جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-30@08:38:08 GMT

تنشيط سياحة المؤتمرات

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

تنشيط سياحة المؤتمرات

 

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

نُلاحظ اليوم انتعاشًا وحراكًا ملموسًا ضمن "سياحة المؤتمرات"، في العديد من الدول حول العالم وعلى مستوى عالٍ من التحضيرات والظهور الإعلامي في التسويق والترويج، ولا شك أنَّ سلطنة عُمان تُعد وجهة جاذبة لسياحة المؤتمرات التي باتت صناعة لها مقومات خاصة لضمان نجاحها، وتتميز عُمان بموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، وهو ما يجعلها مكانًا مثاليًا لاستضافة المؤتمرات الإقليمية والدولية.

وتتوافر في بلادنا الحبيبة بنية أساسية حديثة، ومرافق متطورة، مثل مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، الذي يُعد من أبرز المرافق المخصصة لهذا النوع من السياحة في المنطقة، كما نشهد باستمرار تأسيس العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة في نشاط تنظيم المؤتمرات والمعارض، وقد تكون توجهات لكثير من الشباب ممن يمتلكون خبرات إعلامية ويتميزون في مجال العلاقات العامة في هذا الجانب.

اليوم.. عُمان تُوفر تجربة ثقافية غنية وطبيعة خلابة، مما يجعلها وجهة جذابة للمشاركين في المؤتمرات الذين قد يرغبون في استكشاف البلاد بعد الفعاليات. علاوة على ذلك، تتمتع السلطنة باستقرار سياسي وأمني مما يُعزز من ثقة المنظمين والمشاركين.

من هنا نأمل من جهات الاختصاص إطلاق المزيد من الحوافز والدعم لنمو هذا القطاع من خلال تقديم التسهيلات للزوار والسياح، وتنظيم فعاليات دولية ومحلية تهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة لسياحة المؤتمرات.

وإحياء سياحة المؤتمرات في سلطنة عُمان، يتطلب اتباع عدة استراتيجيات تتضمن تحسين البنية الأساسية من خلال تطوير مراكز مؤتمرات متطورة ومُجهَّزة بتكنولوجيا حديثة، وزيادة سعة الإقامة الفندقية بجوار مراكز المؤتمرات، بذل المزيد من الجهود في التسويق الدولي والعمل على تعزيز جهود التسويق الدولية لتسليط الضوء على سلطنة عُمان كمركز رئيسي لسياحة المؤتمرات. ويمكن الاستفادة من المعارض الدولية، والتعاون مع شركات السياحة العالمية، وتوفير حوافز للشركات والمؤسسات لاستضافة مؤتمراتها في سلطنة عُمان، مثل التخفيضات الضريبية، أو الشراكات الاستراتيجية المتبادلة، والتركيز على جذب المهتمين بالفعاليات العالمية، إلى جانب العمل على تنويع الأنشطة وربط المؤتمرات ببرامج سياحية وترفيهية محلية، مثل زيارة المواقع الثقافية والطبيعية لتعزيز جاذبية الوجهة، وهذا ما يحدث اليوم في موسم خريف ظفار ومن السهل تكرار التجارب على بقية محافظات السلطنة.

كما إن هناك دورًا كبيرًا لربط هذه السياحة بالقطاعات الأكاديمية والتربوية والتعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية وإقامة شراكات مع المؤسسات الأكاديمية لتنظيم مؤتمرات علمية وبحثية يمكن أن تجذب مشاركين من أنحاء العالم.

ومن بين الأفكار المطروحة: التواصل مع المنظمات العالمية، والانخراط مع المنظمات العالمية التي تنظم مؤتمرات دولية لضمان إدراج سلطنة عُمان كوجهة محتملة مثل الصين واليابان وألمانيا وغيرها.

إنَّ الترويج للثقافة العُمانية يعد في حد ذاته عنصر جذب من خلال استغلال الموروث الثقافي العُماني، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وتراثية على هامش المؤتمرات، ونحن على ثقة بأنَّ عُمان قادرة على دمج هذه المقومات من خلال التنظيم المدروس للمؤتمرات والتنوع بين الدول المُستضَافة بحيث نستهدف كل دولة حسب ما تشتهر به من نشاط ورواج عالمي، على أن يشهد كل شهر من شهور السنة معرضًا دوليًا متخصصًا في قطاع بعينه، بهدف تحقيق أعلى عائد إيجابي ممكن.

إن الأمل يحدونا في أن تتحول عُمان لوجهة إقليمية وعالمية جاذبة لسياحة المؤتمرات، والاستفادة من المقومات المتنوعة، والإسهام في توفير فرص عمل للشباب، وتوظيف الطاقات الشبابية لإحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الواعد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منتدى الأمن بالدوحة يستعرض جهود الوساطة القطرية في القضايا العالمية

الدوحة- استعرض وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي جهود دولة قطر في الوساطة ونجاحها في العديد من الملفات التي انخرطت بها إقليميا أو عالميا، مؤكدا أن خبراتها في الوساطة تمتد إلى 25 عاما وأنها تُعد أحد الركائز أو العمود الفقري لسياستها الخارجية.

وأضاف، خلال جلسة حول جهود الوساطة القطرية في منتدى الأمن العالمي الذي يعقد بالدوحة حاليا، أنه خلال السنوات الأولى من هذه الجهود كان الإطار الغالب ينحصر على قضايا الشرق الأوسط، ولكن خلال السنوات الـ10 الأخيرة توسعت للعديد من مناطق العالم من الولايات المتحدة إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا، وأوكرانيا وروسيا وآسيا.

وقال "قمنا بتوسيع نطاق وصولنا إلى دول حول العالم والتي قد تحتاج إلى وسطاء وشركاء دوليين موثوق بهم يمكنهم تقديم المساعدة والدعم اللازمين لسد الفجوة بين الجانبين". وأكد أن قطر استطاعت أن تبني لنفسها سمعة طيبة في جهود الوساطة عالميا ولم تعد تحتاج إلى الذهاب بعيدا، بل إن الأصدقاء يأتونها ويطلبون الوساطة لأنها وسيط نزيه ومعروف.

حضور كبير أثناء كلمة الخليفي واستعراضه سياسة قطر الخارجية في العديد من الملفات (الجزيرة) تشجيع قطري

وبشأن المفاوضات الأميركية الإيرانية الأخيرة، قال الخليفي إنه متفائل بإمكانية حدوث تقدم ملموس فيها بوساطة سلطنة عُمان، موضحا أن إيران دولة مجاورة وقطر تتعامل معها بشفافية واحترام متبادل منذ سنوات وعندما يتعلق الأمر بالحوار أو التفاوض فإن الدوحة دائما داعمة لكافة أشكال الحوار وعلى استعداد لتقديم أي نوع من المساعدة المطلوبة.

وأكد أن قطر تؤيد دائما المفاوضات المباشرة كوسيلة أو أداة لحل النزاعات "كما أننا نشيد بالجهود التي تبذلها السلطنة في هذا الإطار".

وحول ما إذا كانت المفاوضات مجرد استعراض لا أكثر، أكد الخليفي أنه لا يعتقد ذلك وأنها بالغة الأهمية لأنها لا تتناول مخاوف الطرفين فحسب، بل المنطقة بأسرها، و"لا يجب أن يصل الأمر إلى سباق للإنتاج النووي في المنطقة التي لا نرغب إلا أن تكون في سلام".

إعلان

وأضاف "أعتقد أن قاعدة العمل إيجابية جدا ونحن نشجع أن يكون هناك المزيد من اللقاءات بين الطرفين وسد الفجوات وبناء الجسور بينهما، ولذلك فإن قطر لن تتردد أبدا في تقديم المساعدة للأطراف والوسطاء في هذه العملية".

وبخصوص الوضع في سوريا، أكد الخليفي أن قطر كانت مؤمنة بشدة بالقضية السورية لأكثر من 14 عاما في ظل نظام الأسد و"نحن من الدول التي التزمت بموقفها السياسي، ووقفت إلى جانب الشعب السوري ضد هذا النظام الوحشي، والآن، ومع نجاح الثورة، نؤمن بأن مستقبلا مشرقا ينتظر الشعب السوري".

وأوضح أن الدوحة على تواصل مباشر مع الحكومة السورية وتحرص على مواصلة تشجيعها على السير في الاتجاه الصحيح نحو الازدهار والتنمية.

وأضاف أن قطر كانت منخرطة بشكل كبير حتى في بعض المشاريع داخل سوريا نفسها، "حيث بدأنا بالإعلان عن دعمنا لخط إمداد الكهرباء إليها عبر الأردن، ومنذ يومين فقط، أعلنا مع السعودية عن مساهمتنا في تسوية ديون دمشق لدى البنك الدولي لتمكين المزيد من المشاريع التي يمولها البنك من مساعدة الشعب السوري".

الخليفي: الوساطة تعد أحد الركائز أو العمود الفقري لسياسة قطر الخارجية (الجزيرة) اهتمام بغزة

وعن الوضع في اليمن، قال الخليفي إنها "قضية معقدة للغاية للأسف، وقد كنا دائما نشجع على الحوار والنقاش المباشر بين الأطراف المتنازعة كوسيلة لإيجاد حل سلمي، وكنا منخرطين بشكل كبير مع شركائنا الإقليميين، خصوصا في إطار مجلس التعاون الخليجي، من أجل إيجاد الإطار المناسب الذي يمكننا من المضي قدما مع الشعب اليمني".

ويرى أن التطورات الأخيرة ستؤدي إلى المزيد من التصعيد في المنطقة ككل، ولذلك ستواصل قطر التشجيع على إيجاد حلول سلمية بين اليمنيين والأطراف المختلفة.

وفيما يتعلق بلبنان، قال الخليفي إنه شهد بداية جيدة بانتخاب رئيس الجمهورية وتعيين الحكومة الجديدة، و"هو ما افتقدناه لفترة طويلة جدا، حيث شهدنا الفراغ فيما يتعلق بالحكومات الإدارية اللبنانية منذ أشهر"، عادا ذلك خطوات إيجابية للغاية وتؤدي للتفاؤل.

إعلان

وأكد أن قطر تدين الهجمات المتواصلة التي تشنها القوات الإسرائيلية جنوب لبنان وأن هذه الأعمال لا تجلب الاستقرار أو الأمن للمنطقة، و"لذلك ندعوهم باستمرار إلى الوفاء بالتزاماتهم، والسماح للحكومة اللبنانية بالتطور والانتقال إلى وضع أفضل".

وعن غزة، أكد الخليفي أنها "شغلت معظم اهتمامنا في الأشهر الماضية، وكنا منخرطين بشكل كبير منذ اليوم الأول للصراع، وساهمت جهود قطر في تحقيق بعض التقدم الإيجابي سواء في اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أو اتفاق يناير/كانون الثاني 2025، ومع ذلك، كانت مشاعرنا متقلبة، في بعض الأيام نشعر بالتفاؤل بأننا قادرون على دفع الأطراف نحو الحل".

واستدرك قائلا إنه "في أيام أخرى نشعر بالإحباط حيال العملية التي لم تعد تحظى بالاهتمام كما كانت في السابق، وإذ كانت قصة الأخبار الأهم والآن أصبحت واحدة من تلك الصراعات المستمرة التي توضع على الهامش، وقد تستمر لفترة طويلة، لكن الزخم لا يزال إيجابيا فيما يتعلق بانخراطنا المستمر والعميق في الوساطة والمفاوضات، إما في الدوحة أو في القاهرة مع شركائنا الوسطاء".

وشدد على أن الوسيط يجب أن يكون آخر شخص يفقد الأمل لأنه إذا فعل ذلك "فالموضوع منتهٍ، لذلك، يجب أن نظل متفائلين بأن هناك مسارا للحل"، لافتا إلى أن قطر تعاملت مع حالات معقدة جدا خلال 25 سنة من الخبرة، ومع سيناريوهات صعبة للغاية، مؤكدا أنه "من خلال استمرار التواصل والإرادة التي نسعى للحصول عليها من الأطراف المتنازعة، يمكننا تحقيق اختراق".

تواصل إيجابي

وبشأن كيفية التعامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والفرق بينها والإدارة السابقة، قال الخليفي إنه كمؤسسة، لم يتغير الكثير لأن قطر دائما ثابتة في علاقاتها مع الولايات المتحدة وتعاملت مع عدة إدارات، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية وكان لديها تواصل إيجابي مع إدارة ترامب في بداياتها.

إعلان

وأضاف "تواصل معنا ستيفن ويتكوف المبعوث الخاص للشرق الأوسط في ملف غزة في وقت مبكر، حتى قبل توليه منصبه رسميا أو تشكيل الحكومة، وهذا منحنا تواصلا إيجابيا، ما يدفعنا للاعتقاد بأن الإدارة تؤمن بالعملية التي نساهم فيها، ونأمل أن نواصل تشجيعهم لإيجاد حلول".

وأوضح أن قطر تتسم بالمرونة في التعامل مع الأمور وقد اكتسبت خبرة في كيفية إدارة شراكاتها في القضايا المهمة.

وبخصوص جهود السلام في أفغانستان، قال الخليفي إن الدوحة تؤمن بالانخراط المباشر في التفاوض، وفي هذا الإطار فإن وزير خارجية أفغانستان موجود الآن فيها، و"نحن نسعى لفهم الثقافة المحيطة بجميع القضايا، مع الضغط قدر الإمكان نحو التغيير".

واستدرك بأن هذا لا يعني أنه لا توجد مخاوف، لكن قطر اختارت أسلوب الحوار المباشر، و"أطلقنا عدة مبادرات منها ما يتعلق بتعليم النساء، على سبيل المثال، ودعمنا مشاريع تعليمية بالتعاون مع إندونيسيا التي استضافت العديد من الطلاب الأفغان، والدوحة تسعى لإيجاد حلول خلاقة دائما وإيجابية قد تفتح الباب للتغيير".

مقالات مشابهة

  • منتدى الأمن بالدوحة يستعرض جهود الوساطة القطرية في القضايا العالمية
  • «الاتحاد للطيران» توقع مذكرة تعاون مع «سياحة تايلاند»
  • الصحة العالمية: تراجع حالات الحصبة في اليمن بنسبة 47% خلال 2024
  • «سياحة أبوظبي» تُطلق نظاماً للتعرُّف على الوجه في فنادق الإمارة
  • 3.5 مليون مسافر عبر مطارات سلطنة عُمان بنهاية مارس الماضي
  • بحثُ سبل التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي بين سلطنة عُمان والهند
  • "عُمران" تُشارك في معرض سوق السفر العربي 2025
  • جوزيه بيسيرو يكشف حقيقة طلب الرحيل عن تدريب الزمالك
  • منتدى أدفانتج عُمان يستعرض الفرص الاستثمارية في التحولات الاقتصادية والابتكار
  • سياحة في مواجع حسين بازرعة !