مخرجات الإجتماع أكدت إنعدام الرغبة والقدرة من طرف مجلس الأمن الدولي، نتيجة لظروف موضوعية يمر بها العالم، منها إتساع شقة الخلافات داخل مجلس الأمن وتباين أعضائه لاسيما الخمسة الدائميين حول جملة من الملفات على رأسها الحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا هذا من جهة .. ومن جهة أخرى الحرب الخفية بين أمريكا والصين حول ملفات عديدة من بينها تايوان.


أيضاً هناك عامل ثالث هو موقع السودان الذي يطل على البحر الأحمر الرابط بين باب المندب وقناة السويس بجانب ممرات النفط والغاز والتجارة العالمية.

إذن ما هو السبيل لوقف الحرب في السودان؟

السبيل هو واحد من ثلاث خيارات : إما حوار جاد بين طرفي الصراع يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار ومن ثم حل سياسي شامل يخاطب جذور الأزمة في السودان التي حولت أغنى دولة بالموارد الطبيعية إلى أفقر دولة!
نتيجة لحالة التناقض الصارخ هذه بين توفر مقومات إقتصاد قوي، وغياب أفق سياسي وطني يوظف ما تتوفر عليه بلادنا من إمكانيات وموارد إقتصادية قلما تتوفر لدولة في العالم، جعلنا نصل إلى محطة الحرب اللعينة التي لم تترك لنا سوى ثلاث خيارات:
إما يستفيق الحس الوطني الجمعي لكل السودانيين، ويهبوا لنداء وطنهم وحريتهم وكرامتهم وخياراتهم الحرة في الحياة ويفرضوا إرادتهم الوطنية على الطرف الذي يصر على إستمرار الحرب .. وإما أن ينزوا ويتركوا الأمور تمضي كما هي عليه، حتى ينتصر أحد الطرفين على الآخر .. وإما أن تستمر الحرب بين الطرفين وهذا فيه مخاطر كثيرة منها إستمرار تدخل أطراف خارجية لتصفية حساباتها في السودان.
هذا الإحتمال هو الأكثر ترجيحاً، لكنه إحتمال كارثي، سيقود إلى إتساع دائرة العنف في السودان وستكون له أثار نفسية وإجتماعية وخيمة على شعبنا ومخاطر حقيقية على وحدة بلادنا.

الطيب الزين
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
///////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

هل أشعلت الحرب عقول الشباب السوداني؟

حدثنا البروفيسور شمس الدين زين العابدين عن الرئيس الهندي الأسبق أبوبكر عبد الكلام أنه خاطبهم في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم قائلا لهم: “لا تكتفوا بتدريس طلابكم، بل أشعلوا عقولهم”.
كتاب له مشهور عنوانه Ignited Minds إشعال العقول، عوّل فيه على إشعال العقول الشابة Igniting young minds حين بدأ التخطيط لفترة رئاسته. رأى أن يكون قائدًا ولا يفرض فكره على الآخرين.
كتب في مقدمة الكتاب أن صدمة كبيرة أوصلته إلى هذه القناعة، عندما نجا من تحطم مروحية كانت تقله.
يبدو أن الحرب قد أشعلت عقول السودانيين، أو كما نقول بالدارجة: “فَتحَت راسهم”. وربما أصابهم ما يصيب الجسم بعد العلاج بالصدمة الكهربائية. صدمة مؤلمة لكنها فعالة.
ظهرت العشرات من العناوين التي ألفها السودانيون في فترة الحرب، ومئات المنصات الالكترونية العلمية ومنها منصات ذات محتوى رفيع لشباب واعد يقدم مشروعات في الزراعة والصناعة والطاقة وغيرها.
قد يقال إن هذه الكتب والمؤلفات والمنصات ليست سوى مظهر لـ “قلة الشَغَلة” بعد أن أوى اللاجئون إلى الشقق في مصر وتركيا والسعودية ولم يجدوا شيئًا يفعلونه غير صياغة المشروعات وتأليف الكتب.
وقد يقال إن هذه المنصات الالكترونية الرصينة ليس لها أثر، لأن المؤثرين الفعليين هم (اللايفاتية) بأصواتهم العالية ورؤوسهم الخاوية!
هل يصل إلى الناس مثلا ما يقوله البروفيسور سيد أحمد العقيد أو الدكتور عباس أحمد الحاج؟ أذكر هذين الاسمين من علمائنا المرموقين، من باب المثال لا الحصر. الأول أنشأ مجموعة إعادة قراءة ونشر تاريخ السودان القديم المنسي من أجل الوعي بالذات. هكذا سمى المجموعة وقال إنها مجموعة تهدف إلى إيقاظ الحس الوطني. أما عباس فهو يعرِّف نفسه بأنه إعلامي، لكني أراه ممتلئًا بالتاريخ آخذًا بزمامه.
في صباح هذا اليوم الذي أكتب فيه بعث إليَّ الدكتور عباس تسجيلا صوتيًا يرد فيه على من أراد التقليل من الحضارة السودانية. ويعجبك عباس حين يتكلم بعمق عن أمة السودان العظيمة وعن الدولة العادلة في السلطنة الزرقاء وعن الكتلة التاريخية التي نشأت بتحالف عمارة دنقس وعبد الله جماع. ومن الجديد الذي سمعته منه أن نظام فصل السلطات أخذه الأمريكيون من السلطنة الزرقاء فقد زار أحد الآباء المؤسسين لأمريكا سنار وهو توماس جيفرسون، واحد ممن كتبوا الدستور الأمريكي. ويمضي دكتور عباس في القول بأن الحضارة السودانية سبقت بعلم الفلك وأن السودان موطن اللغة العربية، ففيه كان مبعث سيدنا إدريس عليه السلام أول من قرأ وأول من كتب في الرمل وأول من تطبب وأول من خاط الملابس.
أنشأ عباس مع آخرين مركز بحوث التاريخ والحضارة السودانية، ليضم أكثر من 180 عالما في التاريخ والثقافة. وجاء في تعريفه: مجموعة لإعادة قراءة تاريخ السودان بما يكشف جوانب المجد والسمو لهذا البلد العظيم.
إيه حكاية إعادة قراءة التاريخ؟
على طريقة السودانيين ترك البعض جوهر القضية وانغمسوا في حوار جانبي: هل الصحيح أن نقول إعادة قراءة التاريخ أم إعادة كتابة التاريخ؟ وكاد المتحاورون أن يتفرقوا إلى حزبين متشاكسين: حزب إعادة القراءة وحزب إعادة الكتابة!
يقول الكاتب المغربي محمد عابد الجابري: “مهمة المؤرخ إعادة بناء الماضي عقليًا”.
ليتفق المتحاورون إذن أن الكتابة والقراءة كلتيهما دراسة، فلتكن مهمة المجموعتين: إعادة دراسة التاريخ.
والمهم في إطلاق هذه المبادرات العلمية والأدبية أن تساعد في تنمية الوعي بأوضاع بلادنا التي تجتاز منعطفًا أساسيًا في تاريخه. معرفة الماضي تكشف الأسباب والعوامل التي قادت إلى ما نحن فيه الآن، والفهم الصحيح للماضي يساعد على فهم الحاضر واستشراف المستقبل.
يا ليت حركة التأليف والنشر لا تنتهي إلى مجرد إنتاج فكري متراكم، أو إلى بحوث توضع في أرفف المكتبات، وإلا فما أكثر الإنتاج البحثي في جامعاتنا التي لا تصل إلى الناس. المطلوب مشروع فكري يقود الحركة السياسية وتنفعل به حركة المجتمع، ولتكن هذه الصحوة الفكرية هي أساس صحوة وطنية شاملة.
بالله عليكم انبذوا مشعلي الإثارة والتهييج والعنف، وشجعوا مُشعلِي العقول الذين ينيرون طريق المستقبل المنشود.

بقلم: د. عثمان أبوزيد
صحيفة البلد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • آلية ضبط الحدود.. محور إجتماع لبناني – سوري
  • ترامب: بايدن فقد السيطرة على بلادنا
  • ترامب: سأطلب من السعودية خفض سعر برميل النفط لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • السودان ودولة الحرب العميقة
  • استمرار الحرب يقلص خيارات السودانيين في البحث عن لقمة العيش
  • هل أشعلت الحرب عقول الشباب السوداني؟
  • الـ”جارديان”: الإمارات هي من تأجج الحرب في السودان
  • تعليقا على احداث جنوب السودان
  • بعد إحالته للمحاكمة الجنائية .. دجّال الوايلي يُواجه عقوبة الحبس
  • ما هو أثر العقوبات الأمريكية على الحرب السودانية؟