قاربت الحرب في الخرطوم على الدخول في شهرها الخامس ومازال الناس يضربون اسداسا في اخماس بحثا عن سبب منطقي لاندلاعها في هذا التوقيت المر على الجميع ناهيك عن جدوى استمرارها حتى الآن بين رفقاء الأمس وفرقاء اليوم.
حرب قاتل فيها الأخ ضد أخيه
و مات فيها المواطن الأعزل دون أن يدري فيما قتل
حرب أقل ما توصف به انها حرب عبثية.


من دون هدف أو مبرر
ليس فيها ناجي يقتل فيها سعد و سعيد
خمسة اشهر ستنقضي ولا تزال الخرطوم ترزح تحت نار الرصاص المنهمر من سمائها كالمطر
تزكم انفها رائحة البارود المختلطة بروائح الجثث المتعفنة و المنتفخة على جنبات الطريق باحثة عن من يسترها و يسكنها بطن الأرض بعدما لفظت روحها على سطحها دونما سبب منطقي
خمسة اشهر ستنقضي وأعمدة الدخان الحالك كحلكة الغد لاتزال تعرج كل يوم طابعة صورة الموت في سماء المدينة. خمسة اشهر شلت فيها الدولة وانفرط عقدها انهارت مؤسساتها الواحدة تلو الأخرى
لا جهاز تنفيذي ولا جهاز قضائي لا شرطة ولا أمن تعطل الجهاز المصرفي و أغلقت البنوك أبوابها قبل أن تغلق حسابات العملاء. قبع الموظفين في بيوتهم واضعين أيديهم على خدودهم منتظرين رواتب لن تأتيهم منذ أربعة اشهر. اختفت معظم السلع من الأسواق وتأكلت العملة و أغلق المجال الجوي و توقفت حركة الطيران من وإلى البلاد .خرجت المستشفيات عن الخدمة و تهدمت البيوت ونزح المواطنين .أصبحت الشوارع خاوية كبطون الأطفال والأمهات. خمسة اشهر مات فيها الناس حسرة على تحويشة العمر التي فقدت بين يوم وليلة.
نهبت فيها البيوت والأسواق و المحلات وظهرت فيها ظاهرة الشفشفة و انتشرت أسواق ال دقلو التي كشفت أقبح ما فينا من أخلاق وأسوأ مالم نكن نظن في مجتمعنا من حقد وحسد و سرقة مال الغير
خمسة اشهر تزعزعت فيها ثقتنا في قدرة طرفي الحرب على الانتصار و خبت فيها حماسنا في تشجيع الجيش أو الوقوف خلف الدعم السريع
خمسة اشهر ستمضي وما يزال البرهان في عناده وحميدتي في غروره والحرية والتغيير في حيرتها وحمدوك في سذاجته
والبلابسة في تطرفهم
والجغامسة في تحريضهم
والكيزان في حلمهم بالعودة للحكم
والمجتمع الدولي في انشغاله بمصالحه
خمسة اشهر و نحن من نطالب بإيقاف الحرب فورا دون شرط او قيد
نحن هم الخونة بائعي دماء الشهداء و شرف الحرائر عديمي الوطنية
لاننا نطالب فقط
بوقف إطلاق النار والعودة الغير مشروطة للتفاوض وإيقاف ازيز الطائرات و قنابل المسيرات
و خروج المسلحين من المدن وفتح المعابر للعمليات الإنسانية فقط لا غير
فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمنا بحجر يا نافخي الكير

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: خمسة اشهر

إقرأ أيضاً:

فتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان

• ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يختار لبعض الصلوات سورًا معينة يقرأها، فكان يقرأ بسورة السجدة والإنسان في فجر الجمعة، فنحب التعرف على هذه المواضع والسور التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخصها بالقراءة؟

نعم، وردت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما كان يقرأ به في الصلاة، ولم يكن ذلك على سبيل الاقتصار، وإنما كان عليه الصلاة والسلام يكثر من قراءته في بعض الصلوات، فقد أشار السائل أو ذكر ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام من أنه كان يقرأ بسورة السجدة والإنسان يوم الجمعة في الفجر، وورد أيضًا أنه كان يقرأ بالأعلى والغاشية في الأعياد، وقرأ بالزلزلة في المغرب، وقرأ بالمرسلات، وكانت من آخر ما سمع منه عليه الصلاة والسلام في المغرب.

وورد أيضًا أنه كان يطيل في القراءة في مواضع معينة، وفي مواضع أخرى كان يختصر، كما قرأ في الوتر بالأعلى والكافرون، وبالإخلاص والمعوذتين في الركعات الثلاث، وهذا أيضًا مما ورد عنه عليه الصلاة والسلام، وورد عنه أيضًا أنه كان يقرأ في كثير من السنن، كركعتي الطواف، بسورتي الكافرون والإخلاص في الأولى والثانية.

فهذه بعض ما هو مبثوث في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما سمعه منه أصحابه - رضوان الله تعالى عليهم - ورفعوه إليه، ونقلوه إلينا مرفوعًا عنه عليه الصلاة والسلام، ولهذا، فإن المطلوب من المسلم أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن الأهم في الأمر هو ألا يحمل ذلك على جهة الوجوب، وألا يظن أن الحال يضيق إن لم يقرأ بما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الصلوات، فهذا لا قائل به من أهل العلم.

وإنما التأسي به عليه الصلاة والسلام أولى وأفضل، لكن على الإمام أيضًا أن يراعي أحوال المصلين وأحوال نفسه، فإن كان في شيء من المرض فلا يلزمه أن يطيل القراءة، أو أن يقرأ بما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيكلف نفسه ما فيه مشقة عليه، فليقرأ ما تيسر من القرآن.

لكن نجد أن بعض الناس يحرص في صلاة واحدة على الإطالة، وإذا عُوتب أو نُصح احتج بفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في حين أنه لا يلتفت في باقي الصلوات إلى ما ورد عنه، ولم يتأس به عليه الصلاة والسلام، ولم يأخذ بمجمل ما ورد عنه، فقد كان عليه الصلاة والسلام يطيل أحيانًا، فيقرأ من الطوال أو من المئين، لكنه كان إذا رفع إليه أن أحدًا أطال الصلاة بالناس وشق عليهم، يرشدهم دائمًا إلى التخفيف والتيسير والتبشير.

فإذن، مما يؤخذ من هذا أن على الإمام أن يراعي أحوال المصلين خلفه، وأن ينظر في مجمل ما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يفقه أن ذلك لم يكن على سبيل اللزوم، وأن ينوع أيضًا في اتباعه لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القراءة، والله تعالى أعلم.

• هل لا بد أن يُحَجَّ عن المتوفى سواء أوصى أم لم يوصِ؟ خاصة إذا أوصى وهو فقير لم يترك مالًا كافيًا؟

هذه المسألة لها صور عديدة، الصورة الأولى: أن يوصي، فإن أوصى، فيجب أن تُنفَّذ الوصية، ويكون تنفيذها من أصل التركة، لا من الثلث، إن كان لم يؤدِّ حجة الفريضة في حياته، الصورة الثانية: إن كان لم يوصِ، وهي التي يُسأل عنها، إن كان لم يوصِ، فله أحوال، الحالة الأولى: إن كان غنيًا موسرًا في حياته، فهذا يعني أن فريضة الحج قد لزمته، ولذلك اختلف أهل العلم: هل يجب على ورثته من بعده أن يحجوا عنه؟ فمنهم من قال بلزوم ذلك عليهم، وأن يحجوا عنه من أصل التركة قبل تقسيمها، استنادًا إلى الأدلة التي فيها أن دين الله أحق أن يُقضى، فالحجة من حقوق الله تبارك وتعالى على عباده المستطيعين، حين تتوفر شروط الحج، فإن كان قد قصّر، فيؤدى هذا الحق عن الميت، وهذا هو القول عند بعض أهل العلم.

الحالة الثانية: قيل إنه إن لم يوصِ، فقد قَدِمَ إلى الملك العدل الحكيم سبحانه وتعالى، ولا يلزم الورثة شيء، لأنه لم يوصِ، وقد ضيّع الفريضة، نسأل الله تبارك وتعالى السلامة، ولا ينفعه أن يؤدوا عنه، لأنه لم يؤدِ عن نفسه، ولم يوصِ بالحج، القول الأول فيه مزيد بر بميتهم، إن كان في حياته موسرًا ممن لزمه الحج، وتحققت عنده الاستطاعة، أما إن كان فقيرًا معدمًا، فهذا لا يلزمه الحج، لا في حياته ولا بعد وفاته، لأن الحج إنما يجب، كما قال ربنا تبارك وتعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا".

فإن كان في حياته لم تكن عنده استطاعة، فارتفع تكليف الحج عنه، فهو معذور، وعلى هذا، فلا حاجة إلى أوليائه أن يأخذوا شيئًا من المال، لا سيما إن كان في الورثة قُصَّر، فهذا من باب أولى لا يجوز لهم، أما إن شاؤوا أن يتبرعوا، وكانوا بالغين راشدين من أموالهم أو من أنصبتهم، فلا حرج عليهم في ذلك، إن كان ذلك لا يؤثر على أدائهم لفريضة الحج، إن كانوا قد أدوا فريضة الحج، أو أنهم مستغنون عن تلك الأموال، فإنه يجوز لهم أن يتبرعوا له، أما من جهة اللزوم، فلا يلزمهم، هذه هي أغلب الصور فيما يظهر، والله تعالى أعلم.

• في قوله تعالى: " وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ"، يقول: ما الحكمة؟ ما الحكمة من إتيان "أو" مع أن الله تعالى يعلم عددهم بدقة؟

نعم، هذه أيضًا مسألة فيها كثير من المعاني، ولا بد من الطائفة التي ينبغي أن ينتبه إليها، وسيأتي بيان هذه المقدمة بعد قليل إن شاء الله تعالى، ذلك أن المفسرين قد اختلفوا في معنى "أو" هنا، فمنهم من قال بأن "أو" هي للإضراب، أي بمعنى: بل، فيكون معنى الآية الكريمة: "وأرسلناه إلى مئة ألف، بل يزيدون"، ومن المعاصرين من فسر هذا المعنى بأن من أرسل إليهم ابتداءً هم مائة ألف، ولكنهم لا شك يتكاثرون ويتناسلون، وهناك من يقبل عليهم داخلًا قابلًا لدعوة يونس عليه السلام، فيزيدون، وهذا قول كثير من المفسرين أن "بل" هنا للإضراب، فهي بمعنى أن "أو" هنا للإضراب، أي بمعنى: بل.

وقيل بأن "أو" هنا بمعنى الواو، بمعنى العطف: ويزيدون، وهذا معنى قريب أيضًا من المعنى المتقدم، أنهم مائة ألف، ولكنهم يزيدون، الآن، وجهان: الإضراب بمعنى بل، والعطف بالواو، أي بمعنى أن تأتي بمعنى الواو، هناك وجه ثالث، وهو أنها للتخيير، أي أن الناظر إليهم يخير، حينما ينظر إليهم، فإنه يتردد في عدتهم، فيمكن أن يقول بأنهم مائة ألف، أو أن يختار أنهم يزيدون عن مائة ألف، فيقولون بأن "أو" هنا على بابها أنها للتخيير، لكن بالنظر إلى الناظر إليهم، لا إلى إخبار الله تعالى عن عددهم، وهناك من يقول بأنها للشك.

أيضًا، على بابها أنها من المعاني الأصيلة، أو أن تكون للشك، أي أن الرأي إليهم يحذر عددهم، لا يمكن أن يصل إلى عدد يقطع به، وإنما يحذر أنهم مائة ألف، أو يحذر أنهم يزيدون عن مائة ألف، هذا ما قاله من قال بأنها بمعنى الشك، وقيل بأنها بمعنى الإباحة، والإباحة، أي أن الناظر إليهم أيضًا، بالنظر إلى الناظر إليهم، لا باعتبار المخبر الذي هو الرب سبحانه وتعالى، وإنما باعتبار النظر الناظر إليهم، فيباح له أن يقول بأنهم مائة ألف، ويباح له أن يقول بأنهم يزيدون عن مائة ألف.

هناك وجه سادس وهو: الإبهام، أن الله تبارك وتعالى أبهم عددهم، لا يريد أن يذكر عددهم بالدقة، فقال أنهم مائة ألف أو يزيدون عن مائة ألف، لكنهم قطعا لا ينقصون عن مائة ألف، هذا أيضًا للإبهام حتى لا يقال بأنه لا فائدة من الإبهام، لا، هناك فائدة من الإبهام، إذن هذه يعني ستة وجوه، أضاف بعضهم وجوهًا أخرى، لكن لسنا بحاجة إلى أن نختار من هذه الوجوه، والله تعالى أعلم.

مقالات مشابهة

  • الخرطوم هي العاصمة العربية التي هزمت أعتى مؤامرة
  • العـدد مـئتـــان وخمسة وخمسون من مجلة فيلي
  • حميدتي: الحرب في السودان لم تنته وسنعود إلى الخرطوم أشد قوة
  • الخرطوم: الوهج الجاسر
  • فتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • عقب الانتصارات التي شهدتها العاصمة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يزور ولاية الخرطوم
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • أين اتجهت قوات الدعم السريع بعد الخروج من الخرطوم؟
  • خيارات المليشيا بعد الهزيمة التي تلقتها من الدندر وحتى جبل اولياء ومهرجانات تحرير الخرطوم
  • لماذا ظل حميدتي مطمئناً في الخرطوم حتى آخر لحظة، وكيف خرج وإلى أين؟