انعقاد برنامج البناء الثقافي لأئمة الفيوم
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
عقدت اليوم الأربعاء، فعاليات برنامج البناء الثقافي بمديرية أوقاف الفيوم بعنوان "نعمة الأمن"، حيث عقد اللقاء بمسجد المرادني بإدارة سنورس ثان، بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبحضور الدكتور محمود الشيمي، مدير المديرية،ومديري الإدارات، وعدد من السادة الأئمة والعاملين بالمساجد.
وقد أكد الدكتور الشيمي، أن نعمة الأمن من أجلِّ النعم فهي أعظم من نعمة الرزق ولذلك قُدمت عليها في قوله (سبحانه): “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”، فبدأ بالأمن قبل الرزق، لأنه لا يطيب طعام ولا يُنتفع بنعمة رزق إذا فقد الأمن، ولمكانة الأمن امتن الله (عز وجل) في القرآن الكريم على عباده بهذه النعمة فقال(سبحانه) “أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْء،وقال( سبحانه) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ"، كما امتن الله (عز وجل) بهذه النعمة على أصحاب نبيه(صلى الله عليه وسلم) فقال ( سبحانه)وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، كما بين أن نعمة الأمن لا توجد إلا بوجود مقوماتها، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها، والتي من أعظمِها توحيد الله (عز وجل) والإيمان به، والاجتماعُ ونبذ التفرق.
وقد ختمت فعاليات البناء الثقافي بعقد مقرأة للأئمة،ثم أعقبها مجلس الصلاة والسلام على خير البرية.
أوقاف الفيوم تطلق فعاليات الأسبوع الثقافي تكريم الإسلام للمرأة أمًّا وأختًا وزوجة وبنتًا IMG-20240904-WA0086 IMG-20240904-WA0085 IMG-20240904-WA0083 IMG-20240904-WA0084 IMG-20240904-WA0082 IMG-20240904-WA0080 IMG-20240904-WA0079المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفيوم انعقاد البرنامج برنامج البناء الثقافي الأئمة أوقاف الفيوم ائمة الفيوم نعمة الأمن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الإيمان بالقدر خيره وشره من أهم مظاهر الرضا بالله ربا وحاكما
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الركن السادس والأخير هو الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو من أهم مظاهر الإيمان بالله، حيث يعني الرضا بالله ربا وحاكما، وهو كذلك ثمرة الإيمان بالله وحلاوته. ويتمثل دستور الإيمان بالقدر في قوله تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ ، وما قاله عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه: «يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله ﷺ يقول : « إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ». يا بنى إني سمعت رسول الله ﷺ يقول : « من مات على غير هذا فليس منى ». وقوله ﷺ لابن عباس رضي الله عنه « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.
وتوجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله، فالإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع، فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراده الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، والذي قد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.
فالإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله، فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله سبحانه وتعالى، فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا لله، وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.
ولا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده، وبين كونك مختارًا مريدًا، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كذب بالمحسوس، وكذب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختيارًا، قال تعالى : ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾، وقال سبحانه : ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾.
فالصواب في تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلًا واختيارًا، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه، فالقدر سر الله في خلقه، ولذا ترى بعض العارفين كأبي العباس الحريثي يقول : من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم. فالعارف مستبصر بسر الله في خلقه.
وبهذا نكون قد علمنا حقيقة الإيمان وأركانه، وهذه الأركان ليست كلها غيب محض بل بعضها غيب محض : كالإيمان بالله، والملائكة واليوم الآخر، وبعضها من عالم الشهادة إلا أنه متعلق بالغيب باعتبار، كالإيمان بالرسل فهم من حيث كونهم بشرا هم من عالم الشهادة، ومن حيث الإيمان باتصالهم بالوحي فهذا جانب الإيمان الغيبي، وكذلك الكتب فمنها غيب لم نره، ومنها رأينا بعضه مختلطا بالتحريف ككتب أهل الكتاب، ومنها ما رأيناه كما أنزله الله وهو القرآن الكريم، إلا أن جانب الغيب فيه هو إيماننا بأن هذا الكتاب هو كلام الله رب العالمين أوحى به لرسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم.