بوابة الوفد:
2024-12-31@15:09:26 GMT

الفكرة وراءها هدف

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

كان الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون قد ذهب يتكلم فى مؤتمر انتخابى له فى مدينة قسنطينة شرق البلاد، وكان ذهابه إليها جزءًا من حملته الانتخابية فى السباق الرئاسى الذى سيشهد ختامه ٧ من هذا الشهر بانتخاب رئيس جديد. 

وكان الرئيس تبون قد قال إن جيش بلاده فى انتظار فتح الحدود مع قطاع غزة ليقدم ما يجب عليه أن يقدمه، وكان قد قال إن من بين ما سوف يقدمه الجيش الجزائرى إعادة بناء ما دمره الصهاينة.

 

وقد أثار كلام الرئيس الجزائرى لغطًا كبيرًا، ودارت حوله تعليقات لا علاقة لها بما قصده صاحبه، ونظر إليه كثيرون من زوايا عجيبة لا أظن أنها خطرت على رأس الرجل.. ولكنى توقفت فى كلامه عند عبارته الأخيرة التى تقول إن الجزائر سوف تتولى إعادة بناء ما دمره الصهاينة فى أنحاء القطاع. 

توقفت عند هذه العبارة وتذكرت أن إسرائيل تدك القطاع وتقتل أهله منذ ما يقرب من السنة الكاملة، وأنها يمكن أن تستمر فى ذلك سنةً أخرى، وربما أكثر، ولماذا لا تفعل إذا كان المدد القادم إليها من الولايات المتحدة ومن غيرها لا يتوقف؟ 

ولعلنا نذكر أن كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطى فى السباق الرئاسى الأمريكى، قالت إنها فى حالة فوزها لن تمنع السلاح عن إسرائيل.. والمعنى أنها سوف تواصل ما بدأه الرئيس جو بايدن، الذى مرر صفقة سلاح مؤخرًا لتل أبيب قيمتها ٢٠ مليار دولار.. والمعنى أيضًا أن الدولة العبرية لا تقاتل من خزانتها العامة، ولا تدمر ما دمرته طوال ما يقرب من السنة بسلاحها الذى تنتجه، وأنها تضمن أن يظل المدد يصلها مهما طالت الحرب ومهما بلغت تكاليفها الهائلة. 

وفى المقابل سوف تذهب الجزائر لتساعد الغزاويين من خزانتها العامة، ومن أموالها المجردة، وربما من قوت شعبها.. وسوف تفعل ذلك كل دولة عربية تجد نفسها مدعوة إلى إعادة الحياه لقطاع غزة الذى دمرته إسرائيل عن آخره. 

هذا كله على بعضه يكشف لنا عن الفلسفة التى قصدها الذين زرعوا إسرائيل فى هذه المنطقة من العالم.. فالقصد هو استنزاف طاقتها على الدوام، ولا فرق بين أن تكون الطاقة فى هذه الحالة مالًا مبذولًا، أو أن تكون جهدًا، أو أن تكون وقتًا.. فثلاثى المال، والوقت، والجهد، الذى تنفقه العواصم العربية المعنية فى وقف الحرب أو فى معالجة تداعياتها، مخصوم من اقتصاد كل عاصمة على حدة، ومخصوم من القوة العربية فى الإجمال، وهذا هو الهدف الذى على أساسه جرى زرع إسرائيل هنا بالذات. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة الرئيس الجزائري قد قال إن من ب رئيس جديد

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب: على الأرض السلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد شجرة الميلاد واحدة من أشهر الرموز التي تعكس بهجة الاحتفال بعيد الميلاد، وتزين المنازل في مختلف أنحاء العالم كل عام. لكنها ليست مجرد شجرة مزخرفة، بل هي رمز عميق يمتد جذوره إلى تاريخ طويل من التقاليد الدينية والثقافية، وقد تحولت مع مرور الزمن إلى رمز للسلام، والأمل، والمحبة، والوحدة. تكمن في شجرة الميلاد طبقات من المعاني التي تتخطى الزمان والمكان، وما بين فروعها وأوراقها تروى الحكايات عن التقاليد، والاحتفالات، والتجديد الروحي، والحلم المشترك بالبداية الجديدة. تتعدد الأساطير والتقاليد التي تفسر ظهور شجرة الميلاد، لكن يُعتقد أن جذورها تعود إلى التقاليد المسيحية في أوروبا خلال القرون الوسطى. فى تلك الحقبة، كان الناس يزينون الأشجار في احتفالاتهم الخاصة بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح. كانت الأشجار دائمة الخضرة، مثل شجرة الصنوبر والتنوب، وهى الأشجار الأكثر استخدامًا فى هذه التقاليد. هذه الأشجار كانت تُعتبر رموزًا للحياة الأبدية بسبب خضرتها المستمرة طوال العام، الأمر الذى يعكس رسالة الأمل فى حياة جديدة بعد الميلاد.

إنّ وضع شجرة الميلاد فى المنازل فى ليلة ٢٤ من ديسمبر يرتبط مباشرةً باحتفالات الميلاد فى المسيحية، ويُعتقد أن الشجرة تمثل "شجرة الحياة" التي تُحيى الطبيعة وتعيد تجديدها. يقال إن التزيين بالأضواء هو إشارة إلى نور المسيح الذى جاء ليضيء ظلام العالم، بينما تمثل الزينة الملونة مثل الكرات والنجوم الزخرفية تجسيدًا لألوان الحياة المتنوعة وفرحتها.

احتلت شجرة الميلاد مكانة كبيرة فى الأدب والفن عبر العصور. ففي الأدب الغربي، تعد شجرة الميلاد رمزًا مكررًا فى العديد من القصص والقصائد التي تحتفل بالعائلة والوحدة. فمن قصص الأطفال الشهيرة مثل "هدايا الميلاد" إلى الروايات الكلاسيكية مثل تشارلز ديكنز وروايته ترنيمة عيد الميلاد، حيث تظهر شجرة الميلاد كرمز للإشراق والدفء فى الحياة العائلية.

أما فى الفن، فقد عبر العديد من الرسامين عن شجرة الميلاد بمختلف الأشكال والأنماط. فهى غالبًا ما تزين لوحات تصور الحياة المنزلية فى فصل الشتاء، حيث تكتسب الشجرة رمزًا للروح العائلية والوحدة. كما يُصورها الفنانون فى مشاهد دافئة تجسد لحظات التضامن بين أفراد الأسرة، وتعكس جمال الألوان المتناغمة التي تزين الشجرة.

بعيدًا عن الجوانب الدينية، أصبحت شجرة الميلاد رمزًا عالميًا يعبر عن السلام، والأمل، والوحدة. فالأضواء التى تزينها تُعتبر إشارات إلى السعي نحو السلام، والكرات الزخرفية تبرز التعدد والتنوع فى المجتمعات المختلفة. فى ظل العالم الذى يعانى من الحروب والصراعات، تُعتبر شجرة الميلاد فرصة لتوحيد الناس حول رمزية السلام والمحبة التي تجسدها.

من هذا المنطلق، تُظهر شجرة الميلاد أن السلام ليس مجرد غياب للحروب والصراعات، بل هو حالة من التعاون والتفاهم بين الناس، حيث يمكن للجميع أن يتحدوا فى إطار من المحبة والاحترام المتبادل. فى هذا السياق، تصبح الشجرة بمثابة دعوة عالمية لسلام شامل، يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، ويمتد ليشمل جميع شعوب الأرض.

وعلى مر العصور، سعى العديد من الشخصيات البارزة إلى نشر ثقافة السلام والعدالة فى مختلف أنحاء العالم، معتمدين على مبادئ الحوار، والتسامح، واللاعنف. هؤلاء الشخصيات كانوا بمثابة منارات فى عالم مليء بالصراعات، وقد ألهموا الأجيال القادمة لإحداث تغيير حقيقي فى المجتمعات. هؤلاء "دعاة السلام" قاموا بتسليط الضوء على القيم الإنسانية السامية، وفتحوا الطريق نحو عالم أكثر استقرارًا وأملًا.

غاندى 

كان المهاتما غاندى أحد أبرز الشخصيات فى تاريخ حركة السلام. وُلد غاندى فى الهند، وبرز بفضل نهجه الفريد فى تحقيق السلام، الذى اعتمد على مبدأ اللاعنف. كان يعتقد أن العنف لا يؤدى إلا إلى مزيد من الدمار، وأن قوة الحب والتسامح قادرة على إحداث تغيير عميق فى المجتمعات. وقد أثبت غاندى صحة هذا النهج من خلال قيادته لحركة استقلال الهند ضد الاستعمار البريطاني باستخدام أساليب سلمية مثل العصيان المدني والمظاهرات السلمية. غاندى كان يعتبر أن السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو أيضًا تجسيد للعدالة والمساواة بين البشر.

مارتن لوثر كينج 

مارتن لوثر كينج الابن، القس الأمريكي الذى قاد حركة الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة، كان أيضًا من أبرز دعاة السلام فى القرن العشرين. وُلد فى عام ١٩٢٩، وكرس حياته لمحاربة العنصرية والتمييز العرقى فى بلاده. مثل غاندي، تبنى كينج مبدأ اللاعنف فى نضاله ضد الظلم. أشهر خطاب له، يعبر عن رؤيته لعالم يسوده السلام والمساواة، حيث يتمتع جميع البشر بحقوق متساوية بغض النظر عن لون بشرتهم. لقد كانت رسالته تدعو إلى التضامن والعدل، وكانت تشدد على أهمية الحوار والتفاهم لبناء مجتمع خالٍ من الكراهية والعنف.

 نلسون مانديلا

يُعد نلسون مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، من أبرز الشخصيات التي تجسد النضال من أجل السلام. ناضل مانديلا طوال حياته ضد نظام الفصل العنصري الذى كان يعامل المواطنين السود فى جنوب أفريقيا بشكل غير عادل. ورغم سجنه الطويل الذى دام ٢٧ عامًا، ظل مانديلا متمسكًا بمبدأ السلام والمصالحة. وعندما تم تحريره من السجن، اختار أن يتبنى الحوار والمصالحة بين البيض والسود بدلًا من الانتقام. وقد أصبح رئيسًا لجنوب أفريقيا فى عام ١٩٩٤، وأسهم فى بناء مجتمع تعددي يسعى لتحقيق السلام بين جميع أطياف المجتمع.

إلينور روزفلت، زوجة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، كانت من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان فى القرن العشرين. بعد الحرب العالمية الثانية، لعبت دورًا محوريًا فى صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، الذى أصبح لاحقًا أساسًا للعديد من المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. من خلال جهودها، سعت إلينور إلى تأكيد أن السلام لا يتحقق فقط من خلال غياب الحروب، بل من خلال ضمان حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

الأم تيريزا

أما الأم تيريزا، الراهبة الكاثوليكية التي كرست حياتها لخدمة الفقراء والمرضى فى الهند، فقد كانت تجسد مفهومًا مختلفًا للسلام، وهو السلام الداخلي الذى يأتي من خلال خدمة الآخرين. ورغم قسوة الظروف التى كانت تواجهها، أظهرت تيريزا للعالم أن السلام يمكن أن يُبنى من خلال الأعمال اليومية البسيطة مثل العناية بالمحتاجين والمساكين.

ديزموند توتو، رئيس أساقفة كيب تاون فى جنوب أفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام، كان من الداعين بقوة للمصالحة والعدالة. فى ظل النظام العنصري فى جنوب أفريقيا، كان توتو من المناهضين للفصل العنصري، وكان يدعو إلى السلام القائم على العدالة. بعد سقوط نظام الفصل العنصري، ساعد توتو فى تأسيس لجنة الحقيقة والمصالحة التي هدفت إلى معالجة الأضرار التى خلفها الفصل العنصري من خلال تسليط الضوء على الحقيقة والمصالحة بين الأطراف المتنازعة. كان يعتبر أن السلام لا يمكن أن يتحقق بدون مواجهة الماضي والتعامل معه بروح من التسامح.

كانت اليزابيث لويزا هوك، ناشطة فى حقوق الإنسان، قد بذلت جهودًا حثيثة من أجل تعزيز السلام عبر برامج إصلاحية فى السجون. كانت تهدف إلى إصلاح السجون وتحويلها من أماكن للعقاب إلى أماكن للتأهيل، حيث يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للسجناء. كانت تعتبر أن السلام يبدأ من داخل النفس الإنسانية، وأن العنف فى السجون لن يؤدى إلا إلى تفاقم الصراعات، وبالتالي يجب أن تكون هناك طريقة أفضل للوصول إلى السلام الداخلي للأفراد.

من أبرز المفكرين فى العصور الوسطى الذين تبنوا أفكارًا تدعو إلى السلام، كان توماس مورو، الفيلسوف الإنجليزي الذى ابتكر مفهوم "اليوتوبيا". فى كتابه "يوتوبيا"، تحدث مورو عن مجتمع مثالى يسوده السلام والعدالة والمساواة. كان يرى أن السلام لا يتحقق إلا إذا عاش الناس معًا وفقًا لمبادئ العدالة الاجتماعية والتسامح، وهو ما جعله من الدعاة الأوائل لنظرية السلام فى الفكر الغربي.

السلام ليس مجرد حالة ظرفية يتم تحقيقها بين الحين والآخر، بل هو قيمة إنسانية متجددة يجب أن تُزرع فى النفوس وتُرعى فى المجتمعات. كما أن شجرة الميلاد تمثل بداية جديدة فى العام، حيث يتجمع الناس للاحتفال بعيد الميلاد كدلالة على الأمل والتجدد، فإن دعاة السلام على مر التاريخ كانوا بمثابة "غصون" و"أضواء" تلك الشجرة، حيث زرعوا بذورًا من الأمل فى قلوب البشرية ليتمكنوا من مواجهة التحديات وتحقيق مجتمع يسوده التسامح والمحبة.

 

مقالات مشابهة

  • جمهورية إيران التي أرجو لها أن تكون إسلامية!
  • متحدث نقابة الموسيقيين عن رحيل عدوية: علمنا كيف تكون البساطة فنًا
  • مقررون أمميون: انتهاك “إسرائيل” للقانون الدولي يجب أن تكون له عواقب
  • سامح قاسم يكتب: على الأرض السلام
  • خبير اقتصادي: يجب أن تكون الرفاهيات ليست هدفا دائما للشراء
  • اعترافات ومقابلات تكشف للحقيقة.. «نيويورك تايمز»: إسرائيل تمنح الضباط سلطة قتل آلاف المدنيين فى قطاع غزة
  • أحلام ٢٥
  • "أصعب ما في الحياة هو العيش من دون كذب"!
  • مركز الأرصاد ينبه من تكون أمطار على منطقة عسير
  • فاروق الشرع…؟