أقيمت مساء اليوم، الأربعاء، الجلسة السابعة والأخيرة ضمن المحور الرئيسي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، بعنوان "حوار الهامش مع المركز" وشارك فيها د. مرجان موسافي من كندا، د. جيليان كامبانا من أمريكا، د. أمينة الحلواني من مصر، وذلك بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدار الجلسة الدكتور مصطفى رياض.

د. مرجان موسوي: صانعو الأداء في الشرق الأوسط منشغلون بالتجارب الأوروبية

وفي البداية قدمت الباحثة مرجان موسوي أستاذ النقد بالجامعة الأمريكية، ورقة بحثية "استعادة العالَمية الكوزموبوليتانية في مسرح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: تقاطعات المرونة والرعاية" قالت فيه: إن ثقافات الأداء "لم تعد تُعتبر فئات منفصلة، بل كأعضاء في مجتمع موسع حول العالم، مشبرة إلى أن الموضوعات والشخصيات والأزياء والاتفاقيات الأداء واللغة المسرحية في العروض التقليدية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحمل مؤشرات هامة على تبادلات متعددة الاتجاهات بين مناطق المنطقة المتعددة.

وأضافت "موسوي" أنه في منتصف القرن العشرين، كان صانعو الأداء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يميلون إلى الانفصال عن انشغالهم بالاستكشاف الأوروبي، ومع ذلك لم يكونوا مدركين تمامًا لحقيقة أن ممارساتهم المحلية في حوار دائم مع تراث وأسس أداء مشتركة مليئة بالتجريب المرن والسلس، وبالتالي، فإن المسرح الحالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يبني أيضًا وحدة وارتباطًا مستمرًا عبر أزمنة ومواقع متعددة، هناك أمثلة عديدة على هذا الإنساني العالمي في مسرح المنطقة وجاليتها، ومن الأمثلة الفورية الأداء المصري خلال الربيع العربي، بعد انتفاضة الشعب المصري، بدأ مجموعة من الفنانين المسرحيين بتكييف مسرحيات من الكلاسيكيات وإزالة الطابع الإقليمي عن الوضع المصري وتقديم منظور أكثر عالمية حول الاضطرابات الاجتماعية".

 

د. جيليان كامبانا: المسرح يستمد جمالياته من ثقافته المحلية

فيما قدمت الباحثة الكندية د. جيليان كامبانا، ورقة بحثية بعنوان "الأداء والتراث الثقافي: بين المركزية الغربية والعربية"، أوضحت فيها، أن: المسرح يستمد من التاريخ الغني والنظريات والثقافة للأماكن التي يتم فيها إنشاء العمل وعرضه، لافتة إلى أن المسرح يحتاج إلى نظام وهناك الكثير من الأجزاء المتحركة التي تحتاج إلى التنسيق بعناية، كما أنه في الغرب تعتبر المسرحيات ساحة تدريب - طريقة للفنان لإطلاق العنان لقدراته - للتعلم، للاتصال بالجمهور، لممارسة الحرفة، لإظهار المهارة بطريقة حميمة للغاية.

 د. أمينة الحلواني: يوسف إدريس وتوفيق الحكيم صاغا جماليات المسرح المصري

من جانبها قدمت د. أمينة الحلواني المدرس بجامعة الإسكندرية، ورقة بحثية بعنوان "المسرح المصري والجماليات الحداثية العابرة للحدود" وناقشت الورقة البحثية جماليات الحداثة العابرة للحدود الوطنية في المسرح من خلال النظر في مسرحيات وكتابات مختارة ليوسف إدريس وتوفيق الحكيم حيث لعب هذان الكاتبان المسرحيان غزير الإنتاج، اللذان صاغا جماليات ما أصبح يعرف بالمسرح المصري، دورًا رئيسيًا في التفاوض على العلاقة بين الأشكال المسرحية المحلية والمستعارة، فضلاً عن وضع الإطار النقدي الذي يمكن من خلاله إنشاء علاقة جديدة مع الجمهور. عرض أكثر شمولية وأبعد مدى، وهو في الواقع نشهد تجلياته على سبيل المثال في مسرح الحكايات اليوم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي علاء عبد العزيز الدكتور سامح مهران مهرجان المسرح التجريبي صور مهرجان المسرح التجريبي الشرق الأوسط وشمال إفریقیا

إقرأ أيضاً:

“الشرق الأوسط الجديد”: لا شيء يـبقى لا أرض تُـستثنى

يمانيون../
يعتبر مشروع “الشرق الأوسط الجديد” أحد أبرز التوجهات الاستراتيجية التي يسعى إليها العدوُ الإسرائيلي بدعم وشراكة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو هدف الصهيونية العالمية ضمن مخططاتها في المنطقة العربية، يهدف هذا المشروع إلى توسيع نفوذ الكيان الصهيوني وتعزيز وجوده في المنطقة بما يفضي إلى تسيّده المطلق، واستباحته الكاملة لسيادة ومقدرات دول المنطقة، ومصادرتها كليا، قرارات وحقوق شعوبها وهويتهم، وهو في الوقت ذاته يجسّد جوهر أطماع السياسة الغربية المتبعة في العالم العربي.

لم يكن مشروع “الشرق الأوسط الجديد” فكرة مستجدة؛ بقدر ما هو تحديث لأهداف قديمة وضعها وصاغها المحتل، وهي موجودة في متن وهوامش استراتيجيته الانتهازية الإمبريالية، وبالتالي فإن “الشرق الأوسط الجديد” مفهوم حديث لمخطط قديم ، يعيد اليوم المستعمرُ الغربي قولبته وصياغته ليحقق أهداف المحتل وفق متغيرات المرحلة في المنطقة التي شهدت أحداثاً كبرى من بينها ثورات “الربيع العربي” التي تزامنت مع الترويج لمشروع “الشرق الأوسط الجديد” قبل عقد من الزمن، وأعلن للمرة حينها على لسان كوندليزا رايز، وزيرة خارجية الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، كحصاد لمسرحية “أحداث” 11 سبتمبر، ضمن ترتيبات عالمية واسعة.

واعتمدت الولايات المتحدة في ذلك على خلق “فوضى خلاّقة” في الدول العربية، مستغلة الفروق الجغرافية والسياسية الناشئة أصلا عن اتفاقية “سايكس بيكو”، بالإضافة إلى تعزيز وتكريس الصراعات الداخلية التي أدت إلى تفكك الدول العربية وتمزيق مجتمعاتها.

استنزاف قدرات الأمة

وفعلياً أدت السياسات الأمريكية إلى إضعاف القدرات البشرية والاقتصادية للدول العربية إثر سلسلة أحداث وفتن عصفت بالمنطقة، واستنزفت الثروات على حروب وصراعات داخلية، بينما تراجعت القضية الفلسطينية إلى مؤخرة الأولويات، في لحظة تراجع عربي وإسلامي غير مسبوق وفق تصنيف الكثير من الكٌتاب والنخب العربية، وهو ما مهّد لطرح مشاريع تطبيعية يقدمها كل وافد أمريكي جديد على البيت الأبيض ضمن مشاريعه الانتخابية في مضمار سباق الفوز برضا اللوبي اليهودي في أمريكا.

ورغم خطورة وانكشاف هذه المخططات مثل “صفقة القرن واتفاقية إبراهام” أمام الرأي العام والنخب في عالمنا العربي على ما تمثله من انقلاب واضح على القضية المحورية للأمة، شعوباً وأنظمة إلا أنها توضع على سكة التنفيذ، وتجد رواجاً وقابلية، وكان طرح مثل هذه الأفكار قبل سنوات يُعدُ خيانة تستوجب المحاكمة، وتلحق العار بدعاتها، لكنها اليوم وفي مؤشر على نجاح سياسة الترويض الأمريكية الإسرائيلية تُطرح بجرأة وتُقدم كحقيقة لا جدال فيها، وكقضية أساسية لتحقيق ما يصفه الأمريكي وأدواته الخيانية بـ”فرص خلق أمن واستقرار لشعوب المنطقة”!!.

بالعودة إلى الوراء قليلاً إلى مطلع القرن العشرين مع بداية الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين وما أعقبها من تفريط عربي بالأرض، نجد أن الصهيونية إنما تُعيد تدوير العناوين وتحديث الشعارات لتحريك عجلة مشروعها القديم ليس إلا.

ومع ذلك، بدأت تظهر بوادر صحوة تجاه القضية الفلسطينية، رغم التحديات التي فرضتها الحروب الأهلية والانقسامات الطائفية.

“الشرق الأوسط” من التخطيط إلى التنفيذ

يُعتبر الاحتلال الإسرائيلي حجر الزاوية في مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، حيث تسعى الولايات المتحدة لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يتناسب مع مصالحها ومصالح “إسرائيل”. على الرغم من محاولات بعض الأنظمة العربية للتعاون مع العدو الإسرائيلي، إلا أن الشعوب تظل متشبثة بقضيتها المركزية: فلسطين.

تشير التصريحات الأخيرة من المجرمين القادة الإسرائيليين، مثل “بتسلئيل سموتريتش”، إلى نوايا إسرائيلية واضحة للتوسع والضم، متجاوزةً الاتفاقيات السابقة مثل أوسلو.

ومع اقتراب ترامب من البيت الأبيض، يُتوقع أن تتصاعد هذه التوجهات، خاصة مع دعم ترامب العلني لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في فترة ترمب الرئاسية الأولى، ولاحقاً الاعتراف بالجولان السوري كجزء من “إسرائيل” وهو ما أعاد التأكيد عليه اليوم مجرم الحرب نتنياهو وحكومته التي صادقت على “خطة نتنياهو” لتعزيز النمو الديمغرافي بهضبة الجولان ومدينة “كتسرين”.

وجاء في تصريحات المجرم نتنياهو: “سنواصل التمسك بالجولان من أجل ازدهاره والاستيطان فيه”، مضيفاً أن “تعزيز الاستيطان في الجولان يعني تعزيز “دولة إسرائيل” وهو أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة” حد وصفه.

وهكذا تدريجياً تتوسع مظاهر “الشرق الأوسط” الجديد لتشمل ضم الضفة الغربية وتهجير سكانها إلى الأردن، بالإضافة إلى التمدد نحو سوريا، تتجاوز هذه السياسات حدود الاتفاقيات الدولية، فضلاً عن تجاهلها التام لسيادة الدول العربية، حتى أنه يبدو أن ما يمنع العدو الإسرائيلي من التوسع في هذه المرحلة هو فقط اعتبارات صهيونية داخلية لا أكثر.

ومع تسارع مشاريع الاستيطان وتوسعها خارج حدود الأراضي الفلسطينية يبدو مشروع “الشرق الأوسط الجديد” خطر لا يهدد وجود الدولة الفلسطينية وحسب بل يضع دول الطوق الفلسطيني أمام تهديد وجودي يعيد رسم الخارطة وفق الأجندات الصهيونية، ويُلغي تماماً هوية شعوبها ويصادر حقوقها، ولا يفهم اليوم سبب التغافل عن هكذا خطر بهذا الحجم لن يبقي ولا يذر.

موقع أنصار الله – يحيى الشامي

مقالات مشابهة

  • قيادي في أنصار الله يحذّر الشباب المصري من مؤامرات “الشرق الأوسط الجديد”
  • القصيبي وأزمات الشرق الأوسط
  • الإيسيسكو والبنك الدولي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يبحثان آفاق التعاون
  • تحديات شرق أوسطية
  • أشرف زكي وأبطال مسرحية الصالون يتحدثون عن كواليس العرض في "واحد من الناس"
  • الدار البيضاء في المركز الرابع إفريقيا والمرتبة 68 عالميا في مؤشر جاهزية التنقل الحضري
  • بحضور أحمد بن سعيد.. “تريدلنغ” توقِّع اتفاقية استحواذ على أعمال التوزيع الخاصة بشركة “أكسيوم” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • الشرق الأوسط الجديد: لا شيء يـبقى .. لا أرض تُـستثنى
  • “الشرق الأوسط الجديد”: لا شيء يـبقى لا أرض تُـستثنى
  • عبد الله عابدين للخرسانة الجاهزة: أول شركة معتمدة من CSC في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا