الكهرباء في العراق: قطاع بلا إيرادات لا يوفر حتى رواتب الموظفين
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
4 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: يواجه العراق تحديات اقتصادية كبيرة ترتبط بقطاع الكهرباء الذي يعتبر حيوياً للاقتصاد والمجتمع. رغم أن قطاع الكهرباء يمكن أن يكون مصدرًا رئيسيًا للإيرادات المالية كم في الكثير من الدول، إلا أن العراق يواجه معضلات كبيرة في تمويل هذا القطاع، مما يجعله يعتمد بشكل كبير على دعم مالي حكومي لتسديد رواتب الموظفين.
ويعاني قطاع الكهرباء في العراق من مشكلات هيكلية بدأت منذ سنوات طويلة.
وتتمثل هذه المشكلات في تدهور البنية التحتية، الفساد الإداري، وسوء الإدارة المالية، مما أدى إلى عدم قدرة القطاع على تقديم خدمات كهرباء مستدامة وعالية الجودة للمواطنين. وهذا التدهور المستمر أثر سلباً على الإيرادات الناتجة من جباية فواتير الكهرباء، حيث لا تغطي الأموال المحصلة تكاليف تشغيل القطاع، فضلاً عن تغطية رواتب الموظفين.
وتعتبر الجباية من أهم التحديات التي تواجه وزارة الكهرباء في العراق. حيث تتسم بضعف كبير نتيجة لعدة عوامل منها عدم التزام الكثير من المواطنين بدفع فواتير الكهرباء، والاعتماد على نظام الفواتير الورقي بدلاً من النظام الرقمي الذي يسهل عملية التحصيل. أضف إلى ذلك، هناك نسبة كبيرة من المناطق التي لا تخضع للجباية، إما بسبب نقص البنية التحتية اللازمة أو لأسباب أمنية.
نتيجة لهذا الواقع، فإن الأموال المحصلة من جباية الكهرباء لا تكفي لتغطية نفقات تشغيل القطاع، وبالأخص رواتب الموظفين.
وتشير التقارير إلى أن وزارة المالية تقوم بتوفير 50% من الرواتب الشهرية لموظفي قطاع الكهرباء من خزينة الدولة، مما يضع عبئًا إضافيًا على الموازنة العامة.
وكشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، عن أسباب تأخير تسديد رواتب موظفي وزارة الكهرباء.
وقال المرسومي في تدوينة، إنه “بسبب الدعم الحكومي الكبير جدا للكهرباء فإن أموال الجباية (إيرادات الكهرباء) لا تكفي لتسديد رواتب الموظفين ولذلك تقوم وزارة المالية شهريا بتمويل 50% من رواتب موظفي الكهرباء”.
وأضاف، انه “في كل شهر تتأخر الرواتب لان وزارة المالية تطالب بقوائم الجباية نهاية كل شهر حتى يمكن لها تمويل نصف رواتب الموظفين”.
وتابع المرسومي، انه “في العادة يستغرق الامر عدة أيام ولذلك يتأخر تسديد الرواتب”، مستدركا “يمكن لوزارة المالية ان تعتمد على أموال الجباية للشهر السابق كأساس في تسديد الرواتب من دون تأخير ثم تجري مقاصة لتخصيصات رواتب الموظفين بين رواتب الشهر السابق والشهر الذي يليه لان هذا التأخير المستمر يرهق الموظفين الذي لا دخل لهم سوى الراتب ويدفعهم الى الاستنكار والاحتجاج والتظاهر”.
وتضطر الحكومة العراقية إلى تمويل نصف رواتب موظفي الكهرباء شهريًا، مما يشكل ضغطاً كبيراً على الموازنة العامة التي تعاني أصلاً من تحديات أخرى مثل تقلبات أسعار النفط والإنفاق الحكومي الكبير على مشاريع البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.
وتعتمد الموازنة العراقية بشكل كبير على إيرادات النفط، وفي ظل تقلبات الأسعار العالمية، يزداد الضغط على الحكومة لتغطية نفقات قطاع الكهرباء. هذا الأمر يثير القلق بشأن استدامة هذا النموذج التمويل الحكومي، خصوصاً إذا استمر عدم كفاءة الجباية وعدم تطوير مصادر أخرى للإيرادات في القطاع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: رواتب الموظفین قطاع الکهرباء وزارة المالیة
إقرأ أيضاً:
قرار بخصم 50% من مرتبات هؤلاء الموظفين.. موعد صرف مرتبات نوفمبر 2024 ورابط الاستعلام عن الزيادة
يترقب موظفو القطاع العام في مصر موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2024، وسط حالة من التساؤل حول تفاصيل جديدة أعلنتها وزارة المالية حول عملية الصرف وآلية الاستعلام عن الرواتب، خصوصًا مع القرارات الجديدة التي تتعلق بخصم 50% من مرتبات الموظفين ذوي الأداء المتدني، مما يضيف بعدًا جديدًا حول تقييم الأداء الوظيفي.
موعد صرف مرتبات نوفمبر 2024
أعلنت وزارة المالية في بيان رسمي حديث أن موعد صرف مرتبات نوفمبر سيبدأ يوم 24 نوفمبر 2024، مؤكدةً على انتظام الصرف في جميع البنوك الحكومية والخاصة، إضافة إلى مكاتب البريد وأجهزة الصرف الآلي المنتشرة على مستوى الجمهورية. وتستهدف هذه الخطوة تعزيز السهولة والمرونة للموظفين في الحصول على مستحقاتهم، حيث يمكنهم سحب الرواتب باستخدام بطاقات الصرف الإلكتروني الخاصة بهم أو عبر البطاقات المصرفية المرتبطة بحساباتهم الشخصية.
أشار البيان أيضًا إلى توسيع استخدام البطاقات الإلكترونية لتشمل جهات حكومية متعددة، بهدف تسهيل السحب والشراء مباشرة من المتاجر. هذه التحسينات تأتي في إطار التحول الرقمي للوزارة، والذي يهدف إلى توفير الخدمات المالية بشكل أسرع وأكثر أمانًا للموظفين، مما يعكس حرص الحكومة على تطوير بيئة العمل وتعزيز الراحة للموظفين.
خصم 50% من مرتبات الموظفين ذوي الأداء الضعيف
تنص المادة 27 من قانون الخدمة المدنية المصري على أن الموظفين الذين يحصلون على تقييم "ضعيف" لمدة سنتين متتاليتين، سيتم عرضهم على لجنة الموارد البشرية، والتي تراجع أداءهم وتحدد إمكانية نقلهم إلى وظائف ملائمة في نفس الدرجة الوظيفية لمدة تصل إلى عام واحد. وفي حالة عدم تقديم أداء مرضٍ خلال هذه الفترة، يتم خصم 50% من "الأجر المكمل" للموظف لمدة ستة أشهر.
يهدف هذا الإجراء إلى تشجيع الموظفين على رفع مستوى أدائهم وتحسين مهاراتهم المهنية، كما يعزز من العدالة في بيئة العمل، حيث تتيح الوزارة فرصة للموظفين لتحسين أدائهم قبل اتخاذ قرار الخصم. هذا القرار يعكس توجهات الحكومة نحو إدارة الموارد البشرية بفاعلية، وتحفيز الموظفين على أداء واجباتهم بجدية ومسؤولية.
رابط الاستعلام عن مرتبات نوفمبر 2024
للتيسير على الموظفين، أتاحت وزارة المالية رابطًا إلكترونيًا عبر موقعها الرسمي يمكنهم من الاستعلام عن مرتباتهم لشهر نوفمبر 2024. ويشمل هذا النظام خطوات بسيطة للاستعلام، وهي:
الدخول إلى الموقع الرسمي لوزارة المالية.اختيار "الاستعلام عن مرتبات العاملين في القطاع العام".إدخال الرقم القومي للموظف.الضغط على "استعلام".بعد اتباع هذه الخطوات، ستظهر كافة تفاصيل الراتب بشكل مباشر. تهدف هذه الخدمة إلى تسهيل وصول الموظفين إلى معلوماتهم المالية، وتعزيز الشفافية في المعاملات الحكومية. وأكدت وزارة المالية أن الرواتب ستصرف في موعدها دون تقديم أو تأخير، لتطمئن الموظفين بأن أي معلومات حول تقديم موعد الصرف غير صحيحة وتندرج ضمن الإشاعات.
تعزيز الشفافية والعدالة في الإدارة المالية
هذا القرار والإجراءات المرتبطة بصرف المرتبات والاستعلام عنها يعكسان سعي وزارة المالية المصرية نحو شفافية أكبر في العمليات الحكومية، وجعل الخدمات المالية أكثر يسرًا على الموظفين. كما أن التشديد على مراقبة الأداء عبر قوانين الخدمة المدنية يؤكد حرص الحكومة على تحسين جودة العمل الحكومي، وتوفير بيئة عمل عادلة لجميع الموظفين، حيث يسعى القانون لضمان التوازن بين الدعم المادي وتشجيع الأداء الفعال في القطاع العام.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن رؤية الحكومة لرفع مستوى كفاءة الموظفين، والتشجيع على الالتزام بمعايير الأداء العالية، وهو ما يصب في مصلحة تحسين الخدمة العامة ورفع كفاءة المؤسسات الحكومية.