مجلس الأمن ينعقد لبحث حرب غزة والعدوان على الضفة
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
ينعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء 4 سبتمبر 2024، لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الأمم المتحدة أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا اليوم للبحث في الأوضاع في الشرق الأوسط، فيما لم يرشح أي جديد عن المحادثات من أجل التوصل الى هدنة في في غزة، رغم حديث الولايات المتحدة، عن جهود متواصلة تبذل في هذا السياق.
ودعت حركة حماس ، في بيان أصدرته الأربعاء، مجلس الأمن، إلى "ضرورة العمل الفوري لوقف الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإنفاذ قراره رقم 2735" الذي صدر في حزيران/ يونيو الماضي.
ويدعو القرار إلى تنفيذ مقترح لوقف النار يقوم على ثلاثة مراحل تشمل "وقفا فوريا وكاملا لإطلاق النار"، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في قطاع غزة، وصولا الى انسحابها الكامل.
وتؤكد حركة حماس أنها وافقت على هذا المقترح الذي كان قد عرضه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في نهاية أيار/ مايو الماضي، وتتهم الولايات المتحدة بالتراجع عنه، وبـ"التماهي" مع شروط إسرائيل التي ترفض انسحابا كاملا من القطاع.
ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الأربعاء، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى وقف المباحثات غير المباشرة مع حركة حماس؛ وقال إن "الدولة التي يُقتل رهائنها الستة بدم بارد لا تتفاوض مع القتلة بل تنهي المباحثات وتسحقهم".
ويعارض بن غفير ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، المباحثات الهادفة لوقف إطلاق النار في غزة، ويصرّان على أن استمرار الحرب هو السبيل الوحيد للقضاء على حركة حماس؛ ويهددان نتنياهو بإسقاط الحكومة في حال وافق على الصفقة.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن نص الوثيقة الإسرائيلية لمقترح الصفقة الذي قدمته للواشنطن في 27 أيار/ مايو الماضي، وكذلك نص الوثيقة الإسرائيلية المعدلة من قبل نتنياهو وقدمت للوسطاء في 27 تموز/ يوليو الماضي.
ويظهر من نص الوثيقتين أن نتنياهو تراجع عن الكثير من البنود المتعلقة بالقضايا الرئيسية في المفاوضات ووضع شروطا جديدة ترفضها حركة حماس كليا، وأبدى موقفا متشددا، خصوصا في ما يتعلق بانتشار قوات الاحتلال في القطاع والسيطرة على محور فيلادلفيا، الأمر الذي غيّر مسار المفاوضات وعرقل التوصل إلى صفقة.
وتقود الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، سعيا للتوصل الى اتفاق يتيح وقف إطلاق النار في القطاع، وتبادل الأسرى؛وأعتبرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن "الوقت حان لإنجاز الاتفاق".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن واشنطن سوف تعمل "خلال الأيام المقبلة" مع وسطاء آخرين" للدفع نحو التوصل إلى اتفاق نهائي". وأضاف "لقد حان الوقت لإتمام هذه الصفقة".
ورفض نتنياهو، هذا الأسبوع، تقديم أي "تنازلات" في المفاوضات على الرغم من الضغوط المحلية والدولية المتزايدة في أعقاب استعادة جثث 6 رهائن من غزة، ويصرّ إبقاء قوات إسرائيلية عند الشريط الحدودي بين غزة ومصر، والمعروف بـ"محور فيلادلفيا".
وعلى رغم تأكيد نتنياهو موقفه مساء الإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ميلر، الثلاثاء، إن آخر مقترح قدمته واشنطن في المباحثات وافقت عليه إسرائيل، يتضمن الانسحاب من محور فيلادلفيا، الأمر الذي أكدته وسائل إعلام إسرائيلية.
وأوضح ميلر أن التسوية الأخيرة التي "قبلتها الحكومة الإسرائيلية"، تنصّ على "انسحاب" الجيش الإسرائيلي "من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بما في ذلك محور فيلادلفيا". وأضاف "نحن نعارض وجودا طويل الأمد لقوات من الجيش الإسرائيلي في غزة".
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن رئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي زار الدوحة، الإثنين، أبلغ الوسطاء أنه على الرغم من الموقف الذي يعرضه نتنياهو، إلا أن إسرائيل توافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا "في المرحلة الثانية من الصفقة" المقترحة.
كما طالبت حماس، اليوم، مجلس الأمن بـ"وقف العدوان الصهيوني على شعبنا في الضفة الغربية المحتلة"؛ وأوضحت الحركة أن مجلس الأمن ينعقد بـ"طلب صهيوني، وبدعم أميركي بريطاني فرنسي، لبحث ملف الأسرى والمحتجزين الصهاينة لدى المقاومة".
وشددت على أن ذلك يأتي "فيما تتواصل المحرقة وحرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة والضفة الغربية وأسرانا في سجون الاحتلال، على يد حكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي"، وقالت إن ذلك "يثير علامات الاستهجان والاستغراب، في ظل حالة التعطيل التي يواجهها المجلس، بإرادة أميركية وغربية، أمام أخذ دوره المنوط به في وقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته".
وأضافت أن "محاولة الاحتلال فرض روايته الكاذبة حول سبب موت الأسرى الستة لدى المقاومة هي استمرار فاضح لمسلسل الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد"، وتابعت أن "مصير الأسرى الصهاينة في قطاع غزة، بيد مجرم الحرب نتنياهو وحده، وهو وأركان جيشه الإرهابي؛ من يتحمّلون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى الستة".
وشددت على أن "مراهنة نتنياهو على سياسة التصعيد العسكري ومحاولة تحرير الأسرى بالقوة قد فشلت، وتسببت بقتل المزيد منهم على يد جيشه. إن مواصلة نتنياهو سياسة التعنّت والمرواغة، وتعطيل الوصول لاتفاق، يعرّض حياة المزيد من الأسرى للخطر".
وطالبت الحركة بـ"ضرورة العمل الفوري لوقف الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإنفاذ قراره رقم 2735، بشأن الحرب على غزة وإلزام الاحتلال الإسرائيلي به"، كما طالبت بـ"وقف العدوان على شعبنا في الضفة الغربية المحتلة، ووقف العملية العسكرية النازية الجارية هناك".
وشددت على ضرورة "التحقيق في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا في قطاع غزة، والتي تسببت بقتل 50 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح، ومحاسبة كل المتورطين في هذه الجرائم". وطالبت بـ"التحقيق في الإعدامات الميدانية والقتل المتعمد لأكثر من 60 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال، والتي تمّت بغطاء من المجرم نتنياهو وحكومته الفاشية".
وفي بيانها، طالبت حماس مجلس الأمن بـ"القيام بمهامه في إلزام الاحتلال بوقف انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي وبحق أسرانا والإفراج عنهم"، وجددت ترحيبها بـ"كل اتفاق يضمن تنفيذ صفقة جادة وحقيقية، ووقفا للعدوان، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزَّة، وعودة النازحين والإغاثة وإعادة الإعمار".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة محور فیلادلفیا الضفة الغربیة فی قطاع غزة مجلس الأمن حرکة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية جديدة عن تطورات مفاوضات صفقة التبادل مع حماس
مع تزايد الأحاديث الإسرائيلية عن قرب إبرام صفقة التبادل مع حماس، قدرت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات أن الصفقة أصبحت قريبة، ورغم بقاء جدل بين الطرفين حول هوية الأسرى وعددهم، لكن هناك اتفاق على إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنّين، ويبقى الآن تحديد عدد الشباب الذين سيتم تعريفهم بأنهم مرضى، مع خلافات أخرى حول هوية الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيضطر الاحتلال لإطلاق سراحهم، وأين سيتم نقلهم.
ونقل رونين بيرغمان خبير الشئون الاستخبارية بصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسئول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس قوله، إن "الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرفان بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، مما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي".
وأضاف في مقال بيديعوت أحرنوت، ترجمته "عربي21" أنه "رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب سيقول أن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر".
واستدرك بالقول إنه "في ذلك الوقت لم يكن الاحتلال موجودا على الإطلاق في مراكز مدن قطاع غزة، مع أن الاتفاق في حينه هدف لإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش من غزة، لكنه تحدث عن صفقة جزئية، تشمل إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنين، دون حديث عن الجزء الثاني من الصفقة، ثم أضافت إسرائيل كومة العقبات الخاصة بها، وتوقفت المفاوضات".
وأوضح، أن "التغيرات الإقليمية اليوم، وعزلة حماس، والصعود المرتقب لترامب، كلها تطورات غيّرت الوضع، بجانب تعرّض قيادة حماس لضغوط قطر ومصر، مما يدفع للحركة بالحديث عن تخفيف الضغوط الدولية عليها، وبالتالي أن تتحلى بالمرونة، تمهيدا لوقف إطلاق النار المستدام، والتوقيع على الجزء الثاني من الصفقة، فيما النقاش الجوهري المعقد للغاية يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وفئات الإفراج عنهم".
كما كشف أن "رئيس جهاز الشاباك رونان بار، المسؤول بنفسه عن قنوات الاتصال للمفاوضات، ينخرط منذ أسابيع في تحليل وإعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين المحتملين للإفراج عنهم، فيما تُعرب مختلف أجهزة الأمن عن رأيها بشأن خطورة الأمر، ويبقى السؤال عن تواجدهم بعد إطلاق سراحهم، سواء بقائهم في الضفة الغربية، أو منطقة أخرى، مع احتفاظ الاحتلال بحق النقض تجاه عدد معين من كبار الأسرى، مع العلم أن نظرة للوراء تشير أن الاحتلال وافق على إطلاق سراح أسرى "أيديهم ملطخة بالدماء" وفق التعريف الإسرائيلي".
وختم قائلا، إن "الصياغة الغامضة المتعمدة في مسودة الاتفاق المتبلور حالياً، يشير لرغبة جميع الأطراف في المضي قدمًا، مما قد يجلب إمكانية التغيير في الصفقة نفسها".