بوابة الوفد:
2025-01-22@22:14:55 GMT

فى قضية سد النهضة.. كل الخيارات متاحة

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

تواصل الدبلوماسية المصرية جهودها المتصلة للتصدى للاستفزازات الإثيوبية بشأن حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل. وكان من اللافت قبل أيام تقدم وزارة الخارجية المصرية بخطاب رسمى إلى مجلس الأمن ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبى بشأن تنفيذ المرحلة الخامسة من ملء سد النهضة.

لقد أكد خطاب السفير بدر عبدالعاطى وزير الخارجية رفض مصر القاطع للتصريحات الأثيوبية واعتبارها خرقًا صريحًا وواضحًا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا فى عام 2015 والبيان الرئاسى لمجلس الأمن الصادر فى 15 سبتمبر 2021.

وذكر الخطاب أن تأكيد رئيس الوزراء الإثيوبى «آبى أحمد» على حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرسانى للسد الإثيوبى، هو أمر غير مقبول جملة وتفصيلاً بالنسبة للدولة المصرية، وأن ذلك يمثل استمرارًا للنهج الإثيوبى المثير للقلاقل والمهدد لاستقرار الإقليم الذى تطمح أغلب دوله فى تعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، بدلًا من زرع بذور الفتن والاختلافات بين شعوب تربطها وشائج الأخوة.

لقد كان واضحًا على مدى السنوات الماضية أن أديس أبابا تصر على تمديد آجال التفاوض دون سعى حقيقى للتوصل لحل لأزمة بناء سد على مجرى النهر، يضر بمصالح مصر والسودان. وربما ساهم ارتفاع مستوى فيضان النيل فى السنوات الأخيرة فى تقليل الآثار السلبية للمراحل السابقة لملء السد، لكن خطاب الخارجية المصرية الأخير كان واضحًا وصريحًا وهو يشدد على متابعة التطورات عن كثب، والاستعداد لاتخاذ كافة التدابيراللازمة لحماية مصالح مصر وشعبها.

وهذه الإشارة تحديدًا تؤكد بوضوح أن ملف المياة كان وما زال على أولويات الأمن القومى المصرى، وكما كتبت هنا من قبل، فإنه لا حدود أمام مصر لمواجهة أى خطر يهدد أمنها القومى، ولا قيود على الخيارات المتاحة لها.

ولا شك أن الماء هو أساس الحياة، وهو نبع الخير، وغذاء الحضارة عبر العصور، ولا شك أيضًا أن تهديد وصوله أو انتقاصه يعد ضربة قاسية للاقتصاد، والعمران، والتطور فى مصر.

إن اتفاقية الأمم المتحدة لسنة 1997 بشأن المجارى المائية غير الملاحية، تؤكد ضرورة الاستخدام المعقول والمنصف، من دون الإضرار بالأطراف الأخرى، كمبدأ وشرط أساسى فى استخدام المجارى المائية الدولية غير الملاحية، وهو ما ينطبق تمامًا على نهر النيل.

لقد تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل سنوات أمام الأمم المتحدة موضحًا موقف مصر فى هذا الشأن بكل شفافية ومقررًا أنها لا تقبل منع التنمية عن أى بلد، لكنها لن تقبل فى الوقت ذاته أى مساس بحقوق أبنائها، وقال نصًا «إن مياه النيل بالنسبة لمصر هى مسألة حياة أو موت».

إن مصر كانت وما زالت بلد سلام، ومركز إشعاع حضارى تسعى للتعايش والتعاون مع جيرانها، ولها مساهمات تاريخية فى مجالات التنمية المختلفة بقارة إفريقيا، وهى دولة متمرسة فى مجال الدبلوماسية والخطاب الوسطى العقلانى، لكن كل ذلك لا يعنى أنها ستقف مكتوفة الأيدى أمام اعتداءات محتملة للغير على حقوقها السيادية.

إن دور الدبلوماسية المتدرج فى التعامل مع القضية يؤكد ثقتنا فى القيادة السياسية وإدارتها الاحترافية لهذا الملف الشائك، ونعلم يقينا أن كافة الخيارات متاحة، وأن الفيصل فى النهاية سيكون مدى تضرر مصر وأهلها بالسد. ولكل فعل رد فعل.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قضية سد النهضة سد النهضة ل الدبلوماسية المصرية مياه النيل

إقرأ أيضاً:

تقارير دبلوماسية: تونس تريد عودة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بعد سنوات القطيعة

زنقة 20 | علي التومي

كشفت مصادر دبلوماسية، بأن تونس تبذل جهودًا حثيثة لإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والعمل على إعادة السفيرين إلى منصبيهما، بعد ثلاث سنوات من الجمود الذي نتج عن استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية “ابراهيم غالي”.

وتأتي هذه التحركات وفقا لذات المصادر، في ظل مبادرات تسعى إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين، إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات تتعلق بتبني السياسة الخارجية التونسية لمبدأ مايسمى”تقرير المصير”، بالإضافة إلى مشاركة الرئيس التونسي في عدة فعاليات إلى جانب زعيم الجبهة الانفصالية، وهو ما أثار انتقادات من الجانب المغربي.

وتعد هذه الخطوات، لصناع القرار بتونس ،مؤشرًا على الرغبة في تجاوز الخلافات واستعادة العلاقات التاريخية بين البلدين، رغم إستمرار الصعوبات المرتبطة بتوجهات القيادة التونسية الحالية والتي تعتبر عقبة أمام عودة العلاقات بين الدولتين.

وكانت تونس قد أغضبت الرباط في،صيف 2022، حينما استقبل الرئيس التونسي، قيس سعيد، لزغيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، إبراهيم غالي، على هامش اجتماعات الدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا، “تيكاد”، التي انعقدت في تونس.

واعتبرت الرباط حينها, أن الخطوة التونسية “عدائية وغير مبررة”، وبادرت إلى سحب سفيرها كخطوة احتجاجية، قابلتها تونس بخطوة مماثلة، وسحب سفيرها لدى المغرب هي الأخرى, رغم ان المغرب قدم كل الدعم للشعب التونسي ووقف إلى جانب الشعب التونسي في أحلك الظروف.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: جميع إنجازات الدولة متاحة على المواقع الرسمية
  • النهضة يواجه النصر.. والرستاق الجريح يبحث عن بوصلة الانتصار أمام صحار
  • الهلال الأحمر: الدبلوماسية المصرية نجحت بشكل كبير في إدخال المساعدات إلى غزة
  • إمام عاشور أمام المحكمة في قضية سب «داليا»
  • تقارير دبلوماسية: تونس تريد عودة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بعد سنوات القطيعة
  • ضربة جوية مستحيلة
  • بعد تسليمه.. أبو عجيلة مسعود أمام القضاء الأميركي: فصل جديد في قضية لوكربي
  • قيادي بمستقبل وطن: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يبرز نجاح الدبلوماسية المصرية
  • عضو بـ«النواب»: اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة انتصار كبير للدبلوماسية المصرية
  • بعد قليل.. النطق بالحكم على 3 متهمين في قضية «خلية الجبهة»