المعدل 33.6 ساعة في الأسبوع، وينامون لمدة 7 أو 8 ساعات في المتوسط.

وأسابيع العمل في النمسا ليست قصيرة فحسب، بل العمل الإضافي يعتبر محدوداً إلى حد كبير، وتقدم العديد من الشركات ساعات عمل مرنة، وتساعد السياسات الحكومية الفعالة وقوانين العمل وخيارات العمل المنخفضة مثل تقاسم الوظائف في توفير الدعم الذي قد يحتاجه الآباء الجدد.

اعلانتركيا وصربيا بين أسوأ في التوازن بين العمل والنوم

تركيا وصربيا والجبل الأسود، من بين الدول التي تعاني من أسوأ توازن بين العمل والنوم، وهذا لا يؤثر على الإنتاجية في العمل فحسب، إنما يؤثر أيضاً على صحة الأفراد.

ويعمل الموظفون في تركيا أكثر من غيرهم في أوروبا، حيث يبلغ متوسط أسبوع العمل 44.2 ساعة، مما يجعل من الصعوبة بمكان عليهم الحصول على قسط كاف من الراحة والاسترخاء.

ووجدت دراسة أجرتها "ScienceDirect" في عام 2021، أنه خلال فترة فيروس كورونا، كان الضيق النفسي واحداً من أسباب اضطراب النوم لدى الأتراك، وكان هذا الضيق يزداد لدى الرجال والمتزوجين والأشخاص الذين يعيلون أطفالاً.

وكان الأشخاص الذين يعملون في الرعاية الصحية، وأولئك الذين جرى تسريحهم والأشخاص الذين يحملون مستوى تعليمياً منخفضا، أكثر عرضة للضيق النفسي، وكان أيضا عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم في تركيا كبيراً جداً.

اعلان

وساهم الوضع الاقتصادي المتردي في تركيا في تفاقم هذا الحال، من التضخم إلى ارتفاع معدلات البطالة، وأسعار العقارات الباهظة، مما اضطر الأتراك للعمل ساعات أطول وفي بعض الأحيان في وظيفتين لكي يؤمنوا ضروريات الحياة.

يستفيد النرويجيون من الحياة الخارجية

تفتخر النرويج بتوازن يستحق الثناء بين العمل والنوم، حيث يعمل الموظفون 33.9 ساعة أسبوعيًا في المتوسط.

ويقدّر النرويجيون أيضاً الحصول على نفس القدر من الهواء النقي والقيام بمجموعة من الأنشطة الخارجية مثل التزلج والمشي لمسافات طويلة والتجديف بالكاياك.

تساعد وفرة الأنشطة الخارجية أيضاً على تعزيز الصحة والنوم بشكل أفضل، كما أنه يقلل من التوتر وله فوائد لتحسين الحالة المزاجية، فضلاً عن إمكانية المساعدة في المشكلات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستويات "فيتامين د".

اعلان

ويتم الحفاظ على برودة غرف النوم في النرويج، مما يساهم في تحسين النوم، حيث يستخدم الأزواج في الغالب بطانيات أو أغطية منفصلة لتقليل اضطرابات النوم.

وتساعد ثقافة الساونا في النرويج كثيراً في تحقيق نوم أعمق وأكثر جودة.

ما الذي يؤثر على النوم الجيد؟

يمكن أن تؤثر عدة عوامل على النوم الجيد، مثل بيئة الغرفة ودرجة الحرارة، حيث تعزز الغرف الباردة والداكنة النوم العميق.

وبالمثل، يمكن أن يكون تجنب الكثير من النيكوتين والكافيين والكحول قبل النوم مفيداً.

اعلان

ومع ذلك، غالباً ما يتم تجاهل أحد العوامل الأساسية والأكثر أهمية للنوم الجيد، وهو اختيار المرتبة والوسادة المناسبة لك.

وفي هذا الصدد، قال سيلي لـ "يورونيوز": "يعد اختيار الفراش والوسادة المناسبين ضروريان لتحقيق نوم جيد ليلاً، مما يؤثر بشكل مباشر على صحتنا العامة"

وأضاف: "بينما يركز العد من الأشخاص على اختيار المرتبة المثالية، من المهم بنفس القدر العثور على الوسادة المناسبة التي تناسب أسلوب نومك. يمكن للوسادة المناسبة أن تحدث فرقاً كبيراً من خلال توفير الدعم المناسب للرأس والرقبة والعمود الفقري، مما يقلل من خطر الانزعاج والألم".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الدولار يتراجع وأسعار الذهب ترتفع إلى مستويات قياسية مع تزايد التوقعات بشأن قرار الاحتياطي الفيدرالي تقرير: انخفاض التضخم في إسبانيا هذا العام رغم ضعف الإنتاجية البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي هولندا تركيا النمسا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة في يومها 344: قصف لا يهدأ وعداد الضحايا في ارتفاع مستمر وحزب الله يرفع وتيرة هجماته بالشمال يعرض الآن Next انتهاء اجتماع بايدن وستارمر في البيت الأبيض دون إعلان عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا يعرض الآن Next أزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة يعرض الآن Next الصين تدين مرور سفن حربية ألمانية من مضيق تايوان: "يبعث إشارة خاطئة" يعرض الآن Next دول وسط أوروبا تتأهب لأمطار غزيرة ومخاوف من تكرار "فيضانات القرن" اعلانالاكثر قراءة في منطقة شنغن.. إليكم 8 دول شدّدت إجراءات الدخول عبر حدودها البرية حرائق في صفد بعد صواريخ حزب الله وغارات إسرائيلية تسفر عن 5 قتلى في لبنان وسوريا تباين الآراء في الاتحاد الأوروبي: سانشيز يدعو لإعادة النظر في الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية كوريا الشمالية تكشف عن منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وكيم يدعو لصنع المزيد من الأسلحة النووية غوتيريش: غياب المحاسبة على قتل موظفي الأمم المتحدة في غزة "غير مقبول" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الاتحاد الأوروبي ألمانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا بولندا السويد روسيا فرنسا قطاع غزة سياسة الهجرة أوروبا سلسلة حرب النجوم Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • طبيب سوداني يروي قصة مبادرة “إيواء وغذاء” التي تدعم الآلاف
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ
  • 10 علامات من السماء: المعجزات التي شهدها العالم يوم ميلاد النبي
  • أحمد السبكي عن نجاح فيلم عاشق: مش بس أفلام العيد اللي بتجيب إيرادات
  • ما هي الدولة الأوروبية التي تتمتع بأفضل توازن بين العمل والنوم؟
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ 3-3
  • ‏الشهري: الأهداف التي تلقاها النصر كانت من أخطاء في بناء الهجمة.. فيديو
  • الشباب السعودي يوضح الحادثة التي تعرض لها فهد المولد في دبي
  • الفيضانات والسيول التي ضربت اليمن تلحق أضرارا بنصف مليون مواطن
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ (2-3)