جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-15@20:13:20 GMT

رحلة الأمان إلى ربوع عُمان (1)

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

رحلة الأمان إلى ربوع عُمان (1)

 

 

عبدالرحمن محمود المحمود **

 

أول معرفة لي بعُمان، كانت عندما أهداني والدي رحمه الله تعالى كتابًا بعنوان "نهضة الأعيان بحرية عُمان" من تأليف المؤرخ والأديب العُماني الشيخ محمد شيبة بن عبدالله بن حميد السالمي، وكنت وقتها تلميذًا في المدرسة الابتدائية في ستينيات القرن الماضي، وهو بالمناسبة أول كتاب أقتنيه في حياتي، وهو الذي أسس لي مكتبتي الحالية، ولا زلت أحتفظ بالكتاب حتى اليوم.

ثم كانت أول زيارة لي لعُمان بحرًا على سفينة التدريب الفرنسية "إيل دي بوتييه" في عام 1975؛ أي منذ نصف قرنٍ تقريبًا، وبعد خمس سنوات من تولي السلطان قابوس الحكم.

النظرة العامة للعاصمة مسقط رغم قصر الزيارة تؤكد صعوبة المهمة التي تولاها السلطان قابوس- رحمه الله تعالى- الى درجة الاستحالة في تطوير بلد مترامي الأطراف بإمكانيات متواضعة إن لم تكن معدومة!

كانت معظم شوارع مسقط العاصمة ترابية، والمباني على نمطها القديم وبعضها متهالك، ولن أُسهب في وصف جوانب من تلك الرحلة ومشاهداتي السريعة، فقد كتبت عنها عدة مقالات نشرت في إحدى الصحف منذ زمن بعيد.

ثم كانت الرحلة الثانية، وجاءت بناءً على اقتراح من أصدقاء أوروبيين لمرافقتهم في زيارة سلطنة عُمان منذ نيف وثلاثين عامًا، أعجبتني الفكرة، وانطلقت بالسيارة من الدوحة إلى مسقط؛ حيث استقبلتهم في المطار وبدأت معهم رحلة استغرقت أكثر من شهر، جبنا خلالها عُمان من أقصاها الشمالي حتى أقصاها الجنوبي عند بلدة "صرفيت" على حدود اليمن، ونشرت عن تلك الرحلة عدة استطلاعات مصورة مع ذكر الفارق الكبير الذي حدث منذ الزيارة الأولى في عام 1975 إلى الزيارة الثانية في عام 1990 إن لم تخنِ الذاكرة.

ثم تكررت زياراتي لعُمان بعد ذلك برًا وجوًا كانت آخرها رحلتي الى ظفار في مارس من هذا العام (2024)، جمعت ما كتبته عن عُمان في رحلاتي الاولى، واضفت اليه الكثير مما استجد بعد ذلك من لقاءات توثيقية لمسؤولين في مواقع ومناصب متعددة وكان منهم شرف لقاء سماحة علاّمة العصر وفقيه الأمة سماحة الشيخ أحمد الخليلي الذي أهداني بخط يده كتابه "العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع" انشره في كتاب اخترت عنوانه من تعليق أحد الأصدقاء الأوروبيين الذين رافقوني في الزيارة الثانية وهو "رحلة الأمان إلى ربوع عُمان"، استلهمته من عنوان أول كتاب قرأته عن عُمان وهو كتاب الشيخ السالمي رحمه الله تعالى السابق ذكره.

ثم شغلتني رحلاتي المتعددة حول العالم بعد ذلك عن إعداد الكتاب للطباعة والنشر، والكُتّاب يعرفون ماذا يعني عناء تأليف وطباعة ونشر الكتب في غياب دور نشر متخصصة تقوم بهذه المهمة، ثم وللأسف الشديد اكتشفت أنني فقدت مخطوطة الكتاب بسبب تنقلي من مكان إلى آخر، ولم أعثر له على أثر  له حتى الآن! وأزعم لو أنَّه بين يديّ الآن لغدا مرجعًا توثيقيًا لنهضة فريدة في التاريخ الإنساني… يتبع.

** مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي- كييف، أوكرانيا

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“قراءة في صراعات المثقفين السودانيين من خلال كتاب”

زهير عثمان

في مقاله المعنون "منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتجنب" (1-3)، يتناول الدكتور عبد الله علي إبراهيم نقدًا لأسلوب وطروحات منصور خالد في البحث والتحليل، متتبعًا النقاط التي يراها غير دقيقة أو غير مبررة علميًا.
هذا المقال يستند إلى كتابه ". . . ومنصور خالد"، الذي يمثل نقدًا مفصلًا لتوجهات خالد الفكرية والاجتماعية. في هذا السياق، يستعرض إبراهيم بعض النقاط المحورية المتعلقة بتأثير الرق على البنية الاجتماعية في السودان.

الكتاب ". . . ومنصور خالد" الذي كتبه الدكتور عبد الله علي إبراهيم يمثل نقدًا مفصلًا لأفكار ومواقف منصور خالد، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز المثقفين السودانيين، وقد أثر في الفكر السوداني بشكل ملحوظ من خلال مؤلفاته التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية هامة. يركّز عبد الله علي إبراهيم في كتابه على نقد جوانب أساسية في فكر منصور خالد، خاصة تلك المتعلقة بالتركيبة الاجتماعية والتراتبية في السودان، وتحديدًا نظرية منصور حول تأثير الرق والتراتبية الاجتماعية في خلق طبقات اجتماعية مختلفة، مثل ربط عمل "الألته" (نقل قاذورات المراحيض) بمجموعة جبال النوبة كأثر للرق.

أهم مواطن القوة في الكتاب والعمق البحثي والتحليل التاريخي: عبد الله علي إبراهيم يعتمد على خلفية قوية في البحث التاريخي والاجتماعي، ويظهر ذلك من خلال ربطه للأحداث والأفكار بتحولات اجتماعية واقتصادية معقدة. يقدم تحليلات تاريخية دقيقة تستند إلى الأدلة المتاحة والدراسات الحديثة التي تدحض بعض مزاعم منصور خالد، مما يضفي على الكتاب بعدًا أكاديميًا ونقديًا جادًا.

التحدي العلمي لرؤية منصور خالد: الكتاب يتبنى موقفًا نقديًا واضحًا ويخوض في تفنيد أفكار منصور خالد بطريقة أكاديمية. عبد الله علي إبراهيم يركز على ما يراه تجاوزًا أو تعميمًا غير دقيق في طرح منصور حول تأثير الرق على الأدوار الاجتماعية. على سبيل المثال، يعتبر الكاتب أن تعميم منصور بأن النوبة وحدهم هم من قاموا بخدمة "الألته" أمر غير صحيح، ويعتمد على دراسات تاريخية جديدة توضح أن هذا العمل شمل مجموعات أخرى من السودانيين.

النقد المنهجي لاستعلاء منصور على مصادره: ينتقد عبد الله علي إبراهيم منصور خالد بأنه يتجاهل بعض المصادر والدلائل التي تتعارض مع طروحاته، ويدعي أن هذا السلوك يعبر عن استعلاء فكري. هذه النقطة تعتبر أساسية في نقد عبد الله علي إبراهيم، حيث يرى أن منصور لا يعيد النظر في آرائه حتى عندما تظهر أدلة مضادة.
تحليل دقيق للمجتمع السوداني: يُظهر الكاتب فهمًا عميقًا للبنية الاجتماعية السودانية، وينجح في توضيح أن الترتيبات الاجتماعية والمهنية التي يتحدث عنها منصور خالد أكثر تعقيدًا من مجرد تأثرها بالرق. يعتمد عبد الله علي إبراهيم على رؤية متعددة الأبعاد تجمع بين العوامل التاريخية والاقتصادية والسياسية.

مواطن الضعف في الكتاب
نبرة النقد الشخصية و على الرغم من أن الكتاب نقدي في جوهره، إلا أن بعض القارئين قد يرون أن النبرة المستخدمة تجاه منصور خالد قد تبدو شخصية أكثر من اللازم في بعض الأحيان. هذا قد يؤثر على الموضوعية العامة للتحليل ويجعل الكتاب يبدو أحيانًا كمحاولة لتصفية حسابات فكرية.

التركيز الضيق على بعض المواضيع: بينما يركز الكتاب على تفنيد فكرة "الألته" وعلاقتها بالرق، قد يشعر بعض القراء أن هذا التركيز ضيق جدًا مقارنة بمجمل فكر وأعمال منصور خالد. هناك قضايا أخرى تناولها منصور خالد بعمق كبير، مثل العلاقات بين الشمال والجنوب والحروب الأهلية، التي لم يتناولها الكتاب بنفس المستوى من التفصيل.
التوسع المحدود في التفسيرات البديلة ورغم أن عبد الله علي إبراهيم يقدم نقدًا لفكرة منصور خالد حول التراتبية الاجتماعية، إلا أن القارئ قد يشعر بعدم وجود تفسير بديل متكامل من الكاتب لكيفية نشوء هذه الظاهرة. الكتاب يركز بشكل كبير على تفنيد أفكار منصور خالد ولكنه قد لا يقدم دائمًا تفسيرًا شاملاً للأسباب التي أدت إلى ظهور تلك التراتبية الاجتماعية.
قلة الاستشهادات المرجعية في بعض المواضع، رغم الانتقادات التي يوجهها الكاتب لمنصور خالد بتجاهل بعض المصادر، قد يشعر القارئ أن الكتاب نفسه كان بحاجة إلى المزيد من الاستشهادات الأكاديمية لدعم بعض حججه. هذا يمكن أن يضعف قوة الكتاب كمرجع أكاديمي في بعض النقاط.
كتاب ". . . ومنصور خالد" لعبد الله علي إبراهيم هو عمل نقدي قوي يتحدى أطروحات منصور خالد بأسلوب أكاديمي جاد وتحليل تاريخي عميق. يقدم الكتاب وجهة نظر مغايرة حول بعض القضايا الأساسية التي تناولها منصور خالد، مثل أثر الرق على المجتمع السوداني وتشكيل الطبقات الاجتماعية. رغم ذلك، يعاني الكتاب من بعض الضعف في نبرة النقد الشخصية، والتركيز الضيق على بعض المواضيع دون غيرها، وقلة تقديم بدائل تحليلية متكاملة.
ومع ذلك، يبقى هذا العمل مساهمة مهمة في الحوار الفكري حول قضايا السودان الاجتماعية والسياسية، ويظهر قدرة عبد الله علي إبراهيم على التحدي النقدي والتفكير المنهجي في تاريخ السودان المعقد.
وأخير أقول لمنصور خالد الرحمة من ربه ولشيخنا الوقر الدكتور عبدالله علي أبراهيم العافية وطول العمر أنه سميع مجيب

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • بعد حادث قطار الزقازيق.. ننشر تفاصيل تطوير نظم الأمان والسلامة بالسكة الحديد منذ 2014
  • ننشر كتاب العلوم المتكاملة في الصف الأول الثانوي 2025
  • «أم كلثوم».. كتاب جديد للباحث كريم جمال
  • قراءة في كتاب عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين (1-3)
  • BLS تعتمد إجراءات جديدة لتسهيل حصول المغاربة على التأشيرة الإسبانية
  • النيابة العامة تأمر بحبس متهمَيْن استوليا على 3.8 مليون دينار من حساب شركة تجارية بمصرف الأمان
  • “قراءة في صراعات المثقفين السودانيين من خلال كتاب”
  • مواصفات وأسعار سيارة كيا نيرو الكهربائية 2025
  • حبس شخصين استوليا على 3.8 مليون دينار من حساب شركة تجارية لدى مصرف الأمان
  • ميلانيا ترامب تطلق كتاب سيرتها الذاتية قبل انتخابات زوجها