في ذكراها الرابعة تجربة الوثيقة الدستورية .. بقلم : تاج السر عثمان
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
1
تمر في شهر أغسطس الحالي االذكرى الرابعة للتوقيع على الوثيقة الدستورية 2019 التي كرّست التي كان للعسكر اليد العليا فيها، وكرست الجنجويد دستوريا بدلا من حله، كما في رغبة الشارع يومئذ وهتافاته " العسكر للثكنات والجنجويد ينحل"، رغم ذلك انقلب العسكر على الوثيقة الدستورية بدءا من اتفاق جوبا الذي تحول لمناصب ومحاصصات ، وعدم تنفيذ ما جاء في الوثيقة من محاسبة وقصاص للشهداء في مجزرة فض الاعتصام ، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، مما شجع لارتكاب المزيد من الجرائم كما يجري في مدن دارفور حاليا ، وبقية المجازر ضد الانسانية، وحتى انقلاب 25 أكتوبر 2021، وما تم فيه من انتهاكات ومجازر،رغم ذلك فشل حتى في تكوين حكومة ، وجاء الاتفاق الإطارى بتدخل خارجي ، ليشعل نار الخلاف حول دمج الدعم السريع في الجيش مما أدي للحرب اللعينة الدائرة رحاها الآن ، التي لا بد من وقفها بعد أن احدثت دمارا وخرابا غير مسبوق في البلاد، وعودة الحكم المدني الديمقراطي ، وخروج العسكر والجنجويد من السياسة والاقتصاد ، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
بالتالي بعد تجربة فشل الوثيقة الدستورية والشراكة مع العسكر والدعم السريع ،، يجب "عدم تجريب المجرب" وإعادة إنتاجها بشكل آخر، حتى لا يتم إعادة إنتاج الأزمة والحرب، والسير قدما في الخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية وحكم العسكر، بعد تجربة الحرب المريرة التي تتطلب التغيير الجذري واستدامة الديممقراطية والتنمية والسيادة الوطنية، وقيام علاقات خارجية متوازنة ، في وطن يسع الجميع،
فما هي أهم معالم تجربة الوثيقة الدستورية التي أدت لفشلها؟:
2
كما اشرنا سابقا ، مضت اربع سنوات علي توقيع الوثيقة الدستورية في 17 أغسطس 2019 بين اللجنة الأمنية وقوي الحرية والتغيير التي كرّست هيمنة المكون العسكري في الشراكة ، كما هو الحال في اتفاق تقاسم السلطة الذي اعطي العسكر :
- 21 شهرا الأولي
- تعيين وزيري الداخلية والدفاع.
- الابقاء علي الدعم السريع والقوات المسلحة والشرطة في يد المجلس السيادي.
- الابقاء علي الدعم السريع وعلى مليشيات النظام البائد (كتائب الظل ، الدفاع الشعبي، الوحدات الجهادية الطلابية. الخ)، بدلا من الترتيبات الأمنية لنزع السلاح ، وحلها ودمجها في المجتمع..
- تعيين المجلس السيادي لمفوضيات مهمة مثل: الانتخابات – الدستور- المؤتمر الدستوري.
- الابقاء علي المراسيم الدستورية من 11 أبريل 2019 الي بداية سريان الاتفاق.
3
تم الاتفاق بتدخل وضغوط خارجية اقليمية وعالمية بات معلوما تفاصيله للجميع بهدف فرض "الهبوط الناعم" الذي يعيد سياسات النظام السابق الاقتصادية والقمعية وتحالفاته العسكرية التي تفرط في سيادة البلاد ونهب ثرواتها الزراعية والمعدنية والحيوانية وأراضيها الخصبة ومياهها الجوفية، والاستمرار في الاتفاقات الجزئية ، كما في اتفاق جوبا ،التي تعمق الصراعات القبلية والاثنية وتهدد وحدة البلاد، ولضمان الحفاظ علي مصالح تلك القوي ( قواعد عسكرية ، موانئ، الخ).
ابقي الاتفاق علي المصالح الطبقية للرأسمالية الطفيلية المدنية والعسكرية ومصادر التراكم الرأسمالي الطفيلي ( العائد من حرب اليمن ، نهب وتهريب الذهب ،وعدم ضم شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والمحاصيل النقدية ، والماشية والاتصالات . الخ لولاية وزارة المالية.) .
كان الهدف من الاتفاق اجهاض الثورة وأهدافها وقيام شراكة بين العسكر والمدنيين يكون المهيمن فيها المكون العسكري ، بدلا من قيام الدولة المدنية الديمقراطية، اضافة لقطع الطريق أمام قيام نظام ديمقراطي يكون منارة في المنطقة.
4
منذ التوقيع علي الوثيقة الدستورية كان الحصاد هشيما ، كما أكدت تجربة الوثيقة صحة التوقعات باجهاض الثورة والسير في "الهبوط الناعم" تحت هيمنة المكون العسكري كما في حالة :
- عدم الرضا والخرق المستمر للوثيقة الدستورية ، وعدم تنفيذ جداولها الزمنية مثل: لم يحدث في لجنة التقصي في مجزرة فض الاعتصام.
- عدم تكوين المجلس التشريعي.
- تدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية بدلا من تحسينها ودعم الدولة للتعليم والصحة ، وتمكين الشباب والمرأة. الخ ، كما جاء في الوثيقة .
-البطء في تفكيك النظام البائد واسترداد الأموال المنهوبة.
- عدم الغاء القوانين المقيدة للحريات، واصدار قوانين ديمقراطية للنقابات والاتحادات. الخ.
- لم يتم إعادة جميع المفصولين العسكريين والمدنيين.
- لم يتم تكوين المحكمة الدستورية واصلاح النظام العدلي والقانوني.
- خرق المكون العسكري للوثيقة الدستورية بهمينته علي ملف السلام والسياسة الخارجية من مجلس الوزراء ، والالتفاف علي "الوثيقة الدستورية" ، وافراغها من مضمونها، وتوقيع اتفاق جوبا الذي كان انقلابا "علي الوثيقة الدستورية"، تعلو بنوده عليها ، والتطبيع مع اسرائيل بلقاء البرهان – نتياهو ، والسماح بالقواعد العسكرية علي البحر الأحمر. الخ.
- مصادرة حق الحياة الذي كفلته الوثيقة الدستورية ،بالقمع واطلاق النار علي المواكب والتجمعات السلمية مما أدي الي استشهاد البعض وجرحي ،والاعتداء علي الصحفيين والنساء من بعض المتفلتين من القوات النظامية ، وقيام بيوت أشباح للدعم السريع ، والتهاون مع مواكب الفلول " الزحف الأخضر"، والدعوات للمصالحة معهم ، وللانتخابات المبكرة دون انجاز مهام الفترة الانتقالية، اضافة لخلق الأزمات التموينية والاقتصادية، وتأجيج الصراعات القبلية والاثنية في دارفور والشرق " إغلاق الميناء" وجنوب وغرب كردفان، حتى اعتصام "الموز" الذي تم بعده انقلاب 25 أكتوبر الذي تفاقمت بعده الاوضاع وفشل حتى في تكوين حكومة كما هو معروف ، وجاء الاتفاق الإطاري بتدخل خارجي، وهو في جوهره تكرار بشكل آخر للوثيقة الدستورية، فقد كرّس الدعم السريع واتفاق جوبا والشراكة مع العسكر ، وأدي للخلاف حول مدة دمج الدعم السريع في الجيش ، مما أدي لانفجار الحرب اللعينة الجارية بهدف السلطة والثروة.
مما يتطلب مواصلة اوسع تحالف قاعدي لوقف الحرب ، واصلاح ما خربته الحرب ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، واستدامة الديمقراطية والتنمية، وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية، ليقرر في شكل الحكم ، والتوافق على دستور ديمقراطي، وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع بدلا من
إقرأ أيضاً:
مشهد سياسي مقلق في مالي مع تسلم العسكر قيادة الحكومة
تعيش دولة مالي حاليا على وقع أزمات أمنية واقتصادية وتفاقم الأوضاع الإنسانية، إذ أصبح أكثر من 7 ملايين شخص في عموم البلاد يحتاجون إلى المساعدات والتدخلات الإنسانية العاجلة، بالإضافة إلى أكثر من 161 ألف طفل يعانون من المجاعة وسوء التغذية.
وفي ظل تلك الأوضاع وعلى وقع الخلاف المتصاعد بين الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي، أقال الجنرال آسيمي غويتا رئيس الوزراء المدني شوغيل كوكالا مايغا، وعين مكانه عضو المجلس العسكري الانتقالي اللواء عبد الله مايغا في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ولم يكن هذا التغيير الوزاري من الإجراءات العادية وإنما له أبعاد ودلالات متعددة، إذ جاء في سياق تأسيس حكومة معارضة في المنفى، بالإضافة إلى تزايد المطالب الداخلية بضرورة وضع فترة زمنية للمرحلة الانتقالية والعودة للمسار الديمقراطي.
وكان المجلس العسكري الذي تولى مقاليد السلطة بشكل رسمي في باماكو عام 2021 قرر تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في مارس/آذار 2024، لكنه عدل عن قراره دون الرجوع إلى الأطراف المدنية التي كانت تدعمه، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء المقال يعبر عن استيائه ويقول إن الاستمرار في الحكم العسكري قد يدخل البلاد في أزمات عميقة.
شوغيل مايغا: الاستمرار في الحكم العسكري قد يدخل البلاد في أزمات عميقة (الفرنسية) الاستقرار الأمنيمع وصول الجيش للحكم عام 2021، لم يطرح قادة المجلس العسكري مسألة الخروج من الحكم ضمن أجنداتهم، وهذا جعل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" تفرض قيودا صارمة على التبادل التجاري مع باماكو.
وبعد فترة من الحصار استجاب المجلس العسكري لمطلب العودة للحياة الدستورية وقرر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية عام 2024.
لكن حركة الانقلابات في الدول المجاورة، ودخول مالي في تشكيل ما بات يعرف بـ"تحالف دول الساحل" خلق ذريعة جديدة للعسكريين في البقاء على رأس المناصب السياسية، وقرروا تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى.
وعندما أرادت الأحزاب السياسية النزول للميدان أصدر رئيس الفترة الانتقالية مرسوما يقضي بتجميد عدد من الأحزاب والجمعيات معتبرا أنها تقوم بأعمال تخريبية. وحينها، قال رئيس الوزراء شوغيل مايغا إن تنظيم الانتخابات وتسليم السلطة للمدنيين مرهون بالاستقرار الأمني، وإكمال السيادة الوطنية على كامل الحدود.
وتماشيا مع توجيهات العسكريين آنذاك، قال شوغيل إن "من يريد الانتخابات في ظل التوترات الأمنية هم أعداء للوطن ولا يبحثون عن مصالحه"، وبحسب رأيه، فإن قرار تأجيل الانتخابات يشير إلى أن العسكريين لا يولون للديمقراطية قيمة مقابل البحث عن الاستقرار، والمواصلة في مشروع إكمال السيادة الذي جعل منه قادتهم في منطقة ليبتاكو غورما شعارا رئيسا لمشروعهم.
ومن جهته، يقول مدير إذاعة الصحراء محمد ولد سيد أحمد في حديث للجزيرة نت إن "العسكريين في مالي يركزون على تحقيق الاستقرار الأمني قبل التفكير في إعادة السلطة إلى المدنيين أو تنظيم انتخابات ديمقراطية".
آسيمي غويتا رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي (الفرنسية-أرشيف) إبعاد المدنيينومع مجيئهم للحكم، لم يخف أعضاء المجلس العسكري عدم اهتمامهم بالتكتلات والقوى السياسية من أحزاب وتيارات وجمعيات.
فبعد الانقلاب على إبراهيم بوبكر كيتا عام 2020 سلم الجيش رئاسة البلاد للمدنيين حيث تم تنصيب باه نداو رئيسا للدولة، ومختار وان رئيسا للوزراء.
لكن سرعان ما غير العسكر إستراتيجيتهم وأطاحوا بالحكومة المدنية في مايو/أيار 2021، وتسلم الجنرال آسيمي غويتا رئاسة البلاد وعين شوغيل مايغا رئيسا للوزراء من الجناح المدني، ولكن بعد 3 سنوات تحدث مايغا عن الانتخابات والعودة للمسار الديمقراطي، فأبعد عن قيادة الحكومة.
ويعتقد المحلل السياسي الحسين ولد حمود أن تصريحات رئيس الوزراء المقال بشأن العسكريين سببها الشعور بإبعاده كطرف مدني من رسم المسار السياسي لمستقبل مالي، حيث قال إنه لم يكن على علم بقرار تمديد الفترة الانتقالية قبل أن يسمعه في الإعلام مثل الجميع.
وفي حديث للجزيرة نت، قال ولد حمود إن إقصاء المدنيين من تسيير المرحلة الحالية هو نتيجة طبيعية لمسار الأحداث التي وقعت في فترة العسكريين، إذ تم فيها استخدام السياسيين الذين كانوا معارضة للرئيس السابق كيتا من أجل تشريع الانقلاب وتسويقه فقط.
وأضاف ولد حمود أن تباين الرؤى في "الحرب على الإرهاب" بين رئيس الوزراء المدني المقال وأعضاء المجلس العسكري كانت من الأسباب الرئيسة للقطيعة بين السياسيين والعسكريين.
وكان شائعا في الأوساط الإعلامية والسياسية أن العسكريين قلّصوا صلاحيات رئيس الوزراء ولم يكن ممسكا بكافة الملفات الحكومية.
وفي مرحلة مبكرة من الانقلاب العسكري، كشفت حركات سياسية عن نية القوات المسلحة في الالتفاف على الحكم، ففي عام 2020 حذر الإمام محمد ديكو من تفرد العسكريين برسم مستقبل البلاد ودعاهم إلى التخلي عن السياسة.
وعندما تم تعليق عمل الأحزاب، دعت الكثير من الشخصيات الدينية والسياسية إلى العصيان المدني واعتبرت أن الحكومة الانتقالية بعد 26 مارس/آذار 2024 لم تعد مؤهلة للتحدث باسم الشعب.
الإمام محمد ديكو كان قد حذر من تفرد العسكريين برسم مستقبل البلاد ودعاهم إلى التخلي عن السياسية (رويترز- أرشيف) أزمات إنسانيةيشير ولد حمود إلى أن خروج شوغيل مايغا عن مسار العسكريين يعتبر بمثابة القفز من السفينة قبل الإغراق، لأنه كان مناصرا لقادة المجلس العسكري، لكنه يعرف حجم التحديات وما ستؤول إليه الأوضاع، واختار المناورة والبقاء في المشهد السياسي من باب المعارضة والوقوف مع بقية الأحزاب السياسية التي ترى أن العسكر يجب أن يرجعوا للثكنات ويتركوا قصور الحكم للمدنيين.
وقال إن القرارات السياسية التي اتخذها المجلس العسكري في الفترات الأخيرة توحي بأن البلاد قد تدخل في مسار واسع من الفوضى، خاصة أن الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بحياة الناس مثل الماء والكهرباء والأسعار أصبحت مشاكل يومية لسكان العاصمة باماكو والعديد من المدن الحيوية.
وفي حديثه لعدد من مناصريه، قال رئيس الوزراء المقال إن الاستمرار في الحكم العسكري ومواصلة الحرب قد يدخل البلاد في فوضى غير محمودة العواقب.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن الاشتباكات الأمنية التي تحدث في أجزاء واسعة من الشمال المالي تسببت في تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث أظهرت إحصائية صدرت نهاية 2023 أنه يوجد أكثر من 9 ملايين شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، في حين وصلت المساعدات إلى 1.2 مليون فقط.
وأشارت اليونيسيف إلى أن أكثر من نصف مليون طفل تأثروا بالأوضاع الجارية في مالي، وتم تعطيل 1500 مدرسة من أصل 9 آلاف.
اليونيسيف: أكثر من نصف مليون طفل تأثروا بالأوضاع الجارية في مالي وتم تعطيل 1500 مدرسة (الفرنسية) المواجهةوبالتزامن مع تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان وتضييق الخناق على الأحزاب السياسية خسر المجلس العسكري "ائتلاف 5 يونيو-تجمع القوى الديمقراطية" -بقيادة مايغا- والذي كان المعارضة السابقة في عهد الرئيس كيتا وظل يعتمد عليه في تسويق نفسه داخليا.
وبعد سنوات من مشاركة الحراك في حكومة العسكريين، خرجت الخلافات للعلن واعتبر الجناح المدني أن العسكريين لا يريدون الوفاء بالتزاماتهم بشأن تسليم السلطة للمدنيين.
وفي سياق المطالبة بعودة العسكر للثكنات، أعلنت المعارضة في الخارج تشكيل حكومة مدنية مؤقتة في جنيف برئاسة محمد شريف كوني.
وجاءت حكومة المنفى متسقة مع مواقف "ائتلاف 5 يونيو ـ تجمع القوى الديمقراطية" الذي رفع شعار معارضة تمديد الفترة الانتقالية واستمرار القوات المسلحة في إدارة الشؤون السياسية.
ورغم أن الحوار الوطني الذي نظم في مايو/أيار الماضي أوصى بتمديد الفترة الانتقالية حتى عام 2027 وترشيح غويتا رئيسا للبلاد، فإن العسكريين لم يوقعوا على مخرجاته ولم يتحدثوا عن موضوع العودة للمسار الديمقراطي.
ولد حمود: الفترة القليلة القادمة ستشهد مواجهة بين القوى السياسية والمجلس العسكري (الأناضول)ويعتقد المحلل السياسي الحسين ولد حمود أن الفترة القليلة القادمة ستشهد مواجهة بين القوى السياسية والمجلس العسكري، ويتوقع خروج مظاهرات قوية لأن شوغيل مايغا وأنصاره أخذوا مواقعهم من جديد في معارضة العسكريين.
ويمتلك حراك 5 يونيو/حزيران تجربة في تنظيم الاحتجاجات، إذ سبق له أن قاد الاعتصام والمظاهرات ضد الرئيس الأسبق إبراهيم كيتا حتى تمت الإطاحة به عبر انقلاب عسكري عام 2020.
وفي مشاركة مع الجزيرة نت، قال المحلل السياسي سلطان البان إنه إذا لم يحدث انفراج في المشهد السياسي، فإن المنظمات والأحزاب في باماكو ستخرج في مظاهرات مطالبة برحيل حكومة العسكريين.
ولا يستبعد البان أن تفتح المواجهة بين المدنيين والعسكريين الباب أمام الضباط الراغبين في السلطة إلى مسح الطاولة بزملائهم والعودة لمربع الانقلابات من جديد.