رحلة الأمان إلى ربوع عُمان (1)
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
عبدالرحمن محمود المحمود **
أول معرفة لي بعُمان، كانت عندما أهداني والدي رحمه الله تعالى كتابًا بعنوان "نهضة الأعيان بحرية عُمان" من تأليف المؤرخ والأديب العُماني الشيخ محمد شيبة بن عبدالله بن حميد السالمي، وكنت وقتها تلميذًا في المدرسة الابتدائية في ستينيات القرن الماضي، وهو بالمناسبة أول كتاب أقتنيه في حياتي، وهو الذي أسس لي مكتبتي الحالية، ولا زلت أحتفظ بالكتاب حتى اليوم.
ثم كانت أول زيارة لي لعُمان بحرًا على سفينة التدريب الفرنسية "إيل دي بوتييه" في عام 1975؛ أي منذ نصف قرنٍ تقريبًا، وبعد خمس سنوات من تولي السلطان قابوس الحكم.
النظرة العامة للعاصمة مسقط رغم قصر الزيارة تؤكد صعوبة المهمة التي تولاها السلطان قابوس- رحمه الله تعالى- الى درجة الاستحالة في تطوير بلد مترامي الأطراف بإمكانيات متواضعة إن لم تكن معدومة!
كانت معظم شوارع مسقط العاصمة ترابية، والمباني على نمطها القديم وبعضها متهالك، ولن أُسهب في وصف جوانب من تلك الرحلة ومشاهداتي السريعة، فقد كتبت عنها عدة مقالات نشرت في إحدى الصحف منذ زمن بعيد.
ثم كانت الرحلة الثانية، وجاءت بناءً على اقتراح من أصدقاء أوروبيين لمرافقتهم في زيارة سلطنة عُمان منذ نيف وثلاثين عامًا، أعجبتني الفكرة، وانطلقت بالسيارة من الدوحة إلى مسقط؛ حيث استقبلتهم في المطار وبدأت معهم رحلة استغرقت أكثر من شهر، جبنا خلالها عُمان من أقصاها الشمالي حتى أقصاها الجنوبي عند بلدة "صرفيت" على حدود اليمن، ونشرت عن تلك الرحلة عدة استطلاعات مصورة مع ذكر الفارق الكبير الذي حدث منذ الزيارة الأولى في عام 1975 إلى الزيارة الثانية في عام 1990 إن لم تخنِ الذاكرة.
ثم تكررت زياراتي لعُمان بعد ذلك برًا وجوًا كانت آخرها رحلتي الى ظفار في مارس من هذا العام (2024)، جمعت ما كتبته عن عُمان في رحلاتي الاولى، واضفت اليه الكثير مما استجد بعد ذلك من لقاءات توثيقية لمسؤولين في مواقع ومناصب متعددة وكان منهم شرف لقاء سماحة علاّمة العصر وفقيه الأمة سماحة الشيخ أحمد الخليلي الذي أهداني بخط يده كتابه "العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع" انشره في كتاب اخترت عنوانه من تعليق أحد الأصدقاء الأوروبيين الذين رافقوني في الزيارة الثانية وهو "رحلة الأمان إلى ربوع عُمان"، استلهمته من عنوان أول كتاب قرأته عن عُمان وهو كتاب الشيخ السالمي رحمه الله تعالى السابق ذكره.
ثم شغلتني رحلاتي المتعددة حول العالم بعد ذلك عن إعداد الكتاب للطباعة والنشر، والكُتّاب يعرفون ماذا يعني عناء تأليف وطباعة ونشر الكتب في غياب دور نشر متخصصة تقوم بهذه المهمة، ثم وللأسف الشديد اكتشفت أنني فقدت مخطوطة الكتاب بسبب تنقلي من مكان إلى آخر، ولم أعثر له على أثر له حتى الآن! وأزعم لو أنَّه بين يديّ الآن لغدا مرجعًا توثيقيًا لنهضة فريدة في التاريخ الإنساني… يتبع.
** مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي- كييف، أوكرانيا
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“كتاب صنعاء” إصدار قصصي جديد عن دار كوما بريس اللندنية!
الثورة /خاص
صدر حديثا عن دار كوما بريس Comma press اللندنية، مجموعة قصصية بعنوان “كتاب صنعاء “ مترجما عن العربية إلى اللغة الإنجليزية.
و”كتاب صنعاء “ الصادر عن كوما بريس في مارس ٢٠٢٥م، هو كتاب قصصي يضم بين دفتيه ٩ قصص قصيرة عن مدينة صنعاء لتسعة كتاب قصة يمنيين، والقصص التسع التي يضمها الكتاب هي القصص المختارة والفائزة بجائزة مسابقة دار كوما بريس اللندنية للقصة القصيرة التي أعلن عنها في العام الماضي ٢٠٢٤، والتي تقدم لنيلها ٦٠ كاتبا قصصيا يمنياً بستين قصة قصيرة عن صنعاء توجت بالجائزة وتم تكريم الفائزين التسعة بجوائز مالية رمزية.
وقد تم ترجمة القصص التسع إلى الإنجليزية برعاية دار كوما بريس وإشراف وتحرير لورا كاسينوف ومتابعة بسمة غالياني.
وأما الكُتاب التسعة فهم: هايل علي المذابي، عبده تاج، بدر أحمد، أطياف الوزير، ميسون الارياني، جهاد جار الله، ريم مجاهد، جمال الشاعري، نادر كريم.
يذكر أن مشروع إصدار كتاب صنعاء يأتي في سياق مشروع كبير تنظمه منذ أعوام دار كوما بريس اللندنية في مختلف العواصم العربية والشرقية ولجميع الكتاب العرب كلا في دولته.
وقد صدر منها كتاب بغداد وكتاب شنغهاي وغيرهما، وفي سياق نشاط كوما بريس وإسهامها في التعريف بالثقافة والأدب العربي والشرقي في الجانب الآخر من العالم ورعايتها لمشاريع المثاقفة والترجمة بين الشرق والغرب.