بناء الإنسان يحتاج لمسات إضافية
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
لا شك أن المبادرات الرئاسية نقطة فارقة ومضيئة فى عهد الرئيس السيسى، فهى تعكس رؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل، وجاء المشروع القومى للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» ليتوج تلك المبادرات الصحية والاجتماعية.
ما عرفناه حتى الآن عن المشروع القومى للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» هو أنه يهدف إلى تشكيل أجيال بصحة رياضية تتمتع بالثقافة وتمتاز بالحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ بدعم من الأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف.
وتكوين جيل قادر على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ويمتلك المهارات المناسبة لاحتياجات سوق العمل.
ووفق بيان أصدره القائمون على المبادرة، يضم المشروع القومى للتنمية البشرية العديد من المبادرات الفرعية، لتنفيذ برامج وأنشطة وخدمات متنوعة لم تقتصر على فئة معينة وإهمال أخرى، بل تشمل كافة الفئات العمرية منذ الولادة إلى ما بعد الـ 65 عاما.
إضافة إلى برامج لدعم كبار السن، والمشاركة المجتمعية، فى إطار الحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ التى تمثل الهوية المصرية الأصلية.
وللحق فإن كل المبادرات السابقة كمبادرة حياة كريمة وتكافل وكرامة لم تكن مجرد إعلان فقط بعناوين كبيرة براقة عن وجود جديد يتم إطلاقه، ولكنها كانت فاعلة مؤثرة، استفاد منها ملايين المواطنين.
وأعجبتنى آليات تنفيذ هذه المبادرة الهامة، والتى تشمل إطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية والرياضية والثقافية من خلال دعم النشاط الرياضى وضمان توافر آلياته فى كل محافظات الجمهورية، وتعظيم دور بيوت الثقافة والمسرح والسينما، وأيضا التوظيف بخلق فرص عمل جديدة وبرامج لتطوير المهارات، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، وذلك فى ظل آليات منسقة ومتكاملة ومتداخلة بين الوزارات والجهات الشريكة، مع وجود آلية متطورة لمتابعة مركزية من خلال تطبيق لا مركزى للمشروع القومى بكل محافظة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، واستفادة ورضا كافة المواطنين.
كلام جميل ورائع لو تم تطبيقه بهذا الشكل وهذه الكيفية مع إضافة لمسات أخرى تدعم هذا المشروع، فاستجابة المواطن المصرى ورد فعله هى الأساس فى نجاح المشروع من عدمه، ولا يمكن لإنسان يعانى من ضغوط اقتصادية رهيبة زرعت بداخله الإحباط أن يستجيب لمبادرة بنائه إلا بجرعة أمل جديدة تعيد إليه الثقة وتخرجه من حالة اليأس والإحباط التى يعيشها، ولن يتأتى ذلك إلا بخطاب إعلامى واعٍ وصادق يخاطب قلوب وعقول الناس ليخبرهم بما يدور فى الداخل والخارج بكل صدق وأمانة، ويكسب ثقتهم حتى لا يستقى المواطن معلوماته من قنوات ومصادر أخرى مضللة تعمل ضد مصر وتهدف لإسقاطها.
وبالتوازى مع ذلك يجب أن تقوم المؤسسات الدينية كالأزهر والكنيسة بدورها فى بث الأمل بنفوس الناس لما لهما من مصداقية وثقة، وتدخل المدارس ومراكز الشباب ومؤسسات المجتمع المدنى على الخط لتساهم بدورها فى إعادة التفاؤل ورسم ملامح لصباح جديد يستنشق المحبطون نسماته فيتجرعون الأمل من جديد.
وهنا أيضًا علينا أن نعيد التركيز على حملات مواجهة الإدمان والابتعاد عن المخدرات بصياغة جديدة تؤتى ثمارها سريعًا، وكذلك على الدولة دعم وزارة الداخلية فى مواجهة تجارة المخدرات، لأن الأرقام باتت مخيفة ومستشفيات علاج الإدمان العامة والخاصة خير دليل على فداحة الأزمة، وبناء الشباب فى الفئة العمرية من ١٨ وحتى ٣٥ عامًا هو الأساس، ولا أتصور نجاح مشروع بناء إنسان مع شخص مدمن مهلهل نفسيًا وجسديًا، خلفه أسرة تعانى تبعات هذا الضياع.
المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان رائعة ومهمة لكنها تحتاج لصياغة رؤية مختلفة فى التنفيذ تعتمد على واقع نعيشه ونلمسه وعلينا مواجهته دون خجل أو مواربة إذا أردنا حقًا نجاح عملية بناء الإنسان.
حمى الله مصر وشعبها من كل سوء.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هوامش الرئاسية نقطة بناء مجتمع بناء الإنسان
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر: مبادرة «بناء الإنسان» تهدف إلى تنمية المواطن المصري
رحَّب الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، بالحضور من المجلس القومي للمرأة في رحاب جامعة الأزهر، وعبَّر عن سعادته بالمشاركة في الندوة التثقيفية المتميزة التي يدور موضوعها حول: (بناء الإنسان: نحو أمن نفسي مستدام) بكلية طب البنات بالقاهرة، برئاسة الدكتورة هناء عبد الحميد العبيسي عميدة الكلية، من أجل دعم قيم الانتماء والولاء وبناء شخصية الطلاب، وانطلاقًا من واجبهم نحو الوطن.
تهدف المبادرة إلى تنمية المواطن المصريوأشاد «فكري» بمبادرة «بناء الإنسان» وهي إحدى المبادرات المهمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتهدف إلى تنمية المواطن المصري في جميع الجوانب الإنسانية، من خلال الاهتمام بالتعليم، والصحة، والثقافة، والقيم الأخلاقية.
وأشار «فكري» إلى أن هذه المبادرة تعكس رؤية القيادة السياسية لبناء جيلٍ جديدٍ من المصريين قادرٍ على مواجهة تحديات العصر والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
بناء الإنسان هو أعظم استثمار يمكن لأي مجتمعوأكد أن بناء الإنسان هو أعظم استثمار يمكن لأي مجتمع أن يقدمه لتحقيق التقدم والازدهار، مشيرًا إلى أن الإنسان هو أساس الحضارة ومحرك التنمية، ومن خلال تنمية قدراته العقلية، والروحية، والجسدية، نستطيع تحقيق وبناء مستقبل أفضل؛ ولهذا فإن بناء الإنسان ليس عملًا لحظيًّا، بل هو مشروع مستمر يتطلب تكاتف الجهود من جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، فلنحرص على تنمية أنفسنا وأبنائنا.
وبيَّن أن الأزهر الشريف بمكانته العظيمة وتاريخه الممتد منذ نشأته، لم يكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل كان - ولا يزال وسيظل - حارسًا للقيم والمبادئ التي تُرسِّخ السكينة النفسية والاستقرار الفكري لأبنائه وبناته ومن هنا، فإن دوره في تعزيز الأمن النفسي لدى الطالبات دورٌ جوهري، ينبع من رسالته في الجمع بين العلم النافع والتربية الروحيَّة والأخلاقيَّة، وهذا ظاهر جلي فى اهتمام فضيلة الإمام الأكبر بالمرأة ودورها في الإسلام؛ إذ إنه يخصص حلقات كاملة للتحدث عن المرأة وكيفية احترامها والتعامل معها.