هل يعاني طفلك من توتر مزمن؟ تركيز الكورتيزول في شعره قد يدل على ذلك
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة إقليم الباسك في إسبانيا عن أن هرمون الكورتيزول الذي يفرزه الجسم استجابة لمواقف التوتر، يتراكم في الشعر ويعتبر مؤشرا على مستوى التوتر على المدى الطويل وينعكس على شكل سلوكيات غير مناسبة من الاطفال.
من خلال معرفة الدوافع التي تقف وراء التوتر المزمن يمكن وضع سياسات تحد من هذه العوامل وتقلل التوتر.
الكورتيزول هو الهرمون الذي يفرزه الجسم استجابة للمواقف المجهدة، لذلك يعتبر قياس تركيز الكورتيزول في الشعر مفيدا جدا في تحليل التوتر المزمن.
أوضحت آنه أريجي-أوتشوتورينا، الباحثة في كلية علم النفس بجامعة الباسك والمؤلفة الأولى للدراسة: "يتواجد الكورتيزول عادة في الدم، اللعاب، والبول، بين أماكن أخرى، ويشير إلى مستوى مؤقت من الكورتيزول؛ ولكن الكورتيزول يتراكم في الشعر، مما يشير إلى درجة من التوتر على المدى الطويل، بمعنى آخر، التوتر المزمن".
وللتفريق بين التوتر اللحظي والتوتر المزمن، استخدمت أريجي مثالا فقالت -وفقا لموقع يوريك أليرت-: "التوتر الذي يحدث عندما تذهب لشراء الخبز يوما وتدرك أنك لا تملك المال، ليس مثل التوتر الذي يحدث عندما أن تدرك في كل يوم أنك لا تملك المال لشراء الخبز."
استخدمت الباحثة في مجموعة البحث الباسكية للصحة البيئية عينات شعر من أطفال يبلغون 11 عاما لتقييم التوتر المزمن. ولإجراء البحث، استخلصت البيانات من مشروع البيئة والطفولة؛ حيث يجمع المشروع جميع أنواع البيانات عن الأطفال والعائلات، بدءا من حمل الأم، لأغراض البحث طويل المدى.
تم إنشاء نموذج للبحث في العلاقة بين العوامل البيئية والاجتماعية والفردية وتركيز الكورتيزول في شعر الأطفال. وتم أخذ جميع العوامل التي قد تؤثر على التوتر والتي تظهر في الأبحاث السابقة في الاعتبار: على سبيل المثال، المساحات الخضراء والزرقاء، تلوث الهواء، الضوضاء البيئية؛ العلاقات العائلية والمدرسية، مستوى توتر الوالدين؛ مشاكل النوم، النشاط البدني، العمر، الجنس، إلخ.
وخلص البحث الذي نشرت نتائجه في مجلة الهرمونات والسلوك في 8 يونيو/ حزيران الماضي إلى أن مشاكل السلوك الكبيرة مرتبطة بمستويات أعلى من الكورتيزول في الشعر. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت أريجي "لاحظنا أن توتر الأم مرتبط بمشاكل السلوك لدى الأطفال. وهذا يعني أن توتر الأم يمكن أن يؤثر أيضا على مستويات الكورتيزول لدى الأطفال من خلال مشاكلهم السلوكية".
العوامل البيئية والاجتماعية والفرديةيعتبر تعرض الأطفال للتوتر المزمن أمرا مرتبطا بالعديد من المشاكل الصحية؛ يمكن بالفعل أن يؤثر التعرض المتزامن لعوامل بيئية واجتماعية وفردية مختلفة على تركيز الكورتيزول في الشعر. وقالت الباحثة "الطفولة والمراهقة مراحل حرجة جدا، لأنها مراحل تطور سريع. من المهم جدا معرفة كيف تؤثر العوامل المختلفة على صحة الأطفال والمراهقين في هذه المرحلة حتى يتمكنوا من أن يصبحوا بالغين أصحاء".
وخلصت الباحثة: "نعتقد أن الكورتيزول في الشعر قد يكون أداة مفيدة عند تقييم كيفية تأثير التعرض للعوامل البيئية على التوتر المزمن. باختصار، قد يساعد هذا في تنفيذ سياسات عامة فعالة؛ في الواقع، معرفة ما الذي يمكن أن يسبب التوتر المزمن للناس في موقع معين قد يسهل تنفيذ سياسات للوقاية منه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التوتر المزمن
إقرأ أيضاً:
أعراض الإجهاد المزمن وأبرز الحلول للتخلص منه بأسرع وقت
أوضحت عالمة النفس يكاتيرينا غافريلوفا أن الإجهاد المزمن يُعتبر "القاتل الصامت" لما له من تأثيرات سلبية خطيرة على الصحة النفسية والجسدية، ويتميز بعدم ملاحظته بسهولة مقارنة بالإجهاد الحاد، حيث يعتاد الجسم على تغيرات هرمونية تستمر لفترات طويلة، ما يُصعّب استعادة التوازن.
لقد حان وقت التغيير.. أول قرار سيتخذه ترامب يوم تنصيبه أعراض الإجهاد المزمنووفقًا لما ذكره موقع صحيفة "إزفيستيا"، تشمل الأعراض النفسية للإجهاد المزمن القلق والتوتر المستمر، الشعور باليأس، وفقدان الاهتمام، إضافة إلى الانفعال المفرط. أما الأعراض الجسدية فتشمل الصداع، التوتر العضلي، الأرق، مشكلات الجهاز الهضمي، ضعف التركيز، والنسيان المتكرر.
أعراض الإجهاد المزمنللوقاية أو التعامل مع هذه الحالة، تنصح غافريلوفا بالنوم الجيد، ويفضل النوم مبكرًا في غرفة مظلمة وتجنب استخدام الهاتف قبل النوم. كما تشدد على أهمية ممارسة النشاط البدني والرياضة لتحفيز إفراز الإندورفين وتقليل الكورتيزول. وتقترح الابتعاد عن الأشخاص المزعجين، مع اختيار مجموعة داعمة وإيجابية من المحيطين.
كما توصي بتمارين الاسترخاء، مثل تصور "غرفة فارغة" داخل العقل والتركيز على التنفس. وأكدت أهمية استشارة الطبيب المختص لتحديد الأسباب ووضع خطة علاجية مناسبة.