جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-15@12:40:05 GMT

رحلة الأمان إلى ربوع عُمان (1)

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

رحلة الأمان إلى ربوع عُمان (1)

 

 

عبدالرحمن محمود المحمود **

 

أول معرفة لي بعُمان، كانت عندما أهداني والدي رحمه الله تعالى كتابًا بعنوان "نهضة الأعيان بحرية عُمان" من تأليف المؤرخ والأديب العُماني الشيخ محمد شيبة بن عبدالله بن حميد السالمي، وكنت وقتها تلميذًا في المدرسة الابتدائية في ستينيات القرن الماضي، وهو بالمناسبة أول كتاب أقتنيه في حياتي، وهو الذي أسس لي مكتبتي الحالية، ولا زلت أحتفظ بالكتاب حتى اليوم.

ثم كانت أول زيارة لي لعُمان بحرًا على سفينة التدريب الفرنسية "إيل دي بوتييه" في عام 1975؛ أي منذ نصف قرنٍ تقريبًا، وبعد خمس سنوات من تولي السلطان قابوس الحكم.

النظرة العامة للعاصمة مسقط رغم قصر الزيارة تؤكد صعوبة المهمة التي تولاها السلطان قابوس- رحمه الله تعالى- الى درجة الاستحالة في تطوير بلد مترامي الأطراف بإمكانيات متواضعة إن لم تكن معدومة!

كانت معظم شوارع مسقط العاصمة ترابية، والمباني على نمطها القديم وبعضها متهالك، ولن أُسهب في وصف جوانب من تلك الرحلة ومشاهداتي السريعة، فقد كتبت عنها عدة مقالات نشرت في إحدى الصحف منذ زمن بعيد.

ثم كانت الرحلة الثانية، وجاءت بناءً على اقتراح من أصدقاء أوروبيين لمرافقتهم في زيارة سلطنة عُمان منذ نيف وثلاثين عامًا، أعجبتني الفكرة، وانطلقت بالسيارة من الدوحة إلى مسقط؛ حيث استقبلتهم في المطار وبدأت معهم رحلة استغرقت أكثر من شهر، جبنا خلالها عُمان من أقصاها الشمالي حتى أقصاها الجنوبي عند بلدة "صرفيت" على حدود اليمن، ونشرت عن تلك الرحلة عدة استطلاعات مصورة مع ذكر الفارق الكبير الذي حدث منذ الزيارة الأولى في عام 1975 إلى الزيارة الثانية في عام 1990 إن لم تخنِ الذاكرة.

ثم تكررت زياراتي لعُمان بعد ذلك برًا وجوًا كانت آخرها رحلتي الى ظفار في مارس من هذا العام (2024)، جمعت ما كتبته عن عُمان في رحلاتي الاولى، واضفت اليه الكثير مما استجد بعد ذلك من لقاءات توثيقية لمسؤولين في مواقع ومناصب متعددة وكان منهم شرف لقاء سماحة علاّمة العصر وفقيه الأمة سماحة الشيخ أحمد الخليلي الذي أهداني بخط يده كتابه "العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع" انشره في كتاب اخترت عنوانه من تعليق أحد الأصدقاء الأوروبيين الذين رافقوني في الزيارة الثانية وهو "رحلة الأمان إلى ربوع عُمان"، استلهمته من عنوان أول كتاب قرأته عن عُمان وهو كتاب الشيخ السالمي رحمه الله تعالى السابق ذكره.

ثم شغلتني رحلاتي المتعددة حول العالم بعد ذلك عن إعداد الكتاب للطباعة والنشر، والكُتّاب يعرفون ماذا يعني عناء تأليف وطباعة ونشر الكتب في غياب دور نشر متخصصة تقوم بهذه المهمة، ثم وللأسف الشديد اكتشفت أنني فقدت مخطوطة الكتاب بسبب تنقلي من مكان إلى آخر، ولم أعثر له على أثر  له حتى الآن! وأزعم لو أنَّه بين يديّ الآن لغدا مرجعًا توثيقيًا لنهضة فريدة في التاريخ الإنساني… يتبع.

** مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي- كييف، أوكرانيا

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"كتاب وأدباء الإمارات" في أبوظبي يضيء على مفهوم القراءة

بمناسبة شهر القراءة الوطني، نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع وزارة الثقافة أمسية بعنوان "القراءة انفتاح على العالم" تحدث فيها كل من الكاتب والإعلامي القدير علي عبيد الهاملي، والقاصتين فاطمة العامري وزينب الحداد اللتين فازتا بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة 2024.

وبحضور رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الدكتور سلطان العميمي، ومديرة المركز الثقافي بوزارة الثقافة منى العامري، أدارت الأمسية وحاورت المتحدثين نائبة رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مديرة فرع أبوظبي الشاعرة شيخة الجابري.
وقالت الجابري في مستهل الأمسية: "نحتفي بشهر القراءة الوطني منذ 2016، والدولة مستمرة في تعزيز القراءة، وتقود مشاريع كبرى مثل تحدي القراءة العربي، وفي هذه الليلة نضيء على تجارب إماراتية، حول مفهوم القراءة من وجهة نظرهم، ونجمع بين جيلين الإعلامي علي عبيد الهاملي أحد قادة الإعلام في الدولة وكاتب أسبوعي في صحيفة البيان، وقاصتان من الجيل الواعد أثبتتا موهبتهما بالكتابة القصصية ونالتا جائزة غانم غباش.

وفي إطار إجابته على ما طرحته مديرة الأمسية، هل القراءة انفتاح على العالم قال علي عبيد الهاملي: "عنوان الندوة أعادني لمرحلة الطفولة، عندما كنا نتابع ونهتم بقراءة مجلات الأطفال مثل ميكي وسمير، وفيها ركن للتعارف، نرسل صورنا ونكتب هوايتنا، مثل القراءة وجمع الطوابع، وقد راسلت مجلة سوبر مان وأرسلت لهم معلوماتي وصورتي، وكنا نجد الشخص الذي يهوى القراءة شخصاً مختلفاً.
وعندما كبرت عرفت أن القراءة ليست مجرد هواية، ويجب أن تكون منهج حياة وأسلوب حياة، أكثر من مجرد وسيلة معرفة، نعم القراءة اطلالة على العالم من جميع جهاته، وتنوعها مهم جداً".
وعن دور الأسرة في تشكيل شخصية الكاتب، أضاف الهاملي: "بدأ ولعي بالقراءة منذ الطفولة، والدي شاعر، وجدي أيضاً، وأذكر أول رواية قرأتها كانت "وا إسلاماه" لأحمد بن كثير، وفي عمر 12 سنة قرأت السيرة الهلالية، من مكتبة المنزل، وأحث جميع الآباء أن ينموا عادة القراءة لدى أبنائهم منذ الطفولة."
وبالنسبة لجهود الدولة في تعزيز القراءة ذكر: "نحن محظوظون بما توفره الدولة، القيادة تهتم بالثقافة والقراءة، وأذكر في مرحلة الستينات كانت الإمكانيات محدودة، والعمل جاري على تأسيس المدراس والمستشفيات، ومع ذلك بطفولتي وجدت مكتبة دبي العامة، ونشأت على ارتيادها، ولدينا في إمارات الدولة العديد من الجهات الحكومية والأهلية التي تشجع وتهتم بالثقافة والقراءة وتطبع الكتب وتتبنى الإصدارات الحديثة"
وقالت زينب الحداد: "القراءة تعبير عن الذات، وتساعدنا أن نعيش واقعا مختلفا، وقد شكلت شخصيتي، وأجد نفسي في كتابة القصة القصيرة، فالقراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة، ولا بد للكاتب أن يقرأ وينوّع بالقراءة حتى تصبح لديه ثقافة موسوعية، نحن في عالم فيه الكثير من الضوضاء، ونتمنى أن نحافظ على مكانة الكتاب الورقي، لان نكهته مختلفة".
وأوضحت فاطمة العامري: "في كل كتاب تجربة جديدة، وقد نشأت في بيت محب للقراءة، فوالدي لديه مكتبة فريدة، تعرفت من خلالها على كتابات طه حسين وجبران خليل جبران وغيرهم من الأدباء، وعندما كبرت أسست مكتبتي، واشتملت على كتب متنوعة في التاريخ والسياسة والأدب والفلك، والفنون وكتب مترجمة، وقد ساعدتني المعرفة على كتابة القصص، وزودتني بتغذية بصرية أثناء ممارسة فن الرسم".
وعن حصولها على جائزة غانم غباش، قالت العامري: "الفوز فرح وسعادة لكنه أيضاً مسؤولية كبيرة وتحدي، ولدي شعور بالخوف يجبرني أن أقرأ أكثر وحالياً أركز على قراءة التاريخ".

وفي ختام الأمسية، تم تكريم المشاركين فيها ثم وقَع الكاتب علي عبيد الهاملي للجمهور على  أحدث إصدارته كتاب "قال الرواي.. تأملات واستنباطات وحالات تأثر" الصادر عام 2024 عن مؤسسة العويس الثقافية واتحاد كتاب وأدباء الامارات، كما وقعت فاطمة العامري على كتاب "القصص الفائزة بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة2024." الصادرة حديثاً أيضاً عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

مقالات مشابهة

  • سلام ترأس إجتماعاً موسّعاً في السرايا حول شبكات الأمان الإجتماعي في لبنان
  • حاصباني: لم يتبق إلا القليل للوصول إلى بر الأمان
  • مدينة جبلة تستعيد حيويتها بعد عودة الأمان وانتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري
  • شيوخ الدروز يصدرون بيانا حول "الزيارة التاريخية" لإسرائيل
  • “الجوازات السعودية” تحذّر: غرامات وسجن لمخالفي تأشيرات الزيارة العائلية
  • "كتاب وأدباء الإمارات" في أبوظبي يضيء على مفهوم القراءة
  • بين دفتين كتاب المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة..
  • الخارجية السعودية تجري تعديلات في إجراءات طلب الزيارة للسودانيين عبر “تأشيرة” 
  • كتاب جديد يتناول العلاقات العراقية التركية
  • شركة مصر للإبتكار الرقمي تحصل على شهادة معايير أمن بيانات صناعة بطاقات الدفع (PCI DSS)