اعتراف بريطاني : لم نعد نعرف ماذا نفعل ’’سنستمر في التفرج على الحوثيين وهم يفجرون سفننا’’ (تفاصيل صادمة)
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
الجديد برس/ تقرير
تتوالى تباعاً الاعترافات الغربية المصحوبة بالحرج من عجز القوى العظمى عن هزيمة الحوثيين أو وقف هجماتهم البحرية ضد السفن التي لها علاقة بإسرائيل والسفن الأمريكية والبريطانية، وبالتوازي مع ذلك يتصاعد منسوب التحليلات التي تحاول تفسير ما يحدث، خصوصاً أنه يحدث لأول مرة، حيث لم تقف أي قوة في الأرض أمام بحرية الولايات المتحدة، كما يفعل الحوثيون الآن ،
ومن خلال ما يتم تفسيره لا ينتج سوى المزيد من الحيرة والارتباك، أما الحلول فلا تزال غائبة، وفي المقابل لا تزال قوة الحوثيين تتنامى وسيطرتهم على البحر تزداد استحكاماً، ووصلت بعض التحليلات حد السخرية من الأفلام السينمائية التي ظلت تكرس فكرة تفوق البحرية الأمريكية، قائلةً إن ما يحدث في اليمن يجعل ذلك رواية لا علاقة لها بالواقع.
من التساؤلات الأساسية التي تؤرق الساسة والعسكريين والمحللين الغربيين، هو كيف هزم الحوثيون البحرية الأمريكية وسيطروا على البحر، وهو ما حاول تقرير حديث الإجابة عنه، حيث نشر موقع (انهيرد) البريطاني تقريراً يحمل عنوانه التساؤل نفسه “لماذا أصبح الحوثيون يحكمون البحر الأحمر؟”، وجاء فيه أن القليل فقط من السياسيين ما زالوا يتحدثون عن الحصار الذي فرضته حركة أنصار الله في اليمن، والمعروفة باسم الحوثيين، ومن يتابع الأخبار يعتقد أن هذا الحصار قد هُزِم، وأن الأمر تم حله، لكن ذلك لم يحدث، ويستدرك قائلاً: “إن الحصار أقوى من أي وقت مضى، وقد يئس الجيش الأمريكي من محاولة إنهائه، موضحاً أن الحوثيين وقبل أسبوعين فقط، صعدوا إلى سطح ناقلة نفط ترفع علم اليونان وزرعوا مواد متفجرة، وبينما كانت السفينة تحترق صرخوا: (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل)، في إشارة إلى السفينة سونيون التي استهدفت واشتعلت النيران على سطحها.
وأضاف أنه في وقت يفترض أن يكون ذلك خبراً مهماً، فهذه الحركة- الحوثيين- أغلقت أهم ممر بحري في العالم، واستسلمت أمامهم البحرية الأمريكية وأبحرت بعيداً، إلا أن أحداً لا يريد التحدث عن الأمر، مفسراً ذلك بأن السبب قد يكون أكثر من مجرد الشعور المتزايد بالحرج.
وسخر التقرير من هزيمة البحرية أمام هجمات الحوثيين، بقوله: “لم نعد نعرف كيف نتحدث عمّا يجري، فأفلام هوليوود على مدى عقدين من الزمن ظلت تذكرنا بأن البحرية الأمريكية هي الأقوى في العالم، والمطلوب الآن هو حاملة طائرات واحدة لإجبار دولة نامية على الركوع، لكن في اليمن، اصطدمت هذه الروايات بالواقع”.
التقرير أكد أن اليمن تختلف عن العراق وأفغانستان، وأن محاولات الولايات المتحدة فك الحصار اليمني في البحر الأحمر، “ليست في واقع الأمر نوعاً من الحرب الاختيارية التي يمكن ببساطة الابتعاد عنها لمجرد الشعور بالملل، فاستمرار هذا الحصار يجعل العالم كله يتلقى أدلة درامية على العجز العسكري والسياسي المتزايد للغرب”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تعرف الآن ماذا تفعل، فقد كان يفترض أن تحمي السفن من ضربات الحوثيين الصاروخية، من خلال عملية حارس الازدهار التي أطلقتها في ديسمبر الماضي، وبعد تعثرها في يناير تم إطلاق عملية (بوسيدون آرتشر) لقصف الحوثيين وإخضاعهم ووقف هجماتهم البحرية، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال بشكل كبير، فبعد أشهر من القصف بلغ عدد الضحايا اليمنيين 22 قتيلاً على الأقل، وخسرت الولايات المتحدة عدداً من الطائرات المسيّرة من طراز (إم كيو-9 ريبر) باهظة الثمن، التي أسقطتها صواريخ الحوثيين المضادة للطائرات، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة حاولت بأفضل ما لديها استهداف أسلحة الحوثيين وتحديد مواقع الإطلاق داخل اليمن، مؤكداً أن هناك مشكلة واحدة فقط، هي “أنها لا تستطيع ذلك”، معتبراً العثور على منصة إطلاق طائرة مسيّرة داخل سلسلة جبلية يشبه البحث عن إبرة في كومة قش، حسب تعبيره.
وأكد التقرير أن البحرية الأمريكية بعجزها عن رفع الحصار الذي فرضته اليمن- إحدى أفقر دول العالم- ستكون أكثر عجزاً عن رفع الحصار عن تايوان بل ستصبح هذه الفكرة مجرد خيال، كما أن عجزها عن منافسة الإنتاج العسكري الإيراني يجعل التفوق على الصين بأي شكل من الأشكال فكرةً لابد أن تنتهي على الفور، مضيفاً: “سنستمر في التفرج على الحوثيين وهم يفجرون سفننا، ونتظاهر بأن هذا لا يهم، فالاعتراف بعجزنا يعني الاعتراف بأن عصر الهيمنة الغربية قد انتهى بالفعل”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
استخفاف بالأمم المتحدة| ماذا بعد إلغاء إسرائيل الاتفاق مع الأونروا؟.. تفاصيل
أعلنت إسرائيل رسميًا، إلغاء الاتفاقية التي تنظم علاقتها مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الموقعة منذ عام 1967، وذلك بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر بيان رسمي، أنها أخطرت الأمم المتحدة بهذا القرار بناءً على توجيهات وزير الخارجية، يسرائيل كاتس.
تحدى سافر للقانون الدولي واستخفاف بالأمم المتحدةفي هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن قرار قطع إسرائيل العلاقات مع الأونروا وإبلاغ الأمم المتحدة بالقرار تحدى سافر للقانون الدولي واستخفاف بالأمم المتحدة، لأن ببساطة الأونروا هى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أسستها الأمم المتحدة 1949 لتقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئى فلسطين فى الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " اما أهداف نتنياهو معروفة وباتت واضحة فى ظل إصراره على تنفيذ مخططاته الخبيثة وفى ظل اصراره أن الحرب هى حرب بقاء ووجود لإسرائيل، وبالتالى هو يريد أن يقضى على ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال القضاء على الأونروا التى جاءت لخدمة اللاجئين بالتزامن مع القتل والقصف وتقطيع أواصل الدولة وتدمير البنية التحتية، وأن لا تكون الأونروا شاهدة على جرائمه في غزة.
وتابع: المجتمع الدولى سيواصل تخاذله والصمت لأن مجلس الأمن الدولى نفسه رغم هذا الدمار وارتكاب جرائم الحرب اليومية لإسرائيل لم يلجأ إلى المادة 42 من الفصل السابع، التي تنص على أنه "يجوز لمجلس الأمن اتخاذ أية تدابير ضرورية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وبالتالى يتم التعامل مع إسرائيل على أنها كيان فوق القانون.
اتفاقية عمل الأونروا في فلسطينوفي البيان، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأنها "تشكل جزءًا من المشكلة في غزة، وليست جزءًا من الحل"، مبررًا موقفه بمزاعم عن تورط موظفين تابعين للوكالة في أحداث السابع من أكتوبر عام 2023 وارتباط بعضهم بحركة حماس.
ويأتي هذا التصعيد في إطار حملة إسرائيلية متزايدة ضد الوكالة الأممية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث تتهم إسرائيل عشرات من موظفي الوكالة بالتورط في الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية، ومع ذلك، لم تؤكد سلسلة من التحقيقات أجرتها الأمم المتحدة هذه المزاعم، وإن أشارت لاحتمالية تورط بعض الموظفين في الهجوم.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة العام الماضي 223 شخصا من الأونروا، إضافة لاستهداف مرافق ومنشآت الوكالة الأممية التي يعتمد عليها أكثر من 5 ملايين فلسطيني.
من جانبها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن هذا القرار سيؤدي إلى شلل كامل لأنشطة الأونروا في المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، مما يعمق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان الفلسطينيون، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في المقابل، تواجه الأونروا تحديات متزايدة في تمويل برامجها الأساسية، خاصة بعد تقليص دعم بعض الدول الكبرى للوكالة الأممية.
ويشار إلى أن اتفاقية عمل الأونروا في فلسطين هي إطار قانوني يُحدد العلاقة بين وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) والسلطات الفلسطينية أو الجهات المعنية في المناطق التي تعمل فيها الوكالة، وخاصة الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأسست الوكالة عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم الخدمات الأساسية، للأشخاص الذين نزحوا نتيجة الحرب الإسرائيلية، وتهدف لتقديم خدمات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة الاجتماعية، للفلسطينيين.
كما تهدف الأونروا إلى المساعدة في رفع مستويات التنمية البشرية، من خلال تحسين أوضاع اللاجئين في مختلف المجالات لتحسين معيشتهم وتعزيز الاعتماد على الذات.
وتدعم الأونروا الأسر الفقيرة من خلال المساعدات الغذائية والمالية، وتساهم في تطوير وإعادة بناء البنية التحتية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، كما تقدم الخدمات التعليمية لأكثر من نصف مليون طفل في مدارسها، وتعمل على تحسين المناهج وتطوير مهارات المعلمين.
وتنسق السلطة الفلسطينية في المناطق الخاضعة لها دور الأونروا بشكل وثيق مع المؤسسات المحلية لتقديم الخدمات وضمان وصولها للفئات المستحقة، كما تعمل مع السلطة على تحسين آليات التعاون لتقديم خدمات ذات جودة عالية.